تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ام الشهيد

ام الشهيد 2024.

أم ّالشهيد

هذه قصة إمرأة دفعت بإبنها الى ساحات الجهاد في سبيل الله , بعد أن أحسنت تربيته وتعليمه .
قال أبو قدامة الشامي < أحد قواد الجيش في العصور الإسلامية الأولى > :
كنتُ أميراً على الجيش مع بعض الغزوات , فدخلت بعض البلدان , فدعوت الناس الى الغزو , ورغّبتهم في الثواب , وذكرت فضل الشهادة وما لأهلها .
ثم تفرق الناس , وركبت فرسي , وسرت الى منزلي , فإذا أنا بإمرأة من أحسن الناس تنادي :
يا أبا قدامة ..
فقلت : هذه مكيدة من الشيطان .., فمضيت ولم أجب … !!
فقالت : ما هكذا كان الصالحون !!
فوقفت , فجاءت ودغعت إليّ رقعة وخرقة مشدودة , وإنصرفت باكية ..!!
فنظرت الى الرقعة , فإذا فيها مكتوب :
<< إنّك دَعوتنا الى الجهاد , ورغّبتنا في الثواب , ولا قدرة لي على ذلك , فقطعت أحسن ما فيّ , وهي ضفيرتاي , وأنفذتهما إليك , لتجعلهما قيد فرسك , لعلّ الله يرى شعري , قيد فرسك في سبيله , فيغفر لي ..!!؟؟
فلما كان صبيحة القتال , إذا بغلام بين يدي الصفوف يقاتل , فتقدمت إليه وقلت :
يا فتى .. أنت غلام غرِّ راجل , ولا آمن أن تجول الخيل فتطأك بأرجلها , فإرجع عن موضعك هذا ..
فقال : أتأمرني بالرجوع , وقد قال تعالى :
(( يا أيُها الَذينَ آمَنوا , إِذا لَقيتُم الذين كَفَروا زَحفاً فلا تُولوهم الأَدبار * وَمَن يولّهم يَومَئِذٍِ دُبُرَهُ إلاّ مُتَحرّفاً لِقِتال أو مُتَحَيِّزاً الى فِئَةَ , فَقد باءَ بِغَضَبٍِ مِنَ اَللهِ وَمَأوَاهُ جَهَنَّمَ وَبِئسَ اَلمَصير * ))
فحملته على هجين كان معي , فقال :
يا أبا ُقدامة : أقرضني ثلاثة أسهم ..
فقلت :
أهذا وقت قرض ..؟
فما زال يُلّح علّي , حتى قُلت :
بشرط .. , إن منَّ الله عليك بالشهادة , أكون بشفاعتك ..!!
قال : نعم
فأعطيته ثلاثة أسهم , فوضع سهماً في قوسه , وقال :
السلام عليك يا أبا قدامة ..
ورمى به فقتل روميّاً ..
ثم رمى بالآخر وقال :
السلام عليك يا أبا قُدامة .. فقتل روميّاً ..
ثم رمى بالآخر وقال :
السلام عليك سلام مودع ..
فجاءه سهم , فوقع بين عينيه , فوضع رأسه على سرجه , فتقدمت إليه وقلت :
لا تنسنا …
فقال : نعم , ولكن لي إليك حاجة , إذا دخلت المدينة , فإتِ والدتي , وسلّم خُرجي إليها , فهي التي أعطتك شعرها , ليكون لجاماً لفرسك , وسلّم عليها , فإنها العام الأول أصيبت بوالدي , وفي هذا العام بي , … ثم مات !!!
فحفرت له ودفنته .
فلما هممنا بالإنصراف عن قبره , قذفته الأرض , فألقته على ظهرها !!
فقال أصحابي : إنَّه غلام غِرّ , ولعله خرج بغير إذن أمه ..؟؟
فقلت : إن الأرض لتقبل من هو شرٌ من هذا ..
فقمت , وصليّت ركعتين , ودعوت الله عزّ وجَل , فسمعتُ صوتاً يقول :
يا أبا قُدامة .. أُترك وليَّ الله ..!!؟؟؟
فما بَرِحتُ حتى نزلت عليه طيور بيض فأكلته …؟؟؟؟!!
فلما أتيت المدينة , ذهبت الى دار والدته , فلما قرعت الباب خرجت , أخته إليّ , فلما رأتني عادت وقالت :
يا أماه … هذا أبو قُدامة ليس معه أخي , فقد أصبنا العام الأول بأبي , وفي هذا العام بأخي ..
فخرجت أمه إليّ , فقالت :
أمعزيّاً أم مهنئاً ..؟؟؟
فقلت : ما معنى هذا …؟؟؟
فقالت : إن كان مات فعزّني , وإن كان إستشهد فهنئني …؟؟؟!!
فقلت : لا بل مات شهيداً ..
فقالت : له علامة , فهل رأيتها ..؟؟
قلت : نعم , لم تقبله الأرض , ونزلت الطيور فأكلت لحمه , وتركت عظامه , فدفنتها ..
فقالت : الحمد لله
فسلمت إليها الخرج , ففتحته فأخرجت منه مِسّحاً وقيد من حديد ….!!
وقالت : إنه , كان إذا جنّه الليل , لبسَ هذا المسح , وقيد نفسه بهذا القيد , وناجى مولاه , وقال في مناجاته :
** اللهم إحشرني من حواصل الطيور **
فقد إستجاب الله سبحانه دعاءه …!! **

موضوع قيم جدا استمتعت كثيرا
بقرأته جزاك الله خيرا عزيزتي

موضوع رائع
سلمت يداكِ
بارك الله فيكِ

دار

دار

</B></I>

اللهم أحسن خاتمتنا وحشرنا مع النبين والشهداء
اللهم آمين

دار

لن نجد في أيامنا هذه أحد يربي أطفاله بهذه الطريقة إلا نادراً جداً، أضيفي إلى أن الطفل قد أخلص النية فاستجاب الله سبحانه له، وعلى الرغم من صغر سنه فهو لا يخاف الموت، بل يتمنى الشهادة.

فرق شاسع بيننا وبين ووالدته، اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة.
دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.