الوصية بالثبات على السنة وتجنب الأهواء
الوصية بالثبات على السنة وتجنب الأهواء
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ. ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺧﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺑﺚ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺭﺟﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻧﺴﺎﺀً ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺎﺀﻟﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺭﻗﻴﺒﺎ}[ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 1].
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺮﺍﻃﻲ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻓﺘﻔﺮﻕ ﺑﻜﻢ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻠﻪ}[ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ : 153 ].
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ:{ ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺎﻗﻖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻧﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﻭﻧﺼﻠﻪ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﻣﺼﻴﺮﺍ}
[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 115 ].
ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺷﺮﻋﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺣﺬﺭ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﻋﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺭﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻜﺎﻝ.
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﻨﻲ.
ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ: ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺷﺮ ﻓﺠﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺮ؟
ﻗﺎﻝ:(( ﻧﻌﻢ)).
ﻓﻘﻠﺖ:ﻭﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ؟
ﻗﺎﻝ:(( ﻧﻌﻢ، ﻭﻓﻴﻪ ﺩﺧﻦ )).
ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻨﻪ؟
ﻗﺎﻝ:(( ﻗﻮﻡ ﻳﺴﺘﻨﻮﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﺳﻨﺘﻲ، ﻭﻳﻬﺘﺪﻭﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻫﺪﻳﻲ، ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺗﻨﻜﺮ)).
ﻗﻠﺖ ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺮ؟
ﻗﺎﻝ: (( ﻧﻌﻢ، ﺩﻋﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺑﻬﻢ ﻗﺬﻓﻮﻩ ﻓﻴﻬﺎ)).
ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﺻﻔﻬﻢ ﻟﻨﺎ.
ﻓﻘﺎﻝ:(( ﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﺄﻟﺴﻨﺘﻨﺎ)).
ﻗﻠﺖ :ﻓﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﻲ ﺇﻥ ﺃﺩﺭﻛﻨﻲ ﺫﻟﻚ ؟
ﻗﺎﻝ:(( ﺗﻠﺰﻡُ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺇﻣﺎﻣﻬﻢ)).
ﻗﻠﺖ :ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﺇﻣﺎﻡ؟
ﻗﺎﻝ:(( ﻓﺎﻋﺘﺰﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺗﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﺷﺠﺮﺓ، ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺭﻛﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ )).
ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺇﺧﺒﺎﺭ ﻋﻤﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻛﻲ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﻳﺴﻠﻢَ ﻟﻪ ﺩﻳﻨُﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻢ ﺗﺨﺎﻟﻄﻪ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ، ﻓﻬﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻈﻴﻢ ﺟﻠﻴﻞ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻭﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﻪ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻭﺃﻫﻠﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﺛﻢ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺬﻛﻴﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻛﺰﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ.
ﺃﻻ ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺣﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺠﺎﻧﺒﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﺰﻳﻎ
ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻧﻔﻌﻨﻲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ..
*****
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ.
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻓﻲ ﺇﺯﺍﺀ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻳﺤﺮﻓﻮﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﻟﺌﻦ ﺍﺗﺒﻌﺖ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻭﻟﻲ ﻭﻻ ﻧﺼﻴﺮ}[ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ :120].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﻟﺌﻦ ﺍﺗﺒﻌﺖ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ}[ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:145].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻭﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﻬﻴﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﺣﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﻋﻤﺎ ﺟﺎﺀﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻜﻞ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﺮﻋﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎﺟﺎ ﻭﻟﻮ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺠﻌﻠﻜﻢ ﺃﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺒﻠﻮﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺁﺗﺎﻛﻢ ﻓﺎﺳﺘﺒﻘﻮﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﺟﻌﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻴﻨﺒﺌﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﺗﺨﺘﻠﻔﻮﻥ}[ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ : 48 ].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻭﺃﻥ ﺍﺣﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﻭﺍﺣﺬﺭﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﻨﻮﻙ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﺈﻥ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺫﻧﻮﺑﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻔﺎﺳﻘﻮﻥ}[ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ:49].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻗﻞ ﻻ ﺃﺗﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀﻛﻢ ﻗﺪ ﺿﻠﻠﺖ ﺇﺫﺍ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺘﺪﻳﻦ}[ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ : 56].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻓﺎﺩﻉ ﻭﺍﺳﺘﻘﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﻭﻗﻞ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﻷﻋﺪﻝ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺭﺑﻜﻢ ﻟﻨﺎ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻭﻟﻜﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻻ ﺣﺠﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ}[ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ:15].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺎﺗﺒﻌﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ}[ﺍﻟﺠﺎﺛﻴﺔ:18].
ﺗﺄﻣﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ، ﺗﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﻄﻠﻴﻦ، ﻭﺗﺤﺬﻳﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﻨﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﺼﻤﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ}[ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ :67]
ﺃﻻ ﻳﻮﻗﻆ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻚ – ﻳﺎﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ- ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺃﻭﻻً ﺛﻢ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ.
ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻷﺣﻖ ﺑﺎﻟﺤﺬﺭ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻓﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺇﻻ ﺁﻣﻦ، ﻭﻣﺎ ﺳﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺧﺎﺋﻒ، ﻭﺍﻵﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻎ ﻣﻐﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺨﺎﺋﻒ ﻣﻨﻪ ﺣﺮﻱ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ.
ﺃﻻ ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻗﺪ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻗﺮﻭﻧﻬﺎ، ﻭﺩﻋﺎﺗﻬﺎ ﻗﺪ ﻛﺸﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﺃﻧﻴﺎﺑﻬﻢ ﻭﺳﻠﻮﺍ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ، ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻫﻢ ﻭﺍﻟﺰﻣﻮﺍ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﻓﺈﻥ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺷﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺤﺪﺛﺎﺗﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺴﻨﺘﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﺑﺎﻃﻨﺎً، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﺸﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﺮﺗﻪ، ﻭﺃﺩﺧﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ، ﻭﺍﺳﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻮﺿﻪ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻄﻦ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻃﻬّﺮ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ، ﻭﺃﻟﺴﻨﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ، ﻭﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ، ﺇﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺰﻍ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﻫﺪﻳﺘﻨﺎ ﻭﻫﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﺭﺣﻤﺔ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭ ﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺩﻣﺮ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻖ ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻟﺮﻋﺎﻳﺎﻫﻢ، ﻭﺃﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﻛﻞِ ﺧﻴﺮ ﻣﻐﺎﻟﻴﻖ ﻛﻞِ ﺷﺮ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻚ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻋﻤﺎ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﻭﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
الوصية بالثبات على السنة وتجنب الأهواء
الوصية بالثبات على السنة وتجنب الأهواء
الوصية بالثبات على السنة وتجنب الأهواء
الوصية بالثبات على السنة وتجنب الأهواء
فضيلة الشيخ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺴﻮﻳﺢ
ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭ ﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ، ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ، ﻭﻧﺘﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ. ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ.
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ. ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺗﻘﻮﺍ ﺭﺑﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺧﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺑﺚ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺭﺟﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻧﺴﺎﺀً ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺎﺀﻟﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺭﻗﻴﺒﺎ}[ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 1].
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﺮﺍﻃﻲ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺎ ﻓﺎﺗﺒﻌﻮﻩ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻌﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻓﺘﻔﺮﻕ ﺑﻜﻢ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻠﻪ}[ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ : 153 ].
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ:{ ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺎﻗﻖ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﻏﻴﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻧﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﻭﻧﺼﻠﻪ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﻣﺼﻴﺮﺍ}
[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 115 ].
ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺷﺮﻋﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺣﺬﺭ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻤﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﻋﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺭﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻜﺎﻝ.
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﻨﻲ.
ﻓﻘﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ: ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺷﺮ ﻓﺠﺎﺀﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺮ؟
ﻗﺎﻝ:(( ﻧﻌﻢ)).
ﻓﻘﻠﺖ:ﻭﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ؟
ﻗﺎﻝ:(( ﻧﻌﻢ، ﻭﻓﻴﻪ ﺩﺧﻦ )).
ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻨﻪ؟
ﻗﺎﻝ:(( ﻗﻮﻡ ﻳﺴﺘﻨﻮﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﺳﻨﺘﻲ، ﻭﻳﻬﺘﺪﻭﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻫﺪﻳﻲ، ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺗﻨﻜﺮ)).
ﻗﻠﺖ ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺮ؟
ﻗﺎﻝ: (( ﻧﻌﻢ، ﺩﻋﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺑﻬﻢ ﻗﺬﻓﻮﻩ ﻓﻴﻬﺎ)).
ﻗﻠﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﺻﻔﻬﻢ ﻟﻨﺎ.
ﻓﻘﺎﻝ:(( ﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﺄﻟﺴﻨﺘﻨﺎ)).
ﻗﻠﺖ :ﻓﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﻲ ﺇﻥ ﺃﺩﺭﻛﻨﻲ ﺫﻟﻚ ؟
ﻗﺎﻝ:(( ﺗﻠﺰﻡُ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺇﻣﺎﻣﻬﻢ)).
ﻗﻠﺖ :ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﺇﻣﺎﻡ؟
ﻗﺎﻝ:(( ﻓﺎﻋﺘﺰﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺗﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻞ ﺷﺠﺮﺓ، ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺭﻛﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ )).
ﻓﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺇﺧﺒﺎﺭ ﻋﻤﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻛﻲ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﻳﺴﻠﻢَ ﻟﻪ ﺩﻳﻨُﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻢ ﺗﺨﺎﻟﻄﻪ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ، ﻓﻬﺬﺍ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻈﻴﻢ ﺟﻠﻴﻞ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻭﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﻪ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻭﺃﻫﻠﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻭﻻﻳﺘﻨﺎ ﺛﻢ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺬﻛﻴﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻛﺰﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ.
ﺃﻻ ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺣﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺠﺎﻧﺒﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﺰﻳﻎ
ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﻧﻔﻌﻨﻲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ..
*****
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ.
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻓﻲ ﺇﺯﺍﺀ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻳﺤﺮﻓﻮﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ.
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﻟﺌﻦ ﺍﺗﺒﻌﺖ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻭﻟﻲ ﻭﻻ ﻧﺼﻴﺮ}[ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ :120].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﻟﺌﻦ ﺍﺗﺒﻌﺖ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ}[ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ:145].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻭﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﻬﻴﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺎﺣﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﻋﻤﺎ ﺟﺎﺀﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻜﻞ ﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﺮﻋﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎﺟﺎ ﻭﻟﻮ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺠﻌﻠﻜﻢ ﺃﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺒﻠﻮﻛﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺁﺗﺎﻛﻢ ﻓﺎﺳﺘﺒﻘﻮﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﺟﻌﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻓﻴﻨﺒﺌﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﺗﺨﺘﻠﻔﻮﻥ}[ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ : 48 ].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﻭﺃﻥ ﺍﺣﻜﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﻭﺍﺣﺬﺭﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﻨﻮﻙ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﻓﺈﻥ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻧﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺒﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺫﻧﻮﺑﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻔﺎﺳﻘﻮﻥ}[ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ:49].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻗﻞ ﻻ ﺃﺗﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀﻛﻢ ﻗﺪ ﺿﻠﻠﺖ ﺇﺫﺍ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺘﺪﻳﻦ}[ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ : 56].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻓﺎﺩﻉ ﻭﺍﺳﺘﻘﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﻭﻗﻞ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﻷﻋﺪﻝ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺭﺑﻜﻢ ﻟﻨﺎ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻭﻟﻜﻢ ﺃﻋﻤﺎﻟﻜﻢ ﻻ ﺣﺠﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ}[ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ:15].
ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : { ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺎﺗﺒﻌﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ}[ﺍﻟﺠﺎﺛﻴﺔ:18].
ﺗﺄﻣﻞ ﻳﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ، ﺗﺤﺬﻳﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺃﻫﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﻄﻠﻴﻦ، ﻭﺗﺤﺬﻳﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﻨﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : {ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﺼﻤﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ}[ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ :67]
ﺃﻻ ﻳﻮﻗﻆ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻚ – ﻳﺎﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ- ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺃﻭﻻً ﺛﻢ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ.
ﺃﻟﻴﺲ ﺍﻷﺣﻖ ﺑﺎﻟﺤﺬﺭ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ.
ﻓﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺇﻻ ﺁﻣﻦ، ﻭﻣﺎ ﺳﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺧﺎﺋﻒ، ﻭﺍﻵﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻎ ﻣﻐﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﺨﺎﺋﻒ ﻣﻨﻪ ﺣﺮﻱ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ.
ﺃﻻ ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻗﺪ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻗﺮﻭﻧﻬﺎ، ﻭﺩﻋﺎﺗﻬﺎ ﻗﺪ ﻛﺸﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﺃﻧﻴﺎﺑﻬﻢ ﻭﺳﻠﻮﺍ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ، ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻫﻢ ﻭﺍﻟﺰﻣﻮﺍ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﻓﺈﻥ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺷﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺤﺪﺛﺎﺗﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺣﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺴﻨﺘﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﺑﺎﻃﻨﺎً، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﺸﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﺮﺗﻪ، ﻭﺃﺩﺧﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﻔﺎﻋﺘﻪ، ﻭﺍﺳﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻮﺿﻪ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻄﻦ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻃﻬّﺮ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ، ﻭﺃﻟﺴﻨﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ، ﻭﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ، ﺇﻧﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﺗﺰﻍ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﻫﺪﻳﺘﻨﺎ ﻭﻫﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﺭﺣﻤﺔ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭ ﺃﺫﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﺩﻣﺮ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓﻖ ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻟﺮﻋﺎﻳﺎﻫﻢ، ﻭﺃﺟﻌﻠﻬﻢ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﻛﻞِ ﺧﻴﺮ ﻣﻐﺎﻟﻴﻖ ﻛﻞِ ﺷﺮ ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ.
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑﻚ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻋﻤﺎ ﻳﺼﻔﻮﻥ ﻭﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
الوصية بالثبات على السنة وتجنب الأهواء
الوصية بالثبات على السنة وتجنب الأهواء
موضوع مفيد
جزاك الله خيراً
وربي يجعله في موازين حسناتكـ
تحياتي وتقييمي
جزاك الله خيراً
وربي يجعله في موازين حسناتكـ
تحياتي وتقييمي
انتقاء راااااااائع
الله يجزيكِ كل خير يا حبيبة قلبي
دوما تنوري القسم الاسلامي بمواضيعك الهادفة والمفيدة
اسال الله العظيم ان يجعل ما تقدمين شاهدا لك يوم القيامة
وفقكِ الله لما يحبه ويرضاه
~||طرح جميل ومميز
سلمت يمناك ع الانتقاء والسرد
لاحرمنا الله من عبير تواجدك
دمت بسعادهـ بحجم السمآء
لقلبك طوق من الياسمين||~
سلمت يمناك ع الانتقاء والسرد
لاحرمنا الله من عبير تواجدك
دمت بسعادهـ بحجم السمآء
لقلبك طوق من الياسمين||~
أختي الغالية
أسأل الله العظيم لكِ سعادة لا تزول
وعمرًا بالخير يطول
ورزقًا مباركًا كأنه السيول
ومغفرةً كاملةً يوم المثول
بارك الله فيكِ اختي الفاضلة
وجزاكِ الله خيرًا على ما قدمتِ
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه
أسأل الله العظيم لكِ سعادة لا تزول
وعمرًا بالخير يطول
ورزقًا مباركًا كأنه السيول
ومغفرةً كاملةً يوم المثول
بارك الله فيكِ اختي الفاضلة
وجزاكِ الله خيرًا على ما قدمتِ
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه