نعم، ممكن إذا ما ربطنا القلوب بعلام الغيوب .. تعالوا لنتعلم الوصفة السحرية للسعادة الزوجية، التي تبدأ من فترة العقد وتستمر إلى ما بعد الزواج ..و قد قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و السلام
"المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء"
الوصية الأولى: تجديد النية .. قال تعالى {يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّا خَلَقنَاكم مِن ذَكَرٍ وَأنثَى وَجَعَلنَاكم شعوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفوا إِنَّ أَكرَمَكم عِندَ اللَّهِ أَتقَاكم إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] .. فقد جعل الله عز وجل الزواج، لكي يحدث تعارف وتآلف بين القلوب .. وجعله سكنًا لهم، كما قال عز وجل {وَمِن آَيَاتِهِ أَن خَلَقَ لَكم مِن أَنفسِكم أَزوَاجًا لِتَسكنوا إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ} [الروم: 21]
فالزواج رسالة ومسؤولية عظيمة .. وتعاون مثمر للتقرب من الله عز وجل، وتضحية في سبيل نيل مرضاته عنا .. ولكن قليل جدًا من يفهم ذلك ويجعله هدفًا له في الزواج!
لذا لابد أن تجدد النوايا وتحتسب مع كل مرحلة ومع كل خلاف ..
احتسب الأجر على كل شيء تبذله، وستشعر بالسعادة الزوجية الحقيقية .. النبي قال ".. وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك" [متفق عليه]
وقال رسول الله "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي .." [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فبحسن معاشرتك لأهلك، تكون من خير خلق الله في الأرض .. ولكن لن تنال هذه الخيرية إلا بعد تحمل الكثير من المشـــاق.
وأنتِ أيضًا .. كل ما تفعليه من زينة وتطيب ليس لأجله وإنما إبتغاء مرضات الله عز وجل، وستؤجرين عليه عظيم الأجر إن شاء الله إذا ما احتسبتي .. ولابد أن تجدي منه ما لا يسرّك في بعض الأحيان، والأجر على قدر المشقة.
الوصية الثانية: عبودية إدخال السرور المتبادل .. وهذه هي أساس العلاقة بينكما، قال رسول الله "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم" [حسنه اللباني، صحيح الترغيب والترهيب (2623)]
فلا يخلو مجلس بينكما من فائدة، تقرِّب قلوبكما إلى الله تعالى .. ولابد أن يسعى كلا منكما لإسعاد الآخر، ولا تنتظر أن يبدأ الطرف الآخر بل عليك بالمباردة ..
ومن طرق زرع الحب في القلوب:
1) النظر إلى محاسنها الإيمانية .. فعليك أن تتذكر دائمًا محاسنها الإيمانية، لأن ذلك يزرع الحب في قلبك .. ولو كانت علاقتكما بالله جيدة، فهو سبحانه وتعالى الذي سيؤلف بين قلوبكما.
2) البذل والعطاء ..
3) التذكير بالله .. فإذا ذكرّتها بالله وهي ذكرّتك بالله، ستحدث الألفة بينكما.
4) اللطف والرفق .. النبي قال "ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه" [صحيح الجامع (5654)] .. فالرفق واللين يوّثق العلاقة ويقوّي الحب بينكما .. كما إنه سببًا في عتق رقابكما من النار، قال رسول الله "إنما تحرم النار على كل هين لين قريب سهل" [رواه ابن حبان وصححه الألباني]
5) المزاح والملاعبة والمضاحكة .. قال رسول الله "كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال مشي الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة" [رواه الطبراني وصححه الألباني]
6) قدم لها الهدايا .. قال "تهادوا تحابوا" [حسنه الألباني، صحيح الجامع(3004)] .. والهدية ليست بقيمتها المادية وإنما بمغزاها المعنوي.
7) إفشاء السلام .. قال النبي "والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" [رواه الترمذي وحسنه الألباني]
8) الدعاء لبعضكما بظهر الغيب .. فإنها من علامات الحب في الله، وسببًا في زيادة الألفة بينكما.
9) العناية بحقوق الآخر .. فهو عليه أن يراعي عاطفتها، وهي عليها أن تراعي إنشغاله عنها لكسب الرزق .. ولتكن العلاقة بينكما على أساس الودّ والرحمة، ولا يكثر أحدكما من الطلبات على الآخر.
10) اكسبها واكسبيه بالكلمة الحلوة .. فالنبي قال "والكلمة الطيبة صدقة" [متفق عليه] .. فإياكم والكلام الجارح للطرف الآخر، لإنه يترك أثرًا سيئًا على النفس ويصعب نسيانه مما يفسد العلاقة بينكما.
الوصية الثالثة: الاجتماع على الطاعات سبيل الألفة .. قال رسول الله "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء" [رواه أبو داوود وصححه الألباني] .. فلابد أن تجتمعا على بعض الطاعات لكي تتحقق الألفة بين قلوبكما .. مثل:
1) حفظ بعض سور القرآن سويًا .. وبالأخص سورة البقرة، لإنها ستحصنكما وتحصِّن بيتكما من الحسد والسحر وغيره من السوء بإذن الله.
2) الإجتماع على صلاة السنن وقيام الليل أحيانًا ..
3) الصيام والإفطار معًا ..
4) الإجتماع على الصدقة .. لكي يخلف الله عليكما خيرًا، كأن تتعاونا في مساعدة فقير أو مسكين.
5) مدارسة شيئًا من العلم النافع سويًا .. مثل كتب: منهاج المسلم، الأربعين النووية، شرح جامع العلوم والحكم لابن رجب.
6) الاتفاق على حضور درس علم مشترك ..
7) الدعوة إلى الله تعالى فيما بينكما .. تعاونا في ايصال الدعوة لكل من حولكما، فطالما تسعيان في نشر الخير فإن الله سيبارك لكما ويعود على أعمالكما بالخير والبركات.
8) خروجة لله .. زيارة أيتام، عيادة مرضى، مساعدة فقراء.
9) جلسة أسبوعية للمحاسبة .. لمتابعة أحوالكما الإيمانية ومراجعة أهدافكما.
الوصية الرابعة: الرضا يزرع الحب، والسخط يفسد الحياة ..
بالتأكيد لا يوجد أحد بدون عيوب .. فعندما تكتشف عيوب شريك حياتك، لا تتمرد وتتسخط بل لابد أن يرضى كلٌ منكما بما قسمه الله له .. وتذكر توجية الرسول لك "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر" [صحيح مسلم]
وقال ".. وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.." [رواه الترمذي وحسنه الألباني] .. والرضا لن ينبت في القلب إلا عندما تشعر أن زوجتك هي المرأة الوحيدة التي ستُسعدك .. وعندما يكون زوجك هو الرجل الأول والأخير في حياتك .. لكن إذا قمتم بعمل مقارنات مع الغير، فلن ينصلح العيش بينكما.
الوصية الخامسة: حصنّوا أنفسكم من نزغات الشيطان ..
لا تنسوا ولا تغفلوا عن التحصن بالذكر، لأننا نعيش زمن مليء بالمشاكل والفتن ..
وبالأخص أذكار الحفظ .. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح "اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]
أغلقوا الأبواب أمام الشيطان لكي لا يدخل بينكما .. ومن مداخل الشيطان:
1) الشك وسوء الظن .. فعليكم بالصدق وعدم إخفاء العيوب التي حتمًا سيعرفها الطرف الآخر مع الوقت .. كأن تكون سريع الغضب أو حاد الطباع .. وحاولوا أن تجدوا سويًا علاجًا لهذه العيوب أو أن تتكيفوا معها.
2) السوداوية .. وقد كان النبي يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة .. فكل المشاكل تُحلّ بالنقاش الهاديء والحوار البنَّاء.
3) الاستفزاز .. فلا داعي للكلام الذي يُثير غضب الطرف الآخر.
4) المنّ .. وهذا دليل على إنعدام حُسن الخلق.
5) التفتيش عن العيوب الخفيّة التي قد سترها الله عز وجل ..
أخيرًا: جدد حبك لزوجتك وجددي حبك لزوجك .. قال "إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة " [حسنه الألباني، صحيح الجامع (280)]
جدا رائع جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك
لو ننفذ مافي هذا الكلام لكنا فعلا اسعد الازواج والزوجات
ان شاء الله حبيبتي .. علي فكرة بالتعود نقدر نحققها ومش بس مع الازواج دي مع الاهل و الاقارب و الجيران و ان شاء الله ربنا يوفقنا
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
ننتظر منك الاجمل
على ما نقلتي لنا
جزاك الله كل الخير عنه
وبارك فيك
بارك الله فيك وحفظك
ننتظر منك المزيد من الموضوعات الرائعة