بعض التقنيات التي تعلي من شأن النص :
1- الرمز :
وهو سمة مشتركة في كل الكتابات الحديثة، لم تعد المباشرة والوضوح أمراً مطلوباً في الكتابات المعاصرة،يقول الشاعر والناقد الأمريكي ت0إس0إليوت :" إن على الشاعر أن يهرب من مشاعره" أي ألا يعبر عنها بطريقة مباشرة….حاول أن تلتف على المعنى أن تعبرعنه بطريقة غير مباشرة.. أن تأتيه من بين يديه ومن خلفه أن تحوم حوله لا أن تقدمه معلناً سافراً صريحاً وتيقن أن النص الذي يسلمك كل مفاتيحه ومعانيه ودلالته من أول قراءة هو نص عادي جداً . 2-
الصورة:
وهي من أبرز صفات النصوص الحديثة التي تقوم أغلبها على التعبير بالصور الشعرية حتى لو كان النص قصة أو رواية فـ(الرسم بالكلمات) يجعل من النص مستودعاً للجمال، حاول أن تبتكر علاقات جديدة بين الأشياء وأن تربط بينها وأن تخلق صورك الخاصة بك، تأمل مثلاً هذه الصورة: "تبكي النجمة….دمع النجمة ليل" هل سبق وسمعت بهذا…أن الليل دموع النجمات؟؟ إنها صورة فريدة مبتكرة.. حاول أن توسع خيالك لتقتنص صوراً جديدة
3-التناص:
والتناص مصطلح يعني أن تقتبس من نصوص أخرى سواء كانت شعرية أو دينية أو تاريخية أو حتى اسماء مشاهير أو حوادث معروفة أو أساطير وتدخلها في سياق نصك أنت ، أي أن توظفها بطريقة جديدة تخدم نصك…وهذا اتجاه قديم إلا أنه يظهر حديثاً بهذا الاسم وفائدة التناص أنه يكسب النص شهرة تعتمد على مدى شهرة النص المقحم في نصك كما أنه يمنحه بعد وعمق وغنى حين يربطه بأعمال أخرى .
4- الانزياح:
يعني أن تنحرف بالمعنى المألوف لمعنى جديد لا يتوقعه السامع… مثلاً إذا قلنا لك: يا شعرها على يدي شلال ضوء ………… ؟ ماذا تتوقع بعد كلمة ضوء؟؟؟ منير؟ ساطع؟ منسكب؟ أم ماذا؟؟ ماذا لو قلنا ( شلال ضوء ..أسود ) ! هل توقعت هذا؟ إن هذه المفاجأة للقارىء تجعل النص مدهشـاً ومغلفاً بالسحر الذي يجذب القارىء ، وهذا يتحقق عبر الانزياح أن تبتعد عن الكلمات التي يتوقعها القارىء وتقفز للذهن فوراً وبذلك لا تصبح العبارات عادية.
5
– مزج الخاص بالعام:
وهو من أهم مقتضيات النصوص الحديثة …فالنصوص القديمة (الرومانسية والكلاسيكية) كانت تعلي من شأن الفرد ومشاعره الخاصة فنجده يتحدث عن مشاعره وهمومه وكأنما يدور حول نفسه فقط..أما النصوص الحديثة فالشاعر يتحدث عن نفسه وكأنه يتحدث عن الجميع . الأديب المعاصر يرفع همه الخاص إلى مرتبة العموم والشمول…ليدخل في تجربته كل الناس ليكون ضميرهم والناطق باسم أوجاعهم وأحلامهم ،ومهما كان الموضوع خاصاً فإنه يمزجه بالهم العام ويشرك الآخرين فيه مثلاً نجد عبدالوهاب البياتي يكتب رسالة لابنه ( وانظر إلى خصوصية الموضوع) إلا أنه حوله لنص تحس أنه يتحدث فيه عنك وعني وعن الجميع ،فيقول مدن بلا فجر تنام ناديت باسمك في شوارعها فجاوبني الظلام وسألت عنك الريح وهي تئن في قلب السكون.. إلى أن يقول أهكذا تمضي السنون؟ ويمزق القلب العذاب؟ ونحن من منفى إلى منفى ومن باب لباب؟ نذوي كما تذوي الزنابق في التراب؟ فقراء يا قمري نموت وقطارنا أبدا يفوت انظر لاستخدامه للضمائر ( نذوي – نموت- نحن) إنه يجعلك تتحدث على لسانه ليوصل إليك شحنة شعورية بما يريد هو ..إن حزناً بحزن وإن فرحاً بفرح وإن حيرة فإنه يجعل الحيرة تعصف بك بعد أن تقرأ نص كهذا تشعر أنك تجد نفسك فيه…أما الحديث عن قضايا فردية بحتة فإنه يقصي القارىء عن نصك
6- توظيف الأساطير:
وهو استخدام حديث بدأ مع المدارس الشعرية الغربية الحديثة ،حيث صار الرجوع للماضي وتوظيفه في النصوص يجعل النص أكثر جمالاً وغنى وقيمة ، فوظف أغلب الأدباء الكثيرمن الأساطير الفرعونية والبابلية والإغريقية والهندية ونذكر منها : جلجامش بجماليون سيزيفعشتارأوديب تموز .. وغيرها وتفنن كل منهم في توظيفها بطريقته الخاصة وإضفاء أبعاد جديدة لها تخدم وتلائم نصه.لذا فالقراءة في التراث العالمي والإنساني والقراءات في التاريخ والفلسفة وعلم النفس تعطي النص الأدبي آفاقاً رحبة وتكسبه عمقاً وشمولية تعلي من قيمته كثيراً.
[
التكثيف:
والتكثيف يعني أن تختصر عباراتك وتجعلها (كبسولة معنى) حيث يكون الرفض قاطعاً لكل تكرار أو إعادة أو تمطيط للمعنى يحدث هذا عن طريق تكثيف المفردات باختيار أدقها للتعبير عن الحاله..ويتم عن طريق حذف بعض أدوات التشبيه والابقاء فقط على المشبه ووجه الشبه فقط وحذف أدوات الربط والإشارة وغيرها -طبعا بشكل لائق -بعيداً عن جعل الجملة مفككة تائهة ، فتجعل لغتك مثل الحلم : مركزة موجزة ودالة بعمق فهناك فرق بين أن نقول : ( اتجهت للبحر صباحا ومن ثم رأيت النوارس البيضاء تحلق عالياً في الأفق وبدت النوارس كما لو أنها ترقص في ابتهال في الأفق الرحب…..) وبين : ( اتجهت للبحر..رأيت النوارس البيضاء تحلق عالياً..بدت كما لو أنها ترقص ابتهالاً…) مثلاً نقرأ هذه القصيدة( وهي قصيدة كاملة) لـ سليمان العيسى : برعمة الصباح.. غطى وجهها غمام قال لها: حذار ضوء الشمس في جحورنا حرام! لاحظ تكثيف العبارة الشديد .
8-الثنائيات
ويلعب عليها كثير من الأدباء ويبنون عليها نصوصهم إنطلاقاً من مقولة الضد يبرز حسنه الضد..وإن كانت هذه مرحلة متقدمة نوعاً ما إذ أنها تطلب بعض الفنيات لمحاولة مزج الثنائيات بشكل سليم وبناء ودال ، فيبنى النص كله على المتناقضات أو على الجمع بين مفرد وجمع في مقابلة بينها على مدار النص ..وهو يمثل مرحلة متقدمة في الكتابة .
-الصورة البصرية:
وتعني الصورة البصرية تشكيل الكلمات وكتابتها بطريقة معينة بحيث تدل هذه الطريقة على معنى ما ونحن نراها من حين لآخر متمثلة في بعثرة الشعراء لحروف كلمة ما أو كتابة بعضها بخط سميك أو وجعلها بشكل متتالي أو متقاطع أو هندسي في بعض الأحيان مثل أن يقول الشاعر : أمل دنقل وتضاءلت كحرف مات بأرض الخوف حاء..باء الحرف السيف الشاعر هنا يتحدث عن ضياعه وهذا ما جعل الحروف لا تتماسك حتى تتناسب مع حالة الضياع فتركها مفككة ممزقة مثل روحه الممزقة . أعزائي…قد تبدو بعض هذه التقنيات غريبة نوعاً ما…ولكن مع شيء من الانتباه لها أثناء قراءاتنا للنصوص سيجعلنا نؤمن بأنها فعلا هي أبرز السمات الأسلوبية للنصوص المعاصرة وسنلتقي مع بعض الأمثلة والنماذج لهذه التقنيات…..
نماذج
لن نسمي مصطلحات أو ننظر للأسلوب لأنه ممارسة وموهبة وتعلم واكتساب ، ولكن لنقف بأنفسنا على هذه النماذج لنلاحظ كيف أوصل الشاعر الفكرة ، كيف أبدعها بأسلوب جميل جعل نصه متميزاً؟؟ وأترك لكم أن تميزوا بين الكلام وبين جمال اللغة…بين القول وبين الإبداع..بين الكلام المباشر وبين الأدب الذي يقتضي تحويراً في المعنى وإلتفافاً عليه وبذلك يولد الجمال في النص …
-1- يريد هذا الشاعر أن يقول لحبيبته أنه يشتاق لها بجنون وأنه حين يراها يبتهج جداً..
فكيف سيقول لها ذلك؟
"مطرٌ أنتِ على صحرائه مطر ٌ… في ريه يحترقُ قطرة منك وياجوع الهوى فجأة يخـضّرُ عمرٌ يورق!"
-2- ويريد هذا أن يقول لكل مواطن أن يكون مخلصاً وأميناً لوطنه الذي يمنحه كل شيء ..
فكيف أوصل رسالته هذه؟
"كن جديراً برائحة الخبز كن لائقاً بزهور الصيف فمازال تنور أمك مشتعلاً، والتحية ساخنة كالرغيف"
-3- ويريد هذا القاص أن يصف لنا طول الفتاة الجميلة التي خرجت من السيارة…
فكيف سيصف طولها؟
" ثم يستقيم عودها طاعناً الفضاء بقامة فارعة رطبة"
-4- ويريد هذا الشاعر أن يقول لنا بأنه ضائع متعب وبلاهدف ولا حب…
فيقولها لنا هكذا :
"إنك لا تدرين معنى أن يمشي الانسان … ويمشي بحثاً عن انسان آخر
حتى تتآكل في قدميه الأرض ويذوي من شفتيه القول"
-5- وانظروا إلى روعة الصورة المبتكرة والجديدة التي تفيض جمالاً
في وصف امرأة يصفها لنا هذا الروائي العبقري :
"أهدابها خيمة حريرية ،جسدها الناحل الرشيق الدافىء مثل ليالي تمو ،
وقد تحلم أكثر.. تفكر أن تمد يدك إلى شعرها إلى هذا الليل الإفريقي الداكن
" آمل أن تمنحنا هذه الوقفات العجلى مع الأسلوبيات مفتاحاً وبصيصاً
من ضوء يعيننا جميعاً على الارتقاء بأقلامنا للأفضل
هوامش:
1- السوري – لسيمان العيسى.
2-الفلسطيني – محمود درويش.
3-السعودي – عبده خال.
4- المصري – أمل دنقل.
5- السعودي المنفي – عبدالرحمن منيف.
………………..
آمل أن يجد كل من قرأ فائدة ما هنا….. كما أحب أن أنوه ببعض الملاحظات التي أوردتها على العضوة الأخت الكريمة أمل لعل الأخوة المبتدئين يحاولون الأخذ بهذه النصائح الأدبية التي اتسمت بالتجربة والممارسة والدربة المستديمة والقراءة الدائمة والتثقيف الذاتي الذي يرفد الجانب المعرفي والثقافي للكاتب ويجعله واعيا بالأطروحات التي يتناولها في كتاباته …… أقتنص من الحياة ومضات تضيء لك مشارف الإبداع , تعلم بان الحياة مسرح كبير يعرض أدق التفاصيل والأمور , اجعل هذه اللمحات إشارات مقتضبة تستطيع من خلالها تناول فكرة ما والتعرض لها بالأسلوب الذي ترتضيه : شعر , قصة , رواية , مسرحية رسم تشكيلي , نحت , تصوير فوتوغرافي , تصميم , موسيقى وفنون جميلة . أكتب ولا تتردد , كن واثقا من نفسك , جريئا في نقل فكرتك تعلم أن تتحرر من هذا الخوف لأن التردد مقبرة الكاتب حاول أن تقنع الآخرين برأيك ولا تتزمت لرأيك فغالبا ما تتباين الآراء وتتناقض المفاهيم عندذاك تأكد من أنك لاتقول إلا مايوافق المبدأ الصحيح والحق الأكيد واعلم بأن تتعلم كيفية احترام الآخرين بتقبل الآراء بصدر رحب فكما يستمع الآخرون لك كن خير من يستمع لهم ويتفهم نقاط الإختلاف وحتما ضع أمامك أجندة سجل فيها النقاط الإيجابية والسلبية والإختلاف والتوافق وتعلم دائما بأن اختلاف الآراء أبدا لايفسد للود قضية تجنب الجدال دائما واعرض عن الجاهلين وإن جادلت فجادل بالتي هس أحسن تعلم آداب الحوار والنقاش فلا ترفع عقيرتك أبدا بالصوت لأن أنكر الأصوات صوت الحمير من الأمور المسلمة أن تكن شجاعا ومسؤولا أمام كل كلمة تكتبها وتتعلم من أخطائك لو وجدت لأن اللبيب هو من يستفيد من كل الأخطاء ويتعظ بالآخرين ويقوّم نفسه ويصحح بيانه وفق منهج الله القويم حتى لايؤاخذ عليه من الله لأنه "ومايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " يجعلك حينئذ تثق بأن الكلمة أمانة والقلم فعل مؤثر أقسم الله به لجلال قدره ولعظم شأنه لمايحمله من تنوير وتوجيه للآخرين فهو السلاح الإعلامي الذي يمثل فكر وحضارة الأمة التي تكتب باسمها وتنتمي لها كفرد مؤمن مسلم موحد راض بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا . فبالقراءة يتطور القلم وبالإيمان يصبح مايكتب هو مقياس لسلامة القلب والروح والجوارح وأعلم بان للروح فضاء تسرح فيه في تجلياتها النورانية وفسحة رحمانية وهبها الله للمتطلعين نحو الجمال والكمال من البيان حتى قال صلى الله عليه وسلم إن من البيان لسحرا بوح جميل حتما ويكفانا هذا الغعجاز البلاغي والبياني العظيم بالقرآن العظيم المعجز ببلاغته وبيانه المتحدي بسمو كلمه وسلطانه المعجز بآياته على الأكوان كلها وحينما يأتيك إلهام الروح على جناح حلم رائع سينطلق شعاع الروح كسنا يبرق بالوجدان محدثا انتفاضة روح داخلية بهبة من الله ستنبري عن بوح داخلي كفرس جموح على لسان القلم فقط ثقي بنفسك وقدراتك التي تستشعرها وحينها سترى القلم وهو ينقاد مطواعا بين أناملك الطرية اقرأ ثم اقرأ واقرأ ولا تفكر مطلقا أن تكون كفلان أوفلانة من الناس و الأدباء كن أنت كما خلقك الله بروحك وجمالك الداخلي الذي يميزك , حينها ستدرك الأسلوب الذي الذي يميزك والجنس الادبي الذي به تكتب . فإن وجدت نفسك قادرا على السرد والحكاية فاقرأ كثيرا في القصص والروايات اقرأ كل شي قديم الأدب وحديثه عربيه وعجميه أعني ( الأدب المترجم ) اقرأ كثيرا في القرآن الكريم والسيرة النبوية المعطرة للنبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وأمهات المؤمنين اقرأ الشعر العربي كثيرا قديمه وجديده واعتمد على أمهات الكتب العربية القديمة ككتب الجاحظ كالبيان والتبيين والبخلاء والحيوان وكتاب العقد الفريد وكتاب جواهر الأدب وكتب المعلقات السبع وغيرها كثير واقرأ كثيرا في كتب اللغة العربية التي تفسر معانيها كالمعاجم اللغوية كلسان العرب والقاموس المحيط ومختار الصحاح وتعرفي على معاني الكلمات ومترادفاتها اقرئي للشعراء القدماء المعروفين لتستقيم لغتك وتتكون لديك ثروة لغوية تمكنك من صياغة الكلام بلغة سليمة مجودة خالية من اللحن والإضطراب اللغوي لأن سلامة النص وسلامة الأسلوب هي سلامة للموضوع فكل من سلامة اللغة نحويا وغملائيا كل لايتجزأ ولا استغناء لدارس ومتذوق اللغة من معرفتها والإلمام بمهاراتها الأساسية كان تفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع والتاء المربوطة والهاء الساكنة والتاء المفتوحة من المهم معرفة هذه الأساسيات لسلامة الأسلوب والتراكيب في الخطاب الذي تكتب به من الشعراء الذين أوصي بقراءة أشعارهم أمريء القيس وطرفة ابن العبد وزهير بن أبي سلمى ولبيد وعمروبن كلثوم وعنترة بن شداد والحرث بن حلزة هؤلاء هم أصحاب المعلقات السبع التي اشتهرت بأسمائهم وخلدها تأريخ الأدب العربي في صفحات من ذهب لأنها سترفد لغتك ولا ريب ثم عرج على بقية الشعراء الإسلاميين المتأخرين كأمثال المتنبي والفرزدق والأعشى وأبي فراس الحمداني والخنساء والنابغة الذبياني وحاتم الطائي وحسان بن ثابت وعبيد الله بن قيس الرقيات وابن زيدون وجرير وأبي العلاء المعري وجميل بثينة وكثير عزة والشريف الرضي وعمر بن أبي ربيعة والبحتري وابن خفاجة وأبي نواس وغيرهم وهؤلاء هم أشهر الشعراء الذين جاءوا في العصر الإسلامي – عصر صدر الإسلام والعصر الأموي والعباسي – أما العصرالعربي الحديث فهو يعج بكثييييييييير من الشعراء المبرزين لايحضرني ذكرهم لكثرتهم من أمثال حافظ إبراهيم واسماعيل صبري وأحمد شوقي وأحمد محرم ومعروف الرصافي والزهاوي والعقاد وعبدالرحمن شكري وخليل مطران وعمر أبي ريشة وشعراء المهجر من أمثال إيلياء أبو ماضي ونسيب عريضة , هناك من يحب نزار قباني وشعره ولكن شعره عليه تحفظ كثير لأنه تعرض للذات الألهية وشطح في ذلك كثيرا انتبه جيدا وأنت تقرأ , لا بأس بأن نستفيد من القدرة البلاغية لصياغة اللفظ ولكن يجب ألا ننجرف بأفكارنا ونربأ بأرواحنا عن مزالق نحن في غنى عنها فلأدب الإسلامي والحداثي الرصين يخلو من الغلو في الكتابة الحداثية التي لو قرأت وتعمقت في بعضها لوجدت غلوا كبيرا , هناك كثير من الشعراء الذين يتبعون الشعر التقليدي الموزون المقفى على وزن وقافية بتفعيلة أو تفعيلتين . ولا ننسى هنا شعراء سعوديين فصحاء وعامين أي بالشعر الفصيح والنبطي أو الشعبي قمة في شعرهم الجمال والروعة والاصالة والجزالة منهم التقليديين ومنهم القدماء ومنهم المحدثين ولعل أبرزهم من يحضرني ذكرهم كالدكتور كغازي القصيبي والشاعر المحروم الامير عبدالله الفيصل والشاعر الإسلامي عبدالرحمن العشماوي والشاعر النبطي خالد الفيصل وغيرهم كثيييير وهناك تجارب رائعة لشعراء وشاعرات شباب محدثين لهم قدم راسخة في هذا المجال . وهناك الشعر الحديث المتحرر من القيود وهي القصيدة المنثورة قصيدة النثر وهناك كثير من الدراسات حول هذه المواضيع كما أن هناك مواقع أدبية جدا قيمة تزج بشعراء محدثين ومعاصرين وذوي تجارب جدا راقية وجميلة لايسعني ذكرهم في هذه العجالة غير الكتاب والأدباء والقاصين والروائيين وكذلك النساء الأديبات روائيات شاعرات عربيات وسعوديات وأجنبيات لم يغفلهن التاريخ ذكرهن ودورهن الأدبي فعالم ألنت فيه كثير من العلم والمعارف وهو كفيل بأن يمدك بكتب لم تكن لتتسنى لغيرك من الأدباء والأديبات قديما فهذه من نعم العصر علينا هذه الثروة المعلوماتية الضخمة التي يجب أن يحسن فيها الفرد استغلالها فيما يعود عليه وعلى امته بالنفع والخير الوفير وأن يدقق ويحسن الإختيار وإلا سيجد أمامه محيط كاسر وبحر هادر لايرحم فكثير من المعلومات الصحيحة والمغلوطة يجب أن نكون واعين فيما نقرأ من مواضيع وثقافة والإنسان الواعي يجب أن ينهج المنهج الذي يستفيد منه لتستفيد تجربته الإبداعية والإنسانية يهمني أن تقرئي ولا تستعجلي النشر ولا تحبطي نفسك اطلاقا وحاولي أكتب حتى لو أخطات فالإنسان يستفيد من أخطائه ومن تجارب الآخرين وهو ناقد نفسه حتى لو أعجبه عمله أو نصوصه لأن نصك وعملك هو جزء منك ولا يحتمل الإنسان النقد لكن يجب أن يستقبل الإنسان النقد ويستفيد من كل الملاحظات ويصبر ولا يتوقع المدح فقط فهناك المدح وهناك القدح وكلاهما يصبان في مصلحة الكاتب الناشيء لو استفاد منهما بدون غضب وذلك حتى يطور من مهاراته وأدواته فالنقد البناء هو الذي يرقى بالعمل الأدبي ويعين الكاتب على تجاوز الكثير من الهنات والمآخذ اللغوية والأسلوبية أما النقد الهادم فيجب ألا تعيره اهتماما صحيح النفس لاترضى بالنقد ولا أحد يرضى بالنقد فطبيعة الإنسان مجبولة على المدح والتشجيع ولكن مرحبا بالنقد الذي يبني لا ليهدم يسمو لا لينزل عموما الكلام كثير وهو موجه لكل من يجد في نفسه ميلا نحو الكتابة وكم من كتاب رائعين مغمورين ولا يكادون يبينون لأنهم لايبحثون وراء الشهرة والأضواء وكم من كتاب صنعتهم حظوظهم وهم لايحملون فكرا قيما يفيد الناس والمجتمع وانتبه ثم انتبه من الفكر الضال المشوش للعقيدة والدين والوطن يجب أن يكون إيمانك ومعتقدك راسخا ولا تنجرف وراء تيارات العولمة والليبرالية المزعومة والحرية الكاذبة بدعوى التحرر والإنفتاح اللاواعي المبني على أمور ومغالطات خطيرة يجب تعيها وتدركها جيدا كما يجب أن تكون ملتزما بمنهجك ووسطا في كل شيء فلا فلاإفراط ولا تفريط وخير الأمور أوسطها وديننا علمنا الوسطية وهو دين الوسطية في كل شيء كما آمل أخي أن تضع نصب عينك إنك يجب أن تكوني مثقفة جدا وواعية لمايحاك حولك وحول وطنك وأبناء وبنات جيلك وأن تساهم بقلمك في رفعة ورقي الناس والمجتمع والوطن العظيم . الذي أعطاك الكثير وينتظر منك الكثييييير خدمة لله ونبيه وكتابه العظيم . آمل أن تكون أخي قد استفدت من نصائحي هذه لعلها تكون لك خير زاد على مواصلة مشوار الأدب الطويل محققا قاعدة يجب ألا تغيب عن بالك بان بداية الألف ميل دائما تبدا بخطوة وفق الله الجميع دائما وأبدا لكل خير ودمتم جميعا بحب وجمال .
بقلم صالحة السفياني