تلـك الغـرائز كم لها من صولةٍ
والنفس إن سَقت وهيض جناحها
الصـوم يمنحنـا مشـاعر رحمةٍ
رمضـان فيـه ليلـة خـير لنـا
فيهـا تنــزّلُ بالسـلام ملائِكٌ
قد أنزل القـرآن فيهـا جامعـًا
ومصـدقًا للرسـل فيمـا بلغوا
هـذا كتـاب الله زاد مُسَـافر
أقبـل عليـه فإن مـن نفحـاته
يـا ليلـة القـدر امنـحي أيامنا
ربــاه إنـي في ضـلال حـائر
هذِي خُطاي على الطريق ضريرةٌ
ثارت بي الشهواتُ فاصرف شرها
يا نُور هذا الكون هـب لبصيرتي
إني لمـا أنزلـت مـن خـير فقيرٌ
تسـعد بخـير دائـم وفـلاح!
يسـتبدل الأتـراح بالأفـراح!
الصّــوامِ واعٍ صــــاحِ!
عبـدًا لبنت الكَـرْمِ والأقـداحِ
ونهـاره في غفلـة ومـــزاح!
واهـي العقيـدة في إهَاب وَقاح!
وطبـائع سُـودِ الوجُـوه قِبـاح
مسـعورةِ الأنيـَابِ ذاتِ نُبَاح!
فالصـوم معـراجٌ بغيـر جَنَاح!
وتعـاونٍ، وتعفـفٍ، وسَمـَاح!
مـن ألفِ شهرٍ في الزمان صِباحِ!
والـروحُ حتى مطلـع الإصْباحِ!
لمراشـِدِ التهـذيب والإصـْلاحِ!
عـن مُنْـزِلِ الأسْفَارِ والألوَاحِ!
وبـرودُ مـاءٍ في الهَجـير قَرَاح!
تقـوى القلوب، وبهجةَ الأرواح!
فضـلَ الكـريم المنعـمِ الفتَّاح!
عـانٍ أنـوءُ بحِمْلـِيَ الفـَدَّاح!
يكبـو غُـدُوّي بـاكيًا ورواحي!
عنـِّى وكفكـف ثورتي وجماحي
مـن قبـل رؤية وجهك الوضاء
مـن طعـم تلـك الجنة الخضراء
تقـديم هـذا الطعـم للخلفـاء
أفـلا أكـون بـه مـن السعداء
بالبشـر أَوْجُهُنـا.. وبـالخيلاء
لهـلال شـهـر نضـارة ورُواء
شـوق لمقدمـه، وحسـن رجاء
بجـلال أيـام.. ووحـي سماء؟
مـن عذبه .. ونصول في الأجواء
نفضـي بـه لمرابـع الجــوزاء
أبـداً ولا نشـكو مـن الأدواء
وأعـز في الســراء والضـراء