الصبر فضيلة يحتاج إليها المسلم في دينه ودنياه، وهو الذي يشعُّ للمسلم النور العاصم من التخبُّط، والهداية الواقية من القنوط، وعلي الإنسان أن يستعدَّ للحوادث الجسام دائمًا.
ولقد أخبرنا الله تعالى بطبيعة الحياة الدنيا، وأنها خلقت ممزوجة بالبلاء والفتن فقال: ((لقد خلقنا الإنسان في كبد)) أي مشقة وعناء، وإذا أطلق الصبر فلا يكاد ينصرف إلى غيره عند كثير من الناس.
قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ " رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني.
وفي كتاب الله آية عظيمة كفى بها واعظة ومسلية، عند وقوع المصائب: وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]،
(إنا لله وإنا إليه راجعون) علاج ناجع لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أو جليلة ومصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، لابد أن يخلف في الدنيا يوما ما وراء ظهره، ويدخل قبره فردا كما خلق أول مرة بلا أهل ولا عشيرة ولا حول ولا قوة ولكن بالحسنات والسيئات، فمن صبر واحتسب إيماناً ورضى بقضاء الله يجد الثواب الجزيل والخير العميم في ذلك اليوم .
روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبة وأخلفه خيرا منها))، قالت: ولما توفي أبو سلمة؛ قلت: ومن خير من أبي سلمة صاحب رسول الله,فقلتها –قالت: فتزوجت رسول الله .
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي قال: ((ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه ))
وليعلم المصاب علم اليقين أنّ (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا ءاتَـٰكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد:22، 23].
فوطني نفسك على أن كل مصيبة تأتي إنما هي بإذن الله عز وجل وقضائه وقدره فإن الأمر له، فإنه كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض .
واعلمي أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك أو يضروك فلن يحصل ذلك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، واستعن على الصبر: بالاستعانة بالله، والاتكال عليه، والرضا بقضائه.
وعن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله : ((عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) رواه مسلم.
هكذا يكون الصبر على البلاء والرضا بالقضاء
ذكر أن عروة بن الزبير لما خرج من المدينة متوجها الى دمشق ليجتمع بالوليد ، انتشر السرطان في رجله فى واد قرب المدينة ، وكان بدايته هناك، فما وصل الى دمشق إلا وهو قد أكل نصف ساقه فدخل على الوليد فجمع له الاطباء العارفين بذلك ، فأجمعوا على أنه يجب أن يقطعها وإلا أنتشر السرطان في الجسد كله فوافقهم على قطعها .
وقالوا له : ألا نسقيك مخدرا حتى يذهب عقلك فلا تحس بألم القطع ؟ فقال : لا ! ؟ معاذ الله أن أتناول شيئا يغيب عقلي وقلبي عن ذكر الله ، ولكن إن كنتم لابد فاعلين فأقطعوها وأنا في الصلاة ، فإذا دخلت الصلاة وجلست لقراءة التشهد فاقطعوا ساقي فإنني عندما أدخل الصلاة لا أفكر إلا في الله الواحد.
فنشروا رجله وهو قائم يصلى ، وهو صامت لا يتكلم فما تصور ولا اختلج ، فلما انصرف من الصلاة عزاه الوليد فى رجله ، فقال :
اللهم لك الحمد ، كان لى أطراف أربعة فأخذت واحدا فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت ، وإن كنت قدأبليت فلطالما عافيت ، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت.
وكان قد صحب معه بعض أولاده ومنهم محمد ، وكان أحبهم إليه ، فدخل دار الدواب فرفسته فرس فمات ، فأتوه فعزوه فيه .
فقال :
الحمد لله كانوا سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت ستة ، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت ، ولئن كنت قد أخذت فلطالما أعطيت.
ونظر إلى رجله التي قطعت و قال : اللهم إنك تعلم أنى لم أمش بها إلى سوء قط وأنشد : ـ
لعمرك ما أهويت كفى لريبة ** ولا حملتنى نحو فاحشة رجلى
ولا قادني سمعى ولا بصرى لها ** ولا دلنى رأيى عليها ولا عقلي
من هؤلاء؟؟؟ أبشرا كانوا؟؟ نعم كانوا بشرا ولكن ليسوا ككل البشر..كانوا بشرا ملائكيين عرفوا الله فعرفهم الله.. خافوا الله فخوف الله منهم جميع خلقه.. توجهوا إلى الله فنظر إليهم نظرة الرضا..
أرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضاء ضاق الفضاء…
ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولاسماء…
كن عن همومك معرضا ووكل الأمور إلى القضاء..
وانعم بطول سلامة تغنيك عما قد مضى..
فلربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا..
ولرب أمر مسخط لك في عواقبه رضا..
الله يفعل مايشاء فلا تكن متعرضا..
اللهم وفقنا للصبر والرضا واصرف عنا اليأس والسخط
وارزقنا العافية في الدين والدنيا والآخرة
وصلَّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
********
الموضوع من تجميعي
وجزاك الله خير
وجعلنا الله من الصابرين المحتسبين الاجر عند المصائب
موضوع جميل
اسأل الله ان يرزقك الصحه والعافيه
وچعله آلله فى ميزآن حسنآتگ
ورزقگ آلفردوس آلعلآ من آلچنه
فأن الصبر بمنزلة الرأس من الجسد
فأن ذهب الرأس فما قيمة الجسد ؟؟؟
بارك الله بكِ عزيزتي
موضوع مميز ومفيد لمن أصابته مصيبه من مصائب الدنيا
وتقبلي ودي وتقديري وحبي
قال رسول الله : ((عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء
شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) رواه مسلم.
نسال الله ان يجعلنا من المؤمنين الصابرين المحتسبين عند المصائب
حبيبتي الروميساء
ما شاء الله موضوع جميل
ابت سطور كلماتك الا ان ارد عليكِ
واثني على ما خط هنا
شكرا من القلب لكِ و جزاكِ الله خيرا ،،وسدد الى الخير ممشاكِ
أذاقك الله برد اليقين، وحلاوة الإيمان
تقييمي المتواضع .
أختي الفاضلة
جزاك الله عنا خير الجزاء
بارك الله فيِك وأثابكِ ونفع بك ِ
ودام عطائكِ في كل خير
كـوٍني دآئمآً كـآلشٌمسٌ تبث نوٍرٍهآ فيٌ أًعٌينْنآ
أجٌمل آلأمنيآتٌ لكـِ ياقلبي
وٍدْيٌ قٌبْلٌ رٍدْيٌ مع تقييمي لكِ