تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » السلام على أهل الهمم – الشيخ عائض القرنى

السلام على أهل الهمم – الشيخ عائض القرنى 2024.

دار

السلام على أهل الهمم – الشيخ عائض القرنى

السلام على أهل الهمم، فهم صفوة الأمم، وأهل المجد والكرم، طارت بهم، أرواحهم إلى مراقي الصعود، ومراتب الخلود.
قام رسولنا – صلى الله عليه وسلم – حتى تفطرت قدماه، وربط الحجر على بطنه من الجوع وهو العبد الأوّاه، وأدميت عقباه بالحجارة، وخاض بنفسه كل غارة.
يدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية؛ لأن قلبه معلق بربه كل ثانية، صرف للدين أقواله، وأصلح بالهدى أفعاله، وأقام بالحق أحواله، وانفق في سبيل الله أمواله، وهاجر وترك عياله.
لبس عمر المرقّع، وتأوّه من ذكر الموت وتوجّع، وأخذ الحيطة لدينه وتوقّع، عدل وصدق وتهجد، وسأل الله أن يستشهد، فرزقه الله الشهادة في المسجد.
اخرج من سرداب الأماني يا أسير الأغاني، انفض غبار الكسل، واهجر من عذل، فكل من سار على الدرب وصل، نسيت الآيات، وأخّرت الصلوات، وأذهبت عمرك السهرات، وتريد الجنات؟!
الشمس تجري، والقمر يسري، وأنت نائم لا تدري، أنت أكول شروب، لعوب طروب، صاحب ذنوب.
يا كثير الرقاد، أما لنومك نفاد، سوف تدفع الثمن، يا من غلبه الوسن، تظن الحياة جلسة وكبسة، ولبسة وخلسة، بل الحياة شرعة ودمعة، وركعة ومحاربة بدعة.
ابدأ في طلب الأجر من الفجر، قراءة وذكر، أو دعاء وشكر؛ لأنها لحظة انطلاق الطير من وكورها، ولا تنس: (بورك لأمتي في بكورها).
الفرس بهمته يعض لجامه ويلوك، فركبه الملوك، والحمار آثر المقام في الرباط، فضرب بالسياط، ولا بد للهمم الملتهبة إن تنال مطلوبة، ولا بد للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها، سنة لا تتبدل، وقضية لا تتحول.
ألا فليهنأ أرباب الهمم، بوصول القمم، وليخسأ العاكفون على غفلاتهم في الحضيض، فلن يشفع لهم عند ملكوت الفضل نومهم العريض، وقل لهؤلاء الراقدين: (إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين) فهبوا إلى درجات الكمال نساء ورجالاً، ودربوا على الفضيلة أطفالاً، وانفروا خفافاً وثقالاً.

رفع الهمم إلى القمم

أنا إن عشت لست أعدم خبزا *** وإذا مت لست أعدم قبرا
همتّي همة الملوك ونفسي *** نفس حر ترى المذلة طفرا
السلام على أهل الهمة..
فهم صفوة الأمم… وأهل المجد والكرم..
طالت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود… مطالع السعود… ومراتب الخلود، ومن أراد المعالي هان عليه كل هم.. لأنه لولا المشقة ساد الناس كلهم..
ونصوص الوحي تناديك… سارع ولا تلبث بناديك.. وسابق ولا تمكث بواديك..
أمية بن خلف لما جلس مع الخلف أدركه التلف…
ولما سمع بلال بن رباح حي على الفلاح.. أصبح من أهل الصلاح…
أطلب الأعلى دائماً وما عليك…
فإن موسى لما اختصه الله بالكلام قال: (رب أرني أنظر إليك).
المجد لا يأتي هبة… لكنه يحصل بالمناهبة.
فلما حمل الهدهد الرسالة، ذكر في سورة النمل بالبسالة.
نجحت النملة بالمثابرة، وطول المصابرة، تريد المجد ولا تجدّ… تخطب المعالي وتناوم الليالي.. ترجو الجنة وتفرط في السنة…
قام رسولنا – صلى الله عليه وسلم – حتى تفطرت قدماه… وربط الحجر على بطنه من الجوع.. وهو العبد الأواه..
وأدميت عقباه بالحجارة.. وخاض بنفسه كل غارة..
يدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية..
صرف للدين أقواله، وأصلح بالهدى أفعاله، وأقام بالحق أحواله، وأنفق في سبيل الله أمواله، وهاجر وترك عياله..
لبس عمر المرقع، وتأوّه من ذكر الموت وتوجع، وأخذ الحيطة لدينه وتوقع..
عدل وصدق وتهجد، وسأل الله أن يستشهد، فرزقه الله الشهادة في المسجد..
عليك الجد إن الأمر جد *** وليس كما ظننت ولا وهمتا
وبادر فالليالي مسرعات *** وأنت بمقلة الحدثان نمت
اخرج من سرداب الأماني.. يا أسير الأغاني…
وانفض غبار الكسل، واهجر من عذل، فكل من سار على الدرب وصل..
نسيت الآيات، وأخّرت الصلوات، وأذهبت عمرك السهرات، وتريد الجنات؟؟
ويلك!! والله ما شبع النمل حتى جد في الطلب.. وما ساد الأسد حتى وثب..
وما أصاب السهم حتى خرج من القوس.. وما قطع السيف حتى صار أحد من الموس..
الحمامة تبني عشها.. والحمرة تنقل عشها.. والعنكبوت تهندس بيتها..
والضب يحفر مغارة… والجرادة تبني عمارة..
وأنت لك مدة… ورأسك على المخدة..
في الحديث: ((احرص على ما ينفعك))؛ لأن ما ينفعك يرفعك…
((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف))، بالقوة يبنى القصر المنيف،، وينال المجد الشريف..
همة تنطح الثريا وعزم *** نبوي يزعزع الأجيال
صاحب الهمة ما يهمه الحرّ… ولا يخيفه القرّ… ولا يزعجه الضرّ.. ولا يقلقله المرّ؛ لأنه تدرع بالصبر.
صاحب الهمة يسبق الأمة.. إلى القمة..
(والسابقون السابقون * أولئك المقربون)؛ لأنهم على الصالحات مدبون، في البر مجرّبون.
عمي بعض المحدثين من كثرة الرواية، فما كلّ ولا ملّ حتى بلغ النهاية..
مشى أحمد بن حنبل من بغداد إلى صنعاء، وأنت تفتر في حفظ دعاء..
سافر أحدهم إلى مصر، وغدوه شهر ورواحه شهر، في طلب حديث واحد، ليدرك به المجد الخالد.
ولولا المحنة، ما دعي أحمد إمام السنة، ووصل بالجلد إلى المجد…
ووضع ابن تيمية في الزنزانة، فبرز بالعلم زمانه.
واعلم أن الماء الراكد فاسد؛ لأنه لم يسافر ولم يجاهد.
ولما جرى الماء، صار مطلب الأحياء..
بقيت على سطح البحر الجيفة، لأنها خفيفة..
وسافر الدرّ إلى قاع البحر، فوضع من التكريم على النحر..
فكن رجلاً رجله في الثرى *** وهامة همته في الثريا
يا كثير الرقاد.. أما لنومك نفاد؟؟
سوف تدفع الثمن.. يا من غلبه الوسن..
تظن الحياة جلسة.. وكبسة.. ولبسة.. وخلسة؟؟
بل الحياة شريعة ودمعة، وركعة، ومحاربة بدعة..
الله أمرنا بالعمل، لينظر عملنا، وقال: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
فالحياة عقيدة وجهاد، وصبر وجلاد، ونضال وكفاح، وبر وفلاح.
لا مكان في الحياة لأكول كسول.. ولا مقعد في حافلة الدنيا للمخذول..
ابدأ في طلب الأجر من الفجر، بقراءة وذكر، ودعاء وشكر؛ لأنها انطلاق الطير من وكورها، ولا تنسى: ((بارك الله لأمتي في بكورها)).
العلم في حركة، كأنه شركة، وقلبك خربة كأنه خشبة.
والطير يغرد، والقمري ينشد، والماء يتمتم، والهواء يهمهم، والأسود تصول، والبهائم تجول، وأنت جثة على الفراش؟؟ لا في أمر عبادة ولا معاش؟؟
نائم هائم، طروب لعوب، كسول أكول.
ولا تقل الصبا فيه اتساع *** وفكر كم صبي قد دفنتا
تفرّ من الهجير وتتقيه *** فهلا من جهنم قد فررتا
أنت تفتر والملائكة لا يفترون، وتسأم العمل والمقربون لا يسأمون..
بم تدخل الجنة؟؟
هل طعنت في ذات الله بالأسنة؟؟
هل أوذيت في نصر السنة؟؟
فانفض عنك غبار الخمول، يا كسول.
فبلال العزيمة، أذن في أذنك فهل تسمع؟؟
وداع الخير دعاك فلماذا لا تسرع؟؟
( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).
ولا بدّ للهمم الملتهبة أن تنال مطلوبها، ولا بدّ للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها..
سنة لا تبدل، وقضية لا تحوّل..
سوف تأتيك المعالي إن أتيت *** لا تقل سوف، عسى، أين، وليت
قل للمتخلفين: اقعدوا مع الخالفين؛ لأن المنازل العالية والأماني الغالية تحتاج إلى همم موارّة، وفتكات جبارة،، لينال المجد بجدارة..
وقل للكسول النائم، والثقيل الهائم: امسح النوم من عينيك، واطرد الكرى من جفنيك، فلن تنال من ماء العزة قطرة، ولن ترى من نور العلى خطرة، حتى تثب مع من وثب، وتفعل ما يجب، وتأتي بالسبب.
ألا فليهنأ أرباب الهمم، بوصول القمم.
وليخسأ العاكفون على غفلاتهم في الحضيض، فلن يشفع لهم عند ملوك الفضل نومهم العريض.
وقل لهؤلاء الراقدين: (إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين).
فهبوا إلى درجات الكمال… نساءً ورجالاً، ودرّبوا على الفضيلة أطفالاً.. (انفروا خفافاً وثقالاً).

دارعزيزتي
الله يجزاك خير وينفع بك
إنتقاء طيب ومشاركة قيمة ومميزة ومفيدة عن
السلام على أهل الهمم – الشيخ عائض القرنى
لا حرمك الله أجرها
حفظكِ الله وزادكِ من واسع علمه وفضله
جعل الله ما تنقلين شاهداً لك لا عليك
دمتي بخير.دار

دار دار

بارك الله بكِ

وأجزل الله لكِ العطاء والمثوبه


وجعله الله في ميزان حسناتكِ


إن شاء الله


حيّاكِ الله

دار دار
نسيت الآيات، وأخّرت الصلوات، وأذهبت عمرك السهرات، وتريد الجنات؟؟
ويلك!! والله ما شبع النمل حتى جد في الطلب.. وما ساد الأسد حتى وثب..

بارك الله فيك
وجعل ما تقدمه من موضوعات
في ميزان حسناتك
ويجمعنا بك والمسلمين في جنات النعيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.