ترجمة: يوسف وهباني
تفرض بعض المدارس والجامعات الحكومية ببعض الدول رسوما دراسية على الطلاب لأجل متابعة دارستهم وتأهيلهم التعليمي، بجانب هذه المدارس نجد المدارس الأهلية والتي غرضها تجاري؛ فالرسوم الدراسية تعتبر من صميم أهدافها لا سيما وأنها تهدف في المقام الأول إلى الجانب التجاري والربحي .
في كل دولة وخصوصا الدول الأفريقية والآسيوية توجد أسر تعاني من الفقر والفقر المدقع، وكثير من الآباء يعاني من الفقر ولديه نحو ( 5-10) أطفال، وبما أن التعليم أصبح ضرورة العصر فإنه يعاني من توفير إعاشتهم وسبل مواصلاتهم، فما بالك بفرض رسوم دراسية على دراستهم بالمدارس- إنه أمر في غاية الصعوبة – ولهذا فإن المجتمع يقسو على مثل أولئك – وبل يتسبب في تسيبهم وهجرهم فصول الدراسة إلى ممارسة الأعمال الهامشية .
حينما يجد الطفل الأكبر أنه لا مناص له من ترك المجال الدراسي والانخراط في مجال العمل فلن يتوان في الأمر، وذلك لأجل مد يد العون والمساعدة لوالده حتى يستطيع إخوته الآخرون متابعة تأهيلهم الدارسي .
إننا نعلن وبكل صراحة بأن عملية وضع الرسوم الدراسية على الطلاب بصورة محضة من غير تمحيص لحالة والدهم الاقتصادية يعد نوعا من أنواع التمييز الاجتماعي – لأن والد الطفل ليس له خيار في الأمر – فميزانيته لا تسمح بأعباء جديدة تضاف لأعبائه القديمة والتي ينوء بحملها، ولهذا فإنه يتألم جدا لعدم مقدرته على توفير الرسوم لأبنائه الطلاب، وهذا يعني أن يفقد ابنه فرصة التعليم، وأنه بالطبع يعرف قيمة التعليم وأن العلم نور .
إن الفقر لا يعد عيبا – فكل إنسان مقدر له رزقه من ا لخالق الكريم سبحانه وتعالى، وإن رب العائلة الفقير يعد والدا صالحا ما دام يؤدي كل أعماله وفق ما يريد ويرى المجتمع الذي من حوله . فهو يساهم في مسيرة التقدم الخاصة بمجتمعه – وفي بعض الأحيان يعتبر أحسن من الثري الذي جمع ماله بالغش والزور .
ونسبة لعدم مقدرة الوالد على دفع الرسوم المفروضة فإن أبنائه الطلاب سوف يذهبون للشارع وقد يعانون من الظلم الاجتماعي – خاصة وإن أولئك الطلاب ربما يكونوا موهوبين أو نابغين في مجال من مجالات العلوم أو الآداب مما يضيع فرصة كبيرة لتأهيلهم واستفادة المجتمع من خدماتهم مستقبلا .
يجب أن يعمل كل أفراد المجتمع على تنوير أنفسهم، ولا يتم ذلك إلا بفتح نوافذ العلم مشرعة على مصراعيها لينهل طلاب العلم من معينها، وعلى المجتمع تقع مسؤولية مراقبة نفسه، فالمجتمع الواعي هو الذي يتابع أبناءه ولا يهمل في تلقي بعض أبنائه من معين ذلك العلم . وكل أمة ارتقت سلم المجد لم ترتقه إلا بواسطة العلم ولهذا وجب على كل دولة تسعي لبلوغ المجد أن تهتم بالعلم وبمتلقى العلماء، وأن تعمل على تذليل كل العراقيل التي تقف حجر عثرة في وجه النابغين والموهوبين .
وهنالك ظلم اجتماعي مغلف من نوع آخر، حيث تكون هنالك مدارس ذات صبغة رأسمالية خاصة، وينال المدرس فيها أضعاف ما يناله المعلم بالمدارس الاعتيادية، وبالتالي يتجه معظم المعلمين والمدرسين المرموقين والمميزين للتدريس في تلك المدارس، لا سيما وأن تلك المدارس تجبر منتسبيها من الطلاب على دفع رسوم عالية.
يقول الكثيرون إنها مدارس تجارية وأنها تنال من الطلاب لتدفع للمدرسين ولكننا نجد أنها نجحت في تفريغ المدارس الاعتيادية من المدرسين المميزين لا سيما وأنهم ينالون أضعاف ما ينالونه بالمدارس الاعتيادية، ولهذا فإن الطالب الفقير أصبح يفتقر لخدمات المدرس المميز .
ومن هذا المنطلق إننا نطالب بمدارس نموذجية يكون التعامل فيها حسب نبوغ ونباهة الطالب ، فإن كان الطالب نابغا وموهوبا يجب أن يدخل مدارس النابغين والموهوبين ليجد المعلم المميز والملم بكل أطراف العملية التربوية، ويجب أن يعامل المدرس المميز معاملة تميزه عن بقية المعلمين بالمدارس الأخرى .
إننا حينما نعامل الطالب الفقير معاملة كريمة فإنه سوف ينبغ وبالتالي سوف يستفيد المجتمع من خدماته مستقبلا ونكون بالتالي أثرينا المجتمع بأكبر عدد ممكن من العلماء والأدباء بدلاً من أن يتسربوا إلى الشوارع.
المصدر: كيوبك أوسليبر
ماقدر اقرأ
الله يعافيج