حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" أما يخشى أحدكم أو لا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار"
" أما يخشى أحدكم أو لا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار"
صحيح البخاري
الــــــــــــــــــــرد
قوله : ( أو يجعل الله صورته صورة حمار )
ففي هذا الحديث يبين منع تقدم المأموم على الإمام، ألا يتقدم المأموم على إمامه في حركات الصلاة،
فيذكر حديث أبي هريرة
-رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال:
(أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار، أو يجعل صورته صورة حمار).
فيذكر حديث أبي هريرة
-رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال:
(أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار، أو يجعل صورته صورة حمار).
(يرفع رأسه قبل الإمام) أي الرفع من الركوع، أو الرفع من السجود، والمنع لذلك أي يحرم عليه هذا، ودليل ذلك هو التوعد على هذا الفعل: (أما يخشى الذي يفعل ذلك أن يحول الله رأسه رأس حمار) ولا يكون التوعد بذلك إلا على ممنوع، إلا على فعل محرم، فيحرم على المأموم أن يسبق الإمام في الرفع من الركوع، والرفع من السجود، ويقاس عليه أيضاً السبق في الخفض، فيحرم عليه أن يهوي راكعاً قبل الإمام، أو أن يهوي ساجداً قبل الإمام، أي لا يسبق الإمام، فيحرم على المأموم أن يسبق إمامه في حركات الصلاة،
وقوله النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله صورته صورة حمار) ما يدل على أن فاعل ذلك متعرض لهذا الوعيد، لكن ليس فيه دليل على وقوعه ولابد،
لأنه قوله: (أما يخشى) والظاهر أن هذا الوعيد لمن فعل ذلك متعمداً أما من فعل ذلك ساهياً أو ناسياً فلا إثم عليه،
لأنه قوله: (أما يخشى) والظاهر أن هذا الوعيد لمن فعل ذلك متعمداً أما من فعل ذلك ساهياً أو ناسياً فلا إثم عليه،
(رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، فهذا الوعيد لمن فعل ذلك متعمداً، أما من رفع رأسه ظاناً أن الإمام رفع ،
فهذا لا إثم عليه، لأنه فعل ذلك مخطئاً والله -تبارك وتعالى- رفع الخطأ عن الأمة.
وقوله -صلوات الله وسلامه عليه- في الحديث:
(أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار)
هذا يقتضي تغيير الصورة الظاهرة، أن يحول حقيقةً صورة هذا إلى حمار، ويحتمل أن ذلك أمر معنوي،
فهذا لا إثم عليه، لأنه فعل ذلك مخطئاً والله -تبارك وتعالى- رفع الخطأ عن الأمة.
وقوله -صلوات الله وسلامه عليه- في الحديث:
(أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار)
هذا يقتضي تغيير الصورة الظاهرة، أن يحول حقيقةً صورة هذا إلى حمار، ويحتمل أن ذلك أمر معنوي،
يعني كما قال بعض أهل العلم: يعني يرجع إلى أمر معنوي مجازي، فإن الحمار موصوف بالبلادة، فيستعار هذا المعنى أيضاً للجاهل بما يجب عليه من فروض الصلاة ومتابعة الإمام، والجهل إما أنه يجهل العلم بهذا الشيء أو يعلمه ولا يعمل به،
وهذا يطلق عليه أيضاً الجهل مجازاً من باب نفي الشيء لنفس ثمرته، إذا علم ينبغي أن يعمل، فلما لم يعمل فما زال الجهل لاصقاً به.
وهذا يطلق عليه أيضاً الجهل مجازاً من باب نفي الشيء لنفس ثمرته، إذا علم ينبغي أن يعمل، فلما لم يعمل فما زال الجهل لاصقاً به.
قال أهل العلم : إن الإنسان إذا امتلىء قلبه بالفسق والخداع والغش فإنه يشابه بعض الحيوانات.. فأنت ترى في وجوه بعض الناس مشابهة لبعض الحيوانات التي تتصف بالصفات الذميمة, فما تزال تلك الصفات تستشري في نفسه حتى ترى ذلك على وجهه, فما يزال يتقوى حتى يقلب الله عز وجل صورته الظاهرية لتوافق صورته الباطنية.
قال ابن القيم: "فمن كان ختالاً خدّاعًا رأيت مسحة القرد على وجهه, ومن كان رافضيًا رأيت مسحة الخنزير على وجهه, ومن كان نهاشًا رأيت الصورة الكلبية على وجهه فصورة وجهه صورة كلب؛ ومن كان يعبد غير الله وقال أن الله هو المسيح عيسى ابن مريم رأيت الصورة الشيطانية على وجهه وجسده جسد الحمار وهو يحمل أسفاراً ، ولهذا قال في الذي يرفع رأسه قبل الإمام: (( أما يخشى أن يحول الله صورته صورة حمارًا أو وجهه وجه حمار))
وذلك لبلادته وعدم فطنته, فهو يرفع رأسه قبل الإمام في الركوع وفي السجود مع أنه سيسلم مع الإمام فيفسد على نفسه صلاته .
وذلك لبلادته وعدم فطنته, فهو يرفع رأسه قبل الإمام في الركوع وفي السجود مع أنه سيسلم مع الإمام فيفسد على نفسه صلاته .
والله أعلم .
منقول
منقول