الحمد لله رب العالمين، جعل الخشوع في الصلاة سمةً من سمات المؤمنين، وطريقاً للوصول إلى مراتب المفلحين، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله إمام المتقين، وأشرف الخاضعين والخاشعين، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد بن عبدالله، وارض اللهم عن آله وأصحابه وأزواجه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: لقد مدح الله المؤمنين وأثنى عليهم، ووصفهم بالخشوع له في أجل عباداتهم، ورتب على ذلك الفوز والفلاح؛ فقال جل وعلا: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]؛ هذا هو قول سلف الأمة -رحمهم الله- الذين كانت قلوبهم تستشعر رهبة الوقوف في الصلاة بين يدي الله، فتسكن وتخشع؛ فيسري الخشوع منها إلى الجوارح والملامح والحركات، ويغشى أرواحهم جلال الله وعظمته، وهم يقفون بين يديه، فتختفي من أذهانهم جميع الشواغل عندما يشتغلون بمناجاة الجبار جل جلاله، ويتوارى عن حسهم في تلك الحالة كل ما حولهم، فيتطهرُ وجدانهم من كل دنس، وينفضون عنهم كل شائبة؛ وحينئذ تكون الصلاة راحة قلبية، وطمأنينة نفسية، وقرة عين حقيقية؛ كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم- في الحديث عن أنس-رضي الله عنه-: (وجعلت قرة عيني في الصلاة).
|
||
اللهم أنت ربي لا اله إلا أنت تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
اللهم فرج همها و أقل عثرتها وثقل موازينها بما يرضيك
ويقربها منك وجعل أمر الطاعة هين عليها
و أمر المعصية عسير عليها
و أهدها الى ما تحب وترضي
وجميع المسلمين ..
اللهم آمين
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك ووفقك الله لكل ما يحب ويرضي
وبلغك اعلي منازل الجنة
دمتي بحفظ الله ورعايته الكريمة