وفي بعض الحالات قد لايشعر الانسان بنفسه اثناء الجز على الاسنان خلال اليوم وغالباً ما يكون ذلك نتيجة للشعور بالعصبية او الضغط. ومعظم الاطفال والكبار الذين يعانون من هذه الحالة قد يجزون على اسنانهم اثناء النوم خاصة في الساعات الاولى من النوم.
وتكون بعض حالات الجز على الاسنان خفيفة بحيث لا تستدعي علاجاً الا ان الغالبة العظمى منها تكون عنيفة ومتكررة لدرجة يصعب معها التجاهل لما قد ينتج عنها من اعوجاج الفك والصداع وتلف الاسنان ومشاكل اخرى نفسية وبدنية.
وللأسف فمعظم من يعانون من صرير النوم لا يلحظون هذه العادة ولذلك لا يحدث تشخيص او علاج الا بعد ظهور المضاعفات ولذلك فمن الضروري مراعاة اشارات الجز على الاسنان حتى يكون بالامكان تدارك الحالة قبل حدوث مضاعفات شديدة.
الاعراض:
من الممكن ان تشمل اعراض الجز على الاسنان ما يلي:
– صرير واحتكاك بين الاسنان السفلى والعليا بشكل مزعج مما قد يوقظ من ينام بجانب المريض.
– تآكل الاسنان واستوائها او انكسارها.
– تآكل غطاء الاسنان مما يكشف العصب.
– ازدياد حساسية الاسنان.
– الم وتيبس في عضلات الفك.
– آلام الاذن الناتجة عن انقباضات عضلات الفك بشكل عنيف.
– صداع عند الاستيقاظ.
– الم في الوجه بشكل عام ومزمن.
– تآكل نسيج الخد الداخلى نتيجة لوقوعه تحت حركة الاسنان.
الاسباب:
لم يتمكن الاطباء من البت في السبب القاطع وراء الجز على الاسنان الا انهم لاحظوا مساهمة عدم انطباق الاسنان العليا على السفلى بشكل سليم في المشكلة.
ومن الوارد ان يكون السبب نفسي كما يلي:
– القلق والضغط النفسي والعصبية.
– كظم الغصب او الاحباط.
– الشخصيات العدوانية او التنافسية او النشيطة بشكل زائد.
وقد يرتبط الجز على الاسنان في الاطفال باعراض النمو والتطور الجسماني والنفسي الا ان بعض الباحثين يعتقد ان سبب الجز على الاسنان عند الاطفال هو عدم انطباق اسنان الفكين على بعضهما بشكل جيد فيما يظن آخرون بأن السبب يرجع الى حالة الطفل النفية ومدى تعرضه للعوامل المثيرة للقلق والضغط النفسي والغضب.
وتنتشر ظاهرة الجز على الاسنان في 30% من الاطفال ما بين الخامسة والسادسة من العمر وتكون اكثر شيوعاً في الاطفال الذين يعانون من الصرع او التخلف العقلي الا ان معظم الاطفال الطبيعين يتغلبون على المشكلة مع الكبر.
وفي بعض الحالات لا يكون سبب الجز على الاسنان نفسياً او متعلق بتكوين الاسنان بقدر ما يكون من مضاعفات امراض اخرى كمرض باركينسون (الشلل الرعاش) كما يمكن ان تكون نوع من الاعراض الجانبية لدواء نفسي معين خاصة مضادات الاكتئاب.
عوامل مؤثرة:
هناك بعض العوامل التي تزيد من امكانية الجز على الاسنان ومنها:
– الضغط النفسي: العصبية الزائدة والضغط قد يؤديان الى الصرير على الاسنان كما هي الحال مع الغضب والاحباط.
– العمر: يشيع الجز على الاسنان في الاطفال الصغار لكنه سرعان ما ينحسر مع الوصول الى سن العاشرة. كما يشيع ايضاً في الكبار من اواخر سن المراهقة وحتى الاربعينيات ويبدأ في الانحسار مع زيادة العمر.
– الكافيين: النيكوتين الموجود في السجائر والادوية المخدرة كالكوكايين والامفيتامينات تزيد من امكانية الجز على الاسنان.
متى تتصل بالطبيب???
نتيجة لعدم شعور المريض بمعاناته من الجز على الاسنان فمن الضروري ان يكون على دراية بالاعراض والاشارات الدالة على ذلك. ولذا يجب الذهاب الى الطبيب او طبيب الاسنان بمجرد ملاحظة الاعراض التي سبق ذكرها خاصةً تلك المتعلقة بالاسنان والفك والاذن والوجه بشكل عام.
كما يجب استشارة الطبيب فوراً اذا ماشتكى من ينامون بجوارك او بالقرب منك من صرير اسنانك اثناء النوم.
يجب ايضاً اخذ الطفل الى الطبيب عند سماعك لصرير اسنانه اثناء النوم او لدى ظهور اي من الاعراض او المضاعفات كما يجب ان توضح ذلك لطبيب الاسنان عند زيارته في المرة التالية.
قد يلاحظ طبيب الاسنان اثار الجز على الاسنان واضحة في اسنان المريض ومن شكواه خاصة اذا ما شمل الامر انكسار سنة او حساسية مفرطة وعند ملاحظة هذه الاثار سيقوم بمتابعة تطورها على مدار عدة اسابيع لمعرفة مدى احتياجها للعلاج.
في حالة الشك في حالة الجز من الممكن ان يسأل الطبيب عن الضغط النفسي الذي يتعرض له المريض في محيط الاسرة والعمل والاصدقاء.
وفي حالة التأكد من الحالة يقوم طبيب الاسنان بفحص الفك والاسنان بدقة لمعرفة مدى التلف الناتج عن الحالة كما يمكن ان يطلب عمل اشعة على الفك وعظام الاسنان لتقييم الضرر الواقع عليها.
المضاعفات:
لا يسبب الجز على الاسنان مضاعفات في معظم الحالات الا ان الجز العنيف والمتواصل قد يسبب مضاعفات عديدة كالاتي:
– تلف الاسنان والفك.
– صداع التوتر.
– آلام الوجه.
– اضطرابات مفصل الصدغ الفكي الواقع امام الاذن والممكن الاحساس به من خلال الضغط برفق على الاسنان والاحساس بجانب الخد.
العلاج :
لا يكون العلاج ضرورياً في العديد من الحالات خاصةً في الاطفال الا ان بعض الحالات المستمرة قد تتطلب احد العلاجات الاتية:
– السيطرة على الضغط النفسي خاصة اذا ما قام الطبيب بالربط بين الحالة النفسية للمريض والجز على الاسنان حيث يكون بالامكان السيطرة على الحالة من خلال ايجاد طرق للراحة النفسية.
– قد ينصح طبيب الاسنان باستخدام واقي وهو عبارة عن غلاف بلاستيكي مطاطي يثبت على الاسنان قبل النوم ليمنع تأثرها بالاحتكاك مع بعضها البعض. كما يمكن للطبيب ان يصحح اي اعوجاج او عدم تطابق بين اسنان الفكين العلوي والسفلي في حالة ان يكون هذا هو السبب وراء الجز على الاسنان.
– يمكن للطبيب ان يلجأ للعلاج السلوكي وذلك عن طريق تدريب المريض على تغيير عاداته كأن يطبق المريض شفتيه دون ان تلامس اسنانه العليا والسفلى بعضها البعض وذلك عن طريق ملامسة طرف اللسان لسقف الفم ويساعد ذلك في منع الاسنان من الاحتكاك ببعضها البعض.
– في حالة مواجهة صعوبة في منع الاسنان من ملامسة بعضها البعض عن طريق تغيير السلوكيات فمن الممكن للطبيب ان يستعين بجهاز تنبيه يقوم بتسجيل ردود فعل الجسم اللارادية لمؤثرات كالضغط النفسي وتنبيه المريض لها مما يساعد المريض في تغيير رد فعله وبذلك يتخلص من الجز على الاسنان.
– لا يمكن القول بأن العلاج بالادوية فعال في حالات الجز على الاسنان الا ان بعض الاطباء قد ينصح باستخدام مرخيات العضلات قبل النوم. وقد يلجأ اطباء آخرون في تغيير نوع دواء معين يستعمل مع المريض لعلاج الاكتئاب مثلاً في حالة الشك في ان اجز يظهر كاحد الاعراض الجانبية للدواء.
الوقاية :
هناك العديد من الخطوات المتبعة لمنع او الوقاية من الجز على الاسنان مثلما يلي:
– الحد من شرب الكحول والتدخين والمكيفات التي تحتوى على الكافيين مثل القهوة والنسكافيه … الخ. كما يكون من الضروري الاقلاع عن تعاطي اي نوع من المخدرات.
– التخلص الضغط النفسي او تقليله الى الحد الادنى يمكن ان يساعد في تقليل احتمالات ظهور الاعراض والمضاعفات المترتبة عليها.
– يمكن التحدث الى من ينامون بالقرب منك عن طبيعة نومك واي اصوات صرير قد تنتج عن الجز على الاسنان.
– ينصح اطباء الاسنان من يثبت معاناته من الجز على الاسنان بالخضوع لاختبار دورى لتقييم مدى التلف الناتج عن الحالة ومعرفة مدى فاعلية العلاج.
منقول
تسلمى ياغالية