ليست دار الدنيا دار قرار، ولا يدوم على حال لها شأن، وأنها متاع الغرور، وأنها دار امتحان وابتلاء ومصائب ، لكن كل ما أصاب فيها من مصيبة فهي بتقدير الله وعلمه وحكمته قال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [(22) سورة الحديد].
وإن المصائب والمحن في هذه الحياة الدنيا ليست قصرا على جيل دون الآخر وليست خاصة بأمة دون أخرى بل هي عامة في الأولين والآخرين من بني الإنسان وتشمل الصالحين والصالحات قال الله – تعالى -: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [(4) سورة البلد]. وقال – تعالى -: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [(35) سورة الأنبياء].
ولكن الذي يختلف فيه الناس أسلوب التعامل مع مصائب الدنيا ونكدها، وقد امتاز المؤمنون بالصبر والمصابرة والرضى والتسليم بأقدار الله الجارية مع بذل الجهد في تحصيل الخير وتحقيق العدل ودفع المكروه والشر ورفع الظلم في الأرض، وأما سواهم يضيق به الصدر، ويصاب بالضيق والإحباط، وربما أودى بحياته تخلصا مما هو فيه، فانتقل إلى نكد مؤبد وإلى عذاب دائم.
سلمت يداكِ
ولاحرمنا جديدكِ المميز