أحيانا يكون التلعثم جزءا من تطور المهارات الخطابية في مرحلة الطفولة المبكره. في الحقيقة، حوالى 5 فى المائة من جميع الاطفال الصغار يمرون بفترة وجيزة يتلعثمون فيها عند تعلم الكلام. يلاحظ التلعثم عادة بين الذين تتراوح اعمارهم بين 2 و 6 سنوات، ويمكن ملاحظته احيانا عند أعمار 18 شهرا.
وعادة ما يختفى في غضون بضعة اشهر. ومع ذلك، واحد من كل خمسة اطفال يعانون من التلعثم سيستمرون فى المعاناة منه وربما يستمر الى سن البلوغ. هذه الاعراض تحدث في 3 الى 5 من الاطفال قبل سن المدرسة و1 فى المائة من مجموع السكان.
والصبيان 3 الى 4 اضعاف اكثر من الإناث تعرضاً لإستمرار التلعثم الى ما بعد مرحلة الطفولة. هنالك الكثير من المشاهير الذين عانوا من التلعثم مثل الملك جورج السادس ورئيس وزرائه ونستون تشرشل، الفيلسوف اريستول، السير اسحاق نيوتن، تشارلز داروين، وكاتب الأطفال لويس كارول و الممثله مارلين مونرو.
أعراض ومواقف عندما يتكلم المتلعثم ويبدأ في التلعثم يلاحظ ظهور بعض الأعراض تلخص فيما يلي:
* انقباض في بعض عضلات الجسم.
* ارتباك في حركة العين.
* استبدال الكلمات بكلمات اخرى.
* السرعة الكبيرة في الكلام.
أما الأفعال المترتبة علي التلعثم فتبدو من خلال الامور التالية:
* يتجنب الطفل كل المواقف التي تتطلب الكلام، فلا يسأل اثناء وجوده في الصف الدراسي أو المحاضرة.، وإن سُئل يقول " لا أعرف " حتى وإن كان يعرف الاجابة، ولا يتحدث في الهاتف.
* الإنطوائية:
يؤدي تجنب المتلعثم لكثير من المواقف إلى شعوره الداخلي بالوحدة وشعور من حوله من زملائه ببعده عنهم وانطوائيته، التي تزداد يوما ً بعد يوم.
* اضطراب السلوك الإجتماعي:
يشعر الطفل المتلعثم بأنه أقل من جميع من حوله، فيظن أن كلامه ربما لا يقبل ممن حوله أو أن أسلوبه في معالجة القضايا ربما يقل كفاءة عن أساليب الآخرين.
* الخوف من كل مجهول:
نتيجة لخوف المتلعثم المتكرر من المواقف التي تتطلب الكلام، فإنه وبعد فترة يخاف من كل موقف جديد، لشعوره اللاواعي أن هذا الموقف ربما يتطلب منه الكلام حتى وإن لم يكن كذلك.
* أسباب التلعثم:
معظم الاطفال يبدأون التلعثم لسبب غير واضح. ورغم ان السبب الحقيقي للتلعثم لم يعرف بعد، الا ان هناك ثلاث نظريات تحاول تفسير كيفية تطور التلعثم. نظرية التعلم تفترض ان التلعثم هو عادة مكتسبة، وذلك لان الاطفال عند تعلم الكلام يكونون غير بليغين. وعندما ينتقد الطفل او يعاقب، يزداد قلقه وبالتالى يزداد تعلثمه. اما النظريه النفسية فتشير الى ان التلعثم هو مشكلة نفسية يمكن ان تعالج مع العلاج النفسى. واخيرا ترى النظرية العضويه ان هنالك اختلافات فى الخلايا العصبيه وادمغة المتلعثمين والذين لا يتلعثمون. وبالرغم من ان التلعثم احيانا تفجره عوامل عاطفيه او ظرفيه، الا ان اساسه عصبي وعضوى (فسيولوجي) وليس نفسي. وفيما عدا التلعثم فان الطفل المتلعثم يكون طبيعيا جدا فى جميع النواحي الاخرى.
-يستطيع الآباء مواءمة بيئة الطفل ليتمكن من التغلب على التلعثم فى طفولته، وبالتالي يتخلص منها بقية حياته. وتكون المواءمة بالتحدث ببطء وبطلاقة مع الطفل، وتجنب انتقاده او معاقبته على طريقته فى الكلام، كما يجب عليهم تجنب اكمال كلمات او جمل الطفل. والحرص على التعليق الايجابى عندما يتمكن من التكلم بصورة طبيعية. علاج النطق خصوصا في سن مبكره يساعد على تفادى التلعثم فى المراحل اللاحقة من النمو.
* كيف نتعامل مع الطفل المتلعثم؟
-اظهرت الابحاث ان علاج التلعثم فى عمر ما قبل سن المدرسة يكون أكثر فعالية. وتؤيد افضل الادله المتوافرة استخدام تقنيه تسمى "تطويل الكلام" حيث يتم اعادة تركيب الكلام للطفل المتلعثم. لا ينبغى للآباء الاعتقاد بأن الطفل سوف يشفى تماما من التلعثم. على الآباء السعى دائما للمساعدة المهنيه من اخصائي النطق اذا لوحظ تلعثم الطفل. اخصائي النطق سيحدد ما اذا كان ينبغي بدء العلاج فورا، او ان كان من الافضل الانتظار واحتمالية ان يحدث تقدم طبيعي.
-دراسات "يارى"، الباحث البارز في التلعثم وجدت معدلات عالية من تلقائيه التشافى (الشفاء دون اي علاج) تصل الى 75 في العالم. وتتضمن اساليب العلاج المتعددة اكتساب عادات نطق جديدة، وربما يحتاج الاخصائى لاعادة تعليم الالفاظ التى تسبب التلعثم.
-يصف اخصائي النطق و خبيرعلم النفس الاكلينيكي جوزف شيهان التلعثم بانه "كجبل الثلج لا يبدو منه إلا جزء صغير فوق سطح الماء بينما معظمه مغمور تحت سطح الماء ، وهذا فعلا هو التلعثم لا يظهر منه إلا كونه عيبا في النطق مع أنه يشمل انفعالات وأحاسيس أكبر من ذلك بكثير.
* دليل التحادث مع الطفل اعدت الجمعية البريطانية للتلعثم دليل جيد للتواصل:
1-عند التحدث مع الطفل تحدث ببطء ولكن لا تطلب منه ان يبطئ او ان يأخذ نفسا عميقا.
2-السماح للطفل بأخذ راحته عند ممارسة الانشطة التى يختارها.
3- طرح سؤال واحد، واعطاءه الكثير من الوقت للاجابة.
4- استخدام جمل قصيرة وبسيطة.
5- عندالاستماع للطفل – النظر المباشر اليه.
6- الانتباه الى ما يقوله الطفل، وليس كيف ينطقه.
7- التوقف قليلا قبل الاجابه على السؤال.
8- تأكد حصول الجميع على دور فى الكلام.
9- الاقرار بوجود مشكلة عند الطفل فى النطق، مع العمل على تشجيعه وعدم تصحيحه او انتقاده
منقول