تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التقوى

التقوى 2024.

  • بواسطة
دار

التقـــوى
هاشم محمدعلي المشهداني

قال تعالى: دار وتزودوا فإن خير الزاد التقوى دار [البقرة:197].

الزاد هو ما يأخذ المسافر معه من متاع، وكلنا في حال سفر إلى الله سبحانه وخير ما نتزود به لذلك اللقاء هي التقوى.
فما التقوى؟ ولماذا؟ وكيف يتقي العبد ربه؟ وما موقف المسلم منها؟
أما التقوى: لغة فهي مأخوذة من الوقاية وما يحمي به الإنسان رأسه.
اصطلاحا: أن تجعل بينك وبين ما حرّم الله حاجبا وحاجزا.
عرّف علي بن أبي طالب دار التقوى فقال: هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
وسأل عمر دار كعبا فقال له: ما التقوى؟ فقال كعب: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا فيه شوك؟ قال: نعم. قال: فماذا فعلت؟ فقال عمر دار: أشمر عن ساقي، وانظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدما وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة. فقال كعب: تلك هي التقوى.
تشمير للطاعة، ونظر في الحلال والحرام، وورع من الزلل، ومخافة وخشية من الكبير المتعال سبحانه.
وينبغي أن تعلم:
أنه ما من خير إلا وعلقه رب العزة سبحانه بالتقوى:
أ‌- تفريج الكروب: دار ومن يتق الله يجعل له مخرجا دار
ب‌- سعة في الرزق: دار ويرزقه من حيث لا يحتسب دار [الطلاق:2].
ج- قبول العمل: دار إنما يتقبل الله من المتقين دار [المائدة:27].
د- سداد في الرأي وتوفيق في النظر: دار إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا دار [الأنفال:29].
هـ- حسن العاقبة: دار إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين دار [يوسف:90].
والتقوى محلها القلب للحديث: ((التقوى ههنا التقوى ههنا ويشير إلى صدره دار))([1]).
فليست التقوى مظهرا يكون عليه العبد للحديث: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))([2]).
وأما لماذا التقوى؟: فلا بد من التقوى:
لأن التقوى هي منبع الفضائل كلها فالرحمة والوفاء والصدق والعدل والورع والبذل والعطاء كلها ثمرات من ثمار شجرة التقوى إذا أينعت في قلب المؤمن.
لأن التقوى هي التي تصحبك إلى قبرك فهي المؤنس لك من الوحشة والمنجية لك من عذاب الله العظيم: (دخل علي دار المقبرة فقال: يا أهل القبور ما الخبر عندكم: إن الخبر عندنا أن أموالكم قد قسمت وأن بيوتكم قد سكنت وإن زوجاتكم قد زوجت، ثم بكى ثم قال: والله لو استطاعوا أن يجيبوا لقالوا: إنا وجدنا أن خير الزاد التقوى).
التقوى هي خير ضمانة تحفظ بها ولدك ومستقبل أبنائك من بعدك:
قال تعالى: دار وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا دار [النساء:9].
وتأمل كيف أن الله سبحانه سخر نبيا هو موسى عليه السلام ووليا هو الخضر عليه السلام لإقامة جدار في قرية بخيلة فاعترض موسى عليه السلام: دار قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا دار [الكهف:78]. ثم يخبر الخضر عليه السلام سبب فعله بالغيب الذي أطلعه الله عليه في هذا الأمر فيقول: دار وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا دار [الكهف:82]. وقال ابن عباس: حفظا بصلاح أبيهما وتقدم إنه كان الأب السابع والله أعلم([3]).
وأما كيف يتقي العبد ربه؟:
في عقلك وفهمك:
أ- الانقياد لشرع الله سبحانه قال تعالى: دار لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم دار [الحجرات:1]. قال ابن عباس: (نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه)([4]).
ب، التسليم لقضاء الله وقدره: وذلك بأن يعتقد عند المصيبة أمرين لا غنى للمسلم عنهما الأول: أنه ملك لمالك: فنحن مملوكون لله سبحانه: دار إنا لله وإنا إليه راجعون دار [البقرة:156]. دار قل اللهم مالك الملك دار [آل عمران:26]. دار ألا له الخلق والأمر دار [الأعراف:54].
الثاني: إن هذا المالك – وهو الله سبحانه – حكيم في أفعاله فلا يصدر عنه سبحانه إلا ما هو مبني على العلم والحكمة والخير قال تعالى: دار وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون دار [البقرة:216].
يقول عمر دار: (والله لا أبالي على خير أصبحت أم على شر لأني لا أعلم ما هو الخير لي ولا ما هو الشر لي).
ج- التأمل والنظر في بديع صنع الحق سبحانه: وأنكر رب العزة سبحانه على الذين يمرون بآيات الله ولا يعتبرون فقال: دار وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون دار [يوسف:105].

وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد

في قلبك :
فلا غل ولا حسد: وقيل لرسول الله دار: ((أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان. قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد))([5]).
ولا كبر ولا عجب للحديث: ((لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر))([6]).
في تعاملك: فلا غش ولا خداع ولا كذب: لقول النبي دار: ((من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار))([7]).
أو أن يستخدم اسم الله العظيم لترويج بضاعته للحديث: ((الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة))([8]).
أو أن يكتم عيبا للحديث: ((من باع عيبا لم يبينه لم يزل في مقت الله ولم تزل الملائكة تلعنه))([9]).
أو يستخدم الرشوة لتيسير أمره في أمر لا يحق له للحديث: ((لعن رسول الله دار الراشي والمرتشي والرائش)) يعني الذي يمشي بينهما([10]).
في مطعمك وشربك: فلا يدخل جوفك الحرام، وإذا أكل العبد الحرام فلا تقبل منه طاعة للحديث: ((وإذا خرج الحاج حاجا بنفقة خبيثة (أي حرام) ووضع رجله في الغرز ونادى: لبيك اللهم لبيك ناداه منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك زادك حرام وراحلتك حرام وحجك مأزور غير مبرور))([11]).
في جوارحك في لسانك: قال عقبة بن عامر: ((يا رسول الله ما النجاة؟ فقال: أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك))([12]).
في بصرك: قال تعالى: دار يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدوردار [غافر:9]. قال ابن عباس: (هو الرجل يكون مع القوم فإذا مرت المرأة بهم نظر إليها إذا غفلوا عنه، وإذا فطنوا غض بصره وقد اطلع الله على ما في قلبه أنه يود أن يرى عورتها)، وللحديث: ((والعينان تزنيان))([13]).
في رحمك: للحديث: ((يقول الله عز وجل: أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته))([14]).
في أهلك: فلا ظلم أو سوء عشرة للحديث: ((إن الرجل ليكتب عند الله جبارا وليس عنده إلا أهل بيته))([15]).
ولا بخل في الإنفاق للحديث: ((كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته))([16]).
وأن يعدل بين نسائه إن كانوا أكثر من واحدة للحديث: ((من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل))([17]).
وأما موقف المسلم من التقوى:
أن تسأل الله أن يجعلك من المتقين للحديث: ((اللهم إني أسلك الهدى والتقى والعفاف والغنى))([18]).
مغالبة النفس بالعمل الصالح للحديث: ((اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن))([19]).

([1])مسلم .

([2])مسلم .

([3])مختصر ابن كثير مجلد 2 ص 432.

([4])مختصر ابن كثير ص357 .

([5])ابن ماجة بإسناد صحيح .

([6])رواه أحمد ورواته رواه الصحيح .

([7])الطبراني .

([8])البخاري .

([9])ابن ماجة .

([10])أحمد والبزار .

([11])الطبراني .

([12])الترمذي .

([13])أحمد والبزار .

([14])أبو داود والترمذي .

([15])ابن حيان .

([16])مسلم .

([17])أصحاب السنن وابن حبان .

([18])مسلم .

([19])الترمذي وقال حديث حسن صحيح .

اللهم عـمر قلوبنا بتقواك ،
وارزقـنا ثواب الـمتقين..
آمين يارب العالمــين


بارك الله فيكِ أختى إيمان
أثابكِ الله الفردوس الأعلى


اللهم أجعلنا وأياكم من المتقين

الفائزين برضى الله عز وجل

جزاكِ الله كل خير غاليتي

دار

أنارتي موضوعكِ اختي الغالية
اللهم امين ولك مثله إن شاء الله

دار

دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.