تعريف البدعه باللغه:
مأخوذه من البدع وهو الاختراع على غير مثال سابق ومنه قوله تعالى: ( بديع السموات والارض) البقره 115
أي مخترعها على غير مثال سابق قوله تعالى: (قل ماكنت بدعا من الرسل) الاحقاف 9
أي ماكنت اول من جاء بالرساله من الله الى العباد بل تقدمني كثير من الرسل
ويقال ابتدع فلان بدعه يعني ابتدأ طريقه لم يسبق اليها
والابتداع على قسمين:
ابتداع في العادات كابتداع المخترعات الحديثه وهذا مباح لان الاصل في العادات الاباحه
وابتداع في الدين وهذا محرم لأن الأصل فيه التوقيف قال صل الله عليه وسلم ( من أدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم وفي روايه ( من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد) في صحيح مسلم
انواع البدع:
البدعه في الدين نوعان
النوع الاول: بدعه قوليه اعتقاديه كمقالات الجهميه والمعتزله والرافضه وسائر الفرق الضاله واعتقادهم
النوع الثاني: بدعه في العبادات كالتعبد لله بعباده لم يشرعها
وهي اقسام:
القسم الاول مايكون في أصل العباده: بأن يحدث عباده ليس لها اصل في الشرع كأن يحدث صلاه غير مشروعه او صياما غير مشروع اصلا او اعيادا غير مشروعه كأعياد الموالد وغيرها
القسم الثاني: مايكون من الزياده في العباده المشروعه كما لو زاد ركعه خامسه في صلاة الظهر او العصر
القسم الثالث: مايكون في صفة أداء العباده المشروعه بأن يؤديها على صفه غير مشروعه وذلك كأداء الأذكار المشروعه بأصوات جماعيه مطربه وكالتشديد على النفس في العبادات الى حد يخرج عن سنة الرسول صل الله عليه وسلم
القسم الرابع: مايكون بتخصيص وقت للعباده المشروعه لم يخصصه الشرع كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام فان اصل الصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصه بوقت من الاوقات يحتاج الى دليل
حكم البدع في الدين بجميع انواعها:
كل بدعه بالدين فهي محرمه وضلاله لقوله صل الله عليه وسلم (واياكم ومحدثات الأمور فان كل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وقوله صل الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) متفق عليه وفي روايه ( من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد)رواه مسلم فدل الحديثان على ان كل محدث في الدين فهو بدعه وكل بدعه ضلاله مردوده
ومعنى ذلك ان البدع في العبادات والاعتقادات محرمه ولكن التحريم يتفاوت بحسب وعية البدعه فمنها ماهو كفر صراح كالطواف بالقبور تقربا الى اصحابها وتقديم الذبائح والنذور لها ودعاء اصحابها والاستغاثه بهم
من قسم البدعه الى بدعه حسنه وبدعه سيئه فهو مخطئ ومخالف لقوله صل الله عليه وسلم ( فان كل بدعه ضلاله) لان الرسول صل الله عليه وسلم حكم على البدع كلها بأنها ضلاله وهذا يقول ليس كل بدعه ضلاله بل هناك بدعه حسنه قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين:(فقوله صل الله عليه وسلم(كل بدعه ضلاله) من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء وهو أصل عظيم من اصول الدين وهو شبيه بقوله صل الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا ماليس منه فهو رد) فكل من أحدث شيئا ونسبه الى الدينولم يكن له اصل من الدين يرجع اليه فهو ضلاله والدين بريئ منه وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الاعمال او الاقوال الظاهره والباطنه) انتهى من جامع العلوم والحكم ص 233
وليس لهؤلاء حجه على أن هناك بدعه حسنه الا قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح (نعمت البدعة هذه)
وقالو ايضا انها احدثت أشياء لم يستنكرها السلف مثل جمع القران في كتاب واحد وكتابة الحديث وتدوينه
والجواب عن ذلك أن هذه الامور لها اصل في الشرع فليست محدثه وقول عمر:(نعمت البدعه) يريد البدعه اللغويه لا الشرعيه
فما كان له اصل في الشرع يرجع اليه اذا قيل انه بدعه فهو بدعه لغة لا شرعا
لأن البدعه شرعا: ماليس له أصل في الشرع
وجمع القران في كتاب واحد له اصل في الشرع لأن النبي صل الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرن لكن كان مكتوبا متفرقا فجمعه الصحابه رضي الله عنهم في مصحف واحد حفظا له
والتراويح قد صلاها النبي صل الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الاخير خشية ان فرض عليهم واستمر الصحابه رضي الله عنهم يصلونها أوزاعا متفرقين في حياة النبي صل الله عليه وسلم وبعد وفاته الى ان جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على امام واحد كما كنو خلف الرسول صل الله عليه وسلم وليس هذا بدعه في الدين
وكتابة الحديث أيضا لها اصل في الشرع فقد أمر الرسول بكتابة بعض الأحاديث لبعض الصحابه لما طلب منه ذلك وكان ابو هريره رضي الله عه يكتب الحديث في عهد النبي صل الله عليه وسلم وكان المحذور من كتابته بصفع عامه في عهده خشيه ان يختلط بالقران ماليس منه
فلما توفي صل الله عليه وسلم انتفى هذا المحذور
لأن القران قد تكامل وضبط قبل وفاته صل الله عليه وسلم
فدون المسلمون الحيث بعد ذلك حفظا له من الضياع
فجزاهم الله عن اسلام والمسلمين خيرا حيث حفظو كتاب ربهم وسنة نبيهم من الضياع وعبث العابثين
من كتاب عقيدة التوحيد وبيان مايضادها وينقصها م الشرك الاكبر والأصغر والتعطيل والبدع وغير ذلك
بقلم الشيخ صالح بن فوزان عبدالله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
طرح مهم
سلمت يمنياك لانتقائك الهادف
لاحرمت المثوبة