*روى الإمام أحمد بإسناد ثلاثي عن أنس أن رسول صلى الله عليه و سلم قال: "لا عليكم أن لا تعجبوا بأحدكم حتى تنظروا بم يختم له، فإن العامل يعمل زماناً من عمره، أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً، وإن العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيء، لو مات عليه دخل النار، ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً، وإذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبل موته، قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه".
*وعن سهل بن سعد رضي الله عنه: "إنما الأعمال بالخواتيم".
*وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق – قال: "إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً، ثم علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر بأربع: برزقه وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فوالله إن أحدكم – أو الرجل – ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غيرُ ذراع أو ذراعين، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها"(رواه البخاري ومسلم).
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة"(رواه مسلم وأحمد).
*وعن معاوية رضي الله عنهما عنه صلى الله عليه و سلم: "إنما الأعمال بخواتيمها، كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله"(رواه بن حبان).
*وعن أبي أمامة مرفوعاً: "لا تعجبوا بعمل عامل حتى تنظروا بما يختم له".
*وعن العرس بن عميرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله يقول: "إن العبد ليعمل البرهة بعمل أهل النار، ثم تعرض له الجادة من جواد أهل الجنة فيعمل بها حتى يموت عليها وذلك لما كتب له، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة البرهة من دهره، ثم تعرض له الجادة من جواد أهل النار فيعمل بها حتى يموت عليها وذلك لما كتب له"(رواه البزاز والطبراني).
* وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل النار، فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنة، فإذا كان قبل موته تحول فعمل بعمل أهل الجنة فمات فدخلها".
* هذه النصوص وغيرها كثير تبين لنا أن العبرة ليست بمجرد ما يعمله المرء في حياته بل بما يختم له ويموت عليه، إذ قد يكون على جادة السوء فيمن الله عليه بعمل صالح أو توبة قبل موته فيموت على ذلك. وقد يكون على طريق أهل الإيمان والصلاح فيزيغ قلبه. فمن الصورة الأولى قصة رجل دخل الجنة ولم يسجد لله سجدة واحدة… ومن الصورة الثانية عابد من الأولين أغواه الشيطان فأوقعه في المعاصي وتدرج به إلى أن دعاه للكفر فاستجاب ((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين. فكان عاقبتهما أنهم في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين)) فالأول دخل الجنة وقد كان حياته على الكفر بالله ثم آمن فختم له بخير والثاني دخل النار وقد كان حياته عابداً لله؛ فهكذا شأن الخاتمة.