إصلاح ذات البين في شهر العفو
الحمدلله السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار والصلاة والسلام على من جاء بشريعة السلام .
أما بعد
فنحن بشر لنا مشاعر وأحاسيس وأفكار وآمال مما يجعلنا نختلف لإختلاف هذه الآمال والأفكار والمشاعر والأحاسيس ثم في أحيان كثيرة نتخاصم ثم وللأسف الشديد نتقاطع ونتهاجر إلا من رحم الله .
ومن المؤسف حقاً أن التهاجر والتقاطع وعدم الارتياح الشخصي صار علامة مسجلة بين الأقارب إلا من رحم الله .
والشيطان له تركيز وعمل متخصص في التحريش في جزيرة العرب ففي الحديث :(إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ؛ لكن بالتحريش بينهم).
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2812
خلاصة حكم المحدث: صحيح
عموما لن أطيل في أسباب التهاجر ؛ لكن كيف نستفيد من رمضان في علاج هذه المشكلة ؟!
جاء في الحديث 🙁 والَّذي نَفسي بيدِهِ ، لا تدخُلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمِنوا ، ولا تؤمِنوا حتَّى تحابُّوا ، أولا أدلُّكم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحابَبتُمْ ؟ أَفشوا السَّلامَ بينَكُمْ ).
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 2992
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فاذا كان التحاب والتواد سبب لدخول الجنة ؛ فلا شك أن التقاطع والتهاجر مانع من دخولها .
ولا يخفى عليكم حديث :(الرجل الذي كان يداين الناس ويقول لفتاه إذا لقيت معسرا فتجاوزوا عنه ؛ لعل الله يتجاوز عنا ؛ فلقي الله فتجاوز الله عنه) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 1562
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فمن تجاوز عن الناس تجاوز الله عنه ؛ ومن عفا عن الناس عفا الله عنه .
قد تكوني أنتِ المظلومة ، وأنتِ صاحبة الحق،
وقد تكوني أنتِ من وقع عليها الخطأ وليس منها .
لكن كوني أنتِ خير من أخيكِ وأختكِ 🙁 وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ).
أرحام قُطعت ،وصداقات ماتت ،وجيران لا يلقي بعضهم السلام على بعض .
من أجل ماذا ؟!
لا نعتبري هذه الكلمات مقال يقرأ فقط ؛ بل دعينا نطلق منه حملة تسامح ومحبة ترضي الرحمن وتغيظ الشيطان .
ولنقم بالتالي :
١- تصفية قلوبنا وتطهيرها ؛ والعفو والصفح في ثنايا صدورنا ؛ فاللهم إني أشهدك أني قد عفوت عن جميع من ظلمني أو أخطأ في حقي عامدا أو جاهل.
٢- المبادرة بالسلام والزيارة والاعتذار وتقريب وجهات النظر ؛ فلنستفد من إقبال النفوس على الله في حل مشاكلنا .
ونحن في شهر العفو ؛ وما يدريكِ لعل كلمة العفو التي تنطقي بها ؛ يكون جوابها عتق رقبتكِ من النار ؛ وما ذلك على الله بعزيز .
قد تكون المبادرة بالعفو والمسامحة ثقيلة على النفس خصوصا إذا لم يقع الخطأ منكِ .
لكنها صعبة فقط بالنظر إلى موازين أهل الأرض ؛ أما من تعامل مع الله فالوضع يختلف تماماً .
وتذكري يا أختي قوله تعالى : ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا).
فقل إنما نصالحكم ونسامحكم لوجه الله .