عن ابن عمر رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه و سلم ، قال :
" إن من الشجر شجرة ، لا يسقط ورقها . وإنها مثل المسلم . حدثوني ما هي ؟ " .
قال : فوقع الناس في شجر البوادي .
قال رحمه الله : " تأمل هذه النخلة التي هي إحدى آيات الله
تجد فيها من الآيات والعجائب ما يبهرك .
وهي تشبه المؤمن من وجوه كثيرة .
أحدها : ثبات أصلها في الأرض ، واستقراره فيها ،
وليست بمنزلة الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض مالها
من قرار .
الثاني : طيب ثمرتها وحلاوتها وعموم المنفعة بها .
كذلك المؤمن طيب الكلام، طيب العمل، فيه المنفعة لنفسه ولغيره .
الثالث : دوام لباسها وزينتها ، فلا يسقط عنها صيفا ، ولا شتاء .
كذلك المؤمن لا يزول عنه لباس التقوى وزينتها حتى يوافي
ربه تعالى .
الرابع : سهولة تناول ثمرتها ، وتيسره .
أمَّا قصيرُها ، فلا يُحْوِجُ المتناولَ أن يرقاها ، وأما باسِقُها ، فصعوده سهل بالنسبة إلى صعود الشجر الطوال ، وغيرها ،
فتراها كأنها قد هيئت منها المراقي والدرج إلى أعلاها .
وكذلك المؤمن خيره سهل قريب لمن رام تناوله لا بالغرِّ ،
ولا باللئيم .
الخامس : أن ثمرتها من أنفع ثمار العالم
فإنه يؤكل رطبه فاكهة وحلاوة ، ويابسه يكون قُوْتًا وأُدُمًا وفاكهة ، ويتخذ منه الخل والناطف والحلوى ،