ولتناول هذه التأثيرات بشكل مفصل، التقت «صحتك» الدكتور عادل السنتلي استشاري الأمراض الجلدية بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة عضو الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية عضو الجمعية العالمية لزراعة الشعر، فأوضح أن هناك عدة مشكلات وأمراض تصيب الجلد وتكثر في هذا الفصل، ومنها:* التحسس من أشعة الشمس، وهي عدة أنواع، ومنها:
– الحروق الناتجة عن التعرض الطويل لأشعة الشمس (Sun Burn)، حيث يصيب الجلد عند التعرض للشمس احمرار شديد، بالإضافة إلى الإحساس بالحكة وألم شديد في المنطقة المصابة، وقد يتطور الوضع إلى حدوث فقاعات جلدية.
– الأرتكاريا الناتجة عن أشعة الضوء (Solar Urticaria)، وهذه لا تحدث إلا عند أشخاص قليلين، وهم من لديهم حساسية مفرطة لأشعة الشمس، وتظهر على شكل انتفاخ واحمرار مؤقت للبشرة المتعرضة لأشعة الشمس.
– حساسية الضوء Photodermatitis))، وهي نوع من أنواع الحساسية الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس، وقد تحدث عن طريق أشعة الشمس فقط وبعضها يحتاج مواد كيميائية محفزة للجلد مثل العطور وغيرها حتى يحدث هذا التفاعل بين الجلد وأشعة الشمس والمواد الكيميائية، وهو ما يسمى بـ(Phytophotodermatitis).
* أمراض جلدية تزداد وتتفاقم مع التعرض لأشعة الشمس مثل:
– الوردية (Rosacea)، وهو مرض جلدي يظهر على شكل طفح أحمر يصيب الوجه ويصاحب بالإحساس بحرارة وحرقة في المنطقة المصابة.
– ومن الأمراض التي تتأثر سلبا بأشعة الشمس مرض الذئبة الحمراء الجلدي (Cutaneous Lupus erythematosus)، وهو من أمراض المناعة الذاتية ويظهر على شكل طفح جلدي واحمرار على الوجه، حيث يتكون طفح يشبه شكل الفراشة، وهو مميز جدا للمرض ويتكون على الأنف والخدين.
* الالتهابات الجلدية البكتيرية: وهي ناتجة عن الإصابة بالميكروبات البكتيرية مثل (Staphylococcus aureus)، وهي موجودة على الجلد في كل وقت، ولكن نتيجة التعرق وتسلخات الجلد تجد طريقها إلى داخل الجلد ومن ثم تنتج الخراريج أو الدمامل الصديدية (Abscess) والتهاب الحصف الجلدي (Impetigo)، وهو التهاب جرثومي في الطبقات السطحية من الجلد يصيب في أغلب الأحيان الأطفال والرياضيين ويظهر على هيئة حويصلات صفراء اللون في منطقة الوجه.
* الفطريات الجلدية: كما هو معلوم أن الميكروبات الفطرية تنمو في الأجواء الرطبة، ففي فصل الصيف ومع حرارة الجو يزداد التعرق لدى الإنسان فتزداد رطوبة الجلد ومن ثم تزداد الإصابة بهذه الأمراض ومنها الفطريات، مغيرة لون البشرة (المبرقشة Tinea versicolor)، حيث تظهر على شكل بقع دائرية لونها عكس لون البشرة، فإذا كانت البشرة داكنة تكون هذه البقع فاتحة اللون، والعكس صحيح.
ومن الالتهابات الفطرية الفطريات الإربية (Tinea cruris)، وهو ما يدعى بالتهابات ما بين الفخذين، فكما ذكرنا يكثر التعرق في فصل الصيف، ومع مزاولة الرياضة والمشي الطويل فقد تتأثر هذه المنطقة بالتسلخات ومن ثم تكون من أكثر المناطق عرضة للفطريات.
وتكون هذه الفطريات على شكل بقع حمراء دائرية بها قشور على الأطراف. وكذلك من أنواع الفطريات فطريات القدمين (Tinea pedis)، حيث تكون على شكل قشور بيضاء بين أصابع القدمين، ولا سيما بين الإصبع الرابعة والخامسة من كل قدم.
* تصبغ البشرة: وهو من تأثيرات الصيف والشمس على وجه الخصوص، وهو عدة أنواع:
– الكلف (Melasma)، ويكون على شكل بقع بنية داكنة على الوجنتين، وقد يمتد إلى بقية الخدود والوجه. وينتج الكلف عن تحفيز الخلايا المصنعة لصبغة الميلانين (الخلايا الميلانينية)، مما يدفع هذه الخلايا إلى إفراز صبغة الميلانين بكمية كبيرة لدى تعرضها لأشعة الشمس.
– النمش (Freckles)، وتكون على شكل نقط بنية داكنة في الأماكن المعرضة للشمس، أي ليس الوجه فقط، بل قد تمتد لتصيب الرقبة وأعلى الصدر والساعدين، وقد تصيب بقية أجزاء الجسم إذا تعرضت هذه المناطق لأشعة الشمس لفترة طويلة مثلما يحدث في الشواطئ وحمامات السباحة وأشعة تسمير البشرة (Tanning Beds وTanning salons).
* تسمير لون البشرة: وهو من تصبغات البشرة، فيأخذ لون الجلد اللون البرونزي، وهذا التصبغ قد يكون هدفا يسعى إليه فئات من الناس، ولا سيما أصحاب البشرة الفاتحة. ولكن قد يصاحب التعرض للشمس للوصول إلى هذا الهدف الكثير من المشكلات، مثل ما ذكرنا آنفا من حروق الشمس وغيرها، وقد ينتج على المدى البعيد بعض الأمراض الجلدية الخطيرة مثل سرطان الجلد، كما سنوضح لاحقا.
* طفح العرق (Miliaria): وهذا الطفح الجلدي ينتج عن انسداد مسامات الغدد العرقية في الجلد مما يؤدي إلى تجمع العرق تحت الجلد، ويؤدي إلى التهاب واحمرار البشرة (Miliaria rubra) وظهور بثور صديدية بيضاء (Miliaria pustulosa)، وقد تؤدي إلى تجمع تحت الجلد (Miliaria profunda)، ومن أسماء هذا المرض «حمو النيل» أو «الدخنيات».
* المشكلات الجلدية الناتجة عن استخدام أحواض السباحة: مثل تهييج البشرة وحكة شديدة في الجسم، وخصوصا إذا زادت كمية مادة الكلور في مياه المسابح عن النسب الممسوحة.
* مشكلات ناتجة عن الكائنات الحية الموجودة في مياه الشواطئ: مثل قنديل البحر (جلي فش) حيث يؤدي إلى تحسس شديد بالجلد يظهر على شكل خطوط حمراء ويصاحبه حكة شديدة. والجدير بالذكر أنه يجب على الشخص غسل الجلد جيدا بالماء الحلو بعد السباحة بشواطئ البحار حتى يحمي الجلد من ملوحة مياه البحر.
* الصيف وحب الشباب: يزداد في الصيف إفراز الغدد الدهنية في الوجه مما يؤدي إلى زيادة الإصابة ببثور حب الشباب في الوجه والظهر.
* يقول الدكتور عادل السنتلي إن البشرة يمكن حمايتها من الأمراض التي تكثر في فصل الصيف كالتالي:
* يوصى بعدم التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 10 صباحا إلى 4 مساء، حيث تكون نسبة الأشعة فوق البنفسجية (UVA and UVB) في أعلى مستوياتها في هذا الوقت. والأمر الآخر المهم هو تجنب الإطالة في التعرض للشمس، وخصوصا على الشواطئ والمسابح، حيث إن الأشعة فوق البنفسجية تستطيع اختراق سطح الماء إلى عمق 60 سم.
* وضع كريم واقٍ للشمس (Sunscreen أو sunblock): هناك عدة نقاط نرجو الاهتمام بها. وهي:
– الكريم الواقي للشمس لا يحمي من الشمس تماما، فيجب الابتعاد عن التعرض للشمس ما أمكن مثل البقاء تحت المظلة أو ارتداء قبعة واقية من أشعة الشمس.
– تختلف الكريمات الواقية حسب تركيبتها ويكون مكتوبا على كل كريم واقٍ للشمس قوة ودرجة الوقاية من الشمس، وهو ما يعبر عنه بـ«Sun protection factor (SPF)». ويفضل وضع كريم واقٍ للشمس يكون عامل الوقاية فيه من 30 فما فوق، وكلما كانت نسبة العامل الواقي أكبر كان أفضل. ولكن يجب وضع الكريم بكميات جيدة للحصول على الوقاية المطلوبة، وكذلك يجب وضع الكريم الواقي قبل التعرض للشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة، ويجب إعادة وضع الكريم الواقي للشمس كل ساعتين. وإذا تعرض الجلد للماء وأزيل الكريم يجب إعادة وضعه مرة أخرى. وأحب أن أذكر أنه حتى في اليوم الغائم تصل نسبة 80% من الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض من خلال الغيوم.
– من الأمور المهمة في فصل الصيف هو البعد عن الأماكن الحارة ما أمكن، وذلك للتقليل من التعرق ومن ثم يقل حدوث الالتهابات البكتيرية والفطرية وغيرها من الأمراض الجلدية الأخرى التي ذكرت سابقا.
– يفضل لبس الملابس القطنية الواسعة والفضفاضة وكذلك الملابس فاتحة اللون ولا سيما البيضاء منها.
* وأخيرا، هناك سؤال يتكرر حول كيفية العناية بالجلد في فصل الصيف عند استخدام أنواع المستحضرات التجميلية مثل الكريمات، والبودرة، والماكياج، وغيرها، ومدى ملاءمتها في فصل الصيف.
يجيب الدكتور عادل السنتلي بالآتي:
– نوصي بعدم الإكثار من مساحيق التجميل والماكياج، خصوصا للبشرة الدهنية، حيث تؤدي إلى إقفال مسامات الجلد وخصوصا في الوجه.
– كذلك يجب إزالة مساحيق التجميل والماكياج قبل النوم.
– تنظيف الوجه بالماء والصابون مرتين يوميا صباحا ومساء (قبل النوم)، وحبذا لو يكون نوع الصابون لطيفا وغير مهيج للبشرة، ويفضل غسل الوجه عدة مرات بالماء، خصوصا إذا كانت البشرة دهنية.
– استخدام الكريمات والمستحضرات التجميلية المناسبة لنوع البشرة، لا سيما الوجه.
– بالنسبة للبشرة الدهنية يفضل استخدام السائل المنظف الخاص (Tonic)، مرتين يوميا لإزالة الدهون لكي لا تكون عرضة لتكون حبوب وبثور في الوجه.
– بالنسبة للمناطق الجافة من الجلد يفضل استخدام كريم مرطب تكون نسبة الزيت فيه أعلى من الماء، أما القدمان فيفضل وضعهما في الماء لمدة كافية ثم استخدام كريمات مرطبة مع مزيل للقشور مثل (Urea).
– الإكثار من السوائل: للتعويض عن السوائل المفقودة بتناول 8 أكواب من الماء على الأقل يوميا، حيث تعيد هذه السوائل للبشرة رونقها وحيويتها.
– لبس النظارات الشمسية، فهي لا تقي العين فقط، بل تحمي الجفون الرقيقة والجلد حول العين من الأشعة فوق البنفسجية، فتقلل من حدوث التصبغات والتجاعيد في هذه المنطقة الحساسة.
– وبالنسبة للشعر، فهو يتأثر في هذا الفصل أيضا، حيث إنه جزء لا يتجزأ من الجسم ويتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية للإنسان. ومن العوامل الخارجية المؤثرة على صحة وسلامة الشعر أشعة الشمس، حيث تفقد الشعر بريقه ولمعانه وتكسبه لونا باهتا. ومن العوامل الأخرى المؤثرة على الشعر مادة الكلور التي تستخدم في أحواض السباحة. لذلك نوصي بغسل الشعر جيدا بعد السباحة. وحيث إن كثرة غسل الشعر بالماء يفقده رطوبته ويؤدي إلى جفافه وتقصفه ومن ثم تساقطه، فيفضل استعمال البلسم بعد الاستحمام للتخفيف من هذه الآثار. وكذلك استخدام الكريمات الخاصة بالشعر لما لها من ترطيب للشعر وتقلل التأثيرات الضار للأشعة فوق البنفسجية على الشعر.
* أوضح الدكتور عادل السنتلي أن هناك أمراضا جلدية تتحسن في هذا الفصل من السنة، ومنها:
– مرض الصدفية: وهو مرض جلدي مزمن يظهر على شكل بقع حمراء اللون ومغطاة بقشور بيضاء اللون. فالصدفية تتحسن مع التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس.
– مرض الإكزيما: هو من الأمراض الجلدية التي تتحسن في فصل الصيف، ولا سيما في المناطق الساحلية، حيث يتأثر سلبا بجفاف الجلد الناتج عن جفاف الجو. ولكن كما هو معلوم أن رطوبة الجو تزداد في المناطق الساحلية وخصوصا في فصل الصيف، فتلطف الجلد وترطبه، فلذلك تقل الحساسية الجلدية (الإكزيما).
– تصنيع فيتامين «دي» تحت الجلد: وهو من الأمور الإيجابية للتعرض للشمس. ومعلوم أهمية فيتامين دي للعظام وللجسم بشكل عام. فوجود الأشعة البنفسجية من النوع «بي» (UVB) مهم جدا وأساسي لتصنيع فيتامين دي.
* هل هناك تأثيرات بعيدة المدى للتعرض لأشعة الشمس، ولا سيما في فصل الصيف؟
أجاب الدكتور عادل السنتلي بنعم، إذ إن هناك آثارا على المدى البعيد لأشعة الشمس والإفراط في التعرض لها (أي تحدث بعد سنوات من التعرض المتكرر للشمس)، ومن هذه الآثار:
* شيخوخة البشرة: الناتجة عن زيادة التعرض لأشعة الشمس (Photoaging). من المعلوم أن شيخوخة البشرة تنتج عن عوامل داخلية وخارجية. ومن أهم العوامل الخارجية الإفراط في التعرض لأشعة الشمس، مما يؤدي إلى ضمور الجلد وظهور التجاعيد على البشرة، وكذلك يؤدي إلى حدوث تصبغات الجلد المختلفة. والأشخاص ذوو البشرة الفاتحة هم أكثر الناس تأثرا بالأشعة فوق البنفسجية (UVA and UVB) الموجودة في أشعة الشمس.
موضوع قيم تستاهلي التقييم
مشكوره عزيزتي