كيفية الوحي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 2024.

كيفية الوحي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
كيفية الوحي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
كيفية الوحي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
دار

دار

كيفية الوحي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
(1) كلام الله تعالى له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وقد كلم الله تعالى نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما كلم موسى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وحدث ذلك في اليقظة ليلة الإسراء والمعراج كما ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة ، عندما فرض الله تعالى عليه وعلى أمته الصلوات الخمس ، كما في حديث أنس الطويل :
ـ (( قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقْلامِ ، فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى فَقَالَ مُوسَى : مَا الَّذِي فَرَضَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قُلْتُ : فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلاةً ، قَالَ : فَرَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَرَجَعْتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي فَوَضَعَ شَطْرَهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ : رَاجِعْ رَبَّكَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَوَضَعَ شَطْرَهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ : رَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَرَجَعْتُ فَرَاجَعْتُ رَبِّي ، فَقَالَ : هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ رَاجِعْ رَبَّكَ فَقُلْتُ قَدْ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي ))[1] .
كما أن كلام الله تعالى له يكون في حالة النوم أيضًا فيوحي الله تعالى له ما يشاء في نومه :
ـ (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ؟ قُلْتُ : رَبِّ لا أَدْرِي ؟ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَعَلِمْتُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ، قُلْتُ : فِي الدَّرَجَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ ، وَفِي نَقْلِ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ ، وَإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ ، وَانْتِظَارِ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ ، وَمَنْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ))[2] .
ـ (( عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : احْتُبِسَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلاةِ الصُّبْحِ ، حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى عَيْنَ الشَّمْسِ فَخَرَجَ سَرِيعًا فَثُوِّبَ بِالصَّلاةِ ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَجَوَّزَ فِي صَلاتِهِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ دَعَا بِصَوْتِهِ فَقَالَ لَنَا : عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ ثُمَّ انْفَتَلَ إِلَيْنَا ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمْ الْغَدَاةَ ، أَنِّي قُمْتُ مِنْ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي فَنَعَسْتُ فِي صَلاتِي فَاسْتَثْقَلْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَبِّ ، قَالَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ، قُلْتُ لا أَدْرِي رَبِّ ؟ قَالَهَا ثَلاثًا ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ .

فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ .
قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَبِّ .
قَالَ : فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى ؟
قُلْتُ : فِي الْكَفَّارَاتِ .
قَالَ : مَا هُنَّ ؟
قُلْتُ : مَشْيُ الأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ
قَالَ : ثُمَّ فِيمَ ؟
قُلْتُ : إِطْعَامُ الطَّعَامِ ، وَلِينُ الْكَلامِ ، وَالصَّلاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ .
قَالَ : سَلْ ، قُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي ، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ ، أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا ))[3] .
فهذا مقام عظيم جليل ، من مقامات الوحي ، وفيه كبير تشريف للنبي صلى الله عليه وسلم ، ورفعة لمنزلته عند ربه العلي العظيم ، وتكريم له ، فهذه هي الطريقة الأولى من طرق الوحي ، وهي تكليم الله تبارك وتعالى لنبيه من غير واسطة .
(2) ظهور جبريل عليه السلام له على صورته التي خلقه الله عليها :
وهذا حدث مرتين ، المرة الأولى في بداية الوحي بمكة ، والثانية في ليلة الإسراء والمعراج .
ـ (( عن جابر رضي الله عنه قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلَى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ" فَحَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ ))[4] .
ـ ((وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ)) ((وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى )) قَالَتْ عائشة رضي الله عنها : أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنْ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ))[5] .
ـ (( عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى "فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى" قَالَ : أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ ))[6]

فهذه هي الطريقة الثانية من طرق الوحي ، وهي أن يظهر جبريل عليه السلام بخلقته التي خلقه الله عليها ، وهو ملك عظيم الخلقة ، من عظم خلقه أنه سد ما بين السماء والأرض ، وله ستمائة جناح ، وقد خلقه الله على هيئة عظيمة بهية وجميلة ، عليه الصلاة والسلام .
ورآه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الهيئة في بداية الوحي ، وفي ليلة الإسراء .
(3) ، (4) أن يأتيه على هيئة رجل ، أو مثل صلصلة الجرس :

ـ (( عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رضي الله عنه سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ ، فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا ))[7] .

وكان لما يأتيه الوحي في صورة رجل يراه بعض الصحابة كما في حديث الإيمان :
عن عُمَر بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : (( بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ ، لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الإِسْلامِ .. الحديث وفي آخره : .. قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ))[8]
وأحيانًا كان يأتي في صورة دحية الكلبي :
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : (( أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلام أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ ثُمَّ قَامَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمِّ سَلَمَةَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَتْ : هَذَا دِحْيَةُ ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : ايْمُ اللَّهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلا إِيَّاهُ حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُ جِبْرِيلَ ))[9]

( قَالَتْ هَذَا دِحْيَة ) أَيْ اِبْن خَلِيفَة الْكَلْبِيّ الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور , وَكَانَ مَوْصُوفًا بِالْجَمَالِ , وَكَانَ جِبْرِيل يَأْتِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالِبًا عَلَى صُورَته .

ووَقَعَ فِي " دَلائِل الْبَيْهَقِيِّ " وَفِي " الْغَيْلانِيَّات " مِنْ رِوَايَة عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم عَنْ أَبِيهِ " عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا رَأَتْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَلِّم رَجُلاً وَهُوَ رَاكِب , فَلَمَّا دَخَلَ قُلْت : مَنْ هَذَا الَّذِي كُنْت تُكَلِّمهُ , قَالَ : بِمَنْ تُشَبِّهِينَهُ ؟ قُلْت : بِدِحْيَةَ بْن خَلِيفَة , قَالَ : ذَاكَ جِبْرِيل أَمَرَنِي أَنْ أَمْضِي إِلَى بَنِي قُرَيْظَة " .[10]
(5) أن يلقي إليه الملك الوحي في نفسه دون أن يراه :
ـ (( عن أبي أمامة قال صلى الله عليه وسلم : إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها و تستوعب رزقها فاتقوا الله و أجملوا في الطلب و لا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ))[11] . ‌

قال المناوي : (إن روح القدس) أي الروح المقدسة وهو جبريل عليه السلام سمي به لأنه يأتي بما فيه حياة القلب فإنه المتولي لإنزال الكتب الإلهية التي بها تحيا الأرواح الربانية والقلوب الجسمانية فهو كالمبدأ لحياة القلب كما أن الروح مبدأ لحياة الجسد وأضيف إلى القدس لأنه مجبول على الطهارة والنزاهة من العيوب وخص بذلك وإن كانت جميع الملائكة كذلك لأن روحانيته أتم وأكمل ذكره الإمام الرازي .

(نفث في روعي) أي ألقى الوحي في خلدي وبالي أو في نفسي أو قلبي أو عقلي من غير أن أسمعه ولا أراه
(6) الرؤيا : أن يأتيه الوحي في المنام :
ـ (( عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ))[12]
ـ (( عن ابن عباس رضي الله عنه قال : كانت رؤيا الأنبياء وحيًا ))[13] .
ـ (( عن معاذ قال : أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما رأى في نومه وفي يقظته فهو حق ))[14] .
ـ (( عن عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ قال : رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ ثُمَّ قَرَأَ "إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ" ))[15] .

وصحت الأحاديث الكثيرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن جبريل عليه السلام كان يأتيه في المنام فيريه الجنة وبعض منازل أهلها فيها ، وكذلك النار وأهلها ، ورأى في نومه بعض الأنبياء والمسيح الدجال وغير ذلك .
شدة الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم :
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : (( إِنْ كَانَ لَيُنْزَلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ ، ثُمَّ تَفِيضُ جَبْهَتُهُ عَرَقًا ))[16]فمن شدة الوحي كان إذا جاءه تفيض جبهته الشريفة بالعرق .
وكان يكرب لذلك عليه الصلاة والسلام ويحمر وجهه :
عن الفلتان بن عاصم قال : (( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنزل عليه ، وكان إذا أنزل عليه دام بصره وعيناه مفتوحة وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله عز وجل ، فكنا نعرف ذلك منه ))[17]
عن يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ : (( أنه كَانَ يَقُولُ لَيْتَنِي أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ عَلَيْهِ ثَوْبٌ قَدْ أَظَلَّ عَلَيْهِ وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ جَاءهُ رَجُلٌ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ فِي جُبَّةٍ بَعْدَ مَا تَضَمَّخَ بِطِيبٍ ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً ، فَجَاءهُ الْوَحْيُ ، فَأَشَارَ عُمَرُ إِلَى يَعْلَى : أَنْ تَعَالَ ، فَجَاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ ، فَإِذَا هُوَ مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغِطُّ ، كَغَطِيطِ الْبَكْرِ ، كَذَلِكَ سَاعَةً ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ : أَيْنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي عَنْ الْعُمْرَةِ آنِفًا ؟ فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فَجِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَمَّا الطِّيبُ الَّذِي بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا ثُمَّ اصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجِّكَ ))[18]

( لَهُ غَطِيط ) هُوَ كَصَوْتِ النَّائِم الَّذِي يُرَدِّدهُ مَعَ نَفَسه ، ( كَغَطِيطِ الْبَكْر ) هُوَ بِفَتْحِ الْبَاء وَهُوَ الْفَتِيّ مِنْ الإِبِل .
وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : (( كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، كُرِبَ لِذَلِكَ ، وَتَرَبَّدَ وَجْهُهُ ))[19]

قال النووي : وَمَعْنَى ( تَرَبَّدَ ) أَيْ تَغَيَّرَ , وَصَارَ كَلَوْنِ الرَّمَاد . وَفِي ظَاهِر هَذَا مُخَالَفَة لِمَا سَبَقَ فِي أَوَّل كِتَاب الْحَجّ فِي حَدِيث الْمُحْرِم الَّذِي أَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ , وَعَلَيْهِ خَلُوق , وَأَنَّ يَعْلَى بْن أُمِّيَّة نَظَرَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَال نُزُول الْوَحْي , وَهُوَ مُحَمَّر الْوَجْه . وَجَوَابه أَنَّهَا حُمْرَةُ كُدْرَة , وَهَذَا مَعْنَى التَّرَبُّد , وَأَنَّهُ فِي أَوَّله يَتَرَبَّد , ثُمَّ يَحْمَرّ أَوْ بِالْعَكْسِ .[20]
وكان يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل :
عن عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : (( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ سُمِعَ عِنْدَ وَجْهِهِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ يَوْمًا ، فَمَكَثْنَا سَاعَةً فَسُرِّيَ عَنْهُ ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلا تَنْقُصْنَا ، وَأَكْرِمْنَا وَلا تُهِنَّا ، وَأَعْطِنَا وَلا تَحْرِمْنَا ، وَآثِرْنَا وَلا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا ، وَارْضِنَا وَارْضَ عَنَّا ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُنْزِلَ عَلَيَّ عَشْرُ آيَاتٍ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ثُمَّ قَرَأَ "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ .." حَتَّى خَتَمَ عَشْرَ آيَاتٍ ))[21]
وكان يأتيه الوحي وهو على راحلته فلا تتحمل ثقل الوحي وشدته :
عن عَبْد اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو : (( أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةُ الْمَائِدَةِ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَحْمِلَهُ فَنَزَلَ عَنْهَا ))[22]
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ : (( إِنِّي لآخِذَةٌ بِزِمَامِ الْعَضْبَاءِ نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ الْمَائِدَةُ كُلُّهَا ، فَكَادَتْ مِنْ ثِقَلِهَا تَدُقُّ بِعَضُدِ النَّاقَةِ ))[23] وفي رواية (( إِنْ كَادَتْ مِنْ ثِقَلِهَا لَتَكْسِرُ النَّاقَة ))[24].
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : (( إِنْ كَانَ لَيُوحَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ فَتَضْرِبُ بِجِرَانِهَا ))[25]

وجاءه مرة ورجله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رجل زيد بن ثابت فكادت تكسرها :
عن زَيْد بْنَ ثَابِتٍ : (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَى عَلَيْهِ "لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" قَالَ : فَجَاءهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ ، وَكَانَ رَجُلاً أَعْمَى ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ فَخِذِي ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ" ))[26]

فهذه الأحاديث تبين مدى شدة الوحي وقوته وثقله على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه مزيد فضل للنبي صلى الله عليه وسلم ، حيث أعطاه الله القوة الروحية والبدنية لتحمل هذه الشدة والقوة .
مدة نزول الوحي :
ـ (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ ))[27] .

فكما سبق أن القرآن نزل في ليلة القدر إلى اللوح المحفوظ ، ثم نزل بعد ذلك مفرقًا على النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاث وعشرين سنة وهي مدة حياته ودعوته عليه الصلاة والسلام .
أول الآيات نزولاً :
هي "اقرأ باسم ربك الذي خلق" ، ثم نزل بعدها بثلاثة أيام "يا أيها المدثر" ثم تتابع الوحي بعد ذلك كما ثبت ذلك ي حديث بدء الوحي عن عائشة رضي الله عنها ، وعن جابر رضي الله عنه .
نزول القرآن بلغة العرب :
قال تعالى (( قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ))[28]
وقال تعالى (( كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ))[29]

ـ (( عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاثَةِ : إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ ))[30] .
تكفل الله تعالى بحفظ القرآن في قلب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على حفظ ما يوحي الله تبارك وتعالى له من الذكر ، وكان يهتم بذلك ، وكان إذا نزل به الوحي ، يتابع الوحي بترديد ما يوحي له به ، خوفًا من الضياع والنسيان ، فأنزل الله عليه بدايات سورة القيامة ، يعلمه فيها أن الذي عليه فقط الاستماع إلى الوحي المنزل ، وأن الله تعالى سوف يتكفل بجمعه وحفظه ووعيه في قلبك وصدرك ، فلا تنسى منه شيئًا ، كما أنه عز وجل سيبينه لك أتم البيان وأهناه ، وهو معرفة معانيه وتفسيره وتفاصيل أحكامه .
ـ (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه فِي قَوْلِهِ "لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ" قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي فِي لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ "لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ" قَالَ : عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ وَقُرْآنَهُ "فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ" فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ "ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ"
عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ قَالَ فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ))[31] .
ونظير ذلك قوله تعالى ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ))[32] ، وقوله تعالى ((وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))[33]
مراجعة جبريل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
ـ (( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ ))[34]

ـ (( عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَرْحَبًا بِابْنَتِي ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ ، فَقُلْتُ لَهَا : لِمَ تَبْكِينَ ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ ، فَقُلْتُ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ ، فَقَالَتْ : مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ : أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ ، وَلا أُرَاهُ إِلا حَضَرَ أَجَلِي وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي فَبَكَيْتُ فَقَالَ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ ))[35] .

ـ (( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ يَعْرِضُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً فَعَرَضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ وَكَانَ يَعْتَكِفُ كُلَّ عَامٍ عَشْرًا فَاعْتَكَفَ عِشْرِينَ فِي الْعَام الَّذِي قُبِضَ فِيهِ ))[36] .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[1] رواه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ذكر إدريس (3372) ، ومسلم في الإيمان (237) ، والترمذي في الصلاة (197) ، والنسائي في الصلاة (445) ، وأحمد (12180) .
[2] رواه الترمذي وحسنه في تفسير القرآن باب سورة "ص" (3158) ، وأحمد في مسند ابن عباس (3304) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3/98) .
[3] رواه الترمذي وقال : حسن صحيح في تفسير القرآن باب سورة "ص" (3159) ، وأحمد (21093) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3/99) .
[4] رواه البخاري في بدء الوحي (4) .
[5] رواه مسلم في الإيمان (259) .
[6] رواه البخاري في تفسير القرآن باب "قاب قوسين" (4856) ، ومسلم في الإيمان (253) ، والترمذي في تفسير القرآن (3199) ، وأحم (3553) .
[7] رواه البخاري في بدء الوحي (2) ، ومسلم في الفضائل (4304) ، والترمذي في المناقب (3567) ، والنسائي في الافتتاح (925) ، وأحمد (24092) ، ومالك في النداء للصلاة (425) وابن حبان (38) .
[8] رواه مسلم في الإيمان باب بيان الإيمان (9) ، والترمذي في الإيمان (2535) ، والنسائي في الإيمان (4904) ، وأبو داود في السنة (4075) ، وابن ماجه في المقدمة (62) ، وأحمد(179)
[9] رواه البخاري في فضائل القرآن باب كيف نزل الوحي (4597) ، ومسلم في فضائل الصحابة .
[10] فتح الباري .
[11] رواه أبو نعيم في الحلية (10/26) ، والحاكم من حديث ابن مسعود وصححه (2/4) ، وابن حبان من حديث جابر (1085) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2085) ، وصححه الأرناؤط في زاد المعاد (1/79) .
[12] رواه البخاري في بدء الوحي (4) ، ومسلم في الإيمان (231) ، والترمذي في المناقب (3565) ، وأحمد (24681) .
[13] رواه ابن أبي عاصم في السنة (463) وقال الألباني : إسناده حسن .
[14] رواه ابن أبي عاصم في السنة (464) وقال الألباني : إسناده صحيح .
[15] رواه البخاري في الوضوء باب التخفيف في الوضوء (138) .
[16] رواه البخاري في المناقب (3567) ، ومسلم في الفضائل باب عرق النبي r في البرد (4303) واللفظ له ، والنسائي في الافتتاح (925) ، وأحمد (25002) ، والدارمي في النداء للصلاة (425) .
[17] رواه أبو يعلى وصححه الألباني في صحيح السيرة (ص108) .
[18] رواه البخاري في فضائل القرآن (4602) ، ومسلم في الحج (2017) ، والترمذي في الحج (765) ، والنسائي في الحج (2620) ، وأبو داود في المناسك (1553) ، وابن ماجه في الديات (2646) ، وأحمد (17269) ، ومالك في الحج (636) .
[19] رواه مسلم في الفضائل باب عرق النبي r في البرد (4305) ، وأحمد (21645) .
[20] شرح مسلم .
[21] رواه الترمذي في التفسير باب سورة المؤمنون (3097) ، وأحمد (218) ، وقال أحمد شاكر في المسند (1/263) : إسناده صحيح ، ورواه الحاكم في المستدرك (1/535) بإسنادين ، وصححه ووافقه الذهبي ، والحديث نسبه السيوطي في الدر المنثور (5/2) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر والعقيلي والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة .
[22] رواه أحمد (6354) ، وقال أحمد شاكر في المسند : (6/198) : إسناده صحيح ، وصححه الألباني في صحيح السيرة (ص 109) .
[23] رواه أحمد(26294) وأبو نعيم وصححه الألباني في صحيح السيرة (ص109) ، وقال الزين في المسند (18/591) : إسناده حسن .
[24] رواه أحمد (26310) وهو صحيح انظر التخريج السابق وقال الزين في المسند (19/597) : إسناده حسن .
[25] رواه أحمد (23723) ، وقال الزين في المسند (18/451) : إسناده صحيح ، وقال الهيثمي (8/257) رجاله رجال الصحيح .
[26] رواه البخاري في الجهاد والسير باب "لا يستوي القاعدون" (2620) ، ومسلم في الإمارة (3516) ، والترمذي في التفسير (3959) ، والنسائي في الجهاد (3049) ، وأحمد (20618)
[27] رواه الترمذي في المناقب باب ما جاء في مبعث النبي صلى الله عليه وسلم (3554) وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3/192) ، والحديث أصله في البخاري ومسلم
[28] الزمر (28) .
[29] فصلت (3) .
[30] رواه البخاري في المناقب باب نزل القرآن بلسان قريش (3506) ، والترمذي في تفسير القرآن (3029) ، وأحمد (20657) .
[31] رواه البخاري في تفسير القرآن (4929) ، ومسلم في الصلاة (679) ، والترمذي في تفسير القرآن (3252) ، والنسائي في الافتتاح (926) وأحمد (1811) وابن حبان (770) .
[32] الحجر (9)
[33] النحل 44
[34] رواه البخاري في بدء الوحي (6) ، ومسلم في الفضائل (4268) ، والنسائي في الصيام (2068) ، وأحمد (2485) .
[35] رواه البخاري في المناقب باب علامات النبوة في الإسلام (3624) ، ومسلم في فضائل الصحابة (4488) ، والترمذي في المناقب (3807) ، وابن ماجه في الجنائز (1610) ، وأحمد (23343) .
[36] رواه البخاري في فضائل القرآن (4998) ، والترمذي في الصوم (720) ، وأبو داود في الصوم (2110) ، وابن ماجه في الصيام (1759) ، وأحمد (8308) ، والدارمي في الصوم (1713) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب : القرآن الكريم
تأليف : محمد سعد عبدالدايم
غير منقول

موضوع في غاية الروعة
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
تسلم اديكي
وجزاك الله الجنة


غاليتي
جزاكِ المولى جنانه على ما طرحتي لقد استفدت كثيرا َ
دمتي متميزة
جزاك الله عنا خير الجزاااء
لا حرمنا الله منكـِ ياقلبي
تقبل مروري وتقييمي لكِ

جزاك الله خير الجزاء
سلمت يمنياك على الطرح
جعله الله في موازين حسناتك
مع تقييمي لك

غاليتي
جزاكِ المولى جنانه على ما طرحتي لقد استفدت كثيرا َ
دمتي متميزة
جزاك الله عنا خير الجزاااء
لا حرمنا الله منكـِ ياقلبي
تقبل مروري وتقييمي لكِ

دار