ماذا تفعل إذا ركبتك الهموم – الشيخ محمد صالح المنجد 2024.

ماذا تفعل إذا ركبتك الهموم – الشيخ محمد صالح المنجد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عباد الله: لقد خلق الله الدنيا مميزة عن الآخرة، وجعل في دار الابتلاء بضد ما في دار الكرامة، فكما أن دار الكرامة وهي الجنة لا هم فيها، ولا حزن، ولا غم، ولا ألم، فإن في الجنة ما به تسر أرواح المؤمنين، وما يكون فيه بهجة ولذة دائمة.

وأما الدنيا، فهي دار هموم وغموم، وأحزان وآلام، ولكن من رحمة الله –تعالى- أنه يخلق الداء ويخلق الدواء، ويقدر هذا الألم، ويعرفنا بما يعالجه ويزيله.

وكثيراً ما تركب الإنسان في الدنيا هموم وغموم وأحزان، فالحزن في الحاضر، والغم على شيء مضى، والهم من شيء سيأتي.

فماذا يفعل الإنسان إذا أصابته الهموم والأحزان، وما هي العلاجات الشرعية عندما تركبه هذه الآلام؟

إن هنالك كثيراً من الأمور في الكتاب والسنة، فمن هذا: أن يستصحب الإنسان المسلم معية الله –تعالى-، فالله -عز وجل- مع عبده المؤمن، وهذه ثمرة الإيمان، هذه ثمرة صحة الاعتقاد، هذه فائدة التوحيد، ألم تر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ركب الحزن قلب صاحبه قال له: "لا تحزن إن الله معنا" [رواه البخاري 3652].

فداوى حزن صاحبه بتذكيره بمعية الله، فإذا شعر العبد المؤمن أن الله معه، أن الله -سبحانه وتعالى -يداويه ويعالجه، أن ربه -سبحانه وتعالى- متكفل به، فهو إذا توكل عليه، وفوض الأمر إليه، أزاح همه، وأزال غمه، وعالج حزنه سبحانه وتعالى.

وكذلك: أن يعلم العبد أن هذه طبيعة الدنيا، فعند ذلك يسري عن نفسه بأنه أمر لا بد منه، ولا يمكن النجاة والفكاك من هذا بالكلية؛ لأنه طبع فيها.

ولذلك كان من المعالجات للهموم والغموم والأحزان بدلاً من الحبوب المهدئة، والعلاجات المشكوك فيها، بدلاً من المنومات المضرة: أن يجعل المسلم همه الآخرة، فإن من جعل همه في الآخرة وقاه الله هموم الدنيا، وعالج قلبه من وطأتها.

وكذلك من العلاجات: كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك جاء في حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه-: أنه كان له ورد يقوله، وأدعية في وقت من يومه، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: كم أجعل لك من دعائي، من وردي؟

قال: "ما شئت" قال: الربع، قال: "ما شئت" قال: الثلث؟
قال: "ما شئت" قال: النصف؟
قال: "ما شئت" قال: إذن أجعل لك دعائي، وأجعل وردي وذكري هذا كله صلاة عليك، قال: "إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك"[رواه الترمذي 2457].

إذن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- تزيل الهموم، ويكفى الإنسان بها من الغموم.

وكذلك من العلاجات القرآنية النبوية: هذه الأدعية التي علمنا إياها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم"[رواه البخاري 7431].

إذن "لا إله إلا الله الحليم الكريم" تهليلة مختومة باسمين عظيمين: "لا إله إلا الله رب العرش العظيم"، القدرة "لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم".

كذلك علمنا أن نقول إذا أصاب أحدنا هم أو غم: "اللهم إني عبدك، وابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك" التحكم الكامل.

"ناصيتي بيدك، عدلٌ فيّ قضاؤك" هذا اعتراف مهم جداً، مهما كتبت علي لا اعتراض، مهما كتبت علي، ذهاب نفوس، خسارة أموال، ظلم يقع علي من أقارب أو أباعد، مهما كتبت علي أنا ملكك، إنا لله وإنا إليه راجعون.

"عدلٌ في قضاؤك" لا يوجد تبرم من القضاء، اعتراف العبد بعدل الله حتى في حال الحزن والغم والهم والمصائب التي تغشاه.

"ماضٍ في حكمك" هذا الاستسلام للقضاء والقدر.

"أسألك بكل اسم هو لك" سؤال الله بأسمائه وصفاته سؤال عظيم، وفي الدعاء شأنه عظيم.

"أسألك بكل اسم هو لك، أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه"[رواه أحمد 4318].

هذا دعاء علمنا إياه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمر بتعلمه، فشأنه وأثره والتداوي به نافع جداً.

دعوات المكروب: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث"[رواه الترمذي 3524].

"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن"[رواه البخاري 2893].

الاستعاذة نافعة أيضاً.

وكذلك -يا مسلم يا عبد الله-: أن تعلم بأن الغموم والهموم والأحزان مهما بلغت، مهما بلغت فإن لها نهاية حتى لو كان الموت والذهاب من الدنيا، لكن الذهاب على دين وإيمان، قال: المؤمن مستريح، الموتى نوعان: مستريح ومستراح منه، المؤمن يستريح من هم الدنيا، وغمها، وعنائها، ولذلك جاء في الحديث الصحيح الذي رواه النسائي، أنه عليه الصلاة والسلام أخبر بأن روح المؤمن إذا قبضت وذهب بها إلى أرواح المؤمنين واجتمع بهم وجعل بعضهم يسأله: ما فعل فلان؟ ما خبر فلان؟ فيقول بعضهم لبعض: "دعوه فإنه كان في غم الدنيا"[رواه النسائي 1833].

ألم تر أنه قال في الدعاء: "وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون"[رواه الترمذي 3233].

وكذلك: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر"[رواه مسلم 2720].

المؤمن في النهاية حتى لو وصلت إلى الموت راحة، لكن الله -عز وجل- يخفف، ويهون، ويزيل، ويقشع، ويذهب، وهو على كل شيء قدير.

ثم أيضاً من المعالجات: النظر في إيجابيات المكروه الذي حصل، والغم الذي نشأ عنه، والحزن والهموم التي تركب، مثل حديث: "لا يفرك مؤمن مؤمنة" لا يكره "إن كره منها خلقاً رضي بآخر" [رواه مسلم 1469].

ولذلك قد تكون أحياناً المصائب التي تقع فيها جانب خير؛ مثل حديث: "ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه"[رواه البخاري 5641].

فهذا مؤلم لكن له فائدة، ومن تأمل حديث: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير"[رواه مسلم 2999].

عرف هذا المقصود، يعني: أنه حتى الأشياء السيئة التي تحصل والمكروهة والمؤلمة له فيها خير، عبد الله بن المغفل -رضي الله عنه- روى حديثاً عجيباً، أن رجلاً قد يكون حديث عهد بالإسلام، وجد امرأة كانت بغياً ثم أسلمت، فجعل يكلمها حتى بسط يده إليها، فقالت: مه، جاء الله بالإسلام، يعني حرم هذا، فارعوى الرجل واستدار وانصرف، فلقيه جدار شجه، جعل ينزف، فذهب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وأخبره، حصل مني كذا وكذا وصار لي بعدها مباشرة كذا وكذا، قال: "أنت عبد أراد الله بك خيراً" لماذا؟ قال: "من أراد الله به خيراً عجل له عقوبة ذنبه"[رواه أحمد 16806].

ومن أراد به غير ذلك سيلقى هذه الآثام أكواماً يوماً الدين، يوافى بها كلها، إذن، هذا الشيء المؤلم فيه فائدة، كفارات.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على نبيك محمد، حامل لواء الحمد، وصاحب المقام المحمود، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وذريته الطيبين، وخلفائه الميامين، وأزواجه، وصحابته، والتابعين، وعنا معهم بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

عباد الله:

الصلاة، الصلاة: "أرحنا بها يا بلال"[رواه الطبراني في المعجم الكبير 6215].

الصلاة لو كانت خاشعة تزيل الهموم حقاً: "كان إذا كربه أمر فزع إلى الصلاة".

وكذلك ذكره، وتلاوة كتابه، والمواضع التي تسكن الآلام من كتابه.

وكان الشافعي -رحمه الله- لما مرض أمر رجلاً أن يقرأ عليه آيات آل عمران التي فيها ما حصل للصحابة من الغم العظيم: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ سورة)[آل عمران:165].

(وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا)[آل عمران:139].

وذكر ما في هذه المصائب من الفوائد: (وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ)[آل عمران:141].

ليميز الله، ليكفر عنهم أسوأ الذي عملوا.

عباد الله: وإن اللجوء إلى الله في وقت الأزمات والملمات، وإنزال الحاجة به، وهو سبحانه كريم وعلى كل شيء قدير، سريع المفعول.

والله عندما نرى كثرة ما يصيب الناس من الأزمات النفسية، والاكتئاب، والإحباط، والانهيارات العصبية، وأحياناً ما يؤدي إلى الانتحار، والذهاب إلى الأطباء النفسانيين، والتكلفة الباهظة والمئات والآلاف، وجلسات المعالجات النفسية عند الأخصائي النفسي، والجلسة بكذا، وماذا تقول؟! استرخِ! عبر عما في نفسك! حبوب مهدئة! ماذا لديهم؟!.

لكن ما عند الله أعظم، ما في الكتاب والسنة أعظم، هذه علاجات -يا جماعة- ما لها أي نتائج سلبية، ولا مضاعفات جانبية، وإذا كانت تلك ظنية الفائدة هذه قطعية الفائدة، والمفعول أقوى، والنتائج أسرع.

العلاء الحضرمي -رضي الله عنه- رجل عجيب، من الصحابة من أولياء الله، لما صارت ردة العرب، أرسله أبو بكر -رضي الله عنه- على رأس جيش من المسلمين؛ لقتال المرتدين في شرق الجزيرة، فساروا وساروا ثم نزلوا منزلاً أول ما نزلوا قالوا: نفرت الإبل التي عليها خيامهم، وطعامهم، وزادهم، وشرابهم، وكل شيء، نفرت، وهربت وشردت، وحاولوا اللحاق بها ما استطاعوا فركب الناس هم عظيم، وقعدوا حتى جعل بعضهم يوصي بعضاً؛ لأنهم شعروا بقرب الهلاك، والموت في هذه المفازة، وهذه الصحراء، فقال لهم العلاء -رضي الله عنه-: ألستم أنصار الله؟ ألم تخرجوا في سبيله؟ أليس هو على كل شيء قدير؟ قوموا فادعوه، وجعل يرفع يديه ويدعو وهم يؤمنون، وألح بالدعاء وألح، قال: فأنبع الله بجانبهم ماءاً فلما شربوا منه رجعت إليهم إبلهم كلها لم يفقدوا منها واحداً، الدعاء مفعوله عظيم، والله يجيب دعوة المضطر.

العلاجات في الكتاب والسنة -أيها الإخوة- لموضوع الهموم والغموم، والآلام والأحزان، موضوع واسع، وفي علاجات كثيرة، وحتى الأشياء المادية، فمثلاً أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التلبينة: تجم الفؤاد: "إنه ليرتو فؤاد الحزين، ويسرو عن فؤاد السقيم"[رواه ابن ماجة 3445].

يعني: المريض المرض الحسي، وكذلك المعلول العلة المعنوية

"التلبينة مجمة لفؤاد المريض، تذهب ببعض الحزن"[رواه البخاري 5417].

وقد وصف العلماء التلبينة: بأنها حساء الشعير، وقال بعضهم: حساء الدقيق.

وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "والأليق بالمريض المرض الحسي أن تطبخ له حبوباً غير مطحونة، والمريض أو المعلول بالآلام النفسية أن يكون ذلك الشعير مطحوناً" -الحساء- وقال بعضهم: يجعل معه العسل.

وكانت عائشة -رضي الله عنها-: إذا أصاب أحداً من أهلها مصيبة أمرت له بالتلبينة، هذا الحساء يجم، والله خالق الأطعمة، ويجعل ما شاء من الخصائص فيها.

الشاهد -أيها الإخوة-: أن الشرع هذا كامل وعظيم وما في شيء تركه: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)[الأنعام:38].

وكم يحتاج الناس إلى هذه الأشياء في الدنيا التي نعيشها الآن، في هذا العصر، وهذا الأوان، الذي كثرت فيه المصائب، وكثرت فيه الآلام والأحزان، كثر فيه الظلم، عم فيه الطغيان، صار بعض الناس يأكل بعضاً.

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.

وهكذا، وهكذا.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يغفر لنا أجمعين، وأن يتوب علينا ويلحقنا بالصالحين.

اللهم اقض ديوننا، واكشف غمومنا، اللهم اغفر ذنوبنا، واهد ضالنا، واشف مريضنا، وارحم ميتنا، واجمع على الحق كلمتنا.

اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان يا رحمن أخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا، أدخلنا الجنة مع الأبرار، أعتقنا بفضلك من النار.

اللهم إنا نسألك في ساعتنا هذه وأنت على كل شيء قدير، وأنت الكريم الرحيم الحليم العلي العظيم، اللهم إنا نسألك أن تعجل الفرج لإخواننا المستضعفين يا رب العالمين، اللهم اجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا، وأهلينا وأموالنا، استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، واجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، يا رحمن يا رحيم.

لا تخرجنا من هذا البيت من بيوتك إلا وقد غفرت لنا، وكتبتنا من عتقائك من النار، يا رب العالمين يا أرحم الراحمين.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

عظم الله أجرك شيخنا الجليل
وجمعك الله وولدك بجناته اللهم آميين
والهم قلبك الصبر والسلوان

اللهم امين
وجزاك الله خير اخت عبير
والهم الله شيخنا الصبر والسلوان
وثبتنا عند الشدائد والمصائب
ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم
ولا حرمك الله الاجر
تقبلي ودي واحترامي
بارك الله فيك يا اخت واكقر من امثالك ..
فى انتظار المزيد .. ورحم الله شيخنا ..
دار

دار

دار
أختي الغالية
جزاكِ ربي كل الخير وكتب أجركِ
وسلمتي ياقلبي موضوع مهم
وانار الله قلوب الجميع بذكر الرحمن
جزاك الله كل خير فائدة عظيمة جعلها الله في موازين حسناتك
لكِ ودى وتقديرى وتقييمي لك ياقلبي,,,
دارداردار
دار

دار

أختي الغالية علاج الهموم والغموم 2024.

دار

علاج الهموم والغموم
إن المؤمن لا تخلو حياته من الهموم والأحزان التي تكدر عليه عيشته وتنغص عليه لذته،

ومع ما في ذلك من تكفير للسيئات ورفعة للدرجات فإن فيها فوائد أخرى.
من أهمها: أنها تدفع المؤمن للجوء إلى الله والانكسار بين يديه والتضرع إليه، فيح

صل بذلك للقلب من الراحة والطمأنينة واستشعار القرب من الله عز وجل ما لا يمكن وصفه.
وأيضا فإن هذه المنغصات تجعل المؤمن يعرف حقارة الدنيا فيزهد فيها،

ولا يركن إليها، ويقبل على الآخرة على بصيرة؛ لأنها خير وأبقى، إذ لا هم فيها ولا حزن،

كما قال سبحانه وتعالى:

(( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ))

[فاطر:34-35].

فما أعظم هذه الفائدة لمن عرف حكمة الله تعالى فيها.

وهذه بعض الأسباب التي تدفع بها الهموم والغموم
والأحزان والمصائب لمن أحسن استعمالها:

دار
1- الإيمان والعمل الصالح,

قال تعالى:

(( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ))

[النحل:97].

وهذا وعد من الله لمن آمن وعمل صالحاً أن الله يحييه حياة سعيدة.
روى مسلم في صحيحه من حديث صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وان أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) .

دار

2- فرح المسلم بما يحصل له من الأجر العظيم والثواب الجزيل؛ جزاء صبره واحتسابه على ما يصيبه من هموم الدنيا ومصائبها.
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) .

وفي رواية أخرى لمسلم: ( ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط بها عنه خطيئة ).

فيعلم المسلم أن ما يصيبه من هموم وغموم إنما هو تكفير لسيئاته وتكثير لحسناته.
قال أحد السلف: " لولا المصائب لوردنا يوم القيامة مفاليس ".

وكان أحدهم يفرح بالبلاء كما يفرح أحدنا بالرخاء .

دار
3- معرفة حقيقة الدنيا وأنها فانية متاعها قليل، وما فيها من لذة فهي مقدرة لا تصفوا لأحد،

إن أضحكت قليلاً أبكت طويلاً، وإن أسرت يسيراً أحزنت كثيراً

قال تعالى: ((وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ))

[آل عمران:140]

فيوم لك ويوم عليك.

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال: ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ).

وهي كذلك دار نصب وأذى وغم وهم، ولذلك يستريح المؤمن إذا فارقها.

روي البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال:

( مستريح ومستراح منه. قالوا: يا رسول الله! ما المستريح والمستراح منه؟!. قال: العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ) .

فهذا المعني الذي يدركه المؤمن لحقيقة الدنيا يهون عليه المصائب والهموم؛ لأنه يعلم أن ذلك من طبيعتها.

دار
4- هموم الدنيا وغمومها تشتت النفس وتفرق شملها،
فإذا جعل العبد الآخرة همه جمع الله له شمله وقويت عزيمته.
روى الترمذي في سننه من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه, وجمع الله له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق الله عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر الله له ).

دار

5- الدعاء, فإنه علاج نافع لدفع الهم والغم

قال تعالى:

(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))

[البقرة:186].

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الهم والحزن روى البخاري في صحيحه

من حديث أنس بن مالك ّقال : كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل فكنت أسمعه كثيراً يقول

( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ).
وروى أبو داود في سننه من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم

قال:

( دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني على نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت ).
فإذا لهج العبد بهذه الأدعية بقلب حاضر ونية صادقة مع اجتهاده في تحصيل أسباب الإجابة حقق الله له ما دعا

وانقلب همه فرحاً وسروراً.

دار
6- التوكل على الله, قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ))[الطلاق:3]

أي: كافيه من كل شيء من أمر الدنيا والآخرة.

دار

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي:

ومتى اعتمد القلب على الله وتوكل عليه ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته الخيالات السيئة ووثق بالله وطمع في فضله، اندفعت عنه

بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير من الأسقام القلبية والبدنية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه.
7- قراءة القرآن بتدبر فإنه ربيع القلوب ونور الصدور وجلاء الأحزان، وذهاب الهموم والغموم والشفاء لجميع الأمراض

البدنية والقلبية,

قال تعالى: (( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ))[فصلت:44].

وقال تعالى: (( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ))[الإسراء:82].

فمن قرأ القرآن بتدبر وإقبال ذهبت عنه الهموم والغموم،

قال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28].
دار

المصدر: من كتاب: الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة.
  • الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة
    مؤلف الكتاب :
    الوصف : الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة : يحتوي هذا الكتاب على 150 درساً يومياً للدعاة والخطباء وأئمة المساجد للقراءةعلى المصلين

  • تحميل الكتاب

دار

جزاكِ الله خيرا على طرحكِ القيم
موضوع رائع
سلمت يمنياك
ولاحرمتي اجره
دمتي بحفظ الله ورعايته

بارك الله فيك لهذا الطرح المميز وجعله الله في ميزان حسناتك
دار

دار

شكراً جزيلاً لكرم مروركن وتواصلكن الرائع
جزاكن الله كل خير وجعلها في ميزانكن حسنات مضاعفة
ربي مايحرمني طلاتكن الراقية

دار

[IMG]http://abeermahmoud.***********/340-bless.gif[/IMG]

أدعية لإزالة الكرب والهموم 2024.

الأدعيـــــة الصحيحــــــــــة …..
لإزالة الكرب والهموم والقلق والمصائب والأمراض المستعصية ,,

هذه الأدعية من أصح ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء كشف الكرب , وعند الهموم والمصائب , وللشفاء من الأمراض وإن كانت مستعصية , وهي مجربة وقد حصل بها لكثير من الناس خير عظيم , لكن يشترط الإستمرار عليها وإن طالت المدة حتى حصول الإجابة , مع التوكل على الله , والإبتعاد عن المحرمات , وتحري أوقات إجابة الدعاء , وخاصة عند نزول ربنا سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل , فإنه حين ينزل يقول : ( هل من سائل فأعطيه ) ,
والأدعية هي :
1-( لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم , لا إله إلا الله رب السماوات , ورب الأرض ورب العرش الكريم )فعن ابن عباس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوله عند الكرب .. رواه البخاري ومسلم.
2-( إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم أجرني في مصيبتي , وأخلف لي خيرا منها )لقوله تعالى (( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ))
وعن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مامن مسلم تصيبه مصيبة فيقول ماأمره الله , إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها, إلا أجره الله في مصيبته , وأخلف له خير منها).. رواه مسلم.
3-( اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله , لا إله إلا أنت , الأحد الصمد , الذي لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفواً أحد )فعن بريدة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : فذكره , فقال ( لقد سألت الله بإسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب ).. رواه أبو داود والترميذي وابن ماجة وأحمد بن حبان والحاكم وغيرهم.
4-( لا حول ولا قوة الا بالله )فعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة ؟ فقلت : بلى , فقال : " لاحول ولا قوة الا بالله " .. رواه البخاري ومسلم.
5-( اللهم إني عبدك , وابن عبدك , وابن أمتك , ناصيتي بيدك , ماض في حكمك , عدل في قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك , سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك , أو علمته أحداً من خلقك , أو استأثرت به في علم الغيب عندك , أن تجعل القرآن ربيع قلبي , ونور صدري , وجلاء حزني , وذهاب همي )
فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقاله , إلا أذهب الله عز وجل همه , وأبدله مكان حزنه فرحاً , قالوا : يارسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات ؟ فقال : أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن ).. رواه أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم.
6-( الله ربي لا أشرك به شيئاً )عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب , أو في الكرب " فذكره .. رواه ابو داود والنسائي في السنن الكبرى وابن ماجه وأحمد وغيرعم .
7-( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )فعن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه قال : كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من الدنيا دعا به فرج عنه ؟ فقيل له : بلى , قال : دعاء ذي النون إذا دعا وهو في بطن الحوت " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " , فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له ) .. رواه الترميذي والنسائي وأحمد والحاكم وغيرهم.
8-( لا إله إلا الله الحليم الكريم , لا إله إلا الله العلي العظيم , سبحان الله , رب السماوات السبع , ورب العرش العظيم , الحمد لله رب العالمين )عن علي رضي الله عنه قال : علمني صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات , وأمرني إن نزل بي كرب أو شده أن أقولهن , فذكره ..رواه النسائي وابن ماجة وابن حبان وأحمد والحاكم وغيرهم..
وفي روايه للترمذي وأحمد والنسائي : ( إذا قلتهن غُفر لك )..
9-( ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث , أصلح لي شأني كله , ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
فعن ابن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها : ( مايمنعك أن تسمعي ما أصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت ) فذكره .. رواه النسائي والحاكم وغيرهم.
ويشهد له حديث ابي بكر رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دعوات المكروب : " اللهم رحمتك أرجوك , فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ,وأصلح لي شأني كله , لا إله إلا أنت ".. رواه ابو داود وابن حبان وغيرهما.
10-( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد , لا إله إلا أنت , المنان بديع السماوات والأرض , ياذا الجلال والإكرام , ياحي ياقيوم , اللهم إني أسألك …)فعن أنس أنه : كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً , ورجل يصلي ثم دعا : فذكره , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد دعا الله باسمه العظيم , الذي إذا دعي به أجاب , وإذا سئل به أعطى ) .. رواه ابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم.
11-( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )عن ابن عباس رضي الله عنه , عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( مامن مسلم يدخل على مريض , لم يحضر أجله , فيقوله …. إلا عوفي ) .. رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم وغيرهم.

دار
دار
دار
جزاك الله خيرا
نورتي الموضوع
بارك الله فيكِ

علاج الهموم 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد…

فإن الصلاة من أعظم أسباب السعادة والطمأنينة والهدوء وراحة البال،
ولذلك فقد جعلت قرة عين النبي صل الله عليه وسلم في الصلاة، وقرة العين فوق المحبة، فإنه ليس كل محبوب تقر به العين،
وإنما تقر العين بأعلى المحبوبات وهو الله سبحانه وتعالى وما يقرب إليه، والصلاة من أعظم ما يقرب إلى الله تعالى،
ومن أعظم ما يريح النفس ويسعدها.

وكان النبي صل الله عليه وسلم يقول لبلال: «يا بلال أرحنا بالصلاة»
[رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني].

فيا أيها المحزون الذي أثقلته الهموم: راحتك في الصلاة..
ويا أيها القلق الذي سيطر عليه الخوف: أمنك في الصلاة..
ويا من ضاق صدره، وانكسف بالهُ، واضطرب فؤاده: سعادتك في الصلاة.
قال تعالى: ((وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ *
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ *
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
)) [الحجر: 97-99].

دار


كيف تشكو الوحدة أخي والصلاة خير أنيس..
كيف تشكو الوحشة والله تعالى جليس من ذكره، وأنيس من ناجاه!
من مثلك .. تدخل على ملك الملوك في أي وقت تشاء دون استئذان من أحد..
فلا حُجّاب ولا حُرّاس.. وأنت الذي تقرر إنهاء الزيارة أو تمديدها.. فالباب مفتوح..

والخير ممنوح.. قال تعالى في الحديث القدسي: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين،
ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) قال: حمدني عبدي..
فإذا قال: ((الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))
قال الله: أثنى علي عبدي..
فإذا قال: ((مَالِكِ يَوْمِ الدِّي))
قال الله: مجدني عبدي.
فإذا قال: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ))
قال الله: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل.
فإذا قال: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ))
قال الله: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل»
[رواه مسلم].



دار

قال ابن القيم رحمه الله: «فالصلاة قرة عيون المحبين في هذه الدنيا،
لما فيها من مناجاة من لا تقر العيون، ولا تطمئن القلوب، ولا تسكن النفوس إلا إليه،
والتنعم بذكره، والتذلل والخضوع له، والقرب منه، ولا سيما في حال السجود،
وتلك الحال أقرب ما يكون العبد من ربه فيها

ومن هذا قول النبي صل الله عليه وسلم: «يا بلال! أرحنا بالصلاة»
فأعلم بذلك أن راحته صل الله عليه وسلم في الصلاة،
كما أخبر أن قرة عينه فيها.


فأين هذا من قول القائل: نصلي ونستريح من الصلاة! فالمحب راحته وقرة عينه في الصلاة،
والغافل المعرض ليس له نصيب من ذلك، بل الصلاة كبيرة شاقة عليه، إذا قام فيها كأنه
علي الجمر حتى يتخلص منها، وأحب الصلاة إليه أعجلها وأسرعها، فإنه ليس له قرة عين فيها، ولا لقلبه راحة بها»

دار

الصلاة التي نريد
والصلاة التي نريد ليس هي التي يؤديها كثير من الناس بلا روح
ولا خشوع ولا طمأنينة ولا تفكر في معانيها، فإن مثل هذه الصلاة
لا تأثير لها في حياة صاحبها، فالمقصود بالصلاة إنما هو تعظيم المعبود،
وتعظيمه لا يكون إلا بحضور القلب في العبادة. وقد كان بعض السلف
يتغير وجهه خوفا إذا حضرت الصلاة ويقول: أترون بين يدي من أريد أن أقف؟
فإذا أردت استجلاب حضور قلبك الغائب، ففرغه من الشواغل ما استطعت.
قال النبي صل الله عليه وسلم: «إن الرجل لينصرف من صلاته وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها،
سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها» [رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني].
فهلا سألت نفسك : ماذا كتب لك من صلاتك؟ بل هلا سألت نفسك هل قبلت صلاتك أم لا؟ .
قال النبي صل الله عليه وسلم: «أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة،
فإن صلحت، صلح سائر عمله وإن فسدت، فسد سائر عمله»[أخرجه الطبراني وصححه الألبانيٍ].

دار

فالصلاة التي نريد هي الصلاة التي تستجاب بها الدعوات…
الصلاة التي تكشف بها الكربات..
الصلاة التي تنزل بها الرحمات..
الصلاة التي تدفع بها البليات..
الصلاة التي تقرب العبد من رب البريات..
فأين نحن من هذه الصلاة..؟
الصلاة لوقتها
قال الله تعالى: ((إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا))
[النساء: 103]

وقال تعالى: ((فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا))
[مريم: 59].

قال أحد السلف: أما إنهم ما تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها..



دار

تعظيم شأن الصلاة
قال سعيد بن المسيب:
ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة!.
وقال: ما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة،
يعني أنه لم يصل إلا في الصف الأول منذ خمسين سنة.

وقال وكيع بن الجراح:
كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى!

وقال ابن سماعة:
مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي([1])!

دار


إن تعظيم شأن الصلاة يكون بأمور:
الأول: رعاية أوقاتها وحدودها.
الثاني: التفتيش عن أركانها وواجباتها وكمالها.
الثالث: المسارعة إليها عند وجوبها.
الرابع: الحزن والكآبة والأسف عند فوات حق من حقوقها.
كمن يحزن على فوت الجماعة، ويعلم أنه لو تقبلت منه صلاته منفردا،
فإنه قد فاته سبعة وعشرون ضعفاً.

وكذلك إذا فاته أول الوقت الذي هو رضوان الله تعالى،
أو فاته الصف الأول.

وكذلك فوت الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها بين يدي الرب تعالى،
الذي هو روحها ولبها، فصلاة بلا خشوع ولا حضور

كبدن ميت ولا روح فيه


دار

من ثمرات الصلاة
وللصلاة أخي الحبيب ثمرات عديدة منها:
1أنها أفضل الأعمال:
لقوله صل الله عليه وسلم: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة»
[رواه أحمد وصححه الألباني].

2- أنها نور في القلب والجوراح:
لقوله صل الله عليه وسلم : «الصلاة نور» [رواه مسلم].
3أنها ماحية للخطايا والسيئات:
لقوله
صل الله عليه وسلم:
«أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟».

قالوا: لا يبقى من درنه شيء.
قال: : «فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا» [متفق عليه].
4أنها رافعة الدرجات:
لقوله
صل الله عليه وسلم لثوبان:
«عليك بكثرة السجود، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة،
وحط عنك بها خطيئة»
[رواه
مسلم].
5- أنها سبب للفلاح:
لقوله تعالى: ((قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ))[المؤمنون: 1، 2].
6- أنها سبب للنصر:

لقوله صل الله عليه وسلم: «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم»
[رواه النسائي وصححه الألباني].

7- أنها منجية من الفواحش والمنكرات:
لقوله تعالى: ((إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)[العنكبوت: 45].
8-: أنها إغاظة للشيطان
لقوله صل الله عليه وسلم:
«إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويلي!
أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت، فلي النار»
[رواه مسلم].

9- أنها مذهبة للخوف والهلع والبخل:
لقوله تعالى: ((إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ))[المعارج: 19-22].
10- أنها تنجي صاحبها من النار:
لقول صل الله عليه وسلم «لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبهǻ
يعني الفجر والعصر [رواه مسلم].

إن من أسباب سعادتنا،
وحفظ الله لنا،
ورغد العيش الذي نعيشه أن نحافظ على
عهد الله في الصلاة، وأن نتواصى بها.


دار

دار

حقاً موضوع رائع وهادف ومهم جداَ
بارك الله فيك أخيتي الكريمة المميزة
المشرقة بإطلالاتها وطرحها المتميّز
النافعة في ردودها و مشاركاتها
عطر من عطور المنتدى
التي طالما أطرب النفس أريجها
و هتف القلب ينتظر و يريد
من خير و فيض قلمها المزيد
داردار
اختى الغالية
دمتى بحفظ الرحمن ورعايته

دار

دار

موضوع رررائع
رفع الله قدرك فى الدارين
واجزا لك العطاء
شكرا لطرحك المميز
وانتقائك الهاتف
جعله المولا فى موزين حسناتك
بوركت جهودك
دار

جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله

علاج الهموم 2024.

دار

علاج الهموم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، وعلى من سار على هَدْيِهِ واقْتَفى أثرهُ إلى يوم الدين، ثم أما بعد..

إن الله خلق الدنيا وضَمَّنَها الهموم والغموم تصيب الإنسان ، فهي دار الأدواء والشدة والضنك،
ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس فيها هم ولا غم

قال تعالى {لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِين} [الحِجر:48]، وأهلها لا تتكدر خواطرهم ولا بكلمة,

قال تعالى " {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا * إِلاَّ قِيلاً سَلاَمًا سَلاَمًا } [الواقعة:25/26]
وطبيعة الحياة الدنيا المعاناة والمقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة وأحواله المتنوعة

كما دل عليه قول الحق تعالى : {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَد} [البلد:4]
فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل ، مغموم في الحال.
القلوب تتفاوت في الهم والغمّ كثرة واستمراراً بحسب ما فيها من الإيمان أو الفسوق والعصيان،
والناس يتفاوتون في الهموم بتفاوت بواعثهم وأحوالهم وما يحمله كل واحد منهم من المسئوليات.

فمن الهموم هموم سامية ، ذات دلالات طيبة ، كهموم العالم في حلّ المعضلات التي يحتاج المسلمون ، وهمّ إمام المسلمين بمشكلات رعيته.

ومن الهموم همّ الداعية في نشر الدين وحمل الرسالة ، وهمّ العابد في تصحيح عبادته في القصد والأداء،
وهم المسلم بما يصيب إخوانه في أقطار الأرض..

ومن الغموم ما يكون بسبب مصائب الدنيا: كالأمراض المزمنة والخطيرة ، وعقوق الأبناء وتسلط الزوجة، واعوجاج الزوج وظلم الآخرين.

ومن الهموم ما يكون بسبب الخوف من المستقبل وما يخبئه الزمان كهموم الأب بذريته من بعده وخاصة إذا كانوا ضعفاء وليس لديه ما يخلِّفه لهم ومن الهموم ما يكون ناشئاً عن المعاصي ، كالهموم التي تصيب المذنب بعد ذنبه كما يحدث في هم من أصاب دماً حراماً.
وهكذا تتنوع الغموم والهموم.
يتفاوت تأثير هذه الهموم على الناس بتفاوت إيمانهم وقوة يقينهم بالله، فترى كثيراً من الكفار وكذلك ضعفاء الإيمان يُصابون بالانهيار أو يُقدمون على الانتحار للتخلص من الكآبة والحبوط واليأس إذا ما وقعوا في ورطة أو أصابتهم مصيبة. كم ملئت المستشفيات النفسية من مرضى الانهيارات العصبية والصدمات النفسية، وكم أدت إلى العجز التام أو فقدان العقل والجنون.

أما من اهتدى بهدي الإسلام فإنه يجد العلاج فيما أتى من لدن العليم الخبير الذي خلق الخلق وهو أعلم بما يصلحهم
{أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير} [المُلك:14]

لقد أوضعت الشريعة الإسلامية أنواعا من الحلول والعلاجات النافعة للهموم والأحزان التي تدفع البلاء ويحصل بها المطلوب بإذن الله تعالى،
ومن هذه الحلول والعلاجات ما يلي:-

أولاً : الإيمان بالله والعمل صالح.

قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون} [النحل:97]

فالمؤمنون بالله الإيمان الصحيح – المثْمر للعمل الصالح المصلح للقلوب – يتلقون النّعم والمسارّ بقبول لها، وشكر عليها،
ويستعملونها فيما ينفع، فإذا فعلوا ذلك أحسوا ببهجتها وطمعوا في بقائها وبركتها ورجاء ثواب شكرها.

ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لِما يمكنهم مقاومته وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه ، والصبر الجميل لما ليس لهم عنه بُد.

وقد عبّر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى في الحديث الذي رواه مسلم بقوله :
(عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ)

من الخطوات العملية للعلاج أن يحرص المسلم على التزود بالأعمال الصالحة ،
وذلك مثل: المحافظة على الصلوات في أوقاتها جماعة، و بر الوالدين، وأداء السنن الرواتب، وقراءة القرءان الكريم، وصلة الرحم،
وصيام النوافل، والصدقة، وقيام الليل وصلاة الوتر، إلى آخره من الأعمال الصالحة.

ثانياً : النظر في العاقبة.

فليعلم المهموم أن ما يصيبه من الأذى النفسي نتيجة للهمّ لا يذهب سدى، بل هو مفيد في تكثير حسناته وتكفير سيئاته،
وأن يعلم المسلم أنه لولا المصائب لوردنا يوم القيامة مفاليس كما ذكر بعض السلف، ولذلك كان أحدهم يفرح بالبلاء كما يفرح أحدنا بالرخاء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاه) (رواه البخاري).

ثالثاً : اتخاذ الرسل والصالحين مثلاً وقدوة.

فهم أشد الناس بلاءً في الدنيا ، والمرء يبتلى على قدر دينه ، والله إذا أحب عبداً ابتلاه وقد سأل سعد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً.

قَال: (الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْباً اشْتَدَّ بَلاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ،
فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) (رواه الترمذي وصححه الألباني)

رابعاً : التعلق بالآخرة والإيمان بزوال الدنيا.

عندما يوقن المسلم بأن الدنيا ليست دار قرار، وأنها زائلة وأن مردَّه إلى الموت، وأن الآخرة هي دار القرار، فأصبحت هي همه،
فإن الله يجمع له شمله، لِما رواه أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ.
وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَهُ ) (رواه الترمذي وصححه الألباني)

قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد:
"إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده، تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه، حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبَّته بمحبّة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشْغالهم، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره".

خامساً : ذكر الموت.

هو علاج مفيد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(أكثروا ذِكرَ هادِمِ اللَّذاتِ : الموت، فَإنَّه لم يَذكُره أحدٌ في ضيقٍ منَ العيْشِ إلا وسَّعه عليه، ولا ذَكَره في سِعة إلا ضيَّقها عَلَيْه)
(رواه البزار عن أنس وحسنه الألباني)

سادساً : دعاء الله تعالى.

هو سلاح المؤمن في كل أحواله، وملجؤه عند كل شدَّة و كرب وضرٍّ، ومن الدعاء ما هو وقاية ومنه ما هو علاج، فأما الوقاية فإن على المسلم
أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه متضرعاً إليه بأن يُعيذَه من الهموم ويباعد بينه وبينها ،
كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل فكنت أسمعه كثيراً يقول : (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) (رواه البخاري)

فإذا وقع الهم وألمّ بالمرء، فباب الدعاء مفتوح غير مغلق، والكريم عز وجل إن طُرق بابه وسُئل أعطى وأجاب..

يقول جلّ وعلا : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون} [البقرة:186]
ومن أعظم الأدعية في إذهاب الهمّ والغم قَولَهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجا) قَالَ: فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا.

فَقَالَ: ( بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) (رواه الإمام أحمد وصححه الألباني)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ:
(لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) (رواه البخاري)
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزَبَه أمر قال : ( يا حَيُّ يا قَيومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغيث )
(رواه الترمذي وحسنه الألباني)
وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( أَلا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ أَوْ فِي الْكَرْبِ، اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ). (رواه أبو داود صححه الألباني)
ومن الأدعية النافعة كذلك قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ، اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ) (رواه أبو داود وحسنه الألباني)
فالدعاء إذا سَلِم من الموانع من أنفع الأسباب في دفع الكرب والبلاء، وخاصة مع الإلحاح فيه، وعدم التعجل في الإجابة.
فإن اجتهد في الدعاء، حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له، وانقلب همه فرحاً وسروراً.
سابعاً : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

الإكثار من الصلاة على النبي من أعظم ما يفَرِّج الله به الهموم ويغفر به الخطايا، روى الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بْنُ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ، اذْكُرُوا اللَّهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ).

قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي
فَقَالَ: (مَا شِئْتَ)
قَالَ: قُلْتُ الرُّبُعَ
قَالَ: (مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَك)
قُلْتُ : النِّصْفَ.
قَالَ: (مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)
قَالَ: قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ: (مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ)
قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا.
قَالَ: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) (رواه الترمذي وحسنه الألباني)

ثامناً : التوكل على الله عز وجل وتفويض الأمر إليه.

قال ابن القيم في الفوائد
" فمن علم أن الله على كل شيء قدير، وأنه المُتَفَرِّدُ بالاختيار والتدبير.
وأن تدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه، وأنه أعلم بمصلحة العبد من العبد وأقدر على جلبها وتحصيلها منه، وأنْصَحَ للعبد لنفسه وأرْحم به منه بنفسه، وأبرّ به منه بنفسه.
وعلم مع ذلك أنه لا يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة واحدة ولا يتأخر عن تدبيره له خطوة واحدة، فلا متقدم له بين يدي قضائه وقدره
ولا متأخر، فألقى نفسه بين يديه وسلَّم الأمر كله إليه، وانْطرح بين يديه انطراح عبد مملوك ضعيف بين يدي ملك عزيز قاهر له التصرف في عبده بما شاء ، وليس للعبد التصرف فيه بوجه من الوجوه ، فاستراح حينئذ من الهموم والغموم والأنكاد والحسرات".

و قال ابن السعدي في الوسائل المفيدة للحياة السعيدة
" فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ، ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفَّل لمن توكَّل عليه بالكفاية التامة، فيثق بالله ويطمئن لوعده ، فيزول همه وقلقه ، ويتبدل عسره يسرا ، وتَرَحَه فرحا، وخوفه أمنا, فنسأله تعالى العافية وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته بالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير، ودفع كل مكروه وضير".

تاسعاً : الحرص على ما ينفع وعدم الحزن على ما مضى.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) (رواه مسلم)

قد علَّق ابن السعدي في الوسائل المفيدة للحياة السعيدة على هذا الحديث فقال:
" والحديث المذكور يدلّ على السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور، وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال ، وأن ذلك حمق وجنون ، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله ، مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام ، وأنها بيد العزيز الحكيم ، ليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها، ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره ، واتكل على ربه في إصلاحه ، واطمأن إليه في ذلك صلحت أحواله ، وزال عنه همه وقلقه".

عاشراً : المداومة على ذكر الله.

فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته ، وزوال همه وغمه
قال الله تعالى " (أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب) [الرعد:28]

ولهذا يشرع للمسلم أن يكون لسانه رطبا بذكر الله تعالى في كل زمان ومكان،

ومن أنواع الذكر التي يجب على المسلم المحافظة عليها :

(1) أذكار الأحوال و المناسبات، كأذكار دخول البيت والخروج منه، والأكل والنوم وأذكار الصباح والمساء وأذكار ما بعد الصلوات

(2) الأذكار ذوات العدد، كالتهليل عشر مرات، ومائة مرة، وسبحان الله مائة مرة.. الخ

(3) الذكر المطلق، كسبحان الله ، والحمد لله، و لا حول و لا قوة إلا بالله.

الحادي عشر: الجهاد في سبيل الله.

كما قال عليه الصلاة والسلام :
( عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ )
(صحيح رواه أحمد عن أبي أمامة عن عبد الله بن الصامت رضي الله عنهما)

الثاني عشر : معرفة قيمة الوقت.

فالعاقل يعلم أن حياته قصيرة جداً ، فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار، فإن ذلك ضد الحياة الصحيحة ،
فيشح بحياته أن يذهب كثير منها نهباً للهموم والأكدار

الثالث عشر : عدم السماح بتراكم الأعمال والواجبات.

ذكر ابن السعدي في الوسائل المفيدة بأنه
" يجب حسم الأعمال في الحال والتفرغ للمستقبل ، لأن الأعمال إذا لم تُحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة ، وان ضافت إليها الأعمال اللاحقة فتشتد وطأتها ، فإذا حسمت كل شيء في وقته تفّرغت للأمور المستقبلة بقوة تفكير وقوة عمل. وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم، فالأهم ويُمَيِّز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه، فإن ضده يحدث السآمة والملل والكدر ، واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة ، فما ندم من استشار ، وادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً ، فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ".

الرابع عشر : طلب النصح والمشورة من أهل العلم والدين.

فإن نصائحهم وآراءهم من أعظم المثبتات في المصائب، ومن أعظم ما يخفف آلام الهموم و الغموم.

الخامس عشر: اليقين بأن بعد العسر يسراً.

حسن الظن بالله وإنه سبحانه جاعل للهم فرجاً ومخرجاً وأنه كلّما استحكم الضيق وازدادت الكربة قَرُبَ الفرج والمخرج

وقد قال الله تعالى في سورة الشرح {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } [الشَّرح: 5/6]

فذكر عسراً واحداً ويسرين، فالعسر المقترن بأل في الآية الأولى هو العسر في الآية الثانية،
أما اليسر في الآية الثانية فهو يسر آخر غير الذي في الآية الأولى.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما:
( النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) (رواه أحمد وصححه الألباني).

السادس عشر : ومن علاجات الهموم ما يكون بالأطعمة.

روى البخاري عن عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهَالِكِ وَكَانَتْ تَقُول: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: ( إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ الْمَرِيضِ وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ)

و تُجِمَّ : أي تريح وتنشط وتزيل الهمّ والتَّلْبِينَةَ : تطبخ من دقيق الشعير ويجعل فيه عسل.

قال ابن القيم في زاد المعاد:
" وهذا الأمر – استغراب الناس من أن التَّلْبِينَةَ تذهب الهم – هو حق وصدق ما دام قد ثبت من طريق الوحي عن المعصوم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والله خلق الأطعمة وهو أعلم بخصائصها، وبالتالي فإن حساء الشعير المذكور هو من الأغذية المفرحة " .
وختاماً نسأل الله تعالى أن يعافينا من الهموم وأن يفرج عنا الكروب ويزيل عنا الغموم، إنه هو السميع المجيب، وهو الحي القيوم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
منقول للاستفادة.
دار

فرج الله همك وكشف غمك
ورزقك من حيث لا تحتسبي موضوع جميل
وكانه في وقته
بارك الله فيك واثابك الفردوس الاعلي

دار

أروع تعابير الشكر تجسدها كلماتي

ولكِ أبلغ معاني التقدير من عباراتي

و أرق معاني العرفان تبثها لموضوعكِ همساتي

موضوع غاية في الاهمية .. نحتاج إليه في لحظات عدة

فـ حينما يعتصرنا الألم .. وتجتاح أجسادنا رماح الوهن

نحتاج إلى علاج يزيل عن أنفسنا ما اعتراها من هموم ..

وطعن فيها من آثار الحزن والغموم


سلمت يمينكِ على الموضوع القيم

دمتِ في حفظ الرحمن

دار

دار
جزاكِ الله خيرا على طرحكِ المميز
سلمت يمنياكِ
موضوع رائع

فرج الله همك وغمك يا حبيبة

أذكار الهموم و الأحزان 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أيس من حياته

عن عائشة رضي الله عنها
قالت
سمعت النبي صلى الله عليه و سلم
و هو مستند إلي يقول
:" اللهم اغفر لي و ارحمني ، و ألحقني بالرفيق الأعلى "
متفق عليه

إلا أذهب الله حزنه و همه و أبدله مكانه فرحا

ما أصاب عبدا هم و لاحزن

فقال

" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، و نور صدري و جلاء حزني و ذهاب همي " .

إلا أذهب الله حزنه و همه و أبدله مكانه فرحا
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
يكثر من هذا الدعاء
اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن،
و العجز و الكسل و البخل و الجبن ،
و ضلع الدين و غلبة الرجال

دعاء الغضب

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

دعاء الكرب

لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات و رب العرش الكريم ".
( متفق عليه )

قال صلى الله عليه وسلم

دعاء المكروب :

" اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ و أصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت ".

" الله ، الله ربي لاأشرك به شيئا
دعوة النون
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

دعاء الفزع

" لا إله إلا الله "
( متفق عليه )

من استصعب عليه أمر

اللهم لا سهل إلا ماجعلته سهلا و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا

ما يقول و يفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه

كان صلى الله عليه وسلم

إذا أتاه أمر يسره
قال
" الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات "

و إذا أتاه أمر يكرهه
قال
" الحمد لله على كل حالِ

ما يقول عند التعجب و الأمر السار

سبحان الله "

( متفق عليه )

" الله أكبر "

( البخاري )

دار
دار
دار
جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

دار

اذا اثقلتكِ الهموم 2024.

دار

إذا أثقلتك الهموم .. فابتســـم ..

دار

تثقلنا هموم الحياة .. وهل تخلو الحياة من الهموم ..؟
تزيد من توترنا .. تلكـ الضغوطات .. وتجعلنا في دوامة من السلبيات نحوم
كلماتنا .. وتعبيرات الوجه.. وحديث ذاتنا ..
وشكاوي لا تنتهي .. وعلى هذا وذاكـ مشاغل تنتظر منا إنجازها
فلا سلمنا ولا سلم الآخرون من تلكـ النفسية العصيبة التي سقطت بالحضيض تنهار تارة
وتتأفف تارة .. حيـــــاة كئيبة .. فما السبيل للخروج منها
والانطلاق للحياة رغم الضغوط والهموم؟!!

فقط ابتسم وحاول أن تدير مشاعركـ وتجعلها لصالحك
كي تنجز وتشتعل فيك طاقة العطاء ..

فكر قليلا وتخيل:

لا تتجاوز دقيقتين من التفكير على الأقل فكر بأولوياتك
وبما ينفعك أعمل عقلك وسوف ينهض من سبات الكسل
إلى نشاط العمل فكر بما تحب وبما تريد وكيف تعمل بجد
وما هي الأمور المهمة الآن وكيف سيكون إنجازكـ إن خضت
غمار المعاركـ وتركت النظر من بعيد ..تخيل ما تحب وستجد ما تحب ..

ابتســــــــــم ..
دار

حتى وإن كنت لا ترغب بالابتسام .. فللابتسامة أثرها على الحالة الانفعالية وهناك دراسة
تثبت ذلك مضمونها أن تعبيرات الوجه تؤثر في الحالة الانفعالية ..

دراسة قام بها الباحث إكمان :

"أثبت عن وجود علاقة بين درجة الانكماش والانبساط في
عضلات الوجه مع الحالة الانفعالية
فوجد من خلال مقاييس المحاكاة وجود علاقة بين النمط الانفعالي
المحاكى وبين نتائج القياسات الفسيولوجية .
وهذا الأمر يؤكد على أن تشكل عضلات الوجه بطريقة
انفعالية معينة تؤدي إلى شعور الشخص بالانفعال المحاكى .
بمعنى أن الممثل عندما يتقمص دور الغضبان فإن مشاعره
الانفعالية تميل إلى الشعور بالغضب والممثل الذي يقوم بدور
الفرحان فإن مشاعره الانفعالية تميل إلى الفرح بالرغم من
أنهم يقومون بأدوار تمثيلية وليست واقع حقيقي."
دار
جربها
/ أغمض عينيك وابتسم لمدة دقيقة .. وانظر لنتائجها ..

اشحن ذاتك :

بعباراتكـ الإيجابية ..
أنا سعيد بإذن الله
لا أحتاج لوقت كبير من الراحة فطاقة العطاء مني تفيض
أريد أن أنجز كي أكون أسعد وتكون حياتي أجمل
وما تفيض به نفسك من كلمات وأحرف تستعيد بها طاقتك
وتبدأ العمل من جديد

تأمل قليلا :
افتح نافذة روحك واجعلها تطل من نافذة حجرتك تأمل
جمال السماء
والغيوم وجمال القمر والشموس جمال ×جمال فسبحان
من خلق الجمال
فلمَ لا نجمل ذواتنا بالتفاؤل ؟!
اشكر المولى وتنفس رحيق الحياة..وانطلق
دار
اسمع واعمل ما تحب:
اسمع ما يحفزك وما يحثك على العمل
واعمل ما تحب أيا كان غير جوك الداخلي بتغيير جوك الخارجي
كأن تتصل على صديق يشحن روحك بضحكاته ونصائحه
ولا مجال لما تحب .. فقط غير جوك..

تمتع بالرضا والقناعة :
وهنا سر الجمال متى ما رضيت عن المولى رضي عنك
ورزقك رضا لا يزول
وقناعة لا تفنى .. وبهذا تصبح كنزا من كنوز الإيجابية
والتفاؤل
وتذكر هذا الحديث :
عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى
ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفرالله بها من خطاياه)
رواه البخاري .

وعندها استمر في مجاهدة ذاتك للخروج من هذه الأجواء المشحونة
بسواد السلبية والتشاؤمية
أزل كل تلك المشاعر الحزينة والكئيبة .. واستبدلها بروح التفاؤل
والرضا .. واحتسب أجر ذلكـ.

رزقنا الله تفاؤلا ورضا.
دار
منقوووول لعيونكم
مع بعض اضافتى وتعديلاتى
🙂

جَزآكـَ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـْ عَ آلطَرْحْ آلهآمْ
مَجْهودٌ وَآضِحْ وَعَطآءٌ دَآئِمْ …
آسْآل الله آنْ يَزّينَ حَيآتُكـْ بـِ آلفِعْلَ آلرَشيدْ
وَجَعَلَ آلفرْدَوسَ مَقرّكـْ بَعْدَ عمرٌ مَديدْ …
دمْتَ بـِ طآعَة الله ..}
/ دار

جزاك الله خير الجزاء
كلمات تطيب القلب وتهدي النفوس
احسنتِ الاختيار
نورتي القسم بطلتك
لاعدمناك

دار

جزاكِ الله خيراً
آسعدكـٍ ربي علـى هذآ الطـرح المفيد ..جزيتــي خيرآ عنـّـآ
موضوع في غاية الأهمية
وجعلنا وإياكِ من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات..
بوركت حياتكِ وبورك مسعاكِ نحو الخير
سلمكِ الله من كل سوء

روووووووووووووووووووووووعة

ماشاء الله

فعلا الابتسامة لها مفعولها السحري

بارك الله فيك على النصائح الجميلة

احلى تقييم واعجاب للعسل كله

دار

جزاكِ الله خيرا
موضوع سعدت بقرائه
وابتسمت
لان الابتسامه سر الحياه

طرق التخلص من الهموم 2024.

أتعاني من ضيق بصدرك؟
أتحس بعدم الرضا عن نفسك؟
هل تريد راحه واطمئنان؟
هل تعاني من ضغوطات الحياه؟
هل تحب أن تكون موفقا؟

لاتيأس أحفظ الله يحفظك في نفسك وأهلك ومالك ،أحسن العمل ثم أحسن الظن بالله ولاتسيئ العمل وتحسن الظن بالله ناج الله بدمع عينيك ولاتكن قاسي القلب الزم الاستغفارففيه المتعه والحياه درب نفسك على شكر الله كل يوم كل يوم مهما كانت الظروف ومصاعب الحياه اتراه لو هبت نفحه فأخذت البصر كيف تطيب لك الدنيا؟

أجعل لك وردا كل يوم القران لاتتركه مهما كانت الظروف احفظ سمعك وبصرك لاجل الله لا تترك صلاة الضحى فهي صلاة الاوابين صم من كل شهر ثلاثة أيام فهي كصيام الدهر لاتغفل عن صلاة الليل ولو ركعه فهي كفيله باسعادك وطرد همومك وأحزانك وتذكر من قال (مضى زمن النوم ياخديجه) حافظ على أذكار الصباح والمساء فهي سر الراحه والامان اعمل بهذه الوصايا وخذ لك ايها الحبيب حظا في زمانك قبل رحيل أيامك حتى تعلم هدفك من يومك ومن الدنيا فما العش الا معه وما الدنيا والاخره الا له بالله عليك لا يفوتنك قدم ساق مع قدرتك على قطع الطريق .

منقووووول

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
دار
دار
دار
دار

اذا غلبتك الهموم نادي !!! 2024.

اذا غلبتك الهموم نادي (يالله)!!!

دارداردار

يا الله
((يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ))
إذا اضطرب البحرُ ،
وهاج الموجُ ،
وهبَّتِ الريحُ ،
نادى أصحابُ السفينةِ :

يا الله.

إذا ضلَّ الحادي في الصحراءِ ..
ومال الركبُ عن الطريقِ ..
وحارتِ القافلةُ في السيرِ ..
نادوا :

يا الله.

إذا وقعت المصيبةُ ،
وحلّتِ النكبةُ ،
وجثمتِ الكارثةُ ،
نادى المصابُ المنكوبُ :

يا الله.

إذا أُوصدتِ الأبوابُ أمام الطالبين ،
وأُسدِلتِ الستورُ في وجوهِ السائلين ،
صاحوا :

يا الله .

إذا بارتِ الحيلُ ..
وضاقتِ السُّبُلُ ..
وانتهتِ الآمالُ ..
وتقطَّعتِ الحبالُ ..
نادوا :

يا الله.

إذا ضاقتْ عليك الأرضُ بما رحُبتْ ..
وضاقتْ عليك نفسُك بما حملتْ ..
فاهتفْ:

يا الله.

إليه يصعدُ الكلِمُ الطيبُ ..
والدعاءُ الخالصُ ..
والهاتفُ الصَّادقُ ..
والدَّمعُ البريءُ ..
والتفجُّع الوالِهُ ..
إليه تُمدُّ الأكُفُّ في الأسْحارِ ..
والأيادي في الحاجات ..
والأعينُ في الملمَّاتِ ..
والأسئلةُ في الحوادث.
باسمهِ تشدو الألسنُ ..
وتستغيثُ وتلهجُ وتنادي..
وبذكرهِ تطمئنُّ القلوبُ ..
وتسكنُ الأرواحُ ..
باسمه تهدأُ المشاعر ..
وتبردُ الأعصابُ ..
ويثوبُ الرُّشْدُ ..
ويستقرُّ اليقينُ..

الله.

أحسنُ الأسماءِ وأجملُ الحروفِ
وأصدقُ العباراتِ
وأثمنُ الكلماتِ
هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ؟

الله ..

له الغنى والبقاءُ ،
والقوةُ والنُّصرةُ ،
والعزُّ والقدرةُ والحِكْمَةُ ،
(لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار)

الله :

فإذا اللطفُ والعنايةُ ،
والغوْثُ والمددُ ،
والوُدُّ والإحسان ،
(وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ)

الله :

ذو الجلالِ والعظمةِ ،
والهيبةِ والجبروتِ.
اللهم فاجعلْ مكان اللوعة سلْوة ،
وجزاء الحزنِ سروراً ،
وعند الخوفِ أمنْاً.
اللهم أبردْ لاعِج القلبِ بثلجِ اليقينِ ،
وأطفئْ جمْر الأرواحِ بماءِ الإيمانِ .

يا ربُّ ،

ألق على العيونِ السَّاهرةِ نُعاساً أمنةً منك ،
وعلى النفوسِ المضْطربةِ سكينة ،
وأثبْها فتحاً قريباً.

يا ربُّ ..

اهدِ حيارى البصائرْ إلى نورِكْ ،
وضُلاَّل المناهجِ إلى صراطكْ ،
والزائغين عن السبيل إلى هداك .
اللهم أزل الوساوس بفجْر صادقٍ من النور ،
وأزهقْ باطل الضَّمائرِ بفيْلقٍ من الحقِّ ،
وردَّ كيد الشيطانِ بمددٍ من جنودِ عوْنِك مُسوِّمين.

يا ربْ.

اللهم أذهبْ عنَّا الحزن ،
وأزلْ عنا الهمَّ ،
واطرد من نفوسنِا القلق.
نعوذُ بك من الخوْفِ إلا منْك ،
والركونِ إلا إليك ،
والتوكلِ إلا عليك ،
والسؤالِ إلا منك ،
والاستعانِة إلا بك ،
أنت وليُّنا ،
نعم المولى ونعم النصير.

ولا تقل يارب عندي هم كبير
بل قل يا هم عندي رب كبير
دار

الرجاء التثبيت لكي يعم النفع
فكم نحن بحاجة لكي ننعم بالقرب وجميل الصلة بالله.

والله لقد اشتقنا لكي نناجي الله حق المناجاة…..

تسلمين لي ياغاليهدار
بارك الله فيك وفي جهودك الطيبه
اللهم فرج عني وعن سائر المسلمين لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين
جزاكي الله كل خير و رزقك الدرجات العلا من الجنه
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

جزاك الله خير الجزاءِ

أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكِ وأن ينفعك به

وأن يجمعنا وأياكِ مع الحبيب المصطفى في جنات النعيم

دار

دار