حكم الاحتفال بالمولد النبوى 2024.

ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي ؟

فأجاب فضيلته :

( نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه ، وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر ، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة ، كما قال تعالى : ( قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورَسُولِهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ( الأعراف : 158 ) ، وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه ، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله ، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " قال هذه الكلمة العامة ، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول ، وأفصح الناس بما ينطق ، وأنصح الناس فيما يرشد إليه ، وهذا الأمر لا شك فيه ، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً لا يكون ضلالة ، ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى ، ولهذا روى النسائي آخر الحديث : " وكل ضلالة في النار " ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة ، ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة ، لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته ، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم ، فلما لم يفعلوا شيئاً من ذل علم أنه ليس من دين الله ، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي لم يتبن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله ، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم ، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة ، من الفرائض والسنن المعلومة ، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع .

وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن بل في كثير من الواجبات والمفروضات ، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم المودي إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه ، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم ، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .



ورويدك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأنعام : 50 ) ، وما أمره الله به في قوله : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ( الجن : 21 ) ، وزيادة على ذلك : ( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ) ( الجن : 22 ) ، حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى .



فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك .



وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء ، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمن ، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد )


" فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 )

جزاك الله خير وسلمت يمناك ولا حرمك الأجر
السلام عليكم
اشكرك اختى العزيزة وبارك الله فيكى واحببت ان اضيف صورة لكتيب حول " حكم الاحتفال بالمولد النبوى
لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مفتى عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلملء

دار
دار

جزاكم الله خيرا
جزاكِ الله خيرا القمر الوردى على المطويه الجميله

العلاج النبوى للحسد والعين 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العلاج النبوي للحسد والعين

شيخنا الكريم
هل هناك فرق بين الحسد والعين ؟

وكيف يمكن اتقاء العين والحسد 000هل تكفى الرقية والمعوذات ثم نجلس مع الحاسد او العائن عادى ؟؟

واذا شعرت بان هناك من يعين اولادى ويقارن بينهم وبين اولاده باستمرار 00هل يمكن حينئذ اخفاء نعمة الله عليهم باظهار النقيض امام العائن000وهل يدخل هذا فى الكذب ؟

علما بانه من الصعب فى هذا الزمان طلب ماء وضوء العائن مطلقا كما ان طلب ان يباركوا ويقولوا ماشاء الله يثير عدائهم، فما العمل اذا؟؟

جزاكم الله خيرا

الجواب: وجزاك الله خيراً .

الحسد قد يكون من صاحب العين ، وقد يكون من غيره ، فالحسد أعمّ ، والإصابة بالعين أخصّ ، فكل عائن حاسد ، وليس كل حاسد يُصيب بالعين .

وفي حديث عائشة رضي الله عنها : كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل قال : باسم الله يُبْرِيك ، ومن كل داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد ، وشر كل ذي عين . رواه مسلم .

فَفرَّق بين الحاسد وصاحب العين .ويُمكن اتِّقاء العين والحسد بالتبريك ، وذِكر الله عموما ، والمحافظة على الأذكار والأوراد اليومية التي يَحفظ الله بها العبد .

روى الإمام أحمد من طريق عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن أباه حدّثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وساروا معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الْخَرّار من الجحفة أغتسل سهل بن حنيف ، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد ، فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل ، فقال : ما رأيت كاليوم ! ولا جلد مخبأة ؟ فَلُبِطَ بِسَهْلٍ ، فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : يا رسول الله هل لك في سهل ، والله ما يرفع رأسه وما يُفيق ؟ قال : هل تتهمون فيه من أحد ؟ قالوا : نَظَرَ إليه عامر بن ربيعة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا ، فتغيّظ عليه ، وقال : عَلامَ يَقتل أحدكم أخاه ؟ هلاّ إذا رأيت ما يعجبك بَرَّكْتَ ؟ ثم قال له : اغتسل له ، فغسل وجهه ويديه ، ومرفقيه وركبتيه ، وأطراف رجليه ، ودَاخِلَةَ إزارِه في قدح ثم صُبّ ذلك الماء عليه ، يَصبُّه رجل على رأسه وظهره من خلفه ، ثم يُكفئ القدح وراءه ، ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس .

ومعنى يُكفئ : أي يَقْلِب . ولعله من التفاؤل بانقلاب حال المريض وتغيّرها من المرض إلى السلامة .

ونَقَل ابن القيم عن الزهري قوله : يَؤمَر العائن بِقَدَحٍ فيُدخل كَفّـه فيه فيتمضمض ثم يمجّه في القدح ، ويغسل وجهه في القدح ، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ، ثم يغسِل داخلة إزاره ، ولا يوضع القدح في الأرض ، ثم يُصَبّ على رأس الرَّجُل الذي تُصيبه العين من خَلْفِه صَبّة واحدة .

فهذا الطبّ النبوي والطريقة السلفية لعلاج العين ، إذا عُرِف العائن .وإذا أبى العائن أن يغتسل فيُؤخذ من أثر العائن . يؤخذ من ملابسه التي تَلِي جسده ، أو من بقية طعامه الذي أكل منه ، ونحو ذلك ، ثم يُصبّ على المريض ، ويشرب منه .

ومن اتُّهِم بشيء من ذلك وطُلِب منه أن يَغْسِل فليفعل ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا استغسلتم فاغسلوا . رواه مسلم .

وإذا خاف الإنسان على شيء من مال أو ولد فليقل : ما شاء الله لا قوة إلا بالله . قال تبارك وتعالى : ( وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ )

وقبل ذلك يُشرَع للإنسان أن يُعوِّذ نفسه وأولاده .فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذ الحسن والحسين ، ويقول : إن أباكما كان يُعَوِّذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامَّـة من كل شيطان وهامّـة ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامّـة . رواه البخاري .

فهذا من باب الوقاية والحماية ، ولا ينتظر الإنسان حتى تُصيب العين ، أو يَقَع الحسد .

وإذا خاف الإنسان على شيء من ماله أو مِن وَلَدِه من العين فله أن يُورِّي ويَسْتَعْمِل المعاريض ، وذلك بأن يقول الإنسان قولا يُفهم منه خِلاف الظاهر .

ولهذا أصل وهو قول يعقوب عليه الصلاة والسلام لأبنائه : (يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)

قال السمعاني في تفسير الآية : أكثر المفسرين على أنه خاف العين ، لأنهم كانوا أعطوا جمالا وقوة وامتداد قامة ؛ هذا قول ابن عباس وغيره من المفسرين .

وقال البغوي في تفسير الآية : وذلك أنهم خاف عليهم العين ، لأنهم كانوا أُعْطُوا جمالا وقوة وامتداد قامة ، وكانوا ولد رجل واحد ، فأمرهم أن يتفرّقوا في دخولهم لئلا يُصَابُوا بالعين ، فإن العين حق .

وقال ابن جُزيّ في تفسير الآية : خاف عليهم من العين إن دخلوا مجتمعين إذ كانوا أهل جمال وهيبة .وقد أطال القرطبي في تفسير هذه الآية في ذِكر العين وعلاجها وما يتعلّق بها .

كما يكون اتّقاء العين بإخفاء بعض المحاسِن ، ومن هذا الباب ما قاله ابن القيم رحمه الله ، فإنه قال :
ومن علاج ذلك أيضا ، والاحتراز منه : ستر محاسن من يُخَاف عليه العين بما يردّها عنه ، كما ذكر البغوي في كتاب شرح السنة أن عثمان رضي الله عنه رأى صبيا مليحا ، فقال : دَسِّمُوا نونته لئلا تصيبه العين .

ثم قال في تفسيره : ومعنى " دَسِّمُوا نونته " أي سَوِّدُوا نونته ، والنونة النُّقْرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير . وقال الخطابي في غريب الحديث له : عن عثمان إنه رأى صبيا تأخذه العين ، فقال : دَسِّمُوا نونته ، فقال أبو عمرو : سألت أحمد بن يحيى عنه ، فقال : أراد بالنونة النقرة التي في ذقنه ، والتدسيم التَّسْويد ، أراد سَوِّدُوا ذلك الموضع من ذقنه لِيَرُدّ العين … من هذا أخذ الشاعر قوله :
ما كان أحوج الكمال إلى *** عيب يُوقّيه من العين . اهـ .

وفي المعاريض مَندوحة وغُنية عن الكذب .أحد الظرفاء – رحمه الله – كان له زوجتان ، وحدث أن جاء بهما مع أولاده في سفر ، فرآه شخص ، فقال : كل هؤلاء لك ؟

قال : بعضهم لابنة عمي ، وهي يتيمة !وابنة عمه هي زوجته الثانية !فما كان من الذي سأله إلا أن رقّ له ودعا له .فمثل هذا يُذهب ما في نفس الحاسد ، ولا يكون الإنسان كاذبا في قوله .

والله تعالى أعلم .

دار
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكي الله كل خير وجعله الله في ميزان حسناتك

اللهم لاتجعلنا من الحاسدين

موفقه بإذن الله … لك مني أجمل تحية . *

دار
دار