وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم / حملة نحبك يا رسولنا فأنت حبيبا / 2024.

وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم / حملة نحبك يا رسولنا فأنت حبيبا /
وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم / حملة نحبك يا رسولنا فأنت حبيبا /

دار

دار

أخواتي في الله أني أحبكم في الله
ولهذا قمت بجمع هذه الوصايا الذهبيه لتكون لكِ نبراساًفي حياتكِ اليوميه
وصايا من أطهر وخير البشر نبينا محمد
صلى الله علي وسلم
هنيئاً لمن ألتزمها وعمل بها وقام على نشرها
حباً وطاعة للحبيب المصطفى
وأقتداءاً به وإتباعاً لوصاياه
اللهم أحشرنا مع محشر الحبيب المصطفى
وارزقنا شفاعته في يوم الدين
اللهم آمين

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

وجزى الله خيراً كل من سعى لعمل هذه البطائق الرائعه
اللهم بارك فيهم واجعلها في ميزان حسناتهم
وارزقهم صحبة الحبيب المصطفى
اللهم آمين

دار

دار

واحلى تقييم للتميز التالق تسلمين

دار دار دار

دار
بارك الله فيك حبيبتي
وجزاك كل الخير
دار

دار

أحلى تقييم لعيونك

رسالة المصطفى جاءت لتحمل الذات على الفاعلية* 2024.

رسالة المصطفى جاءت لتحمل الذات على الفاعلية يقول عليه الصلاة والسلام ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده00) ويقول ( إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها) ويقول( تبسمك في وجه أخيك صدقة) ويقول( سلمعلى من عرفت ومن لم تعرف ) أعمال فردية لاتحتاج الى جهد كبير ولا عمل شاق ولكنها تربي على التفاعل البناء والمشاركة الإيجابية0 عندما جاء سليمان ومعه جنوده أحست نملة بالخطر الداهم على قومها فهبت لإنذار قومها ( ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم 00) اليس الخطر الذي يهدد امتنا اعظم من الخطر الذي يهدد قرية النمل؟ من منا يحمل هم الفتن التي اصابت المسلمين ويقوم بواجبه العملي اتجاه ذلك؟ وأنت – أختي الموفقة – أحسب أنك قادرة أن تفعلي مع من حولك مافعلته هذه النملة مع بني قومها فتنذرينهم خطورة الفتن المحيطة بهم00 لنكن جميعا فاعلين لحماية ديننا والدفاع عنه0 الى كل من تحمل ذاتا فاعلة اهدي هذه الأبيات: كوني كغيث يروي كل قاحلة 00 وينبت الخير في الدنيا ويحييها 00 كوني سياجا لهذا الدين في زمن فيه الحماقة اعيت من يداويها 00 مدي يديك وشدي العزم غاليتي معا لأمتنا نبني صروحا فنعليها0 ودمتم0دار

دار
جزاك الله كل خير

من سنن المصطفى بالصور 2024.

من سنن المصطفى عليه السلام… بالصور

قال الإمام أحمد رحمه الله :

إني لأرى الرجل يحيي

شيئاً من السنة فأفرح به


دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

دار

بارك الله فيك حبيبتي

وجعل ما قدمته في ميزان حسناتك


يسلممممممرا غاليتى

وجعل الله ما قدمتى بميزان حسناتك

وجزاك الله خيرا

عزيزتي
سلمتِ يداكِ وباركِ الله فيكِ وإثابكِ
دار

جعلنا الله وإياكم من رفقاء الحبيب المصطفى في الجنة 2024.

غاب النبي صلى الله عليه وسلم

طوال اليوم عن سيدنا ثوبان خادمه

وحينما جاء قال له ثوبان:

أوحشتني يا رسول الله وبكى،

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:

‘ اهذا يبكيك ؟ ‘

قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت

مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة

فنزل قول الله تعالى

( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم

مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا } سورة النساء ( 69 )

المحدث: الألباني – المصدر: فقه السيرة – الصفحة أو الرقم: 200
قال المقدسي: لا أرى بإسناده بأسا وله شاهد وآخر من مرسل سعيد بن جبير

•––––ılılı.ılılı.ılılı… قلب يحيا بحب الله …ılılı.ılılı.ılılı––––•

جزاك الله خير الجزاء
اثابك الله

دار

ربي يجزاكِ أعالي الجنان
ويرزقكِ من حيث لاتحتسبي
بورك هذا الطرح
وجعله الباري في موازين حسناتكِ

جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

رزقنا الله و إياكى صحبة النبى
صل الله علية وسلم
جزاكى الله خيراً
وجعل عملك خالص لوجة الله

نور دخولك للمنتدى بالصلاه على الحبيب المصطفى 2024.

اعزائي اعضاء وزائري منتدى رجيم

للنور دخولنا الي المنتدى بالصلاه
على افضل الخلق
أبا القاسم محمد (صلَ الله علية وسلم )

اللهم صلِ على محمد وعلى اله وصحبة وسلم اجمعين

جزاك الله خيرا غاليتي كرستاله
نورتي القسم الاسلامي

اختي الغاليه للاسف موضوعكِ من البدع المنتشره

اخيتي انظري لهذه الفتوى

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الكريم والشيخ الفاضل / عبد الرحمن السحيم

أرجو أن تخبرني ما حكم مثل هذه المشاركة التي أنتشرت

في المنتديات وهو موضوع بعنوان ( سجل حضورك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم )

ومنهم من يقول أنها بدعه

أرجو إفادتي وجزاك الله خيراً

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا من البدع الْمُحدَثَة

نعم .. لو تم التذكير به في يوم أو في مناسبته كيوم الجمعة الذي جاء الحث على إكثار الصلاة فيه على النبي صلى الله عليه وسلم فلا بأس

أما أن يكون بشكل يومي ، وسجِّل حضورك

فهذا لا شك أنه من البدع

والله أعلم

المجيب الشيخ عبدالرحمن السحيم

غاليتي ننتظر جديدك بكل شوووووق

الرد على شبهة تهمة تهجم سيدنا عمر على حبيبنا المصطفى وقال إنه يهجر 2024.

الرد على شبهة تهمة تهجم سيدنا عمرعلى حبيبنا المصطفى وقال إنه يهجر

بسم الله الرحمن الرحيم

وردت هذه الشبة من أحد الروافض والتي نقلها احد الغيورين لفضيلة الشيخ حامد العلي

بالكويت وقام الشيخ مأجوراً بالرد عليها

بعض الناس يتهمون سيدنا عمر أنه تهجم على الرسول دار ، وقال : انه يهجر و ان ذلك احزن الرسول صلى الله عليه وسلم ، و ان من يؤذى الرسول فقد عادى الله و هكذا و انه قال ان الرسول اراد ان يكتب وصية يوصى بها لسيدنا على بالخلافة و هذا ما فطن له سيدنا عمر فمنع الرسول من كتابة الوصية وأن الخلفاء الراشدين ا طمسوا على وصية الرسول صلى الله عليه وسلم و حكاية الوصية و منع سيدنا عمر الرسول من كتابتها قرأتها فى البخارى ، فما ردكم ؟

جواب الشيخ :

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد : ـ

هذا كله كذب وافتراء وهراء
ليس في البخاري أن عمر قال إن النبي دار يهجر ، بل الذي فيه ما يلي : ( فقالوا : ما شأنه ؟ أهجر ؟ استفهموه ) ـ يعني قال بعض من كان حاضرا في ذلك المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيه مريضا اشتد به المرض ، والعلماء يقولون : إنه يحتمل أن الذي قال ذلك صدر عن دهش وحيرة كما أصاب كثيرا منهم عند موته ، ثم لايُعلم من الذي قال ذلك فلعله بعض الذين حدث عهدهم بالإسلام , وظنّوا أن النبي صلى الله عليه وسلم أصابه من شدة الوجع غيبوبة ، كما يصيب سائر الناس ، فيصدر منهم مالايريدون قولــه.
—–
أما عمر رضي الله عنه فقال : إن النبي دار قد غلبه الوجع حسبنا كتاب الله ، وواضح انه رضي الله عنه أشفق على النبي صلى الله عليه وسلم لشدة ما وقع فيه من المرض ، وعلم أن الله تعالى لن يضيعهم ، فلو شاء سبحانــه جعل النبي صلى الله عليه وسلم ، في حال من الصحة ، فيأمر بما شاء ، ذلك أن ما كان من الوحي الذي فيه هداية الأمّة ، لايمكن لأحــد أن يمنع تبليغه ، فالاولى الاشفاق على النبي صلى الله عليه وسلم وعدم الإثقال عليه في الحال الذي كان عليه ، ثم إنه ليس في شيء من روايات البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب من عمر رضي الله عنه ، هذا كله افتراء وكذب كعادتهم.
————-
ونقول مع ذلك
أولا: هذا كله دليل على أمانة أهل السنة ، إذ يروون ماوقع كما وقع ، ولايزيدون ولاينقصون ، فلماذا لايعترف الرافضة بذلك.
———-
وثانيا : لو كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب : أن عليا خليفته من بعده ، وكان هذا ـ كما تقول الرافضة ـ سادس أركان الاسلام ، وعليه يقوم الدين ، فكيف أمكن لعمر رضي الله عنه أن يمنعه ؟؟1ـ
———–
وثالثا : ما الذي كان يمنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول : سيكون علي خليفتي من بعدي ثم الولاية في ابنائه ، فهذه الكلمات بقدر الكلمات ( هلموا أكتب لكم كتابا لاتضلوا بعده ) ، فعلمنا أنه أراد أن يكتب أموار أخرى تفصيلية ، وإلا فلو كان يريد أن يكتب ولاية علي من بعده : لقال : هلموا أكتب لكم ولاية علي وذريته من بعدي ، فلايمكن عمر رضي الله عنه حينئذ ان يرد ذلك .

وقد ورد في البخاري انه قال في هذا الموضع ( وأوصاهم بثلاث : قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم .. الحديث ) ـ فهل كان عاجزا أن يقول اجعلوا عليا وذريته الخلفاء من بعدي!!
———–
ورابعا : الرافضة تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم أعلن ولاية علي في غدير خم على الآلاف من الصحابة ، ومع ذلك جحدوه ، وتآمــروا كلهم ضد علي وأهل بيته ، فما فائدة الكتاب أذن لو كتبه ، أليس سيمزقه الصحابة أيضــا ؟ ومافائدة أن يعهد بكتاب إلى خونة ، وإذا كان قد خطب فيهم وأمرهم ، وأشهد الآلاف عليهم ، وخانوه ؟ فما فائدة أن يكتب لهم كتابا ؟! فهل هذا إلا تناقض قبيح ؟
——–
خامسا : ما الذي كان يمنع جبريل أن ينزل بكتاب من الله فيه ولاية علي رضي الله عنه ، حتى لايمكن عمر أن يلعب هذا الدور في بيت النبوة ، و( يزحلق الموضوع !) بالفهلوة !! فيضيع على المسلمين أكبر فرصة في تصحيح التاريخ بها الموقف !!ـ قاتل الله عقول الرافضة ؟
—————
سادسا : تروى كتب السنة الحديث التالي : عند عائشة : " ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا , فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل , ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " أخرجه مسلم .

فلماذا ترك الرافضة هذا الحديث ، وأخذوا بذاك الحديث مع أنهما من مصادر السنة ، مع اننا نعلم أن كلا الحديثين ، ضد ما يقولون ، لكننا نقول هذا من باب الإلزام .
———
سابعا : من تناقضات الرافضة انهم يقولون إن عليا ، بلغت قوته أن سيفه يشق الأرضين السبع ، وسمعنا شريطا لأحدهم يقول إنه لو شاء جعل الاكوان تحت إظفر خنصه !!! غير أن عمر رضي الله عنه والصحابة قدروا أن يبعدوه عن الخلافة !! ويبقى عليّ حائرا ضعيفا لايمكنه حتى أن يصنع شيئا ، فما أقبح هذا التناقض ؟ ثــم إنه احتاج إلى ورقة من النبي صلى الله عليه وسلم ليحفظ حقه ، ومع ذلك استطاع الصحابة أن يتآمروا ضد الموضوع كله ، ويزيّفوا تاريخ خير أمة أخرجت للناس ، بالخيانة ، والحيل ، والأساليب غير الشريفة !!
——
ثامنا : هؤلاء الضالون اختلقوا قصة أن عليا كان مظلوما ، وأن الصحابة جحدوا امانة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وأن التاريخ الاسلامي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، بدأ تاريخا أسود ، مليئا بالاحقاد والنفاق والكذب والظلم وإهانة بيت النبوة ، وأن القرآن تعرض للتحريف ، وعامـّـة الصحابة عصابــة من الخونة ، اختلقوا هذا كله ليهدموا الاسلام ، ويشوهوه ، لايوجد تفسير منطقي لمذهبــهم غير هذا التفسير. والله اعلم

جزاكِ الله خيرا
وسدد الله خطاكِ لما يحبه ويرضاه
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا
ولا نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم عليك بأعداء الدين
فإنهم لا يعجزونك
آمين

دار

جزاك الله عنا خيراً
اللهم احشرنا مع حبيبك محمد ،وصحبه الكرام ،في أعالي الجنان

ربنا يجعله فى ميزان حسنا تك

جزاكم الله خيرا

اللهم صلى على الحبيب المصطفى و سلم تسليمآ كتيرآ 2024.

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل
كثيراً
من المنكرات

وأحيانا كان يؤخر بعض الصلوات

فمرض والدي مرضاً شديداً ومات بعد ذلك

وكان وقت موته قبل صلاة الظهر

فقمت بتغسيله وتكفينه وقلت انتظر حتى يحين موعد صلاة الظهر ويتجمع المصلين
ثم
نصلي
عليه صلاة الجنازة

وللأسف كان وجه والدي عند تغسيله اسود اللون

وبينما أنا انتظر موعد الصلاة أخذتني غفوة ونمت
ورأيت حلماً غريباً

رأيت في المنام

أن رجلاً يرتدي ملابس بيضاء قد جاء من بعيد على فرس ابيض فنزل وجاء إلى
والدي
وكشف
الكفن ومسح على وجه
والدي

فإنقلب سواد وجهه إلى بياض ونور

وغطى وجهه وهم بالذهاب فسألته يا هذا من أنت

فرد وقال ألم تعرفني قلت له لا فقال أنا محمد بن عبدالله أنا رسول الله
عليه
الصلاة
والسلام

كان والدك لا يخطو خطوة إلا ويصلي علي فهذه شفاعتي له في الدنيا وله شفاعة
يوم
القيامة إن شاء الله

فنهضت وأنا مندهش ولم اصدق ما أنا فيه

!!!!!!!!!!!!!!!!!

فقلت في نفسي اكشف وجه ابي وارى

ولما كشف وجهه لم اصدق ما اراه

هل يعقل ان هذا هو وجه
والدي

كيف انقلب سواده بياضاً

ولكني عرفت ان ما رأيته لم يكن حلماً بل كانت رؤيا

وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام من رأني في المنام فقد رأني

لأن الشيطان لا يتمثل بي

فيا احبتي اكثروا من الصلاة على الحبيب محمد

عليه وعلى آله وصحبه آجمعين

اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد عدد ما سبح طير وطار وعدد ما تعاقب ليل
ونهار
وصلي
عليه عدد حبات الرمل والتراب وصلي عليه عدد ما أشرق شمس النهار

وصلي عليه وسلم تسليما كثيرا

اللهم صلي وسلم وبااارك على أشرف المرسلين سيدنا محمد..

بارك الله فيكـ…

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد

الهم صلى وسلم وبارك على سيد الخلق محمد بن عبد الله اللهم فشعه فينا امـــــــــــين
اللهم صلى وسلم على حبيبك ونبيك محمد
عليه الصلاة والسلام

اللهم صلى و سلم على الحبيب المصطفى تسليما كثيرا و شفاعه فينا يوم يقوم الحساب اللهم امين يارب العالمين

من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم 2024.

من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي أكرمنا بمبعث محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم معلمًا ومربِّيًّا وموجهًا ومرشدًا فقال عز من قائل: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ}.

والصلاة والسلام على أشرف الخلق وأزكاهم نبينا محمد قدوة العاملين وإمام المتقين وخاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة الله للعالمين، اختاره الله عزَّ وجلَّ واصطفاه {َرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} و {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ} فأرسله {شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} وكتب العزة والسعادة والفخار لمن سلك سبيله، والذلة والشقاء والصغار على من خالف أمره فصلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار.

أما بعد: فمن المعلوم أنه لا مجلس أشرف من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ولئن ذهب الصحابة رضوان الله عنهم بشرف مجالسته في الدنيا والنهل من تعليمه وتوجيهه وتربيته فإن الله تبارك وتعالى قد يسر لنا برحمته وكرمه سبيلاً إلى تدارس سيرته وسنته وهديه ومعالم شخصيته عليه الصلاة والسلام التي تميزت بكمال الرحمة والسماحة والنبل والكرم والخلق الكريم.

ولقد كانت تراودني منذ فترة طويلة فكرة كتابة مجالس مختصرة وميسرة تقرِّب للمسلم سيرته وهديه وجوانب القدوة في حياته صلى الله عليه وسلم لتكون معينة له على تحقيق قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآْخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} وقوله سبحانه {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.

وقد حرصت على عدم إثقال هذه المجالس بالحواشي التي قد تصرف القارئ عن بعض مقاصده، كما حرصت على ضبط الكلمات بالشكل وكبر حجم حرف الكتابة تيسيرًا على إمام المسجد الراغب في قراءة هذه المجالس على المصلين، وعلى المعلم الذي يرغب في قراءة شيءٍ من مجالس هذا الكتاب على طلابه.

ولا يفوتني أن أشكر كل من أسهم معي بفكرة أو جهد حتى خرج الكتاب بهذه الصورة وأخص منهم أخي الأستاذ/خالد أبو صالح على جهده الكبير في جمع المادة العلمية وترتيبها، والأستاذ/محمد الطايع على جهده في التصحيح والمراجعة، والأستاذ/إمام عرفة صاحب مطبعة الفسطاط على جهده في الإخراج الطباعي وتعاونه في سبيل تخفيض سعر الكتاب لخدمة الراغبين في التوزيع الخيري.
وإني لأرجو من كل من اطلع على هذه المجالس أن لا ينسى أخاه من دعوة بظهر الغيب

أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوفقنا جميعًا للقيام بحق نبينا صلى الله عليه وسلم وأن يجعلنا من خدّام سنته وهديه الشريف وأن يزيدنا شرفًا ورفعة في الدنيا والآخرة بالاقتداء بنبيّه صلى الله عليه وسلم كما أسأله سبحانه أن يرزقنا جميعًا صحبة نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المجْلِسُ الأوَّل

مِنْ حُقُوقِ المصْطَفَى صلى الله عليه وسلم

لَقَدْ أَكْرَمَنا الله تبارَك وَتَعَالى بِبَعْثِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِبُزُوغِ شَمْسِ رِسَالَتِه قَالَ تَعَالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164].

وَإِنَّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَينَا حُقَوقًا كَثِيرَةً، يَنْبَغِي عَلَينَا أَدَاؤُهَا وَالحِفَاظُ عَلَيْهَا، وَالحذَرُ مِنْ تَضْيِيعِهَا أَو التَّهَاوُنِ بِهَا. وَمِنْ هَذِهِ الحُقُوقِ:

أَوَّلاً: الإِيمَانُ بِهِ صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ أَوَّلَ حَقٍّ مِنْ حُقُوقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْإِيمَانُ بِهِ، وَالتَّصْدِيقُ بِرِسَالَتِهِ، فَمَنْ لَـمْ يُؤْمِنْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّه خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَالمرْسَلِينَ فَهُوَ كَافِرٌ، وَإِنْ آمَنَ بِجَمِيعِ الْأَنْبِياءِ الَّذينَ جَاؤُوا قَبْلَهُ.

وَالْقُرْآنُ مَلِيءٌ بِالآيَاتِ الَّتِي تَأْمُرُ بِالإِيمَانِ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَدَمِ الشَّكِّ فِي رِسَالَتِه، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُه تَعَالَى: {َآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا} [التغابن: 8].
وَقَالَ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات: 15].

وَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ الْكُفْرَ بِاللهِ وَرَسُولِه صلى الله عليه وسلم مِنْ أَسْبَابِ الهَلَاكِ والعِقَابِ الْأَلِيمِ فَقَالَ تَعَالَى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 13].

وَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَـمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِه إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" [رَوَاهُ مُسْلِمُ].

ثَانِيًا: اتِّبَاعُهُ صلى الله عليه وسلم:
وَاتِّبَاعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْبُرْهَانُ الْـحَقِيقِيُّ عَلَى الْإِيمَانِ بِهِ، فَمَنِ ادَّعَى الْإِيمانَ بِالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ هُوَ لَا يَمْتَثِلُ لَه أَمْرًا، وَلَا يَنْتَهي عَنْ مُحَرَّمٍ نَهى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْه، وَلَا يَتْبعُ سُنَّةً مِنْ سُنَنِهِ صلى الله عليه وسلم فَهُوَ كَاذِبٌ فِي دَعْوَى الْإِيمَانِ، فَإِنَّ الْإِيمانَ هُوَ مَا وَقَرَ فِي الْقُلُوبِ وَصَدَّقَتْه الْأَعْمَالُ.

وَقَدْ بيَّن اللهُ تَعالَى أَنَّ رَحمَتَهُ لَا تَنَالُ إِلا أَهْلَ الِاتِّبَاعِ وَالِانْقِيَادِ فَقَالَ تَعَالَى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ *الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُْمِّيَّ} [الأعراف: 156، 157].

وَكَذَلِكَ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى تَوَعَّدَ المعْرِضِينَ عَنْ هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْـمُخَالِفِينَ أَمْرَهُ بِالْعَذَابِ الْأَلِيمِ فَقَالَ: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] .

وَقَدْ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِالتَّسْلِيمِ لحُكْمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَانْشِرَاحِ الصَّدْرِ لحُكْمِهِ فَقَالَ: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].

ثَالِثًا: مَحَبَّتُهُ صلى الله عليه وسلم:
وَمِنْ حُقُوقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمَّتِه: مَحَبَّتُه كُلَّ الحُبّ وَأكْمَلَهُ وَأَعْظَمَهُ، فَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" [متفق عليه].

فَأيُّ إِنْسَانٍ لَا يُحبُّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ، وَإِنْ تَسَمَّى بِأَسْمَاءِ المسْلِمِينَ وَعَاشَ بَيْنَ ظَهَرَانِيهِمْ.

وَأعْظَمُ الْـحُبِّ أَنْ يُحِبَّ المؤْمِنُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْظَمَ مِنْ مَحبَّتِهِ لِنَفْسِهِ، فَقَدْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الخطَّابِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ! لَأنْتَ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ". فَقَالَ عُمَرُ: فَإِنَّه الْآنَ – وَاللهِ – لَأَنْتَ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْآنَ يَا عُمَرُ" [رواه البخاري].

رَابِعًا: الانْتِصَارُ لَهُ صلى الله عليه وسلم:
وَهُوَ مِنْ آكَدِ حُقُوقِهِ صلى الله عليه وسلم حَيًّا وَمَيِّتًا، فَأَمَّا فِي حَيَاتِه فَقَدْ قَامَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذِهِ المهِمَّةِ خَيرَ قِيامٍ.

وَأَمَّا بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَالذَّبُّ يَكُونُ عَنْ سُنَّتِه إِذَا تَعَرَّضَتْ لِطعنِ الطَّاعِنِينَ وَتحرِيفِ الجَاهِلِينَ وَانْتِحَالِ المبْطِلِينَ.

وَيَكُونُ الذَّبُّ كَذلِكَ عَنْ شَخْصِهِ الْكَرِيمِ إِذَا تَنَاوَلَهُ أَحَدٌ بِسُوءٍ أَوْ سُخْرِيَةٍ، أَوْ وَصَفَهُ بِأَوْصَافٍ لَا تَلِيقُ بِمَقَامِهِ الْكَرِيمِ صلى الله عليه وسلم.

وَقَدْ كَثُرَتْ – فِي هَذَا الْعَصْرِ – حَملَاتُ التَّشْوِيه الَّتِي يَطْعنُونَ بِهَا عَلى نَبيِّ الإِسْلامِ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى الأُمَّةِ كُلِّهَا أَنْ تَهُبَّ للدِّفاعِ عَنْ نَبِيِّها صلى الله عليه وسلم بِكُلِّ مَا تَملِكُ مِنْ وَسَائلِ قُوَّةٍ وَأدوَاتِ ضَغْطٍ، حَتَّى يَكُفَّ هَؤُلاءِ عَنْ كَذِبِهِمْ وَبُهْتَانِهمْ وافْتِرَائِهِمْ.

د. عادل بن علي الشدي

مِنْ حُقُوقِ المصْطَفَى – صلى الله عليه وسلم (2)


لا زَالَ الحْدِيثُ مَوْصُولاً عَنْ حُقُوقِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – عَلَى أُمَّتِهِ:
خَامسًا: نَشْرُ دَعْوَتِهِ – صلى الله عليه وسلم:
إِنَّ مِنَ الوَفَاءِ لِرسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – أَنْ نَقُومَ بِنَشْرِ الْإِسْلامِ، وَتَبْلِيغِ الدَّعْوةِ فِي كَافَّة أَصْقَاعِ الْأَرْضِ، فَقَدْ قَالَ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: ((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيةً))، رواه البخاريُّ، وَقَالَ – عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -: ((لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمرِ النَّعَمِ))، متفق عليه.

وَأَخْبَر – صلى الله عليه وسلم – أَنَّه: ((مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ))، رواه أحمد، وأصحاب السنن.

وَمِنْ أَسْبَابِ كَثْرَةِ الأُمَّةِ: قِيَامُهَا بِالدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ، وَدُخولُ النَّاسِ في الْإِسْلامِ، وَقَدْ بيَّن اللهُ تَعَالَى أَنَّ الدَّعْوةَ إِلَيْهِ هِيَ وَظِيفَةُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ، فَقَالَ: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108].

فَعَلى الْأُمَّةِ أَنْ تَتَمَسَّكَ بِوَظِيفَتِها الَّتِي أَخْرَجَهَا اللهُ لِأَجْلِها، وَهِيَ الدَّعْوَةُ وَالْبَلاغُ وَالأمرُ بِالمعْروفِ وَالنَّهيُ عَنِ المنْكَرِ، كَمَا قَالَ – سُبْحَانَهُ -: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].

سَادِسًا: تَوْقِيرُه – صلى الله عليه وسلم – حَيًّا وَمَيِّتًا:

وَهَذَا أَيْضًا مِنْ حُقُوقِه – عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ – الَّتِي فَرَّطَ فِيها كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، قَالَ تَعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفتح: 8، 9].

قَالَ ابْنُ سعْدِي: "أَيْ تُعَزِّرُوا الرَّسُولَ وَتُوَقِّرُوه، أيْ تُعَظِّمُوه، وَتُجِلُّوه، وَتَقومُوا بِحُقُوقِه، كَما كَانتْ لَه المنَّةُ الْعَظِيمةُ فِي رِقَابِكُمْ".

وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – يُعَظِّمُونه، وَيُوقِّرُونَهُ، وُيُجِلُّونَه إِجْلَالاً عَظِيمًا، فَقَدْ كَانَ إِذَا تَكلَّم أَطْرَقُوا لَهُ حَتَّى كَأنَّما عَلَى رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ، وَلَما نَزَلَ قَوْلُهُ تَعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2].
قَالَ أَبُو بَكْرٍ – رَضِي اللُه عَنْه -: "وَاللهِ لَا أُكَلِّمُكَ بَعْدَها إِلَّا كَأَخِي السِّرَار".

وَأَمَّا تَوقِيرُه – صلى الله عليه وسلم – بَعدَ وَفَاتِه، فَيكُونُ بِاتِّباعِ سُنَّتِه، وتعظِيمِ أمْرِه، وَقبُولِ حُكْمِه، وَالتَّأدُّبِ مَع كَلَامِه، وَعَدمِ مُخَالَفَة حَدِيثِهِ لِرَأْيٍ أَوْ مَذْهَبٍ.

قَالَ الشَّافِعِيُّ – رَحِمهُ اللهُ -: "أَجْمَعَ المسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ مَنِ اسْتَبَانَتْ لَهُ سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – لَمْ يَحِلّ لَه أَنْ يَدَعَهَا لِقَوْلِ أَحَدٍ.

سَابعًا: الصَّلاَةُ عَلَيْهِ – صلى الله عليه وسلم – كُلَّمَا ذُكِرَ:

فَقَدْ أَمَرَ اللهُ المؤْمِنِينَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَقَالَ:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].

وَقَالَ – صلى الله عليه وسلم -: ((رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَه فَلَمْ يُصَلّ عَلَيَّ))؛ رواه مسلم.

وَقَالَ – صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ، أَكْثَرُهُمْ عَلِيَّ صَلَاةَ))؛ رواه الترمذي, وحسنه الألباني.

وَقَالَ – صلى الله عليه وسلم -: ((الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَه وَلَمْ يُصَلّ عَلَيَّ))؛ رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

فَمِنَ الجَفَاءِ أَنْ يَسْمَعَ المسْلِمُ ذِكْرَ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – ثُمَّ يَبْخَلُ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ. وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ ابْنُ القَيِّمِ – رَحِمَهُ اللهُ – كَثِيرًا مِنْ فَوَائِدِ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي كِتَابِهِ "جَلَاءُ الْأَفْهَامِ فِي الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى خَيْرِ الْأَنَامِ" فَلْيُرَاجَعْ.

ثَامنًا: مُوَالاَةُ أَوْلِيَائِه، وبُغْضُ أَعْدَائِهِ – صلى الله عليه وسلم:

فَقَدْ قَالَ تَعَالَى:{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: 22].

وَمِنْ مُوالَاتِه:
مُوالَاةُ أَصْحَابِه وَمحبَّتُهم, وَبَرُّهمْ, وَمَعْرِفةُ حَقِّهِمْ, وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِم, وَالِاقْتِدَاءُ بِهِمْ, وَالاسْتِغْفَارُ لَهمْ، وَالإِمْسَاكُ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُم, وَمُعَادَاةُ مَنْ عَادَاهُمْ أَوْ سَبَّهُمْ، أَوْ قَدَحَ فَي أَحدٍ مِنْهُمْ، وَكَذَلِكَ مَحَبَّةُ آلِ بَيْتِهِ وَمُوَالَاتُهمْ وَالذَبُّ عَنْهُمْ، وَتَرْكُ الغُلُوِّ فِيهمْ.

وَمِنْ ذَلِكَ مَحَبَّةُ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَمُوَالَاتُهُمْ وَتَرْكُ انْتِقَاصِهِمْ وَالْخَوْضِ فِي أَعْرَاضِهم.

وَمِنْ مُوالَاةِ النَّبيِّ
– صلى الله عليه وسلم -: مُعَادَاةُ أَعْدَائِه مِنَ الكُفَّارِ وَالمنَافِقِينَ وَغَيْرِهم مِنْ أَهْلِ البِدَعِ وَالضَّلَالِ.

قَالَ رَجلٌ مِنْ أَهلِ الْأَهْوَاءِ لأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ: أَسْأَلُكَ عَنْ كَلِمَةٍ؟
فَوَلَّى عَنْهُ وَهُوَ يُشِيرُ بَأَصْبُعِهِ: وَلَا نِصْفُ كَلِمَةٍ؛ تَعْظِيمًا لِسُنَّةِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – وَمَعَادَاةً لِأعْدَائِها.



هَدْيُ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي رَمضانَ (3)

قَال الْإِمامُ ابْنُ القَيِّمِ – رَحِمَهُ اللهُ -: "وَكَانَ هَدْيُ رَسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فِيه (أَيْ فِي رَمضَانَ) أَكْمَلَ الْهَدْيِ، وَأعْظمَ تَحْصِيلٍ لِلمَقْصُودِ، وَأسْهَلَهُ عَلَى النُّفُوسِ".

وَكَانَ فَرْضُه في السَّنةِ الثَّانِيةِ مِنَ الهجْرَةِ، فَتُوفِّيَ رَسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – وَقَدْ صَامَ تِسْعَ رَمَضَانَاتٍ.

وَفُرِض أَوَّلاً عَلى وَجهِ التَّخْيِيرِ بَيْنَه وَبَيْنَ أَنْ يُطَعمَ عَنْ كُلِّ يومٍ مِسْكينًا، ثُمَّ نُقِلَ مِنْ ذَلك التَّخْييرِ إِلى تَحُتُّمِ الصَّوْمِ.

وَجُعِل الْإِطْعَامُ لِلشَّيخِ الْكَبيرِ وَالمَرأةِ، إِذَا لَمْ يُطِيقَا الصِّيامَ، فَإِنَّهُما يُفْطِران، وَيُطْعِمانِ عَن كُلِّ يومٍ مِسْكينًا.

ورُخِّصَ لِلْمَرِيضِ وَالمسَافِرِ أَنْ يُفْطِرا وَيَقْضِيَا؛ وَللْحَامِل وَالمرْضِعِ إِذَا خَافَتَا عَلَى أنْفُسِهمَا كَذلك، فَإِنْ خَافَتَا عَلى وَلَدَيْهِما، زَادَتا مَعَ الْقَضَاءِ إِطْعَامَ مِسْكينٍ لِكُلِّ يَوْمٍ، فَإِنَّ فِطْرَهُمَا لَـمْ يَكُنْ لخوْفِ مَرَضٍ، وَإِنَّما كَانَ مَع الصِّحَّة، فَجُبِر بِإِطْعَام المسْكِينِ، كَفِطْر الصَّحِيح فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ.


الإكْثارُ مِنْ أَنْواع العِبَادَةِ:
وَكَان مِنْ هَدْيِه – صلى الله عليه وسلم – فِي شَهْرِ رَمَضانَ: الْإِكْثَارُ مِنْ أَنْواعِ الْعِبَادَاتِ، فَكان جِبْريلُ – عَلَيهِ السَّلامُ – يُدَارِسُهُ الْقُرآنَ فِي رَمضَانَ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَهُ جِبْريلُ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المرْسَلَةِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْودَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ؛ يُكْثِر فِيه مِنَ الصَّدَقَةِ والْإحْسَانِ، وَتِلَاوةِ الْقُرْآنِ، وَالصَّلَاةِ، وَالذِّكْرِ وَالاِعْتِكَافِ.

وَكان يَخُصُّ رَمضَانَ مِنَ الْعِبَادَة بِما لَا يَخُصُّ بِهِ غَيْرَهُ مِنَ الشُّهُورِ، حَتَّى إِنَّه كَان لَيُوَاصِلُ فِيه أَحْيَانًا، لِيُوَفِّرَ سَاعَاتِ لَيْلِهِ وَنَهارِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ.

وَكان يَنْهى أَصحابَهُ عَنِ الوِصَالِ، فَيقولُونَ لَه: إِنَّكَ تُوَاصِلُ، فَيَقُولُ: ((لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ)) وَفي رِوايةٍ: ((إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسقِيني))؛ مُتفقٌ عَليهِ.

وَقَدْ نَهى رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – عَنِ الْوِصَالِ رَحمةً للأُمَّةِ، وَأَذِنَ فِيه إِلى السَّحَرِ.

وَفي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّه سَمِعَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقولُ: ((لَا تُواصِلُوا، فأيُّكُمْ أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ، فَلْيُواصِلْ إِلَى السَّحَرِ))، فَهَذَا أَعْدَلُ الوِصَالِ وَأسْهلُهُ عَلَى الصَّائِم، وَهُوَ في الحقيقةِ بمنزلةِ عشائِه، إلا أنه تأخّر، فالصائمُ له في اليومِ والليلةِ أكلةٌ، فإن أكَلَها في السَّحَرِ كان قد نَقَلَها من أولِ الليلِ إلى آخرِه".


هَدْيُهُ – صلى الله عليه وسلم – فِي ثُبُوتِ الشَّهْرِ:
وَكانَ مِنْ هَدْيِهِ – صلى الله عليه وسلم – أَنْ لَا يَدخُلَ فِي صَومٍ إِلَّا بِرُؤْيَةٍ مُحَقَّقَةٍ، أَوْ بِشَهادَةِ شَاهدٍ وَاحِدٍ، كَما صَامَ بِشَهادَةِ ابْنِ عُمَرَ، وَصَامَ مَرَّةً بِشَهَادَةِ أَعْرابيٍّ، وَاعْتَمدَ عَلى خَبَرِهِمَا، وَلَـم يُكَلِّفْهُما لَفْظَ الشَّهَادَةِ، فَإِنْ كَان ذَلِكَ إِخْبَارًا فَقَدِ اكْتَفَى فِي رَمضَانَ بِخَبَرِ الْوَاحِدِ، وَإِنْ كَان شَهادَةً، فَلَمْ يُكلِّف الشَّاهدَ لَفظَ الشَّهَادَةِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُؤيةٌ ولا شَهادةٌ، أَكْمَل عِدَّة شعبانَ ثَلاثِينَ يَومًا.
وَكَانَ إِذَا حَال لَيلةَ الثَّلاثِينَ – دُونَ مَنْظَرِهِ – غَيمٌ أَوْ سَحابةٌ، أَكْملَ عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِين يَومًا، ثُمَّ صَامَ.

وَلَمْ يَكُنْ يَصُوم يَوْمَ الْإِغْمَامِ، وَلَا أَمَرَ بِه، بَلْ أَمَر بِأَنْ تُكْمَل عِدَّةُ شَعبانَ ثَلاثِينَ إِذا غُمَّ، وَكانَ يَفْعلُ ذَلِكَ فَهذَا فِعلُه، وَهَذَا أَمْرُه، وَلَا يُنَاقِضُ هَذا قَوْلَه: ((فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ))؛ مُتفَقٌ عَلَيْهِ.

فَإِنَّ القَدْرَ هُو الحِسَابُ المَقدَّرُ، وَالمرَادُ بِهِ: إِكْمَالُ عِدَّةَ الشَّهرِ إِذَا غُمَّ، كَما قَالَ فِي الحدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ البُخَارِيُّ: ((فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ)).


هَديُهُ فِي الخُرُوجِ مِنَ الشَّهْرِ:
وَكَان مِنْ هَدْيِهِ – صلى الله عليه وسلم –: أمْرُ النَّاسِ بِالصَّوْمِ بِشَهَادَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ المسْلِمِ، وَخُروجُهُمْ مِنْهُ بِشَهَادَةِ اثْنَيْنِ.

وَكَانَ مِنْ هَدْيِه: إِذَا شَهِدَ الشَّاهِدَانِ بِرُؤْيَةِ الهِلالِ بَعدَ خُرُوج وَقْتِ الْعِيدِ أَنْ يُفْطِرَ، وَيَأْمُرَهُمْ بِالفِطْرِ، وَيُصلّيَ العِيدَ مِنَ الْغَدِ فِي وَقْتِها.

هَدْيُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي رَمضَانَ (2)


قَالَ الْإِمامُ ابْنُ القَيِّمِ – رَحِمَهُ اللهُ -:
"وَكَان – صلى الله عليه وسلم – يُعَجِّلُ الفِطرَ، وَيحضُّ عَليهِ، وَيَتسَحَّرُ، وَيَحُثُّ عَلى السُّحورِ، وَيُؤخِّرُه، وَيُرغِّبُ فِي تَأْخِيرِهِ".


وَكَانَ يَحضُّ عَلى الفِطْرِ بِالتَّمْرِ، فَإِنْ لَم يَجِدْ فَعلَى المَاءِ، هَذا مِنْ كَمالِ شَفَقَتِه عَلى أُمَّتِه، وَنُصحِهِمْ، فَإِنَّ إِعطَاء الطَّبِيعةِ الشَّيءَ الحُلْوَ مَع خُلوِّ المعِدَةِ أَدْعَى إِلى قَبُولِه، وَانْتِفاعِ القُوَى بِهِ، وَلَاسِيَّما القُوَّةُ البَاصِرةُ، فَإنَّها تَقْوَى بِهِ.


وَحَلَاوةُ المدِينةِ التَّمْرُ، وَمُرَبَّاهُمْ عَلَيْهِ، وَهُوَ عِندهُمْ قُوتٌ وأُدْمٌ، ورُطَبُه فَاكهَةٌ.


وَأَمَّا الماءُ: فَإِنَّ الكَبِدَ يَحْصُل لَها بِالصَّومِ نَوْعُ يَبَسٍ، فَإِذا رُطِّبتْ بِالماءِ، كَمُل انْتِفاعُهَا بِالغِذاءِ بَعْدَه، وَلهذَا كَان الْأَوْلَى بِالظَّمْآن الجَائِعِ أَنْ يَبْدَأ قَبْلَ الْأَكْلِ بِشُرْبِ قَلِيلٍ مِن الماءِ، ثُمَّ يأكُلُ بَعدَهُ.

هَذا مَعَ مَا فِي التَّمْرِ وَالماءِ مِنَ الخَاصِّيَّة الَّتِي لَها تأثيرٌ فِي صَلَاحِ القَلْبِ, لَا يعلَمُهَا إِلَّا أَطِبَّاءُ الْقُلُوبِ.


مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي فِطْرِه:

* وَكَانَ- صلى الله عليه وسلم – يُفْطِرُ قَبْل أَنْ يُصَلِّي.

* وَكَان فِطْرُه عَلى رُطَباتٍ – إِنْ وَجَدَهَا – فَإِنْ لَم يَجِدْهَا فَعَلى تَمْرَاتٍ, فَإنْ لمْ يَجِدْ، فَعَلى حَسَواتٍ مِنْ مَاءٍ.

* وَرُوِي عَنْه أَنَّه كَانَ يقُولُ إِذَا أَفْطَر: ((ذَهَبَ الظَّمَأُ, وَابتَلَّتِ العُروقُ، وَثَبَتَ الْأجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى))؛ رَوَاه أَبُو دَاوُدَ.

* وَيُذْكَرُ عَنْه – صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ لِلصَّائِم عِنْدَ فِطْرِه دَعْوةً مَا تُرَدُّ))؛ رَواه ابْنُ مَاجَه.

* وَصَحَّ عَنْه أَنَّه قَالَ: ((إِذَا أَقْبَل اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، وَأَدْبَرَ مِنْ هَاهُنَا, فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ))؛ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَفُسِّرَ بِأَنَّهُ قَدْ أَفْطَر حُكْمًا، وَإِنْ لَمْ يَنْوِهِ، وَبِأَنَّه قَدْ دَخَلَ وَقتُ فِطْرِه، كَأَصْبحَ وَأَمْسَى.


آدَابُ الصَّائِم:

وَنَهى – صلى الله عليه وسلم – الصَّائِمَ عَنِ الرَّفْثِ وَالصَّخَب، والسِّبَابِ، وَجَوابِ السِّبَابِ, فَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ لِمَنْ سَابّه: ((إِنِّي صَائِمٌ))؛ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

فَقِيلَ: يَقُولُ بِلِسَانِه وَهُو أَظْهَرُ.

وَقِيل: بِقَلْبِهِ؛ تَذْكِيرًا لنفْسِهِ بِالصَّوْمِ.

وَقِيل: يَقُولُه فِي الْفَرْضِ بِلسَانِهِ، وَفِي التَّطَوُّعِ فِي نَفْسِه، لِأَنَّه أَبْعدُ عَنِ الرِّيَاءِ.


هَدْيُه – صلى الله عليه وسلم – فِي السَّفَرِ فِي رَمَضَانَ:

وَسَافَرَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ وَأَفْطَر، وَخيَّر الصَّحَابةَ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ، وَكَانَ يَأْمُرُهُمْ بِالْفِطْر إِذَا دَنَوْا مِنْ عَدُوِّهِمْ؛ لِيَتَقَوَّوْا عَلى قِتَالِه.


وَأَمَّا إِذَا تجرَّد السَّفَرُ عَنِ الجِهَادِ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ فِي الفِطْرِ: ((هِي رُخْصَةٌ، فَمَنْ أَخذَ بِها فَحَسَنٌ، وَمَنْ أَحبَّ أَنْ يَصُومَ فَلَا جُنَاح عَلَيْهِ)).


وَسَافَر رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي أَعْظَمِ الْغَزَواتِ وَأَجَلِّها: فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَفِي غَزَاةِ الْفَتْحِ.


وَلم يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ – صلى الله عليه وسلم – تَقْديرُ مَسَافَةِ السَّفَرِ الَّتِي يُفْطِرُ فِيهَا الصَّائِمُ بَحدٍّ، وَلَا صحَّ عَنْه فِي ذَلك شَيءٌ.


وَكانَ الصَّحَابةُ حِينَ يُنْشِؤونَ السَّفرَ يُفْطِرُونَ مِنْ غَيْرِ اعْتِبَارِ مُجَاوَزَةِ البُيُوتِ, ويُخبِرُونَ أَنَّ ذَلِكَ سُنَّتُه وَهَدْيُه – صلى الله عليه وسلم – كَمَا قَال عُبَيْدُ بْنُ جَبْرٍ: رَكِبتُ مَع أَبِي بَصْرةَ الغِفَارِيِّ صَاحِب رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي سَفِينةٍ مِنَ الفُسْطَاطِ فِي رَمضَانَ، فَلَمْ يُجَاوِزِ البُيُوتَ حَتَّى دَعَا بِالسُّفْرَةِ وَقَالَ: اقْتَرِبْ، قُلْتُ: أَلسْتَ تَرَى البُيُوتَ؟ قَالَ أبُو بَصْرةَ: أَتَرْغَبُ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم؟؛ رواه أحمد وأبو داود.


وَقَالَ مُحَمَّد بْنِ كَعْبٍ: أَتَيتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِي رَمَضَانَ، وَهُوَ يُرِيدُ سَفَرًا, وَقَد رُحِّلَتْ لَهُ رَاحِلَتُه، وَقَدْ لَبِسَ ثِيابَ السَّفَرِ، فَدَعا بِطَعَامٍ فَأَكَلَ، فَقُلْتُ لَهُ: سُنَّةٌ؟ قَالَ: سُنَّةٌ، ثُمَّ رَكِبَ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ: "حَدِيثٌ حَسَنٌ".


وَهَذِهِ الآثَارُ صَرِيحَةٌ فِي أَنَّ مَنْ أَنْشأَ السَّفَرَ فِي أَثْنَاءِ يَوْمٍ مِنْ رَمضَانَ، فَلَهُ الفِطْرُ فِيهِ.

هَدْيُ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي رَمضَانَ (3)



وَكَانَ مِنْ هَدْيَه – صلى الله عليه وسلم -:
أَنْ يُدْرِكَهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِه، فَيَغْتَسِلُ بَعْدَ الْفَجْرِ – أَيْ بَعْدَ الأذَانِ – وَيَصومُ.

وَكَانَ يَقَبِّلُ بَعْضَ أَزْوَاجِه وَهُوَ صَائِمٌ فِي رَمَضَانَ[1]، وَشبَّه قُبْلةَ الصَّائِمِ بِالمضْمَضَةِ بِالماءِ.

هَدْيُهُ – صلى الله عليه وسلم – فِيمَنْ أَكَل أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا:

وَكَانَ مِنْ هَدْيِه – صلى الله عليه وسلم – إِسْقَاطُ الْقَضَاءِ عَمَّنْ أَكَلَ وَشَرِبَ نَاسِيًا، وَأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ، فَلَيْسَ هَذَا الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ يُضَافُ إِلَيْهِ فَيُفْطِرُ بِهِ، فَإِنَّما يُفْطِرُ بِمَا فَعَلَهُ، وَهَذَا بِمَنْزِلَةِ أَكْلِه وَشُرْبِه فِي نَوْمِه، إِذْ لَا تَكْلِيفَ بِفِعْلِ النَّائِمِ، وَلَا بِفِعْلِ النَّاسِي.

مُفْطِرَاتُ الصَّائِمِ:

وَالَّذِي صَحَّ عَنْهُ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّ الَّذِي يُفْطِرُ بِه الصَّائِمُ: الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ[2]، وَالحِجَامَةُ، وَالْقِيءُ.

وَالْقُرْآنُ دَالٌّ عَلَى أَنَّ الجِمَاعَ مُفَطِّرٌ، كَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، وَلَا يُعْرَفُ فِيهِ خِلَافٌ، وَلَا يَصِحّ عَنْهُ – صلى الله عليه وسلم – فِي الْكُحْلِ شَيْءٌ، وَصَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَاكُ وَهُوَ صَائِمٌ.


– وَذَكَر الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْهُ أَنَّه كَانَ يَصُبُّ المَاءَ عَلَى رَأْسِه وَهُوَ صَائِمٌ.


– وَكَانَ يَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَمَنَعَ الصَّائِمَ مِنَ المبَالَغَةِ فِي الاِسْتِنْشَاقِ.


– وَلَا يَصِحُّ عَنْهُ أَنَّه احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ، قَالَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ.


– وَلَا صَحّ عَنْهُ أَنَّهُ نَهَى عَنِ السِّوَاكِ فِي أوَّلِ النَّهَارِ وَلَا آخِرِهِ.


هَدْيُه – صلى الله عليه وسلم – فِي الاِعْتِكَافِ:

كَانَ – صلى الله عليه وسلم – يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الَأَوَاخِرَ مِنْ رَمضانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ عزَّ وَجَلَّ، وَتَرَكَهُ مَرَّةً فَقَضَاهُ فِي شَوَّالٍ.

وَاعْتكَفَ مَرَّةً فِي الْعَشْرِ الأُوَّلِ، ثُمَّ الْأَوْسَطِ، ثُمَّ الْعشر الْأَخِيرِ، يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّها فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَدَاوَمَ عَلى اعْتِكَافِهِ حَتَّى لَحِقَ بِرَبِّه عَزَّ وجلَّ.


– وَكَانَ يأْمُرُ بِخِبَاءٍ، فَيُضْرَبُ لَهُ فِي المسْجِدِ يَخْلُو فِيهِ بِربِّه – عزَّ وجلَّ.


– وَكَانَ إِذَا أَرَادَ الاِعْتِكافَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَهُ.


– وَكَانَ – صلى الله عليه وسلم – يَعْتَكِفُ كُلَّ سَنَةٍ عَشْرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، اعْتكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا.


– وَكَانَ يُعَارِضُهُ جِبْرِيلُ بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْعَامُ (الَّذِي قُبِضَ فِيه) عَارَضَهُ بِه مَرَّتَيْنِ.


– وَكَانَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ أَيضًا فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَعَرَضَ عَلَيْهِ تِلْكَ السَّنَةَ مَرَّتَيْنِ.


– وَكَانَ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا اعْتَكَفَ دَخَلَ قُبَّتَهُ وَحْدَهُ.


– وَكَانَ لَا يَدْخُلُ بَيْتَهُ فِي حَالِ اعْتِكَافِهِ إِلَّا لحَاجَةِ الْإِنْسَانِ.


– وَكَان يُخْرِجُ رَأْسَهُ مِنَ المسْجِدِ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، فَتُرَجِّلَهُ، وَتَغْسِلَهُ وَهُوَ فِي المسْجِد، وَهِيَ حَائِضٌ.


– وَكَانَتْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ تَزُورُهُ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، فَإِذَا قَامَتْ تَذْهَبُ، قَامَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا، وَكَانَ ذَلِكَ لَيْلاً.


– وَلَمْ يُبَاشِرِ امْرَأةً مِنْ نِسَائِهِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ، لَا بِقُبْلَةٍ وَلَا غَيْرِهَا.


– وَكَانَ إِذَا اعْتَكَفَ طُرِحَ لَهُ فِرَاشُهُ، وَوُضِعَ لَهُ سَرِيرُهُ فِي مُعْتَكِفِهِ.


– وَكَانَ إِذَا خَرَجَ لحَاجَتِه مَرَّ بالمرِيضِ وَهُوَ عَلَى طَرِيقِه، فَلَا يُعَرِّجُ عَلَيْهِ وَلَا يَسْأَلُ عَنْهُ.


– وَاعْتَكَفَ مَرَّةً فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ، وَجَعَلَ عَلى سُدَّتِها حَصِيرًا؛ كلُّ ذَلِكَ تَحْصِيلاً لمقْصُودِ الاِعْتِكَافِ وَرُوحِه، عَكْسَ مَا يَفْعلُه الجُهَّالُ مِنَ اتِّخَاذِ المعَتَكَفِ مَوْضِعَ عِشْرَةٍ، وَمَجْلَبَةً لِلزَّائِرينَ، وَأخْذَهم بِأَطْرَافِ الحَدِيثِ بَيْنَهُمْ، فَهَذَا لَوْنٌ، وَالِاعْتِكَافُ النَّبَوِيُّ لَوْنٌ آخَرُ.


وَاللهُ الموَفِّقُ.

ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] كَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ الْقُبْلَةَ لِلصَّائِمِ إِذَا كَانَ لَا يَمْلِكُ نَفْسَهُ.
[2] يَدْخُلُ فِي ذَلِك مَا كَانَ يُشْبِهُهُما كَالإِبَرِ المغَذِيَّةِ.

دار
أختي الحبيبة
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك ووفقك الله لكل ما يحب ويرضي
زادك الله برا وتقوى وأعلى شأنك بالدنيا والآخرة.
وبلغك أعلي منازل الجنة
علـى هـذا الموضــوع القيـم .. ومشاركة رائعة ومميزة

صلى الله عليه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
قال تعالى :"وإنك لعلى خلق عظيم"..
محمد صلى الله عليه وسلم هو أشرف الخلق وأعظمهم ..
وتجلت الصفات الحميده والعظيمة في سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم ..
صلى الله عليك يا حبيبي يارسول الله
لقد وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بكلمة تجمل كل الكلام حيث قالت
" كان خلقه القرآن " او " كان قرآنا يمشي على الارض "
نسال الله أن نحسن الاقتداء بحبيبنا وسيدنا محمد صلَ الله عليه وسلم

دار

الحبيب المصطفى نور القلوب والأرواح 2024.

دار

الحبيب المصطفى نور القلوب والأرواح


صلوا ياعشاق على عالٍ قدرٍ معظم

صلي على النبي تنجو من حرٍّ لظى ويزول الهم

شرَّف مكة لما أتاها ثم النور علاها وعم

سلامي على من خصه الله بالكرم

سلامي على الممدوح في نون والقلم

سلامي على من قال يا ربي أمتي أجرها من النيران قال له نعم

صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم

لم يكن الحبيب المصطفى شابا عاديا

كان الشباب في مكة يلهون ويعبثون، أما " الحبيب " صلى الله عليه وسلم فكان يعمل ولا يتكاسل؛ يرعى الأغنام طوال النهار، ويتأمل الكون ويفكر في خلق الله، وقد ذكر النبي – بعد أن أوتي النبوة – ذلك العمل، فقال: (ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم) فقال أصحابه: وأنت؟ قال: (نعم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة) – رواه البخاري

وكان الله – سبحانه وتعالى – يعده ليكون حاملاً لرسالة ثقيلة وعظيمة لهداية البشر كافة .. لذا فهو يحرسه ويرعاه على الدوام؛
قيل أنه ذات يوم فكر" محمد " أن يلهو كما يلهو الشباب، فطلب من صاحب له أن يحرس أغنامه، حتى ينزل مكة ويشارك الشباب في لهوهم، وعندما وصل إليها وجد حفل زواج، فوقف عنده، فسلط الله عليه النوم، ولم يستيقظ إلا في صباح اليوم التالي.

لقد رباه الحق سبحانه وتعالى بخلق المصطفين الأخيار .. فهو لم يكن شاباًّ عادياًّ يشغله مايشغل الشباب من امور الدنيا إنما هو منصرف الى ملكوت الخالق جل جلاله …

محمد والراهب
وقد خرج " الحبيب " في رحلتين إلى الشام , الأولى كانت مع عمه أبو طالب والقوافل التجارية وعمره اثنا عشر عامًا،وفى هذه الرحلة كانت لمحمد حكاية مع راهب اسمه (بُحَيْرَى) ,فما كادت القافلة تصل إلى بلدة اسمها (بصرى) حتى مرت أثناء سيرها بكوخ يسكنه الراهب , فلما رأى القافلة خرج إليها، ودقق النظر في وجه " محمد "، ثم قال لأبي طالب: ما قرابة هذا الغلام منك؟

فقال أبوطالب: هو ابني – وكان يدعوه بابنه حبًّا له – قال بحيرى: ما هو بإبنك، وما ينبغي أن يكون هذا الغلام أبوه حيًّا..
قال أبو طالب: هو ابن أخي، فسأله بحيرى: فما فعل أبوه؟ قال أبو طالب: مات وأمه حبلى به..

فقال له بحيرى: صدقت! فارجع به إلى بلده واحذر عليه اليهود!! فوالله لئن رأوه هنا ليوقعون به شرًّا، فإنه سيكون لابن أخيك هذا شأن عظيم …

فأسرع أبو طالب بالعودة إلى مكة وفي صحبته ابن أخيه محمد وهو يرعاه خوفا عليه من الايذاء كما اخبره الراهب..

رحلة الحبيب الثانية إلى الشام
وحين جاوز النبي صلى الله عليه وسلم العشرين من عمره سافر ثانية مع قافلة التجارة إلى الشام، حيث كان اهل مكة يستعدون لرحلة الصيف التجارية إلى الشام، وكل منهم يعد راحلته وبضاعته وأمواله، وكانت فى مكة واحدة من أشرف نساء قريش، وأكرمهن أخلاقًا وأكثرهن مالا- تبحث عن رجل أمين يتاجر لها في مالها ويخرج به مع القوم، وهى السيدة خديجة بنت خويلد , فسمعت عن محمد وأخلاقه العظيمة، ومكانته عند أهل مكة جميعًا ، واحترامهم له لصدقه وأمانته ، فاتفقت معه أن يتاجر لها مقابل مبلغ من المال، فوافق محمد وخرج مع غلام لها اسمه ميسرة إلى الشام ..

تحركت القافلة في طريقها إلى الشام، وبعد أن قطع القوم المسافات الطويلة ,نزلوا ليستريحوا بعض الوقت، وحدث أمر غريب عندما جلس " الحبيب " تحت شجرة، وعلى مقربة منه صومعة راهب، فما إن رأى الراهب محمدًا حتى أخذ ينظر إليه ويطيل النظر، ثم سأل ميسرة: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟

فقال ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي..فتعجب ميسرة من هذا الكلام ..

وباعت القافلة كل تجارتها، واشترت ما تريد من البضائع، وكان ميسرة ينظر إلى محمد ويتساءل عن سر سماحته وأخلاقه والربح الكبير الذي حققه في مال السيدة خديجة..

وفي طريق العودة حدث أمر عجيب آخر، فقد كانت هناك غمامة في السماء تظل محمدًا وتقيه الحر طوال الوقت، وكان ميسرة ينظر إلى ذلك المشهد، وقد بدت على وجهه علامات الدهشة الشديدة ..

وأخيرًا وصلت القافلة إلى مكة وحكى ميسرة لسيدته خديجة ما رأى من أمر محمد، فقد أخبرها بما قاله الراهب، وبالغمامة التي كانت تظل محمدًا في الطريق؛ لتقيه من الحر دون سائر أفراد القافلة , فتعجبت مثله من حال محمد ..

شجرة الأنبياء
وهذه الشجرة التي استظل بها " الحبيب " عند رحلته الى الشام مع ميسرة خادم خديجة رضي الله عنه والتى قال عنها الراهب انه مانزل تحتها إلا نبي .. هي شجرة البقيعاويه المعمرة منذ زمن بعيد في صحراء الاردن الشرقية الشمالية بمنطقة الصفاوي , والبقيعاوية منطقة تتوسط الحدود السورية والسعودية والعراقية، وتقع في الشمال الشرقي من الأردن، وكانت القوافل تتخذ منها محطة على الطريق، بسبب وجودِ شجرة ضخمة فيها، قبل أن تكمل رحلتها إلى بصرى الشام..

ورغم مرورالسنين الطويلة على هذه الشجرة الا انها لا تزال تتمتع بخضرتها ورونقها وجمالها ..

ويزيد إرتفاع الشجرة على 11 مترا ضاربة في العمق والتاريخ، لا أثر للحياة حولها، تعيش وحيدة شامخة وسط صحراء مترامية الأطراف مخضرة حيث لا خضرة سواها ..

كان رضيعاً عند حليمة يرعى السيد فى الأغنام

أتاه ملك من عند الله شق الصدر ملاه حكم
سلامي على من جاء بالآيات لنا وختم

صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

دار

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ام ناصر**

دار

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

دار

تواجدك بين مشاركاتي المتواضعة شرف لي
وكلماتك اللطيفة دافع لي
ومرورك انار متصفحي
فلك مني الف تحية وتقدير
دمت بحفظ الرحمن
قد يهمك أيضاً:

صلوات الله وسلامه على سيدنا الحبيب المصطفى "صلى الله عليه وسلم "


الله يجزاك الجنان يارب
جعلة في موازين حسناتك يارب
موضوع قيم بارك الله فيكـ
فلآ تح ــرمنآ من جديد تميزك
لروح ــك بآقآت من الجوري
اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة سنبلة الخير .

دار

صلوات الله وسلامه على سيدنا الحبيب المصطفى "صلى الله عليه وسلم "


الله يجزاك الجنان يارب

جعلة في موازين حسناتك يارب

موضوع قيم بارك الله فيكـفلآ تح ــرمنآ من جديد تميزك لروح ــك بآقآت من الجوري

حروفك كأنها عقد من اللؤلؤ
تناثرت حباته لتزين مشاركتي
و حروفك النقية كنقاء روحك الطاهره
شكراً لك حد الخجل
دمتِ بحفظ الرحمن

قد يهمك أيضاً:


أختي الغالية

جزاك الجنان وورد الريحان ثَقَل ميزانك بخيِرِ الأعمال
وأنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه
لكِ ودى وتقديرى وتقييمي لك ياقلبي,,,
دار

أسماء الحبيب المصطفى / نحبك يارسول الله فأنت حبيبنا 2024.

دار

دار

دار

دار

أسماءالنبي
محمد ( صلى الله عليه وسلم )


دار
أسمائه صلى الله عليه وسلم وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة
من [ ص: 85 ] صفات قائمة به توجب له المدح والكمال
فمنها محمد وهو أشهرها وبه سمي في التوراة صريحا
المقصود أن اسمه محمد في التوراة صريحا بما يوافق عليه كل عالم من مؤمني أهل الكتاب
ومنهاأحمد وهو الاسم الذي سماه به المسيح لسر ذكرناه في ذلك الكتاب
دار
و المتوكل
والماحي
والحاشر
والعاقب
والمقفي

دار
ويلحق بهذه الأسماء

الشاهد داروالمبشر داروالبشير داروالنذير
والقاسم

وعبد الله
والسراج المنير
وسيد ولد آدم

وصاحب المقام المحمود

وغير ذلك من الأسماء لأن أسماءه إذا كانت أوصاف مدح فله من كل وصف اسم
لكن ينبغي أن يفرق بين الوصف المختص به أو الغالب عليه ويشتق له منه اسم
وبين الوصف المشترك فلا يكون له منه اسم يخصه

دار
[ ص: 86 ] وقال جبير بن مطعم : سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء
فقال :
( أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، والعاقب الذي ليس بعده نبي )

داروأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان دار
أحدهما : خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل

كمحمد داروأحمد داروالعاقب داروالحاشر داروالمقفي دار

والثاني

ما يشاركه في معناه غيره من الرسل ولكن له منه كماله
فهو مختص بكماله دون أصله

كرسول الله ونبيه دار وعبده دار والشاهد داروالمبشر داروالنذير دار ونبي الرحمة دار
دار
وأما إن جعل له من كل وصف من أوصافه اسم تجاوزت أسماؤه المائتين

كالصادقدار والمصدوق دار

دار إلى أمثال ذلك دار
وفي هذا قال من قال من الناس : إن لله ألف اسم ، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم
دار

نسئل الله ان يتقبل منا ماقدمنا خالصا لوجه الكريم
وان تحشرنا مع خير الخلق مُحمد صلى الله عليه و سلَّم
لاتنسونا من صالح الدعاء
داردارفي امان الله دار دار
بقلمي
من كتاب

زاد المعاد في هدي خير العباد

موضوع أكثر من رائع ومعلومات رووووعة عن نبي الهدى حبيبنا محمد صلى الله علية وسلم
شكــرا جزيلا وجعلة الله في ميزان حسناتك عزيزتي
تحيتي ومودتي 🙂

اللهم صلي على سيدنا محمد " صلى الله عليه وسلم "
رائع ما قدمت لنا
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
جهد مميز
سلمت يمنياك وجعله في موازين حسناتك
تقبلي اعجابي وتقييمي
نشيد عن اسماء الرسول " صلى الله عليه وسلم "
http://www.safeshare.tv/w/xmhFgokwDL
باارك الله فيكي غاليتي

موضوع رراائع

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد

تقبلي تقييمي واعجابي

دار

جزاك الله خير الجزاء.. بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك

تقبلي مروري وتقيمي

عدد أسماء النبي صلى الله عليه وسلم

هل صحيح أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم كان له تسعة وتسعون اسما ،
مثل : أحمد ، والصديق ، والأمين . وإن لم يكن الأمر كذلك فمن ذا الذي قال بهذا الأمر ونشر تلك الأفكار ؟ أرجو أن تعطوني دليلا من القرآن والسنة .
جزاكم الله خيرا .

الجواب :
الحمد لله
أولا :
ثبت في الكتاب والسنة بعض الأسماء الصريحة للنبي صلى الله عليه وسلم ،

فقد سمي في القرآن الكريم بـ : " محمد "، و " أحمد "،


وجاء في أحاديث صحيحة أنه له أسماء عدة ، هي:



( إِنَّ لِي أَسْمَاءً : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ )
البخاري (4896) ومسلم (2354)


وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:


( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ :


أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَالْمُقَفِّي ، وَالْحَاشِرُ ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ )

رواه مسلم (2355) .



وفي بعض الأحاديث ما ظاهره تحديد عدد الأسماء ،


ففي صحيح البخاري (3532) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :



( لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي ، وَأَنَا الْعَاقِبُ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :



وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ لِي خَمْسَة أَسْمَاء أَخْتَصّ بِهَا ، لَمْ يُسَمَّ بِهَا أَحَد قَبْلِي , أَوْ مُعَظَّمَة ، أَوْ مَشْهُورَة فِي الْأُمَم الْمَاضِيَة , لَا أَنَّهُ أَرَادَ الْحَصْر فِيهَا .



وَقِيلَ : الْحِكْمَة فِي الِاقْتِصَار عَلَى الْخَمْسَة الْمَذْكُورَة فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهَا أَشْهَر مِنْ غَيْرهَا مَوْجُودَة فِي الْكُتُب الْقَدِيمَة وَبَيْن الْأُمَم السَّالِفَة .
انتهى . مختصرا .
ثانيا :
صنف العلماء في جمع أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مصنفات كثيرة ،

تزيد على الأربعة عشر مصنفا ، وخصص المصنفون في السير والشمائل أبوابا لبيان أسمائه صلى الله عليه وسلم ، كما فعل القاضي عياض في " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " (1/228) في "
فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم وما تضمنته من فضيلته "



انتهى.



وأفرد لها الحافظ ابن عساكر بابا في " تاريخ دمشق "
قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله :
" أُلِّف في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم عدة مؤلفات ، وفي " كشف الظنون " و "ذيليه " تسمية أربعة عشر كتاباً ، كما في " معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي " للشيخ عبد الله بن محمد الحبشي اليماني (ص/ 435 – 436) وهي : لابن دحية ، والقرطبي ، والرصاع ، والسخاوي ، والسيوطي ، وابن فارس . وغيرهم .
وتبحث مستفيضة في كتب السير ، والخصائص النبوية ، والشروح الحديثية ، كما في " عارضة الأحوذي " (10/281)، وقد طبع منها : " الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة " للسيوطي . " انتهى.
" معجم المناهي اللفظية " (ص/361)

ثالثا :
وقد اختلف العلماء في أسماء كثيرة ، هل تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو لا ،

فأدى ذلك إلى اختلافهم في تعداد هذه الأسماء .
وقد كان من أهم أسباب الخلاف أن بعض العلماء رأى كل وصف وُصف به النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم من أسمائه ، فعد من أسمائه مثلا :

الشاهد ، المبشر ، النذير ، الداعي ، السراج المنير ،
وذلك لقوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ) الأحزاب/45-46.
في حين قال آخرون من أهل العلم : إن هذه أوصاف وليست أسماء أعلام .
يقول الإمام النووي رحمه الله :
" بعض هذه المذكورات صفات ، فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز " انتهى.
" تهذيب الأسماء واللغات " (1/49)
ويقول السيوطي رحمه الله :
" وأكثرها صفات " انتهى.
" تنوير الحوالك " (1/727)
يقول العلامة بكر أبو زيد رحمه الله :
" جعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً ، وجعل منها نحو سبعين اسماً من أسماء الله تعالى .
وعد منها الجزولي في " دلائل الخيرات " مائتي اسمٍ .
وأوصلها ابن دحية في كتابه " المستوفى في أسماء المصطفى " نحو ثلاثمائة اسم .
وبلغ بها بعض الصوفية ألف اسم فقال :

لله ألف اسم ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ألف اسم "

انتهى.
" معجم المناهي اللفظية " (ص/361)
فيقال : في هذه الأعداد كثير من المبالغات ،

والصحيح أن أسماءه صلى الله عليه وسلم أقل من ذلك بكثير ،
ولا يجوز اعتبار كل وصف ثبت له في الكتاب والسنة من أسمائه الأعلام ،
فضلا عن أن أسماءه توقيفية ، لا يجوز الزيادة عليها بما لم يرد في الكتاب والسنة الصحيحة.
يقول العلامة بكر أبو زيد رحمه الله :
" الذي له أصل في النصوص إما اسم ، وهو القليل ، أو وصف ، وهو أكثر ، وما سوى ذلك فلا أصل له ، فلا يطلق على النبي صلى الله عليه وسلم حماية من الإفراط والغلو ، ويشتد النهي إذا كانت هذه الأسماء والصفات التي لا أصل لها فيها غلو ، وإطراء ، وهذا القسم هو الذي يعنينا ذكره في هذا " المعجم " للتحذير من إطلاق ما لم يرد عن الله ولا رسوله ، وهي كثيرة جداً ،

ومظنتها كتب الطُّرقية والأوراد والأذكار البدعية ، مثل :
" دلائل الخيرات " للجزولي ، ومنها : أحيد . وحيد . منح . مدعو . غوث . غياث . مقيل العثرات . صفوح عن الزلات . خازن علم الله . بحر أنوارك . معدن أسرارك . مؤتي الرحمة . نور الأنوار . السبب في كل موجود . حاء الرحمة . ميم الملك . دال الدوام . قطب الجلالة . السر الجامع . الحجاب الأعظم . آية الله .
وقد كانت هذه الأسماء يطبع منها ( 99 ) اسماً في الغلاف الأخير للمصحف ، ويثبت في غلافه الأول

( 99 ) اسماً من أسماء الله تعالى ، وذلك في الطبعة الهندية ، ولشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : فضل في التنبيه على تجريد القرآن منها ،
فجرد منها ، جزاه الله خيراً . وهي أيضاً مكتوبة على الحائط القبلي للمسجد النبوي الشريف ،


وفَّق الله من شاء من عباده لتجريد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مما لم يرد عنه والله المستعان .


وبعد هذا وقفت على كلام في غاية النفاسة ، ورد فيه الخاطر على الخاطر – فلله الحمد وحده – وذلك للعلامة اللغوي ابن الطيب الفاسي في " شرح كفاية المتحفظ " لابن الأجدابي فقال ص/ 51 ما نصه :
ثم – أي مؤلف كفاية المتحفظ – وصفه – أي وصف النبي صلى الله عليه وسلم – بما وصفه الله تعالى به في القرآن العظيم من كونه خاتم النبيين سيْراً على جادة الأدب ؛ لأن وصفه بما وصفه الله به – مع ما فيه من المتابعة التي لا يرضى صلى الله عليه وسلم بسواها – فيه اعتراف بالعجز عن ابتداع وصف من الواصف ، يبلغ به حقيقة مدحه – عليه الصلاة والسلام – ، ولذا تجد الأكابر يقتصرون في ذكره – عليه السلام – على ما وردت به الشريعة الطاهرة كتاباً وسنة ، دون اختراع عبارات من عندهم في الغالب " انتهى باختصار.
" معجم المناهي اللفظية " (ص/362-363)
والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

بارك الله فيكِ