ما هي شروط المزاح الشرعي ؟. 2024.

السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
.

السؤال:
ما هي شروط المزاح الشرعي ؟.
الجواب:
الحمد لله

1- لا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين :
فإن ذلك من نواقض الإسلام قال تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا
نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون – لا تعتذروا قد
كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة/65-66 ، قال ابن تيمية رحمه الله : (
الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه )

وكذلك الاستهزاء ببعض السنن ، ومما انتشر كالاستهزاء باللحية أو
الحجاب ، أو بتقصير الثوب أو غيرها .

قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين في المجموع الثمين 1/63 : فجانب
الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز لأحد أن يبعث فيه
لا باستهزاء بإضحاك ، ولا بسخرية ، فإن فعل فإنه كافر ، لأنه يدل على
استهانته بالله عز وجل ورسله وكتبه وشرعه ، وعلى من فعل هذا أن
يتوب إلى الله عز وجل مما صنع ، لأن هذا من النفاق ، فعليه أن يتوب
إلى الله ويستغفر ويصلح عمله ويجعل في قلبه خشية من الله عز وجل
وتعظيمه وخوفه ومحبته ، والله ولي التوفيق .

2- لا يكون المزاح إلا صدقاً :

قال صلى الله عليه وسلم : ( ويل للذي يُحدث فيكذب ليُضحك به القوم
ويل له ) رواه أبو داود .

وقال صلى الله عليه وسلم محذراً من هذا المسلك الخطير الذي اعتاده
بعض المهرجين : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحك بها جلساءه يهوي
بها في النار أبعد من الثريا ) رواه أحمد

3- عدم التخويف :

خاصة ممن لديهم نشاط وقوة أو بأيديهم سلاح أو قطعة حديد أو
يستغلون الظلام وضعف الناس ليكون ذلك مدعاة إلى الترويع والتخويف ،
عن أبي ليلى قال : ( حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم
كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فنام رجل منهم فانطلق
بعضهم إلى حبل فأخذه ففزع ، فقال رسول الله عليه وسلم : ( لا يحل
لمسلم أن يروع مسلماً ) رواه أبو داود .

4- الاستهزاء والغمز واللمز :

الناس مراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم وبعض ضعاف
النفوس – أهل الاستهزاء والغمز واللمز – قد يجدون شخصاً يكون لهم
سُلماً للإضحاك والتندر – والعياذ بالله – وقد نهى الله عز وجل عن ذلك
فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا
خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهم ولا تلمزوا
أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) الحجرات
/11 ، قال ابن كثير في تفسيره : ( المراد من ذلك احتقارهم
واستصغارهم والاستهزاء بهم ، وهذا حرام ، ويعد من صفات المنافقين )

والبعض يستهزأ بالخلقة أو بالمشية أو المركب ويُخشى على
المستهزئ أن يجازيه الله عز وجل بسبب استهزائه قال صلى الله عليه
وسلم : ( لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) رواه الترمذي .

وحذر صلى الله عليه وسلم من السخرية والإيذاء ، لأن ذلك طريق
العداوة والبغضاء قال صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا
يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث
مرات – بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم
على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .

5-أن لا يكون المزاح كثيراً :

فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدناً لهم ، وهذا عكس الجد
الذي هو من سمات المؤمنين ، والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد
والنشاط والترويح عن النفس .

قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : " اتقوا المزاح ، فإنه حمقة تورث
الضغينة "

قال الإمام النووي رحمه الله : " المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط
ويداوم عليه ، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب ، ويشغل عن ذكر الله
تعالى : ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء ، ويورث الأحقاد ، ويسقط
المهابة والوقار ، فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .

7- معرفة مقدار الناس :

فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار ، فللعالم حق ، وللكبير تقديره ،
وللشيخ توقيره ، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه
ولا الأحمق ولا من لا يُعرف .

وفي هذا الموضوع قال عمر بن عبد العزيز : ( اتقوا المزاح ، فإنه يذهب
المروءة ) .

وقال سعد بن أبي وقاص : " اقتصر في مزاحك ، فإن الإفراط فيه يُذهب
البهاء ، ويجرّئ عليك السفهاء "

7- أن يكون المزاح بمقدار الملح للطعام :

قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت
القلب ) صحيح الجامع 7312

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من كثر ضحكه قلت هيبته ،
ومن مزح استُخف به ، ومن أكثر من شيء عُرف به ) .

فإياك إياك المزاح فإنه يجرئ عليك الطفل والدنس النذلا

ويُذهب ماء الوجه بعد بهائه ويورثه من بعد عزته ذلاً

8- ألا يكون فيه غيبة

وهذا مرض خبيث ، ويزين لدى البعض أنه يحكي ويقال بطريقة المزاح ،
وإلا فإنه داخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذكرك أخاك
بما يكره ) رواه مسلم .

9- اختيار الأوقات المناسبة للمزاح :

كأن تكون في رحلة برية ، أو في حفل سمر ، أو عند ملاقاة صديق ،
تتبسط معه بنكتة لطيفة ، أو طرفة عجيبة ، أو مزحة خفيفة ، لتدخل
المودة على قلبه والسرور على نفسه ، أو عندما تتأزم المشاكل
الأسرية ويغضب أحد الزوجين ، فإن الممازحة الخفيفة تزيل الوحشة
وتعيد المياه إلى مجاريها .

أيها المسلم :

قال رجل لسفيان بن عيينة رحمه الله : المزاح هجنة أي مستنكر !
فأجابه قائلاً : " بل هو سنة ، ولكن لمن يُحسنه ويضعه في موضعه "

والأمة اليوم وإن كانت بحاجة إلى زيادة المحبة بين أفرادها وطرد السأم
من حياتها ، إلا أنها أغرقت في جانب الترويح والضحك والمزاح فأصبح
ديدنها وشغل مجالسها وسمرها ، فتضيع الأوقات ، وتفنى الأعمار ،
وتمتلئ الصحف بالهزل واللعب .

قال صلى الله عليه وسلم : ( لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم
كثيراً ) قال في فتح الباري : ( المراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله
وانتقامه ممن يعصيه ، والأهوال التي تقع عند النزع والموت وفي القبر
ويوم القيامة )

وعلى المسلم والمسلمة أن ينزع إلى اختيار الرفقة الصالحة الجادة في
حياتها ممن يعينون على قطع ساعات الدنيا والسير فيها إلى الله عز
وجل بجد وثبات ، ممن يتأسون بالأخيار والصالحين ، قال بلال بن سعد :
( أدركتهم يشتدون بين الأغراض ، ويضحك بعضهم إلى بعض ، فإذا كان
الليل كانوا رهباناً )

وسُئل ابن عمر رضي الله عنهما : " هل كان أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم يضحكون "

قال : نعم ، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال .

فعليك بأمثال هؤلاء فرسان النهار ، رهبان الليل .

جعلنا الله وإياكم ووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر ، ممن ينادون في
ذلك اليوم العظيم : ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

[IMG]http://sms555.***********/z12.gif[/IMG]
دار
بارك الله بيج اختي .
جزاكِ الله خيرا
جزاك الله خيرا حبيبتى..
موضوع مهم و خاصة هذه الايام..
بارك الله فيك و جعله فى ميزان حسناتك..

تقبلى مرورى و تقييمى..دار

ادآب المزاح فى الاسلام 2024.

دار

(((((قال الله تعالى)))))

<B>

(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)
الملك15،
وهذا يتطلب منه عملاً جاداً وحركة دؤوباً،
( قال سبحانه )
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
التوبة:105،
ومن طبيعة الإنسان أنه ملول، فلا محالة أنه يشتمل هذا الجد والاجتهاد، ويفقد توازنه، لأن القلوب إذا كلَّت عميت، ومن ثمَّ أباح الإسلام كل ما من شأنه أن يكسر حدة الجد والصرامة في دنيا البشر، ويحقق التوازن المطلوب للإنسان لتستمر الحياة، ولتتحقق الغاية من خلقه،
ومن هذه الوسائل المزاح،

تُرى: فما المزاح؟ وما حكمه وما مشروعيته في الإسلام؟

وأخيراً: ما شروطه وضوابطه الشرعية؟

تعريف المزاح وسائله

المزاح ـ بكسر الميم: مصدر للفعل >مازح< بمعنى: داعب في مباسطة وتلطُّف، والمزاح ـ بضم الميم: مصدر للفعل >مزح< بمعنى: >داعب< أيضاً، كما يُطلق المزاح على وسيلة المداعبة والمباسطة(1)، فالمزاح يدور معناه حول المباسطة والملاعبة والتلطف وسائله متنوعة، فقد يكون بابتسامة، أو نكتة، أو نادرة، أو فكاهة، أو ملحة أو بإشارة أو حركة يُراد بها المباسطة وإدخال السرور على قلب المسلم·

قال صلى الله عليه وسلم

وتبسُّمُك في وجه أخيك صدقة
(2)·

مشروعية المزاح وحكمته

فالمزاح أمر مشروع في الإسلام، يُعد صدقة من الصدقات يُؤجر عليها المسلم، ولكن لذلك شروط وضوابط سيأتي الحديث عنها فيما بعد، والحكمة من مشروعيته أن فيه إدخالاً للسرور على قلب المسلم ويستعان به على التخلص من السأم والملل، وطرد الوحشة، ودفع الهمِّ والخوف والقلق ونحوه عن قلب المسلم، وفيه تأليف القلوب، فتنشط النفوس وتتهيأ الأجساد لأداء الأعمال الصالحة·

الهدي النبوي في المزاح

وتستمد مشروعية المزاح أولاً من أفعال
الرسول صلى الله عليه وسلم
وأقواله،
فعن عبدالله بن الحارث ـ رضي الله عنه ـ قال: ما رأيت أحداً أكثر تبسُّماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)،
وروى البخاري أن
الرسول صلى الله عليه وسلم
داعب صحابياً فقال: يا أبا عُمير، ما فعل النغير(4)،
كما روى أبوداود من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، احملني· فقال: إنا حاملوك على ولد ناقة قال: وما أصنع بولد الناقة؟ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: وهل تلدُ الإبل إلا النوق
(5)·

وكان النبي صلى الله عليه وسلم

يرى مزاح صحابته، ولم ينكر عليهم ذلك، وربما شاركهم مزاحهم، فقد روى أبوداود عن أسيد من حُضير قال: بينما رجل من الأنصار يُحدِّث القوم وكان فيه مزاح بيِّنا يُضحكهم فطعنه
النبي صلى الله عليه وسلم
في خاصرته بعود، فقال: أصبرني! فقال: اصطبر قال: إن عليك قميصاً وليس عليَّ قميص· فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه، فاحتضنه وجعل يقبِّل كشحه· قال: إنما أردتُ هذا يا رسول الله·
(5)

الصحابة والمزاح

وقد عُرف المزاح عن صحابته
صلى الله عليه وسلم،
حتى اشتهر بعضهم بكثرة قصصه ودُعاباته مثل نُعيمان بن عمرو بن رفاعة الذي قال عنه ابن عبدالبرشهد بدراً، وكان من كبار الصحابة وممن آمنوا في أول ظهور الإسلام، وكانت فيه دعابة زائدة، وله أخبار طريفة في دُعاباته··· وكان نُعيمان مُضحكاً مزَّاحاً<(7)·

وكان الصحابة يمتدحون المزاح مع الأهل، ويكثرون منه مع أهليهم دون أن يروا في ذلك ما ينقص المروءة،
أو يتنافى مع كمال الرجولة والوقار أو حُسن التديُّن والالتزام كما يظن بعض المتنطعين في زماننا هذا،
فها هو ابن عمررضي الله عنه يقول: إنه ليُعجبني أن يكون الرجل في أهله مثل الصبي، ثمَّ إذا بُغي منه وجد رجلاً· وكان زيد بن ثابت من أفكه الناس في بيته، فإذا خرج كان رجلاً من الرجال
(8)·

السلف يقتفون خُطا الصحابة في المزاح

وقد ترسم السلف الصالح خُطا الصحابة في الاسترواح بالمزاح، فقد اشتهر الإمام الشعبي بـمُلَحه وطرائفه، وقيل لـسفيان بن عُيينةالمزاح هُجْنة؟ قال: بل سُنَّة، ولكن الشأن فيمن يُحسنه ويضعه مواضعه
(8)·

شروط المزاح

ويقصد سفيان بالسنة هنا طريقة

النبي صلى الله عليه وسلم،

وإلا فالمزاح يكون واجباً أحياناً، إذا استعين به على دفع الملل ومواصلة العبادة وأداء الواجبات، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب·

ولنا وقفة مع قوله: ولكن الشأن فيمن يحسنه ويضعه مواضعه حيث يشير سفيان
إلى أن للمزاح شروطاً ينبغي الالتزام بها، وإلا كان محذوراً منهياً عنه،

ومن هذه الشروط:

1 ـ ألا يقترن بمعصية أو يؤدي إلى مخالفة شرعية، كالكذب، فقد يلجأ بعض المازحين إلى المبالغات والكذب، فيدخل على النكتة أو النادرة زيادات من عنده وصياغات خاصة كأنه يعيد إخراجها، كل ذلك ليعطي لمزاحه نكهة ومذاقاً خاصاً، فيشتد الناس في الضحك ويتعجبون لمزاحه· وقد توعد
الرسول صلى الله عليه وسلم
أولئك الصنف من الناس فقال: ويل للذي يُحدِّث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له
(10)،
وقال كذلك: إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحك بها جلساءه، يهوي بها في النار أبعد من الثريا

(11)·

2 ـ أن يخلو من الغيبة،
(((لقوله تعالى)))
(ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتمون واتقوا الله إن الله تواب رحيم)
الحجرات
12· 3 ـ ألا يكون فيه استهزاء بالآخرين أو سخرية منهم، فإن ذلك حرام،

لقوله سبحانه:

(يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيراً منهن ولاتلمزا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)
الحجرات:11·

وقال صلى الله عليه وسلم:

إن المستهزئين بالناس ليفتح لأحدهم باب الجنة، فيقال: هلمَّ، فيجيء بكربه وغمِّه، فإذا جاء أغلق دونه
(11)
وقال أيضاً: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقِّره·· بحسب امرئ من الشر أن يحقِّر أخاه
(31)·

4 ـ ألا يُلهي عن أداء الفروض والواجبات أو يشغل عن ذكر الله، وإلا كان محرم شرعاً·

آداب المزاح
وعن آداب المزاح وضوابطه الشرعية

1 ـ الاقتصاد فيه، إلا في السفر فيُستحب الإكثار من المزاح دون معصية، لقول ربيعة الرأي وقد عدَّ المزاح المشروع في السفر مروءة:
إن المروءة من خصال:

ثلاث في الحضر، وثلاث في السفر··· والتي في السفر: فبذل الزاد، وحسن الخلق، وكثرة المزاح من غير معصية
(19)،

وكان الصحابة ينهون عن الإفراط في المزاح، قال سعد بن أبي وقاص لابنه ناصحاً:

اقتصد في مزاحك، فإن الإفراط فيه يُذهب البهاء، ويجرِّئ عليك السفهاء

والحكمة من هذا النهي
يوضحها الإمام النوي بقوله:
المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويُداوم عليه، فإنه يُورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى،

ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار، فأما إذا سلم المزاح من هذه الأمور فهو من المزاح المباح الذي كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يفعله(15)·

وقد يحلو لبعض المسلمين في هذا العصر أن يكثر من المزاح حتى يصير لديه حرفة ولازمة من لوازم حياته التي يُعرف بها،
ظاناً بذلك أنه يصنع معروفاً لإخوانه المسلمين، وهذا من الغلط العظيم كما يقول الإمام أبوحامد الغزالي: من الغلط العظيم أن يُتَّخذ المزاح حرفة

(16)·
وكثرة المزاح غير المشروع ربما توقع في محظور شرعي، فيجر المرء على نفسه معصية يكسب بها وزراً·

2 ـ ومن آدابه كذلك ألا يكون في المزاح ترويع لأحد من المسلمين، لما رواه أبوداود عن ابن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا يحلُّ لمسلم أن يُروِّع مسلماً

(17)·

ويحرم المزاح

إذا كان فيه شيء من الاستهزاء بالدين أو بشعائره،
(((لقوله تعالى)))
(ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته كنتم تستهزئون· لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
التوبة:65 ـ 66،
فقد يروق لبعض المسلمين الغافلين أن يطلق نكتة أو نادرة فيها استهزاء ببعض شعائر الإسلام وفرائضه، أو يتمازح وهو في معصية دون أن يعلم أن ذلك جُرماً عظيماً قد يؤدي به إلى الكفر والعياذ بالله، قال ابن عباس رضي الله عنهما:
من أذنب ذنباً وهو يضحك، دخل النار وهو يبكي
(18)·

التوازن أمر مطلوب في الإسلام
نخلص مما سبق أن المزاح أمر مشروع ومباح في الإسلام إذا كان الغرض منه الاسترواح عن النفس ودفع الملل والسأم والكرب عن النفوس، ويُثاب عليه صاحبه إذا ابتغى من ورائه وجه الله·

ويصل إلى مرتبة الواجب إذا كان للاستعانة به على أداء الواجبات، كل ذلك شرط خلوه من أية مخالفات شرعية،
وإلا فهو حرام منهي عنه، وعلى المسلم أن يكون مقتصداً فيه فيوازن بين الجد والمزاح، إذ التوازن أمر مطلوب في الإسلام، وهو ناموس كوني، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: خير هذه الأمة النمط الأوسط: يرجع إليهم الفاني، ويلحق بهم التالي
(19)·
وبذا تستمر الحياة، وتتحقق الغاية من خلق الإنسان،
ويفوز المسلم بالسعادة في الدارين·

الهوامش
1 ـ لسان العرب: مادة مزح

2 ـ رواه الترمذي، حديث رقم (1879)·

3 ـ رواه أحمد، حديث رقم (17043)·

4 ـ رواه البخاري، حديث رقم (5664)·

5 ـ رواه الترمذي، حديث رقم (1914)·

6 ـ رواه أبو داود، حديث رقم (4547)·

7 ـ الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبدالبر، 4/6251·

8 ـ شرح السنة للبغوي 31/381·

9 ـ المرجع السابق 31/481·

10 ـ رواه أحمد، حديث رقم (4338)·

11 ـ رواه أبوداود، حديث رقم (8852)·

12 ـ رواه البيهقي عن الحسن مرسلاً 5/013، حديث رقم (6757)·

13 ـ رواه مسلم، حديث رقم (4650)·

14 ـ شرح السنة للبغوي 31/481·

15 ـ الأذكار للنوي ص864·

16 ـ إحياء علوم الدين للغزالي 3/921·

17 ـ رواه أبوداود، حديث رقم (4351)·

18 ـ الحلية لأبي نعيم 4/69·

19 ـ شرح السنة للبغوي 31/813·

منقول نقل معدل


</B>

يعطيكِ العافية
على طرحكِ القيم والهــــــــاااااادف
والكلمااااات الأكثر من رائعة التي أثريتينا بها
جزاكِ الله خير الجزاااااء
وجعل ما كتبتي في ميزااااان حسنااااتكِ
كتبتي فأبدعتي
سلمتي وسلمت أناملكِ ودام فيض قلمكِ
زاخراً بكل ما هو جديد ومفيد ..
دمتي بخير
جزاكي الله الجنة
وبارك فيك يا غالية…دار
موضوع رااااااائع ومميز
جزانا الله واياكم كل الخير

وسلملى مروركم الطيب

تسلمى سحوره موضوع جميل جدا
دار

المزاح سلوك اجتماعي يتخذه البعض للتسلية والترويح عن النفس ؟! 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المزاح المذموم في الشرع

المزاح سلوك اجتماعي يتخذه البعض للتسلية والترويح عن النفس
فماهو مرغوب فيه كمزاحه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه تأليفا لهم واستمالة لقلوبهم ومداعبة لهم بما يذهب وحشة بعضهم منه وتهدئة روعهم فيحفظون
عنه ما يقول ويفهمون عنه مايريد فإنه صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا ولكل مقام مقال وما أحسن الجد في الموعظة وما اجمل المزاح الذي تقع به الألفة والأنس والمحبة
ولكن هناك المزاح المذموم الذي عواقبه وخيمة00

وسدا للذريعة ودرءا للفتنة والفساد فقد نهى الإسلام عنه لأنه يحدث ضررا ويسبب عداوة يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
{ لايشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار }

ويروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :
{ المزاح استدراج من الشيطان واختلاس من الهوى }

وقوله :
{ لا تماري أخاك ولا تمازحه ولا تعده موعدة فتخلفه }
وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عماله :
{ امنعوا الناس عن المزاح فإنه يذهب بالمروءة ويوغر الصدور }00

ويؤثر عنه : قوله :
{ من كثر ضحكه قلت هيبته ومن مزح استخف به ومن أكثر من شيئ عرف به ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه }

وقال عمر بن عبدالعزيز يرحمه الله :
{ اتقوا الله وإياكم والمزاح فإنه يورث الضغينة ويجر إلى القبيح تحدثوا بالقرآن فإن ثقل عليكم فحديث حسن من الرجال }

وقال حكيم لولده :
{ لا تمازح الشريف فيحقد عليك ولا الدنيئ فيتجرى عليك }00

وقال بعض الحكماء :
{ لكل شيئ بذر وبذر العداوة المزاح }

ويقول الشاعر :
وإياك إياك المزاح فإنه 000 يجري عليك الطفل والرجل النذلا
ويذهب ماء الوجه بعد بهائه 000 ويورث بعد العز صاحبه ذلا

والإفراط في المزاح واللهو واللعب إخلال بالمروءة وغفلة عن ذكر الله 00 وقد عاتب الله المؤمنين حين أغرقوا في ذلك وقست قلوبهم فقال الله تعالى :
{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون }

فالمزاح في كثير من الأحيان عاقبته وخيمة ونتائجه خطيرة 00
يفضي إلى ترويع المسلم وإخافته وربما أدى إلى قتله وسفك دمه أو مقاطعته وعداوته

وكم نعرف من هذه الحوادث الشيئ الكثير 00
والمحاكم ومراكز الشرطة مليئة بهذه الحوادث المؤلمة والمؤسفة

وما أكثر ضحايا المزاح المذموم وما أكثر أشكاله وانواعه 00
فبعض الناس يطلق الرصاص فوق رأس أخيه ليمزح معه
وبعضهم يمر بالسيارة بسرعة بجانب أخيه ليمزح معه
وبعضهم يزعج أخاه بالصياح وراء ظهره أو قرب أذنيه فيسبق السيف العذل
فيندم ولات ساعة مندم ويذهب ويختلق الأعذار ويبدي الحزن والأسف بينما كان له مندوحة من هذا التصرف اللا مسئول

لذا أناشد هؤلاء الترفع عن أعمال السفهاء والصبية 00
ولنفكر في عواقب الأمور وجرائرها 00
نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه 00
والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه 00
إنه سميع مجيب 0

ودمتم بخيردار

دار
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
دار
دار
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

نحن والمزاح 2024.

دار

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن الإنسان مدني بطبعة، ومع اتساع المدن وكثرة الفراغ لدى بعض الناس، وانتشار أماكن التجمعات العامة كالمنتزهات والإستراحات، وكثرة الرحلات البرية، والإتصالات الهاتفية، واللقاءات المدرسية، والتجمعات الشبابية، توسع كثير من الناس في المزاح مع بعضهم البعض، دون ضابط لهذا الأمر الذي قد يؤدي إلى المهالك، ويورث العداوة والبغضاء.
والمراد بالمزاح: الملاطفة والمؤانسة، وتطييب الخواطر، وإدخال السرور. وقد كان هذا من هدي النبي دار كما ذكر ذلك البخاري في باب الانبساط إلى الناس مستدلاً بحديث: { يا أبا عمير ما فعل النغير }.
وكذلك ما رواه أبو داود عن أنس دار أن رجلاً أتى النبي دار فقال: يا رسول الله احملني. فقال النبي دار: { إنا حاملوك على ولد الناقة } قال وما أصنع بولد الناقة؟ فقال النبي دار: { وهل تلد الإبل إلا النوق }.
وعن أنس دار أن النبي دار قال له: { يا ذا الأذنين } يمازحه [رواه الترمذي].
ولا شك أن التبسط لطرد السأم والملل، وتطييب المجالس بالمزاح الخفيف فيه خير كثير، قال ابن تيمية رحمه الله: ( فأما من استعان بالمباح الجميل على الحق فهذا من الأعمال الصالحة )، وقد اعتبر بعض الفقهاء المزاح من المروءة وحسن الصحبة، ولاشك أن لذلك ضوابط منها:
1- ألا يكون فيه شيء من الإستهزاء بالدين:
فإن ذلك من نواقض الإسلام قال تعالى: دار وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ دار [التوبة:66،65]، قال ابن تيمية رحمه الله: ( الإستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه ).
وكذلك الإستهزاء ببعض السنن، ومما انتشر كالإستهزاء باللحية أو الحجاب، أو بتقصير الثوب أو غيرها.
قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله في المجموع الثمين [1/ 63]: ( فجانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز لأحد أن يعبث فيه لا بإستهزاء، ولا بإضحاك، ولا بسخرية، فإن فعل فإنه كافر، لأنه يدل على استهانته بالله عز وجل ورسله و كتبه وشرعه، وعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع، لأن هذا من النفاق، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلح عمله ويجعل في قلبه خشية الله عز وجل وتعظيمه وخوفه ومحبته، والله ولي التوفيق ).
2- ألا يكون المزاح إلا صدقاً:
قال دار: { ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له } [رواه أبو داود].
وقال دار محذراً من هذا المسلك الخطير الذي اعتاده بعض المهرجين: { إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد من الثريا } [رواه أحمد].
3- عدم الترويع:
خاصة ممن لديهم نشاط وقوة أو بأيديهم سلاح أو قطعة حديد، أو يستغلون الظلام وضعف بعض الناس ليكون ذلك مدعاة إلى الترويع والتخويف، عن ابن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد دار أنهم كانوا يسيرون مع النبي دار، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول دار: { لا يحل لمسلم أن يروع مسلما } [رواه أبو داود].
4- الإستهزاء والغمز و اللمز:
الناس مراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم، وبعض ضعاف النفوس – أهل الإستهزاء والغمز واللمز – قد يجدون شخصاً يكون لهم سلماً للإضحاك والتندر والعياذ بالله وقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال تعالى: دار يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ دار [الحجرات:11]، قال ابن كثير في تفسيره: ( المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والإستهزاء بهم، وهذا حرام، ويعد من صفات المنافقين ).
والبعض يستهزىء بالخلقة أو بالمشية أو المركب ويخشى على المستهزىء أن يجازيه الله عز وجل بسبب استهزائه قال دار: { لا تظهر الشماتة بأخيك، فيرحمه الله ويبتليك } [رواه الترمذي].
وحذر دار من السخرية والإيذاء؛ لأن ذلك طريق العداوة والبغضاء قال دار: { المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب إمرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام؟ دمه، وماله، وعرضه } [رواه مسلم].
5- أن لا يكون المزاح كثيراً:
فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدناً لهم، وهذا عكس الجد الذي هو من سمات المؤمنين، والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد والنشاط والترويح عن النفس.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ( اتقوا المزاح، فإنه حمقة تورث الضغينة ).
قال الإمام النووي رحمه الله: ( المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى: ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار، فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله دار يفعله ).
6- معرفة مقدار الناس:
فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار، فللعالم حق، وللكبير تقديره، وللشيخ توقيره، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه ولا الأحمق ولا من لا يعرف.
وفي هذا الموضوع قال عمر بن عبد العزيز: ( اتقو المزاح، فإنه يذهب المروءة ).
وقال سعد بن أبي وقاص: ( اقتصر في مزاحك، فإن الإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرىء عليك السفهاء )
7- أن يكون المزاح بمقدار الملح للطعام:
قال دار: { لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب } [صحيح الجامع:7312].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به ).

فإياك إياك المزاح فإنه *** يجرىء عليك الطفل والدنس النذلا
ويذهب ماء الوجه بعد بهاءه *** ويورثه من بعد عزته ذلا

8- ألا يكون فيه غيبة:
وهذا مرض خبيث، ويزين لدى البعض إنه يحكى ويقال بطريقة المزاح، وإلا فهو داخل في حديث النبي دار: { ذكرك أخاك بما يكره } [رواه مسلم].
9- إختيار الأوقات المناسبة للمزاح:
كأن تكون في رحلة برية، أو في حفل سمر، أو عند ملاقاة صديق، تتبسط معه بنكتة لطيفة، أو طرفة عجيبة، أو مزحة خفيفة، لتدخل المودة على قلبه والسرور على نفسه، أو عندما تتأزم المشاكل الأسرية ويغضب أحد الزوجين، فإن الممازحة الخفيفة تزيل الوحشة وتعيد المياه إلى مجاريها.

أيتها المسلمة

قال رجل لسفيان بن عيينة رحمه الله: المزاح هجنة – أي مستنكر – فأجابه قائلا: ( بل هو سنة، لكن لمن يحسنه ويضعه في مواضعه ).
والأمة اليوم وإن كانت بحاجة إلى زيادة المحبة بين أفرادها وطرد السأم من حياتها، إلا أنها أغرقت في جانب الترويح والضحك والمزاح فأصبح ديدنها وشغل مجالسها وسمرها. فتضيع الأوقات، وتفنى الأعمار، وتمتلىء الصحف بالهزل واللعب.
قال دار: { لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً } قال في فتح الباري: ( المراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله وانتقامه ممن يعصيه، والأهوال التي تقع عند النزع والموت وفي القبر ويوم القيامة ). وعلى المسلم والمسلمة أن ينزع إلى اختيار الرفقة الصالحة الجادة في حياتها ممن يعينون على قطع ساعات الدنيا والسير فيها إلى الله عز وجل بجد وثبات، ممن يتأسون بالأخيار والصالحين، قال بلال بن سعد: ( أدركتهم يشتدون بين الأغراض، ويضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهباناً ).
وسئل ابن عمر رضي الله عنهما: ( هل كان أصحاب رسول الله دار يضحكون؟ قال: نعم، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال ).
فعليك بأمثال هؤلاء، فرسان النهار، رهبان الليل.
جعلنا الله وإياكم ووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر، ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول

ما أجمل ما تنثري علينا من لآلئ

انقيتيها بِـ جمال أسلوبكِ

وسلاسة طرحكِ ..

وعذوبة مفرداتكِ

فـ جزاكِ الله كل الخير

و وفقكِ وسدد خطاكِ


دارحروف تملك كثير من المعاني الرقيقة..

جميل ما طرحت لنا..و هذا ليس بجديد عليك..دار
فلقد عودتنا علي روعة انتقائك لاطروحاتك. دار

دائما متألقة مع خالص الشكر والتقدير ..
دمتي بود ومحبة

دار

موضوع رائع أستفدت منه كثيراً سلمت يمينك
جزاك الله خير الجزاء
سعدت بمروركن المتميز
جزاكن الله كل خير

دار
جزاك الله خير
ونفع بك

اداب المزاح في الاسلام 2024.

آداب المزاح في الاسلام ..موضوع مهم جدا

قال الله تعالى:
(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) الملك:15،
وهذا يتطلب منه عملاً جاداً وحركة دؤوباً، قال سبحانه: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) التوبة:105،
ومن طبيعة الإنسان أنه ملول، فلا محالة أنه يشتمل هذا الجد والاجتهاد، ويفقد توازنه، لأن القلوب إذا كلَّت عميت، ومن ثمَّ أباح الإسلام كل ما من شأنه أن يكسر حدة الجد والصرامة في دنيا البشر، ويحقق التوازن المطلوب للإنسان لتستمر الحياة، ولتتحقق الغاية من خلقه،
ومن هذه الوسائل المزاح،

تُرى: فما المزاح؟ وما حكمه وما مشروعيته في الإسلام؟

وأخيراً: ما شروطه وضوابطه الشرعية؟

تعريف المزاح ووسائله

المزاح ـ بكسر الميم: مصدر للفعل مازح بمعنى: داعب في مباسطة وتلطُّف، والمزاح ـ بضم الميم: مصدر للفعل مزح بمعنى: داعب أيضاً، كما يُطلق المزاح على وسيلة المداعبة والمباسطة ، فالمزاح يدور معناه حول المباسطة والملاعبة والتلطف ووسائله متنوعة، فقد يكون بابتسامة، أو نكتة، أو نادرة، أو فكاهة، أو ملحة أو بإشارة أو حركة يُراد بها المباسطة وإدخال السرور على قلب المسلم·

قال صلى الله عليه وسلم: "وتبسُّمُك في وجه أخيك صدقة"

مشروعية المزاح وحكمته

فالمزاح أمر مشروع في الإسلام، يُعد صدقة من الصدقات يُؤجر عليها المسلم، ولكن لذلك شروط وضوابط سيأتي الحديث عنها فيما بعد، والحكمة من مشروعيته أن فيه إدخالاً للسرور على قلب المسلم ويستعان به على التخلص من السأم والملل، وطرد الوحشة، ودفع الهمِّ والخوف والقلق ونحوه عن قلب المسلم، وفيه تأليف القلوب، فتنشط النفوس وتتهيأ الأجساد لأداء الأعمال الصالحة·

الهدي النبوي في المزاح

وتستمد مشروعية المزاح أولاً من أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وأقواله،
فعن عبدالله بن الحارث ـ رضي الله عنه ـ قال: "ما رأيت أحداً أكثر تبسُّماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وروى البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم ـ داعب صحابياً فقال: "يا أبا عُمير، ما فعل النغير"
كما روى أبوداود من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، احملني· فقال: "إنا حاملوك على ولد ناقة"، قال: وما أصنع بولد الناقة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وهل تلدُ الإبل إلا النوق"·

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى مزاح صحابته، ولم ينكر عليهم ذلك، وربما شاركهم مزاحهم، فقد روى أبوداود عن أسيد من حُضير قال: بينما رجل من الأنصار يُحدِّث القوم وكان فيه مزاح بيِّنا يُضحكهم فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود، فقال: أصبرني! فقال: >اصطبر<· قال: إن عليك قميصاً وليس عليَّ قميص· فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه، فاحتضنه وجعل يقبِّل كشحه· قال: إنما أردتُ هذا يا رسول الله

الصحابة والمزاح

وقد عُرف المزاح عن صحابته صلى الله عليه وسلم، حتى اشتهر بعضهم بكثرة قصصه ودُعاباته مثل نُعيمان بن عمرو بن رفاعة الذي قال عنه ابن عبدالبر شهد بدراً، وكان من كبار الصحابة وممن آمنوا في أول ظهور الإسلام، وكانت فيه دعابة زائدة، وله أخبار طريفة في دُعاباته··· وكان نُعيمان مُضحكاً مزَّاحاً

وكان الصحابة يمتدحون المزاح مع الأهل، ويكثرون منه مع أهليهم دون أن يروا في ذلك ما ينقص المروءة،
أو يتنافى مع كمال الرجولة والوقار أو حُسن التديُّن والالتزام كما يظن بعض المتنطعين في زماننا هذا،
فها هو ابن عمر ـ رضي الله عنه يقول: إنه ليُعجبني أن يكون الرجل في أهله مثل الصبي، ثمَّ إذا بُغي منه وجد رجلاً· وكان زيد بن ثابت من أفكه الناس في بيته، فإذا خرج كان رجلاً من الرجال

السلف يقتفون خُطا الصحابة في المزاح

وقد ترسم السلف الصالح خُطا الصحابة في الاسترواح بالمزاح، فقد اشتهر الإمام الشعبي بـمُلَحه وطرائفه، وقيل لـسفيان بن عُيينة المزاح هُجْنة؟ قال: بل سُنَّة، ولكن الشأن فيمن يُحسنه ويضعه مواضعه

شروط المزاح

ويقصد سفيان بالسنة هنا طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فالمزاح يكون واجباً أحياناً، إذا استعين به على دفع الملل ومواصلة العبادة وأداء الواجبات، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب·

ولنا وقفة مع قوله: ولكن الشأن فيمن يحسنه ويضعه مواضعه حيث يشير سفيان
إلى أن للمزاح شروطاً ينبغي الالتزام بها، وإلا كان محذوراً منهياً عنه،

ومن هذه الشروط:

1 ـ ألا يقترن بمعصية أو يؤدي إلى مخالفة شرعية، كالكذب، فقد يلجأ بعض المازحين إلى المبالغات والكذب، فيدخل على النكتة أو النادرة زيادات من عنده وصياغات خاصة كأنه يعيد إخراجها، كل ذلك ليعطي لمزاحه نكهة ومذاقاً خاصاً، فيشتد الناس في الضحك ويتعجبون لمزاحه· وقد توعد الرسول صلى الله عليه وسلم أولئك الصنف من الناس فقال: >ويل للذي يُحدِّث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له<(10)، وقال كذلك: >إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحك بها جلساءه، يهوي بها في النار أبعد من الثريا ·

2 ـ أن يخلو من الغيبة، لقوله تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتمون واتقوا الله إن الله تواب رحيم) الحجرات:12· 3 ـ ألا يكون فيه استهزاء بالآخرين أو سخرية منهم، فإن ذلك حرام، لقوله سبحانه: (يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيراً منهن ولاتلمزا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) الحجرات:11·

وقال صلى الله عليه وسلم: إن المستهزئين بالناس ليفتح لأحدهم باب الجنة، فيقال: هلمَّ، فيجيء بكربه وغمِّه، فإذا جاء أغلق دونه ، وقال أيضاً: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقِّره·· بحسب امرئ من الشر أن يحقِّر أخاه

4 ـ ألا يُلهي عن أداء الفروض والواجبات أو يشغل عن ذكر الله، وإلا كان محرم شرعاً·

آداب المزاح
وعن آداب المزاح وضوابطه الشرعية

1 ـ الاقتصاد فيه، إلا في السفر فيُستحب الإكثار من المزاح دون معصية، لقول >ربيعة الرأي< وقد عدَّ المزاح المشروع في السفر مروءة: >إن المروءة من خصال: ثلاث في الحضر، وثلاث في السفر··· والتي في السفر: فبذل الزاد، وحسن الخلق، وكثرة المزاح من غير معصية ، وكان الصحابة ينهون عن الإفراط في المزاح، قال >سعد بن أبي وقاص< لابنه ناصحاً: >اقتصد في مزاحك، فإن الإفراط فيه يُذهب البهاء، ويجرِّئ عليك السفهاء<·

والحكمة من هذا النهي
يوضحها الإمام النووي بقوله: >المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويُداوم عليه، فإنه يُورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله تعالى، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار، فأما إذا سلم المزاح من هذه الأمور فهو من المزاح المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يفعله

وقد يحلو لبعض المسلمين في هذا العصر أن يكثر من المزاح حتى يصير لديه حرفة ولازمة من لوازم حياته التي يُعرف بها،
ظاناً بذلك أنه يصنع معروفاً لإخوانه المسلمين، وهذا من الغلط العظيم كما يقول الإمام أبوحامد الغزالي: >من الغلط العظيم أن يُتَّخذ المزاح حرفة · وكثرة المزاح غير المشروع ربما توقع في محظور شرعي، فيجر المرء على نفسه معصية يكسب بها وزراً·

2 ـ ومن آدابه كذلك ألا يكون في المزاح ترويع لأحد من المسلمين، لما رواه أبوداود عن ابن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: >لا يحلُّ لمسلم أن يُروِّع مسلماً

ويحرم المزاح
إذا كان فيه شيء من الاستهزاء بالدين أو بشعائره،
لقوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته كنتم تستهزئون· لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) التوبة:65 ـ 66،
فقد يروق لبعض المسلمين الغافلين أن يطلق نكتة أو نادرة فيها استهزاء ببعض شعائر الإسلام وفرائضه، أو يتمازح وهو في معصية دون أن يعلم أن ذلك جُرماً عظيماً قد يؤدي به إلى الكفر والعياذ بالله، قال ابن عباس رضي الله عنهما: >من أذنب ذنباً وهو يضحك، دخل النار وهو يبكي

التوازن أمر مطلوب في الإسلام
نخلص مما سبق أن المزاح أمر مشروع ومباح في الإسلام إذا كان الغرض منه الاسترواح عن النفس ودفع الملل والسأم والكرب عن النفوس، ويُثاب عليه صاحبه إذا ابتغى من ورائه وجه الله·

ويصل إلى مرتبة الواجب إذا كان للاستعانة به على أداء الواجبات، كل ذلك شرط خلوه من أية مخالفات شرعية،
وإلا فهو حرام منهي عنه، وعلى المسلم أن يكون مقتصداً فيه فيوازن بين الجد والمزاح، إذ التوازن أمر مطلوب في الإسلام، وهو ناموس كوني، قال >علي بن أبي طالب< رضي الله عنه: >خير هذه الأمة النمط الأوسط: يرجع إليهم الفاني، ويلحق بهم التالي · وبذا تستمر الحياة، وتتحقق الغاية من خلق الإنسان،
ويفوز المسلم بالسعادة في الدارين·

منقول

دار
دار
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . أختك عبير الورد1
الله يبارك فيكِ ومشكورة على مروركِ الجميل
نورتي
ودمتِ بخير
دار

هل المزاح من اداب الاسلام؟ 2024.

لاشك ان جميعنا او أغلبنا يحب الضحك والمرح ويحب ان يبتسم
بروح الدعابة مما يضفي جو البهجة والسرور في قلوب وعقول
من يصادقه …لكن هل كل ضحك مباح وكل مرح فى محله؟؟
اذا جاك شخص يضحك على فلان وفلان
ما خلا شي عنه
بس عشان يضحك ولا عليه من هذا الشخص
ولكن اذا إغتاض الشخص
رد عليييه وقال:::::::::

انــا امــزح انــت زعـــلــــت؟؟؟؟؟؟

هنـــا السؤال؟

ماهي حدود المزح بين البعض؟

يعني لازم في كل وقت نستخف بدمنا؟؟

ما نصيحتك لمن يمزح ليصل لجرح مشاعر غيره بإسلوبه
الساخر الذى يصل لحد عدم اللياقة والبغض ؟؟

ما نصيحتك لمن يتقبل هذة الطريقة فى المزاح ؟؟

و ما رايكم بهؤلاء الأشخاص الذين يمزحون في كل الأوقات
وحتى التي تتطلب الجد ومنهم هؤلاء
الذين يجرحون ويشتمون ثم وبكل وقاحة يوجهون لك هذه العبارة

( امــــزح مـــعـــك) ..!!

هل يدخل المزاح في الشتم والتجريح ؟!!

هذي المواقف كثير منتشره عندنا وحبيييت اعرف رايكم.?

(( لا تكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك يميت القلب))

الفكرة مكررة واتطرحت عن قريب ونوقشت

ولكن نشكر لك مجهودك ياغالية

والمزاح لابد ان يكون فى صيغة المزاح بمعنى ان يفرح

ولا يتسبب فى ضيق او غضب الغير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طبعآآ في الشرع أحكآم للمزآآآح ..

انا لا احب المزآآح في كل الامووور لان هناك اموور تتطلب الجديه

يجب على الشخص ان يقلل من المزااح لان عوااقب المزااح الذي فيه تجريح وسب وخيمه

وشكرا لك ع هذا الطرح

🙂