(لا تدري لعَل اللهُ يُحدِثُ بعدَ ذلِك أمرًا ) 2024.

دار

دار

يقول تعالى في سُُورةِ الطلاق : ( لا تدري لعَل اللهُ يُحدِثُ بعدَ ذلِك أمرًا )
!
قرأنا هذه الآية مرارًا وتكرارًا . . فَهلا توقفنا عِندَها وتدبّرنا قول العزيز !

لو تدبرنا معناها بالشَكِل المطلوْب ، وعملنا بمقتضاها . .
لما رأيت مهمومًا أو ممتَعِضًا قَطّ على وجه الأرضِ !

فإنها والله . . تَجلُب التفاؤل ، والثِقَةِ بالله . . والرضَا بالأقدَار
كيفَ نتساهل بأمر القدَر . . ؟ !
وَدِينَنَا الحَنِيف يخبِرنا أن أحَد أركَان الإيمَان : أن تؤمِن بالقَدر خَيِرهِ وشَره
كَيّفَ تَضِيق واللهُ ربُّك ؟ !
كَيفَ تحزْن واللهُ معّك ؟ !
كيّفَ تَتَألم من القَدّر واللهُ أرسَله لك ؟ !
الإيمانُ بالقَدر مَلزومٌ به فالله خَالق الخَيّر والشّرْ . . كُل مَا دَخَلَ فِي الوجُود مِن خيِرِ وشَر فهُوَ بِتقْديِر الله جّل وعلا
فالخير من أعمال العباد بتقدير الله تعالى ومحبته و رضاه ، والشرّ من أعمال العباد بتقدير الله لا بمحبته ولا برضاه .
يَقول تَعالىَ : ( اللهُ خَالق كُلّ شَيّ )

روى الإمام مسلم في الصحيح أن المشركين
خاصموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القَدَر
فأنزل الله عز وجل قوله :
( يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ * إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )
كُل شَيّ خلقَه الله بِقدّر .. وبتدبير أزليقَال أحَدُهمْ [ القَدَرُ : يعني تدبير الله الأشياء على وجه مطابق لعلمه الأزلي ومشيئته الأزلية فيوجدها في الوقت الذي علم أنها تكون فيه فلا أحد ولا شيء يمنع ذلك من أن يحصُل ،
إذا شاء الله أن يحصُل ، ولا أحد ولا شيء يؤخر ما شاء الله حصوله عن الوقت الذي شاء الله تعالى أن يكون فيه ]

مَا أخطَأك لم يَكُن ليِصيبُك ، وَمَا أصابكَ لَم يَكُن لِيخطِئك
مَاذا لو نزَلت بِك حَادثة ، أو امر كُنت تُريده ولَم يَحْصُل لكَ
فتأملت قول العزيزٌ الرَحيِم (لا تدري لعَل اللهُ يُحدِثُ بعدَ ذلِك أمرًا )
إن قَرأتُها بقَلبِك قَبلَ عينيك . . سَترى العَجَب العُجاب وتطمَئِنُ نَفسُك لَها
كَيِف ؟ ! واللهُ يُدّبر أمرُك
تَنام وقَلبُك يَفيضُ حُزنًا . .
واللهُ جلّا في علاه لا ينام : ( يُدَبّر الأمَر مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ )

لِيَطمئِن كُل مهْمُوم ، مغْمُوم ، حَزيِن
فإنك لا تَدري لعَلّ الله يُحدثُ بَعد تِلك المُصيبة أمرا يُفْرَحَك
إن كٌنتَ مَريِضَ . . فهوّن عَليِك
لاتعَلم مَا الله مُحْدِثُ لك . . قّد يُكفّر به سَيئاتك ويرفَعُ به الدَرجَات ؟
إن كُنتَ فَقِيرًا . . فهوّن عَليِك
لاتعَلم مَا الله مُحْدِثُ لك . . قّد يَكون فقْرك إبتلاءًا مِن الله ؟
فإن صَبرتَ أغناك ورَفع بِصَبرك الدرجَات
إنّ لَم تَجِد وَظِيَفة أوْ لَم تُقْبل في جَامعةٍ أو أخْفَقْتَ بَعد جُهْد . . فهوّن عَليِك
قَد يكُون ذَلك خيرًا لَك . . فالله يَعلم وأنتَ لا تعلَم ؟
وَ الرْبُ يَقول (وَعَسَى أن تَكْرَهُوا شَيِئًا وهُو خَيرٌ لَكُم وَعَسَى أنَ تُحِبْوا شَيِئًا وَهُوَ شَرُ لَكُم )
أخِيرًا تَذّكّر : ( لا يَخَاف مَن له أبّ فَكَيَفَ بِمَنّ لَهُ رَبّ ؟ ! )
منقوووول

اختي نقل موفق
جزاك الله خير
ولا حرمك الله الاجر

دارجزاكِ ربي كل الخير وكتب أجركِ
وسلمتي ياقلبي موضوع مهم وقيم وذو فوائد .
أشكركِ عزيزتي على روعه منقولكِ المميز
الله ينور قلبكِ بطاعته كلن محتاجين لهذا الجو الإيمــاني …
لاتبخلين علينـــــــا بمثل هذه المواضيع …
دار أختي الحبيبة
ووفقكِ لما يُحِبُّ ويرضى ..
ننتظر جديدكِ المُمَيَّـز بالقسم ..:")
أعطر الشكر لكِ . .. تقبلي مروري ..
دار

اشكركن لحضوركن وتشريفكم لمتصفحي
جزاك الله خيرا

دار

دمعـاتٌ عنْ "حُبْ " ~ " [ الرسُول صلى اللهُ عليه وسلم ] "؛؛ 2024.

دار
كم أحبته القلوب ..
وذرفت لسيرته الدموع ..
وتتجمع أروع الأشواق عند ذكره ..
في ذروة المعركة لا احد فيهم يهتم بنفسه ..
كلهم همهم واحد ..
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
احدهم تقطع يديه اليمنى ثم اليسرى ..
وتسيل دمائه .. ويدخل السيف جوف قلبه
ولا يزيد عن .. وما محمد إلا رسول قد خلت من قبلة الرسل

دار دار

كم أحبوك!!!
ويأتي احدهم يسير بين الطرقات .. يبحث عن النور
تحرك عيناه يمنة ويسره ..
ها قد وجده عليه الصلاة والسلام
يا رسول الله ستكون في أعلى درجات الجنة ..
ولن نراك يا رسول الله في الجنة ..
وإنا نحبك ونريد أن نكون معك في الجنة
فيقول له صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببت
يقول الصحابة هذا أفضل ما سمعنا
سبحان الله
يخافون أنهم لن يروه في الجنة .. يريدون صحبته في الدنيا والآخرة
ونحن الله المستعان
هل وصلنا لهذا المنزلة ؟؟
نخاف أننا لن نراه في الجنة ؟؟
هل هذا احد همومنا ؟؟
والله إننا لنحبك يا رسول الله .. والله إننا لنحبك يا رسول الله

دار دار
خرج حبيبنا عليه الصلاة والسلام إلى السوق
فرأى أحد أصحابه واسمه زاهرا ..!
وكان عليه أزكى صلاة وأتم تسليم يحبه
فأحتضنه الرسول صلى الله عليه وسلم من خلفه ..
والرجل يحاول الفكاك ..والحبيب قابض عليه
فينادي عليه الصلاة والسلام في السوق بأعلى صوته ..
من يشتري هذا العبد ..من يشتري هذا العبد
والناس من حوله يجتمعون
وكم يتمنون أن الحبيب يحضنهم ويمازحهم
فينادي .. من يشترى هذا العبد
والصحابي يحاول الفكاك
فعرف الصحابي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ..
أن خليل الله يحتضنه..أن الحبيب خلفه..أن النور يقبضه بيديه ..
أن الذي تتفطر قدماه من قيام الليل بجانبه ..
أن من يحادث جبريل خلفه ..

فتسيل دموع الصحابي فرحا وهيبة
يا رسول الله .. يا رسول الله..
إذن تجدني كاسدا
لا انفع أن تبيعني .. لست أهلا لأن أكون بضاعتك
إذن والله تجدني كاسدا
فيقول له الحبيب رافعا من قدره
لكنك عند الله لست بكاسد
أنت عند الله غال .. أنت عند الله غال
فما أحسن خلقك يا رسول الله .. وأحسن صحبتك .. وطيب مخالطك ..
وروعة مداعبتك

دار دار

كم كان كريما معطاء
كانت عنده تسعون ألف درهم من الذهب
وضعها على حصير ..
فقسمها على الناس ولم يبقى منها شيء
جاءه رجل يهديه بضعًا من الرطب والقثاء
فأهداه الحبيب ملء يديه ذهبا
وجاءه احدهم يسأله مالاً ..
فيقول له ما عندي شيء ..ولكن أشتري ما شئت وأنا أقضيه عنك

دار دار


يوم أحد
شجّت وجنتاه .. كسرت رباعيته ..شجّ رأسه .. الدماء تسيل منه
فإذا به يدعوا الله عز وجل
اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .. اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون
كان ذات ليلة يردد
قام الليل يردد آية ..
(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )

دار دار

ما أرأفه بنا!!
تمر الشهور ولا توقد النار في بيته
كم صبر حبيبنا
صبر على الجوع .. صبر على فقد أحبابه ..صبر على البلايا
هل حقاً أننا نحبه ؟؟
هل اتبعنا ما جاء به ؟؟
هل افتخرنا بسنته ؟؟
هل نعتزّ بإسلامنا ؟؟

دار دار

نعم انه لـ شرف لنا ..
اللهم ارزقنا محبته …
وارزقنا فـــي الجنه صحبته ..

منقول .

ما شاء الله تبارك الرحمن موضوع أكثر من رائع
صلى الله عليك يا رسول الله
تسلمي أختي الغاليه على طرحكِ المميز
دائماً مواضيعكِ مميزه وعطره
عطرتي منتدانا بأعظم سيره لخير البشريه جمعاء
تقبلي أختي الحبيبه ودي ومروري وتقييمي

بارك الله فيك

وسلمت أناملك أختي الغالية

موضوع يدق ضمير الانسان ويدفعة للامثال بأفضل خلق الله

وهذا شرف نتوج به عقولنا وقلوبنا عن الرسول صلى الله عليه أفضل الصلاة والسلام

ما أجمل تلك الرحلة التي رحلتُها بين أطياف كلماتكِ

تلك الكلمات ,,, التي لا يُجاريها شيء

كيف لا ,,,,,,,,,,, و هي تصف سيرة الحبيب

وأدبه وعظيم خُلُقِه ,, صلى الله عليه وسلم
ما أروع سيرته العطرة ,,, و ما أجل سجاياه الحميدة
,, ’’ ,, وما أعظم الغوص في ثنايا حياته

فما أحسن خلقك يا رسول الله .. وأحسن صحبتك ..

وطيب مخالطتك ..

وروعة مداعبتك

,,,

هنيئا ,, لأصحابه ,, أن عاصروه

ورأوه ,, وتحدثوا معه

,,

هنيئا لهم ,, حيث أحبوه ,, فــ حظيوا

بصحبته في الدنيا ونالوا القرب منه في الآخرة
,,,,,,,,,,

و هنيئا ,, لنا نحن ,,, أن بيننا قلما يفيض

بروعة الكلمات وينثر أزكى العبارات

بحسن اختياره .. وجمال صياغته للموضوعات

عطر الحب ,, أشكركِ من أعماق قلبي
فــ بالرغم من كثرة تلك الموضوعات التي تتحدثُ

عن سيرة الحبيب ,,

إلا أن موضوعكِ كان يحمل طابعاَ آخر

من أول حرف إلى آخر سطر
أسأل الله لكِ سعادة لا تزووول

وعيشا في الجنة مع الرسول

بارك الله فيك وجزاك خيرالجزاء
اللهم أجعلنا ممن يتبع سنة رسولنا عليه الصلاة والسلام ..
اللهم آمين

عليه افضل الصلاة والسلام
ماشاء الله
موضوع رائع وقيم
بارك الله فيكِ
وجزاكِ الفردوس
وجعله فى موازين حسناتك ..~

شبهة طمع النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – بالغنائم والدنيا 2024.

دار

شبهة طمع النَّبيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ – بالغنائم والدنيا

دار

من الشبه التي أثارها أعداء الإسلام والمسلمين ، وروَّجوا لها كثيراً بهدف تشويه شخصية نبينا ومصطفانا محمدٍ
(عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)

للوصول إلى الطعن في دعوته ، وإبعاد الناس عنها ، ما يدَّعونه منأنه كان صاحب مطامع دنيوية ، لم يكن يظهرها في بداية دعوته في مكة ، ولكنه بعدهجرته إلى المدينة بدأ يعمل على جمع الأموال والغنائم من خلال الحروب التي خاضها هووأصحابه
ابتغاء تحصيل مكاسب مادية وفوائد معنوية .

وممن صرح بذلك "دافيد صمويل مرجليوت " المستشرق الإنجليزي اليهودي ،
حيث قال : "عاش محمد هذه السنين الست بعد هجرته إلى المدينة على التلصص والسلب والنهب …وهذايفسر لنا تلك الشهوة التي أثرت على نفس محمد ، والتي دفعته إلى شن غارات متتابعة ،كما سيطرت على نفس الإسكندر من قبل ونابليونمن بعد " .

دار

فنقول:
بأن الناظر بعين البصيرة في سيرته (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) بعين العقل والبصيرة ، والمتأمل في تاريخ دعوته، يعلمعلم اليقين أنه
(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ)
لم يكن يسعى من وراء كل ما قام به إلى تحقيق أيمكسب دنيوي، يسعى إليه طلاب الدنيا واللاهثون وراءها ،
فسبحان الله كيف تحكمون!!

دار

وهذا رد إجمالي على هذهالشبهة، أما الرد التفصيلي فبيانه فيما يلي :

1. أن ما ذُكر في هذه الشبهة لا يوجد عليه دليلٌ في واقع حياة رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) ، إذ لو كان كما قيل لعاش عيش الملوك ، في القصور والبيوت الفارهة ،ولاتخذ من الخدم والحرس والحشم ما يكون على المستوى المتناسب مع تلك المطامعالمزعومة ، بينما الواقع يشهد بخلاف ذلك، إذ كان في شظف من العيش، مكتفياً بما يقيمأود الحياة ، وكانت هذه حاله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) منذ أن رأى نور الحياة إلى أنالتحق بالرفيق الأعلى..

يشهد لهذا أنّ بيوته (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) كانت عبارة عنغرف بسيطة لا تكاد تتسع له ولزوجاته .

وكذلك الحال بالنسبة لطعامه وشرابه ، فقد كان يمر عليه الشهر والشهران لا توقدنارٌ في بيته ، ولم يكن له من الطعام إلا الأسودان – التمر والماء-
فعن عائشة (رَضِيَ اللهُ عَنْهُا)
قالت لعروة 🙁 ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلةفي شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله
(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) نارٌ، فقلت: يا خالة ماكان يعيشكم؟ قالت: الأسودان، التمر والماء )

مسلم: كتاب الزهد والرقائق (4/2286

وسيرته (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) حافلة بما يدل على خلاف ما يزعمه الزاعمون

دار

2. ثم إن هذه الشبهة تتناقض مع الزهد الذي عُرف به النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) ،وحث عليه أصحابه ،

فقد صح عنه أنه قال : (( إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم منزهرة الدنيا وزينتها ))

رواه الإمام البخاري باب الصدقة على اليتامى (2/532)

وقرن في التحذير بين فتنة الدنيا وفتنة النساء ،فقال (عليه الصلاة والسلام) :
(( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ،فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في النساء ))
رواه مسلم باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء وبيان الفتنة بالنساء (4/2098) .

فالدنيا حلوة خضرة أي مشتهاة مونقة تعجب الناظرين فمن استكثر منها أهلكته كالبهيمة إذا أكثرت من رعي الزرع الأخضر أهلكها ففي تشبيه الدنيا بالخضرة التي ترعاها الأنعام إشارة إلى أن المستكثر منها كالبهائم فعلى العاقل القنع بما تدعو الحاجة منها وتجنب الإفراط والتفريط في تناولها فإنه مهلك وهذا الحديث رواه مسلم بزيادة ولفظه

(الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) ا.هـ بنصه

والاستخلاف إقامة الغير مقام النفس أي جعل الله الدنيا مزينة لكم ابتلاء لكم فينظر هل تتصرفون فيها بغير ما يرضاه وقوله فاتقوا أي احذروا من الاغترار بما فيها فإنه في وشيك الزوال واحذروا النساء

فيض القدير عبد الرؤوف المناوي (3/544)

قلت : فهذا هو كلام النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) فهل يجدر بعاقل بعد هذا الذم الصريح للدنيا أن يقول أن النَّبيّ
(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) كان يحب الدنيا أو الغنائم فسبحان الله كيف تحكمون .

دار

3. ومما يدحض هذه الشبهة وينقضها من أساسها أن أهل مكة عرضوا على رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) المال والملك والجاه من أجل أن يتخلى عن دعوته ، فرفض ذلك كله ،وفضل أن يبقى على شظف العيش مع الاستمرار في دعوته ، ولو كان من الراغبين في الدنيالما رفضها وقد أتته من غير عناء

دار

4. أنّ الوصايا التي كان يزود بها قواده تدل على أنه (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) لم يكن طالب مغنم ولا صاحب شهوة، بل كان هدفه الأوحد والوحيد إبلاغ دين الله للناس ،وإزالة العوائق المعترضة سبيل الدعوة
فها هو (عليه الصلاة والسلام) يوصي معاذ بن جبل (رضي الله عنه) عندماأرسله إلى اليمن بقوله :

(( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهمإلى أن يوحدوا الله تعالى ، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات فييومهم وليلتهم ، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ منغنيهم فترد على فقيرهم ، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس ))

رواه الإمام البخاري باب ما جاء في دعاء النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى (6/2685) .

فهو (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) لم يقاتل أحداً ، قبل دعوته إلى الإسلام ، الذي تصان بهالدماء والحرمات

دار

5. ومما يُرد به على هذه الفرية أن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) قد ارتحل منالدنيا ولم يكن له فيها إلا أقل القليل ، ففي الصحيح عن عمرو بن الحارث قال 🙁 ماترك رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) عند موته درهماً ، ولا ديناراً ، ولا عبداً ، ولاأمة ، ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء ، وسلاحه وأرضاً جعلها صدقة )

رواه الإمام البخاري –كتاب الوصايا-باب الوصايا وقول النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) وصية الرجل مكتوبة عنده (3/1005)

وعن عائشة أم المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْهُا قالت :
( توفي رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ)وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد ، إلا شطر شعير في رف لي )

البخاري-باب فضل الفقر (5/2370)

دار

6. وكما قيل : فإن الحق ما شهدت به الأعداء ، فقد أجرى الله على ألسنة بعض عقلاءالقوم عبارات تكذب هذه الشبهة ، من ذلك ما قاله "كارليل" : "أيزعم الكاذبون أنالطمع وحب الدنيا هو الذي أقام محمداً وأثاره ، حمق وأيـم الله ، وسخافة وهوس " .
ويقول : "لقد كان زاهداً متقشفاً في مسكنه ، ومأكله ، ومشربه ، وملبسه ، وسائرأموره وأحواله …فحبذا محمد من رجل خشن اللباس ، خشن الطعام ، مجتهد في الله ،قائم النهار ، ساهر الليل ، دائباً في نشر دين الله ، غير طامع إلى ما يطمع إليهأصاغر الرجال ، من رتبة ، أو دولة ، أو سلطان ، غير متطلع إلى ذكر أو شهوة " .

دار

7. وما زعمه المستشرقُ اليهوديُّ "مرجليوت" من أنَّ انتقامَ رسول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) منيهودِ المدينةِ كان لأسباب مصطنعة وغير كافية، فجوابه أن الواقع خلاف ذلك،
إذ أبرم النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) مع اليهود معاهدة تقرهم على دينهم، وتؤمنهم في أنفسهموأموالهم ، بل تكفل لهم نصرة مظلومهم ، وحمايتهم ، ورعاية حقوقهم ،
ولم يكن فيسياسته (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) إبعادهم ، ومصادرة أموالهم إلا بعد نقضهم العهودوالمواثيق ، ووقوعهم في الخيانة والمؤامرة

دار

وخلاصة القول :

نؤكد بأنه لا حُجَّة لمن يدعي أنَّ النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ) كان صاحب مطامع دنيوية ،يحرص عليها ، ويسعى في تحصيلها ،
وإنما هي دعوة صالحة نافعة ، تعود بالخير على متبعيها في الدنيا والآخرة ،
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والله تعالى أعلم ,
والحمد لله رب العالمين .

دار

من أهم المصادر والمراجع:
1. فيض القدير عبد الرؤوف المناوي (3/544)

دار

دار

جزاكِ الله خيرا اختى الغالية
موضوع رائع
سلمت يداكِ

دار

دار

دار