الصدق – عبد الرحمن بن ناصر السعدي 2024.

الصدق – عبد الرحمن بن ناصر السعدي

دار


دار


الحمد لله الذي أمر بالصدق في الأقوال والأفعال, وأثنى على الصادقين بالفضل والكمال، وأشهد أن لا إله إلا الله الكبير المتعال, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من نطق وقال، اللهم صل وسلم على محمد, وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل.
أما بعد:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة:119].

قد أمر الله بالصدق في عدة آيات، وأثنى على الذين يرعون العهد والأمانات، وأخبر بما لهم من الثواب الجسيم، فقال: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [المائدة: من الآية119].

وقال صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر, وإن البر يهدي إلى الجنة, ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق, حتى يكتب عند الله صديقاً".

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2607
خلاصة حكم المحدث: صحيح


فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الصدق يهدي إلى البِّر, والبِّر: اسم جامع لكل خير وطاعة, وإحسان إلى الخلق، والصدق عنوان الإسلام، وميزان الإيمان, وعلامة الكمال.

وإن لصاحبه المقام الأعلى عند الملك المتعال، بالصدق يصل العبد إلى منازل الأبرار، وبه تحصل النجاة من الآفات وعذاب القبر وعذاب النار.

بالصدق يكون العبد معتبراً عند الله وعند الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: " البيعان بالخيار, فإن صدقا وبيَّنا, بورك لهما في بيعهما, وإن كذبا وكتما, مُحِقَت بركةُ بيعهما".

الراوي: حكيم بن حزام المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 2079
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


فالبركة مقرونة بالصدق والبيان، والتَّلف والمحق مقرون بالكذب والكتمان؛ والمشاهدة أكبر شاهد على ذلك والعيان.

لا تجد صادقاً إلا مرموقاً بين الناس بالمحبة والثنا التعظيم، ولا كذّاباً إلا ممقوتاً بهذا الخُلُق الأثيم.

الصادق يطمئن إلى قوله العدوُّ والصديق، والكاذب لا يثق به بعيدٌ ولا قريب، الصادق الأمين, مؤتمن على الأموال والحقوق والأسرار، ومتى حصل منه كبوة أو عثرة, فصِدْقُه شفيع يقيه العثار، والكاذب لا يؤمن على مثقال ذرة, ولو فرض صدقه أحياناً, لم تحصل به الثقة والاستقرار.

ما كان الصدق في شيء إلا زانه, ولا الكذب في شيء إلا شانه.

الصدق طريق الإيمان، والكذب بريد النفاق.

اللهم تفضل عليها بالصدق في أقوالنا وأفعالنا, وجميع أحوالنا, إنك جواد كريم رءوف رحيم.

دار
ياقلبي
بارك الله جهودكِ الطيبة
اسْأَل الَلّه ان يُجْزِيْك خَيْرَا عَلَيْه وَان يَجْعَلُه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِك
بأِنْتِظَار كُل مَاهُو مُفِيْد وَقِيَم مِنْك دَائِمَاً
كل الشكر لكِ مع خالص الود والتقدير
دار

جَزَآْك رَبِّيْ خَيْرَ الْجَزَآْءْ ~
وَ جَعَلَهُ فِيْ مَوَآْزِيْنِ حَسَنَآْتِك ~
وَ بَآْرَك فِيْك وَ أَثَآْبَك الْجَنَّةْ بِ غَيْرِ حِسَآْبْ ~
لَآْ حُرِمْنَآْك ~
اسأل الله العظيم

أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن


أختي في الله
اللهم جازها على ما كتبت خير الجزاء
وأجزل لها العطاء وبدل السيئة حسنه و المعصية طاعة
وفقرها غنا وحزنها فرحا وضيقا فرجا

و أنزلها منازل الصدقين والشهداء
و أجمعها في الجنة مع من تحب وتشاء
وجميع المسلمين ..
اللهم آمين

إذا أردت أن تقوي رجاءك بــــــــــــــــــالله أدخل للعلامـــــــــــة السعدي 2024.

"منتهى الرجــــــــــــــــــــاء في الله_عز وجل_ "
للعلامة السعــــــــــــــــــــــدي .

قال العلامــــــــــــــــة السعدي – رحمه الله تعالى – عند تفسير قولــــــــــــــــــــــــــــــه تعالى :

{وَعَنَتِ الْوُجُــــــــــــوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّــــــــــــومِ وَقَدْ خَـــــــــــــــابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًــــــــــــــــــــا}…
والأملُ بالربِّ الكريمِ، الرحمنِ الرحيمِ، أنْ يَرى الخلائقُ منه، منَ الفضلِ والإحسانِ،والعفوِ والصفحِ والغفرانِ، ما لا تُعبِّرُ عنهُ الألسنـــــــــــةُ، ولا تـتصورُهُ الأفكارُ،ويتطلعُ لرحمتِهِ إذْ ذاكَ جميعُ الخلقِ لما يشاهدونَهُ ، فيختصُّ المؤمنون بهِ ورسلُهُ بــــــــــــــــــــــــــالرحمةِ.

فإن قيل: من أين لكـــــــــــــم هذا الأمل؟
وإن شئت قلت: من أين لكم هذا العلم بما ذُكر؟

قلنــــــــــا: لمِاَ نعْلَمُهُ منْ غلبـــــــــــةِ رحمتِهِ لغضبِهِ، ومن سَعَةِ جودِهِ، الذي عَــــــــــــمَّ جميعَ البرايا، ومما نشاهده في أنفسنا وفي غيرنــــــــــــــــا، من النِّعَم المتواترة في هذه الدار، وخصوصا في فَصْلِ القيامــــــــــــــة،
فإن قوله: {وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ }
{ إِلا مَنْ أَذِنَ لَــــــــــــهُ الرَّحْمَنُ }
مع قوله:{ الْمُلْكُ يَوْمَئِــــــــــــــــذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ }
مع قوله _صلى الله عليه وسلم_: (( إن لله مائةَ رحمةٍ أنزل لعباده رحمة، بها يتراحمون ويتعاطفون، حتى إن البهيمـــــــــة ترفع حافرها عن ولدها خشيــــــــــــة أن تطأه -أي:- من الرحمة المودعة في قلبها، فإذا كان يوم القيامة، ضم هذه الرحمة إلى تسع وتسعين رحمــــــــــة، فرحم بها العباد))

مع قوله صلى الله عليه وسلم: " لَلّهُ أرحــــــــــــم بعباده من الوالدة بولدهـــــــــــــــــا " فقل ما شئت عن رحمتــــــــــــــه،فإنها فوق ما تقول، وتصور ما شئت، فإنها فوق ذلك، فسبحان من رحم في عدله وعقوبته،كما رحم في فضله وإحسانه ومثوبته، وتعالى من وسعت رحمته كل شيء، وعـــــــــــــم كرمه كل حي، وجل مِنْ غَنِيٍّ عن عبــــــــــــاده، رحيم بهم، وهم مفتقرون إليه على الدوام، في جميع أحوالهــــــــــــم، فلا غنى لهم عنه طرفــــــــــــــــــتة عين ].
انتهى كلامه – رحمه الله تعالى – .

اللهم ارحمنا فإنك بنا راحــــــــــــــم ،
ولا تعذبنا فــــــــــــإنك علينا قــــــــــــــــــــادر.

وللفـائــــــــــــــــــــدة يقول العلامــــة بن عثيمين في قوله:

"اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"

أي: انـتقامُه وأخذُه- شديدٌ عظيــــــــــــم؛ ولكنه لمن يستحق ذلك، أما من لا يستحق ذلك فإن رحمــــــــــة الله تعالى أوسع، ما أكثر مـــــــا يعفوالله من الذنوب!
مـــــــــا أكثر مــــــــــــــا يستر الله من العيوب!
مـــــــــــا أكثر ما يدفع الله من النقم!
ومــــــــــــا أكثر ما يجري من النعم!
لكن إذا أخذ الظالم لم يُفْلِتــــــــه؛ كما قال النبي عليه الصلاة والســــــــــــلام: (إن الله ليُمْلِي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه) وتلاقوله تعـــــــــــــــالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]. وعلى هذا فنقول: (( بَطْشَ رَبِّكَ )) [البروج:12]
أي: فيمن يستحق البطش، أما من لا يستحقـــــــــــــه؛ فإن الله تعالى يعامله بـــــــــــــالرحمة، وبالكرم، وبالجود، ورحمة الله تعالى سبقت غضبــــــــــــــــــــــه.. العثيمين .

يارب ارحمنا واعفو عنا برحمتك يا ارحم الراحمين
انتقاء رائع
بارك الله فيك
طرح مميز
اثابك الله
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحــــــــــــــم ،
ولا تعذبنا فــــــــــــإنك علينا قــــــــــــــــــــادر.

بارك الله وجزاك الله خيراا

دار

حبيبتي
الله يقويكـ ع ـلى هذآ الموضوع الطييب والقيم والتنسيق المميز
وآتمنى أن يعم الـإستفادة من الجميع
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن لا يجعلنا من المحرومين، وأن يجعلنا من عباده المرحومين.

"اللهم أجعل حبك أحب الأشياء الي , وأجعل خشيتك أخوف الأشياء
عندي وأقطع عنى حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك ,
وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم فاقرر عينى من عبادتك"

دار

توضيح حديث : حق المسلم على المسلم ست_ الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله 2024.

دار

دار

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"حق المسلم على المسلم ست: قيل: وما هنّ يا رسول الله؟
قال: إذا لقيته فسلّم عليه. وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشَمِّته. وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتْبَعه"
رواه مسلم.

هذه الحقوق الستة من قام بها في حقّ المسلمين كان قيامه بغيرها أولى.

وحصل له أداء هذه الواجبات والحقوق التي فيها الخير الكثير والأجرالعظيم من الله.


الأولى: "إذا لقيته فسلّم عليه" فإن السلام سبب للمحبة التي توجب الإيمان الذي يوجب دخول الجنة

كما قال صلى الله عليه وسلم :
"والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا. ولا تؤمنوا حتى تحابوا.
أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم"

والسلام من محاسن الإسلام؛ فإن كل واحد من المتلاقيين يدعو للآخر بالسلامة من الشرور، وبالرحمة والبركة الجالبة لكل خير

ويتبع ذلك من البشاشة وألفاظ التحية المناسبة ما يوجب التآلف والمحبة، ويزيل الوحشة والتقاطع.


فالسلام حقّ للمسلم.

وعلى المسلَّم عليه ردّ التحية بمثلها أو أحسن منها، وخير الناس من بدأهم بالسلام.

الثانية: "إذا دعاك فأجبه" أي: دعاك لدعوة طعام وشراب فاجبر خاطر أخيك الذي أدلى إليك وأكرمك بالدعوة، وأجبه لذلك إلا أن يكون لك عذر.

الثالثة: قوله: "وإذا استنصحك فانصح له"

أي: إذا استشارك في عمل من الأعمال: هل يعمله أم لا؟

فانصح له بما تحبه لنفسك.

فإن كان العمل نافعاً من كل وجه فحثه على فعله، وإن كان مضراً فحذره منه وإن احتوى على نفع وضرر
فاشرح له ذلك، ووازن بين المصالح والمفاسد.

وكذلك إذا شاورك على معاملة أحد من الناس أو تزويجه أو التزوج منه فابذل له محض نصيحتك، وأعمل له من الرأي ما تعمله لنفس

وإياك أن تغشه في شيء من ذلك.

فمن عش المسلمين فليس منهم، وقد ترك واجب النصيحة.

وهذه النصيحة واجبة مطلقاً، ولكنها تتأكد إذا استنصحك وطلب منك الرأي النافع.

ولهذا قيده في هذه الحالة التي تتأكد.

وقد تقدم شرح الحديث "الدين النصيحة" بما يغني عن إعادة الكلام.

الرابعة: قوله: "وإذا عطس فحمد الله فشمته" وذلك أن العطاس نعمة من الله؛ لخروج هذه الريح المحتقنة في أجزاء بدن الإنسان

يسر الله لها منفذاً تخرج منه فيستريح العاطس.

فشرع له أن يحمد الله على هذه النعمة.

وشرع لأخيه أن يقول له: "يرحمك الله"

وأمره أن يجيبه بقوله: "يهديكم الله ويصلح بالكم" فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت, ولا يلومن إلا نفسه.

فهو الذي فوّت على نفسه النعمتين: نعمة الحمد لله، ونعمة دعاء أخيه له المرتب على الحمد.

الخامسة: قوله "وإذا مرض فعده" عيادة المريض من حقوق المسلم، وخصوصاً من له حق عليك متأكد، كالقريب والصاحب ونحوهما.

وهي من أفضل الأعمال الصالحة.

ومن عاد أخاه المسلم لم يزل يخوض الرحمة، فإذا جلس عنده غمرت الرحمة.

ومن عاده أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي.

ومن عاده آخر النهار صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وينبغي للعائد أن يدعو له بالشفاء، وينفس له، ويشرح خاطره بالبشارة بالعافية،
ويذكره التوبة والإنابة إلى الله والوصية النافعة.

ولا يطيل عنده الجلوس، بل بمقدار العيادة، إلا أن يؤثر المريض كثرة تردده وكثرة جلوسه عنده، فلكل مقام مقال.

السادسة: قوله: "وإذا مات فاتْبعه" فإن من تبع جنازة حتى يصلى عليها فله قيراط من الأجر. فإن تبعها حتى تدفن فله قيراطان.

واتباع الجنازة فيه حق لله، وحق للميت، وحق لأقاربه الأحياء.

شرح
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله

دار

جزاك الله الفردوس الاعلى ولا حرمت الاجر يالغالية سعدت وانا اتصفح موضوعك الممتع والمفيد
تقبلي ودي
دار

جزاكِ الله خير الجزاء
سدد الله خطاك ونفعه بك
سلمت يداكِ

شكرا لك علي الموضوع القيم والفائدة
ربي يبارك فيك في انتظار جديدك
بارك الله فيكن أخواتي الحبيبات وأثابكن
جزاكن الله خيراً على المرور وعلى الدعاء
تقبل الله منا ومنكن صالح الإعمال
أحبكن في الله