فالتأمل والتفكرعبادة تمارس بالقلب وتشترك فيها العين
وللاسف هي عبادة اندثرت وقليل جدا من يمارسها.
وفعلها الانبياء وواظب عليها النبى صلى الله عليه وسلم
وكانت حياة النبى صلى الله عليه وسلم قبل البعثة مباشرة حياة تأمل وتعبد لله.
وكانت عبادة ابراهيم عليه السلام كما قال الله عز وجل(وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين)الانعام 75
والتأمل والتفكر انواع منها
التفكر المتعلق بالمعبود وصفاته وافعاله اى بالله عز وجل من حيث
اسمائه الحسنى وصفاته العليا وافعاله الحكيمة
ملكه وملكوته (خلقه واياته)فى الكون
التفكر باليوم الاخر
وايضا التفكر المتعلق بالعبد وصفاته واحواله من حيث:
طاعاته لله كيفيتها وكمها
معاصيه
صفاته الشخصية المهلكة له فى الاخرةمثل البخل والحسد
وحب المال وحب الجاه
والرياء وشدة الغضب
وشره الطعام والعجب والكبروغيره
التفكر بصفاته المنجيه له من عذاب الاخرة مثل الاخلاص فى العمل وحب الله وحسن الخلق والخشوع والرضى بالقضاء
والزهد فى الدنيا
والشكر على النعماء والصبر على البالء
والندم على الذنوب واعتدال الخوف والرجاء
وقال بشر الحافى(لو تفكر الناس فى عظمة الله تعالى ما عصوه)
وقال عمر ابن عبد العزيز(التامل فى نعم الله افضل عبادة)
وقال ابو الحسن(تفكر ساعة خير من قيام ليلة)
وقال يوسف بن اسباط(ان الدنيا لم تخلق لينظر اليها بل لينظر بها الى الاخرة)
لقد حرص الصالحين على ان يتفكروا وهم يسبحون الله ويحمدونه او يكبرونه او يوحدونه
لان الذكر والفكر يعمقان معرفة الله فى القلب
ولان الذكر هو من افضل الاعمال لرسوخ المعنى والفكر
فهو العمق والتركيز للوصول لمعرفة الله
فالتفكر والتأمل عبادة شرعية ، تصفي القلب ، وتؤنس وحشته ،
وتروض النفس على المراجعة والتتبع ،
وتذكرها بآيات الله الكونية والشرعية ، وتخلصها من أسباب التلهي .
قال تعالى : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) آل عمران / 190 ، 191
وقال تعالى : ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الجاثية / 13
وروى النسائي في "السنن الكبرى" (11850) بسند جيد عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ : أَيُّ عِبَادَةِ أَبِي الدَّرْدَاءِ كَانَتْ أَكْثَرَ ؟ قَالَتْ : التَّفَكُّرُ ، وَالاِعْتِبَارُ .
وروى ابن أبي شيبة في "المصنف" (35728) بسند صحيح عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : " تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ " .
وهذه العبادة لا تحتاج إلى تكبد مشاق السفر ، ومعاناة أثقاله ، من مغادرة البلاد ، وترك الأهل والصحب والولد ، وإنفاق المال ، إلى غير ذلك
ويحصل التفكر وتحصل ثمرته في العادة بتدبر آيات الله الكونية الموجودة في كل مكان ،
وفي أنفسنا ،
وفي آياته الشرعية .
فمن أحسن النظر في آيات الليل والنهار ،
وتفكر في خلق السموات والأرض ،
وتدبر في الكون من حوله ،
وتدبر معاني القرآن ،
حصل له مقصوده من هذه العبادة ، دون أن يعاني السفر ومشاقه
رزقنا الله واياكم عبادة التفكر في كل يوم وفي كل مكان
عسى ان يرضىى لله عنا
وليكن لنا وقفه معها بالتفكر فى مخلوقات الله وعجائب اقداره وحكمته من حولنا
التأمل والتفكر بماحولنا يساعدنا على الثبات عالطاعات
التأمل والتفكر بماحولنا يساعدنا على الثبات عالطاعات
التأمل والتفكر بماحولنا يساعدنا على الثبات عالطاعات