لإنه محب
محب بحق
وكان جزاء ذلك
إن قال النبي صلى الله عليه وسلم
أوجب طلحة أوجب طلحة
أي وجبت له الجنة
اااااااه
هل نحن نحب النبي ؟؟
سؤال قاس جدا
أليس كذلك ؟؟
يقول عروة بن مسعود
دخلت على كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه
فما وجدت أعز من محمد في أصحابه ولم أجد أحد يحب أحد كحب أصحابه له ،
وإنه ما تنخم نخامة إلا ابتدروها ومسحو بها وجوههم ، وكان إذا تكلم سكتوا كأن على رؤسهم الطير
هكذا كان حبهم له صلى الله عليه وسلم
حب في أعلى مراتبه
أخواتي في الله
كلنا يعرف أحب الناس إلي النبي صلى الله عليه وسلم
نعم
إنه أبو بكر
أبو بكر
له مواقف عديدة مع النبي صلى الله عليه وسلم
له مواقف في الحب
نقف أمامها عاجزين
نذكر بعضها إن شاء الله
تذكري معي
كان المسلمون في بداية الدعوة قلة وكانت الدعوة سراً
فأراد أبو بكر أن يجهر بالدعوة
والنبي يقول له إنا قليل
فما زال أبو بكر بالنبي حتي اجتمعوا فخرجوا حتى أتوا المسجد الحرام
وتفرقوا في المسجد كل رجل في عشيرته
وقام أبو بكر في الناس خطيبا يدعو إلي الإسلام ويذم آلهتهم
فثار المشركون وأقبل جمع من المشركين إلي أبي بكر وضربوه ضرباً شديداً فوقع على الارض
فجاء عتبة بن الربيعة فجعل يضربه بنعليه ويفركهما في وجهه وسالت الدماء من وجه أبي بكر
وتمزق لم وجهه حتى كاد لا يعرف فمه من أنفه .
فأغشي عليه
ولا يدورن أحي أم ميت
فظل أبوه يكلمه ولا يجيبه
فما كان أخر النهار
فتح عينيه وكانت أول كلمة نطق بها : ما فعل رسول الله ؟
يا الله
محبة عالية ومحبة تعجزنا
ومحبة صادقة ولما لا وهو الصديق
وكان يخاف على النبي أكثر من اي شئ آخر
ولم يهدأ له بال حتى ذهب إلي النبي في دار الإرقم ليطمئن عليه بنفسه
نأخذ موقفاً أخراً من مواقف أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم
بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة
إذا جاء عقبة بن ابي معيط وخنق النبي صلى الله عليه وسلم بثوبه خنقاً شديد
فأقبل أبو بكر مسرعاً
ودفعه عن رسول الله وقال
أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله
موقف آخر من المواقف المهيبة في حب أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم
وهو موقف من الهجرة
لما خرج النبي مع أبو بكر متجهين إلى الغار
حتى وصلا إليه
فدخل أبو بكر قبل النبي ليهيئ الغار
فوجد به فتحات
فسدها إلا فتحة لم يجد ما يسدها به
فسدها بقدمه
ثم قال للنبي ادخل
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم
وغلبه النوم فنام على فخذ أبي بكر
فإذا بشئ يلدغ أبو بكر في قدمه
فكظم ابو بكر ألمه في نفسه وحاول ان يمسك دموعه
حتى لا تتساقط على خد المصطفى صلى الله عليه وسلم
فغلبته عبرة
فاستيقظ رسول الله
فقال ما بك يا أبا بكر
فأخبره بالخبر
فقال ولم لم تخبرني
فقال كرهت أن أوقظك
أنظري إلي اي مدى التضحية
لله درك يا أبا بكر
لقد اعييت غيرك في محبته للنبي صلى الله عليه وسلم
ما لنا ذكر في حب النبي كما لك يا صاحب رسول الله
موقف آخر في رحلة الهجرة
لما كان يمشي أمام النبي تاره
وعن يمينه تارة
وعن شماله تارة
ومن خلفه تارة
كل ذلك خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم
وموقف أخ في رحلة الهجرة
حينما مرا براعي للغنم
فقال لمن انت ، فقال لفلان
فقال له أبو بكر هل في غنمك لبن
فقال نعم
فقال هل انت حالب لنا
فقال نعم
فأمره أبو بكر فنفض الدرع
ثم حلب كثبة من لبن
وأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال له أشرب يا رسول الله
فشرب النبي صلى الله عليه وسلم
يقول أبو بكر
فشرب حتى رضيت
ما هذا الجمال
ما هذه العظمة
إنها قمة الحب
فشرب حتى رضيت
عبارة عذبة رقيقة رقراقة
يفوح منها عبق المحبة
وخذ موقف آخر لإبي بكر يوم فتح مكة
حينما جاء بأبيه أبي قحافة للنبي صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه
فقال النبي هلا تركت الشيخ في بيته واتيناه
فقال أبو بكر لانت أحق أن يؤتي إليك
فوضع النبي يده في يد أبي قحافة
فبكى أبو بكر وقال
ودت أن تكون هذه اليد يد عمكِ
لإنه يعلم إن النبي صلى الله عليه وسم كان حريصاً على هداية عمه
فهذا تمام الحب من أبو بكر
فيقدم حبه للنبي صلى الله عليه وسلم على حبه لنفسه وحبه لابيه وامه وحبه لزوجته وأولاده
أخواتي في الله
المحب متبع
ويهون عليه كل شئ في حب محبوبه
كما قال أبوالشيص :
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي متأخر عنه ولا متقدم
وأهنتني فأهنت نفسي جاهداً ما من يهون عليك مما يكرم
أشبهت أعدائي فصرت أحبهم إذا كان حظي منك حظي منهم
أجد الملامة في هواك لذيذة حبا لذكرك فليمني اللوم
وكما قيل :
يا مقيما في خاطري وجناني … وبعيد عن ناظري وعياني
أنت روحي وإن كنت لست أراها … فهي أدنى إلى من كل داني
أخواتي في الله
أخر ما أقول
إن الصحابة أحبوا النبي حبا لم يحبه أحد لإحد على الإطلاق
وكلنا يمني نفسه لو كان رأي النبي صلى الله عليه وسلم ونصره
لكننا لنثبت حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم
فعلينا أن نتبع سنته
وأن نهتدي بهديه
ونتبع أمره
ونجتنب نهيه
وما نحن فيه الإن
لهو بسبب ما فعلناه مما حذرنا منه النبي الامين صلى الله عليه وسلم
أختي في الله
ضعي بصمتك في حب الرسول صلى الله عليه وسلم
أسأل الله تعالى أن يجمعنا بالنبي صلى الله عله وسلم وأصحابه في جنته ودار مقامته
إنه ولى ذلك والقادر عليه
إنه بكل جميل كفيل
وهو حسبنا ونعم الوكيل
والله إنها لصور تبين مدى الفارق بيننا وبين الرعيل الأول
وتدمي القلب لما نحن فيه من البعد عن محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم
إلا من رحم ربي وقليل ما هم
فمنا من يحبونه بالبدع والضلال
وآخرون يحبونه فقط باللسان
وآخرين غالوا في محبته حتى ضلوا وأضلوا
وآخرين …..وآخرين …
نسأل الله أن يجعلنا وإياكن من المحبين الصادقين لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه
منقول