الشيخ : محمد العريفي ، يوضح فكرة تصويره للقدس [ فيديو ] 2024.

دار دار دار

الشيخ : محمد العريفي ، يوضح فكرة تصويره للقدس
27-4-1431 هـ | 12-4-2010 م
إطلالة على العالم

رابط المشاهدة : ظ…ط´ط§ظ‡ط¯ | ظ†ط¸ط±ط© ظ†ظ‚ظٹط© – ط§ظ„ط´ظٹط® ظ…ط*ظ…ط¯ ط§ظ„ط¹ط±ظٹظپظٹ ظٹظˆط¶ط* ظƒط°ط¨ ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© ظ†طھ ط¹ظ„ظٹظ‡ .

دار
دار

غَضَبُ الْأَنْبِيَاءِ لله تَعَالَى ,,, الشيخ / إبراهيم بن محمد الحقيل 2024.

دار

غَضَبُ الْأَنْبِيَاءِ لله تَعَالَى

الشيخ / إبراهيم بن محمد الحقيل


الْحَمْدُ لله الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ؛ أَرْسَلَ الْرُّسُلَ مُبَشِّرِيْنَ وَمُنْذِرِيْنَ، فَبِهِمْ هَدَى عِبَادَهُ المُؤْمِنِيْنَ، وَقَطَعَ حُجَجَ المُخَالِفِيْنَ، نَحْمَدُهُ عَلَى هِدَايَتِهِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى رِعَايَتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ؛ أَصْطَفَى الْرُّسُلَ مِنَ المُؤْمِنِيْنَ، وَفَضَّلَهُمْ عَلَى الْبَشَرِ أَجْمَعِيْنَ؛ فَجَعَلَهُمْ حَمَلَةَ دِيْنِهِ، وَمُبلِّغِي رِسَالَاتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ؛ رَفَعَ اللهُ تَعَالَىْ ذَكَرَهُ فِيْ الْعَالَمِيْنَ، وَجَعَلَهُ حُجَّةً عَلَى الْأَوَّلِيْنَ وَالْآخِرِيْنَ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ
وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الْدِّيِنِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَىْ وَأَطِيْعُوْهُ، وَعَظِّمُوا حُرُمَاتِهِ، وَأَحِبُّوا لَهُ، وَأَبْغِضُوا لَهُ، وَوَالُوا فِيْهِ، وَعَادُوْا فِيْهِ، وَاغْضَبُوا لَهُ؛ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَكْمَلَ إِيْمَانَهُ، وَاسْتَحَقَّ وِلَايَةَ الله تَعَالَىْ

[إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُوْلُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوْا الَّذِيْنَ يُقِيْمُوُنَ الَصَّلَاةَ وَيُؤْتُوْنَ الْزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُوْنَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُوْلَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوْا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ]{الْمَائِدَةِ:55-56}.
أَيُّهَا الْنَّاسُ: مِنْ أَعْلَى المَقَامَاتِ الدَّيْنِيَّةِ الَّتِيْ تَدُلُّ عَلَى حَيَاةِ الْقَلْبِ وَصَلَاحِهِ: الْغَضَبُ لله تَعَالَىْ، وَالْغَيْرَةُ عَلَى حُرُمَاتِهِ، وَالْخَوْفُ مِنْ نُزُوْلِ عَذَابِهِ، وَلمَّا بَلَغَ الْنَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – شِدَّةُ غَيْرَةِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى حُرْمَتِهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ:«أَتَعْجَبُوْنَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ! وَالله لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ الله حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ الله» رَوَاهُ الْشَّيْخَانِ.
وَإِنَّمَا امْتِازَ الْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ الْسَّلَامُ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ مِنَ الْنَّاسِ – بَعْدَ اخْتِصَاصِهِمْ بِالرِّسَالَةِ – لِأَنَّهُمْ أَشَدُّ الْنَّاسِ غَضَبَاً لله تَعَالَىْ، وَأَكْثَرُهُمْ غَيْرَةً عَلَى حُرُمَاتِهِ.. يَتَحَمَّلُوْنَ مِنَ الْأَذَى فِيْ سَبِيلِ غَيْرَتِهِمْ وَغَضَبِهِمْ لله تَعَالَىْ مَا لَا يَحْتَمِلُهُ غَيْرُهُمْ، وَمَنْ تَأَمَّلَ سِيَرَهُمْ مَعَ أَقْوَامِهِمْ تَبَيَّنَ لَهُ ذَلِكَ..

دَعَا نُوْحٌ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ قَوْمَهُ إِلَى تَوْحِيْدِ الله تَعَالَى وَطَاعَتِهِ قَرِيْبَاً مِنْ أَلْفِ سَنَةٍ، فَصَدُّوْهُ وَسَخِرُوا مِنْهُ، وَآذَوْا أَتْبَاعَهُ، وَقَابَلُوْهُ وَمَنْ مَعَهُ بِأَنْوَاعِ الْأَذَى، وَلمَّا دَعَا عَلَيْهِمْ فَاسْتُجِيْبَ لَهُ فَأُهْلِكُوا مَا دَعَا عَلَيْهِمْ انْتِصَارَاً لِنَفْسِهِ، وَلَا انْتِقَامَاً مِنْهُمْ لِأَنَّهُمْ رَدُّوْهُ، وَلَا نُصْرَةً لِأَتْبَاعِهِ لِأَنَّهُمْ أُوْذُوْا بِسَبَبِهِ، وَإِنَّمَا دَعَا عَلَيْهِمْ غَضَبَاً لله تَعَالَىْ أَنْ يُقِيْمُوْا عَلَى كُفْرِهِ، وَيَرْفُضُوْا دِيْنَهُ، ويُغْوُوا عِبَادَهُ،
[وَقَالَ نُوْحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِيْنَ دَيَّارَاً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوْا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرَاً كَفَّارَاً]{نُوْحٍ:26-27}

وَأَبْيَنُ دَلِيْلٍ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ مَا دَعَا عَلَيْهِمْ حَالَ سُخْرِيَتِهِمْ بِهِ، وَصَدِّهِمْ لِدَعْوَتِهِ، وَأَذِيَّتِهِمْ لِأَتْبَاعِهِ، بَلْ صَبَرَ عَلَيْهِمْ صَبْرَاً جَمِيْلَاً، وَإِنَّمَا دَعَا عَلَيْهِمْ حِيْنَ أُخْبِرَ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرُ مَنْ كَانُوْا مَعَهُ
[وَأُوْحِيَ إِلَىَ نُوْحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ]{هُوْدٍ:36}

فَهَذَا الَّذِيْ أَغْضَبَهُ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُوْنَ، وَيُقِيْمُوْنَ عَلَى مَحَارِمِ الله تَعَالَىْ، فَغَضِبَ اللهُ تَعَالَىْ لِغَضَبِ نُوْحٍ لمَّا غَضِبَ لَهُ فَأَغْرَقَهُمْ وَنَجَّاهُ وَمَنْ مَعَهُ.
وَدَعَا الْخَلِيلُ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ قَوْمَهُ إِلَى تَوْحِيْدِ الله تَعَالَىْ وَنَبْذِ الْأَصْنَامِ، فَلَمَّا لَمْ يَسْتَجِيْبُوْا لَهُ غَضِبَ لله تَعَالَىْ
[فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبَاً بِالْيَمِيْنِ] {الْصَّفَاتِ:93}[فَجَعَلَهُمْ جُذَاذَاً إِلَّا كَبِيْرَاً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُوْنَ]{الْأَنْبِيَاءِ:58}

وَعَرَّضَ نَفْسَهُ لَأَعْظَمِ عُقُوْبَةٍ يَقْدِرُوْنَ عَلَيْهَا وَهِيَ قَتْلُهُ حَرْقَاً بِالْنَّارِ، وَلمَّا كَانَ غَضَبُهُ لله تَعَالَىْ نَجَّاهُ اللهُ تَعَالَىْ مِنْ نَارِهِمْ [قُلْنَا يَا نَارُ كُوْنِيْ بَرْدَاً وَسَلَامَاً عَلَى إِبْرَاهِيْمَ * وَأَرَادُوَا بِهِ كَيْدَاً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ] {الْأَنْبِيَاءِ:69-70} وَكَانَ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ لله تَعَالَىْ أَنَّهُ فَارَقَهُمْ وَاعْتَزَلَهُمْ وَهُمْ أَهْلُهُ وَعَشِيْرَتُهُ، وَمَا أَعْسَرَ ذَلِكَ عَلَى الْنُّفُوْسِ لَوْلَا الْإِيْمَانُ وَالْغَضَبُ لله تَعَالَىْ والحَمِّيَةُ لِدِينِهِ الَّتِيْ يَهْونُ فِيْ سَبِيلِهَا تَحَمُّلُ كُلِّ عَسِيْرٍ
[وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُوَنَّ مِنْ دُوْنِ الله]{مَرْيَمَ:48}

فَكُوفِئَ عَلَى ذَلِكَ بِذُرِّيَّةٍ طَيِّبَةٍ جَاءَتْهُ عَلَى كِبَرٍ
[فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُوْنَ مِنْ دُوْنِ الله وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوْبَ وَكُلَّاً جَعَلْنَا نَبِيَّاً]{مَرْيَمَ:49}.

وَكَلِيمُ الْرَّحْمَنِ مُوْسَى عَلَيْهِ الْسَّلامُ لَهُ مَوَاقِفُ عَظِيْمَةٌ مَشْهُوْرَةٌ فِي الْغَضَبِ لله تَعَالَىْ، وَالانْتِصَارِ لِدِيْنِهِ؛ إِذْ أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَىْ إِلَى شَرِّ الْبَشَرِ وَأَخْبَثِهِمْ، وَأَجْرَئِهِمْ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ، حِيْنَ عَبَّدَ الْنَّاسَ لِنَفْسِهِ مِنْ دُوْنِ الله عَزَّ وَجَلَّ، فَنَاظَرَهُ فِيْ رِبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَىْ وَمَا تَهَيَّبَ مِنْهُ، وَلَمْ يَخْشَ جَبَرُوْتَهُ، فَلَمَّا أَصَرَّ فِرْعَوْنُ عَلَى عُلُوِّهِ وَاسْتِكْبَارِهِ غَضِبَ مُوْسَى لله تَعَالَى وَصَدَعَ بِالْحَقِّ أَمَامَهُ يُخَوِّفُهُ بِالْعَذَابِ

[قَالَ لَهُمْ مُوْسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوُا عَلَى الله كَذِبَاً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى] {طَهَ:61}.

وَمَا غَضِبُ مُوْسَى عَلَيْهِ الْسَّلَامُ مِنْ فِرْعَوْنَ حِيْنَ آذَاهُ وَشَتَمَهُ وَتَنَقَّصَهُ فِي نَفْسِهِ، لَكِنَّهُ غَضِبَ لله تَعَالَى حِيْنَ ادَّعَى فِرْعَوْنُ أَنَّ مَا أُوْتِيَ مُوْسَى مِنْ الْآَيَاتِ الْبَيِّنَاتِ مَا هُوَ إِلَّا مِنْ قَبِيْلِ الْسِّحْرِ، فَوَاجَهَهُ بِحَزْمٍ وَغَضَبٍ غَيْرَ هَيَّابٍ مِنْهُ وَلَا مِنْ بَطْشِهِ قَائِلَاً لَهُ
[لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ الْسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوْرَاً]{الْإِسْرَاءِ:102} فَمَا أَقْوَاهُ فِيْ الْحَقِّ، وَمَا أَشَدَّ غَضَبَهُ حِيْنَ غَضِبَ لله تَعَالَى!!

وَتَأَمَّلُوْا دُعَاءَ مُوْسَى حِيْنَ دَعَا عَلَى فِرْعَوْنَ فَكَانَ ذَلِكَ الْدُّعَاءُ سَبَبَ هَلَاكِ فِرْعَوْنَ وَجُنْدِهِ.. دُعَاءٌ يَنْضَحُ بِالإِيْمَانِ، وَالْغَضَبِ لله تَعَالَىْ، والحَمِيَّةِ لِدِيْنِهِ، وَالْغَيْرَةِ عَلَى حُرُمَاتِهِ ، لَيْسَ لِلْنَّفْسِ فِيْهِ حَظٌّ وَلَا انْتِصَارٌ وَلَا انْتِقَامٌ
[وَقَالَ مُوْسَىْ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِيْنَةً وَأَمْوَالَاً فِيْ الْحَيَاةِ الْدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوْبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوْا حَتَّىَ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ]{يُوْنُسَ:88}

فَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ مَعَ نِعَمِ الله تَعَالَىْ مَا ازْدَادُوا إِلَّا ضَلَالَاً وَإِضْلَالَاً، وَكَمَا أَنَّ نَوْحَاً عَلَيْهِ الْسَّلَامُ مَا دَعَا عَلَى قَوْمِهِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ أَيْقَنَ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْهُمْ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ، فَكَذَلِكَ مُوْسَى عَلَيْهِ الْسَّلَامُ مَا دَعَا عَلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ إِلَّا بَعْدَ يَقِيْنِهِ بِأَنَّهُمْ لَنْ يُؤْمِنُوا رَغْمَ تَتَابُعِ الْآيَاتِ عَلَيْهِمْ، وَدَلِيْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ
[مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِيْنَ]{الْأَعْرَافِ:132}

فَكَانَ دُعَاؤُهُ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ غَضَبَاً لله تَعَالَى لَيْسَ لِلْنَّفْسِ فِيْهِ شَيْءٌ؛ وَلِذَا اسْتَجَابَه اللهُ تَعَالَى مُكَافَأَةً لِمُوْسَى عَلَى صِدْقِهِ فِيْ غَضَبِهِ لَهُ [قَالَ قَدْ أُجِيْبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيْمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيِلَ الَّذِيْنَ لَا يَعْلَمُوْنَ]{يُوْنُسَ:89}.

وَمَوَاقِفُ مُوْسَى عَلَيْهِ الْسَّلَامُ فِي الْغَضَبِ لله تَعَالَى كَثِيْرَةٌ قَبْلَ هَلَاكِ فِرْعَوْنَ وَبَعْدَهُ، وَمِنْهَا أَنَّ اللهَ تَعَالَى لمَّا نَجَّا بَنِي إِسْرَائِيْلَ وَأَهْلَكَ فِرْعَوْنَ وَجُنْدَهُ كَادَ بَنُوْ إِسْرَائِيْلَ أَنْ يَقَعُوْا فِي الْشِّرْكِ [وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيْلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُوْا يَا مُوْسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهَاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ]{الْأَعْرَافِ:138}

فَغَضِبَ مُوْسَى عَلَيْهِمْ وَأَنْكَرَ قَوْلَهُمْ وَقَالَ [إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُوْنَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيْهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوْا يَعْمَلُوْنَ * قَالَ أَغَيْرَ الله أَبْغِيِكُمْ إِلَهَاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِيْنَ]{الْأَعْرَافِ:138-140}.

وَتَأَمَّلُوْا ذَلِكَ المَوْقِفَ الْعَظِيمَ حِيْنَ غَابَ مُوْسَى عَنْ قَوْمِهِ لِمِيْقَاتِ رَبّهِ سُبْحَانَهُ، فَعَبَدُوا الْعِجْلَ فِيْ غَيْبَتِهِ، فَمِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ رَمَى الْأَلْوَاحَ وَفِيْهَا كَلَامُ الله تَعَالَى وَلَمْ يَشْعُرْ بِذَلِكَ غَيْرَةً لله تَعَالَىْ وَغَضَبَاً أَنْ يُعْبَدَ غَيْرُهُ سُبْحَانَهُ، وَعَاتَبَ أَخَاهُ عِتَابَاً شَدِيْدَاً [ولمَّا رَجَعَ مُوْسَىْ إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفَاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُوْنِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيْهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ] {الْأَعْرَافِ:150}

حَتَّى قَالَ هَارُوْنُ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ [يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي]{طَهَ:94}

فَمَا أَعْظَمَ غَيْرَةَ مُوْسَى عَلَى الْدِّيْنِ، وَمَا أَشَدَّ غَضَبَهُ لله تَعَالَىْ!!

وَيُوْنُسُ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ لمَّا دَعَا قَوْمَهُ فَلَمْ يَسْتَجِيْبُوْا لَهُ غَضِبَ عَلَيْهِمْ لله تَعَالَى فَفَارَقَهُمْ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ، وَلَمْ يَصْبِرْ إِلَى أَنْ يَأْذَنَ اللهُ تَعَالَى لَهُ، فَابْتَلَاهُ اللهُ تَعَالَىْ بِبَطْنِ الْحُوْتِ
[وَذَا الْنُّوْنِ إِذْ ذَّهَبَ مُغَاضِبَاً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىْ فِيْ الْظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْظَّالِمِيْنَ]{الْأَنْبِيَاءِ:87} فَاسْتَجَابَ اللهُ تَعَالَىْ لَهُ بِصِدْقِهِ فِي دَعْوَتِهِ وَدُعَائِهِ وَاحْتِسَابِهِ عَلَى قَوْمِهِ

[فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِيْ المُؤْمِنِيْنَ]{الْأَنْبِيَاءِ:88}.

وَأَمَّا خَاتَمُ الْرُّسُلِ رَسُوْلُنَا مُحَمَّدٌ – صلى الله عليه وسلم – فَإِنَّهُ كَانَ أَشَدَّ الْنَّاسِ غَضَبَاً لله تَعَالَى، وَحَمِّيَةً لِدِينِهِ، وَغَيْرَةً عَلَى حُرُمَاتِهِ؛ فَقَدْ أُوْذِيَ وَضُرِبَ وَخُنِقَ وَجُرِحَ وَقُوْتِلَ وَاتُّهِمَ بِالْسِّحْرِ وَالْجُنُوْنِ وَالْكِهَانَةِ وَالْكَذِبِ، وَعُذِّبَ أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ، وَقُتِلُوْا فِيْ ذَاتِ الله تَعَالَى، فَنَالَهُ مِنَ الْأَذَى فِيْ الله تَعَالَى مَا لَمْ يُؤْذَ أَحَدٌ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلُ أَذَاهُ، وَمَعَ ذَلِكَ كُلِّهِ لَا يُحْفَظُ لَهُ مَوْقِفٌ وَاحِدٌ انْتَصَرَ فِيْهِ لِنَفْسِهِ، أَوْ غَضِبَ حِيْنَ نِيْلَ مِنْهُ، مَعَ تَعَدُّدِ المُؤْذِيْنَ وَتَنُوعِهِمْ مِنْ مُشْرِكِيْنَ وَيَهُودٍ وَمُنَافِقِيْنَ، وَإِنَّمَا كَانَ يُعَامِلُهُمْ بِالْحِلْمِ فَيَصْبِرُ عَلَيْهِمْ صَبْرَاً جَمِيْلَاً، وَيَصْفَحُ عَنْهُمْ صَفْحَاً جَمِيْلَاً، وَمَعَ ذَلِكَ حَفِظَتْ سِيْرَتُهُ الْعَطِرَةُ مَوَاقِفَ كَثِيْرَةً تَمَعَّرَ فِيْهَا وَجْهُهُ، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ؛ غَضَبَاً لله تَعَالَى وَغَيْرَةً عَلَى دِيْنِهِ، وَيَكْفِيْ فِيْ ذَلِكَ وَصْفُ زَوْجِهِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حِيْنَ قَالَتْ:
«مَا انْتَقَمَ رَسُوْلُ الله – صلى الله عليه وسلم – لِنَفْسِهِ فِيْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ الله فَيَنْتَقِمَ بِهَا لله»
رَوَاهُ الْشَّيْخَانِ. وَفِيْ رِوَايَةٍ لَلْحُمَيْدِيِّ قَالَتْ رَضِيَ الله عَنْهَا:
«مَا رَأَيْتُ رَسُوْلَ الله – صلى الله عليه وسلم – مُنْتَصِرَاً مِنْ مَظْلَمَةٍ ظُلِمَهَا قَطُّ مَا لَمْ تُنْتَهَكْ مَحَارِمُ الله فَإِذَا انْتُهِكَ مِنْ مَحَارِمِ الله شَيْءٌ كَانَ أَشَدَّهُمْ فِيْ ذَلِكَ غَضَبَاً»
فَهَاهُمْ أُوْلَاءِ أَنْبِيَاءُ الله تَعَالَى، وَأُوْلُوْ الْعَزْمِ مِنَ رُسُلِهِ: نُوحٌ وَإِبْرَاهِيْمُ وَمُوَسَى وَمُحَمَّدٌ صَلَوَاتُ الله وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ يَغْضَبُوْنَ لله تَعَالَى وَلَا يَغْضَبُوْنَ لِأَنْفُسِهِمْ، وَيَجِبُ أَنْ نَتَأَسَّى بِهِمْ فِيْ ذَلِكَ فَهُمْ قُدْوَتُنَا وَأَئِمَّتُنَا
[أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ هَدَىَ اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ]{الْأَنْعَامِ:90}.
بَارَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ فِيْ الْقُرْآنِ…

الخُطْبَةُ الْثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لله حَمْدَاً طَيِّبَاً كَثِيْرَاً مُبَارَكَاً فِيْهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الْدِّيِنِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيْعُوْهُ

[وَاتَّقُوا يَوْمَاً تُرْجَعُوْنَ فِيْهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُوْنَ]{الْبَقَرَةِ:281}

أَيُّهَا الْنَّاسُ: مَنْ عَرَفَ اللهَ تَعَالَى حَقَّ المَعْرِفَةِ، وَقَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ، وَتَأَمَّلَ أَسْمَاءَهُ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالَهُ، وَعَلِمَ تَعَدُّدَ نِعَمِهِ عَلَيْهِ؛ عَظَّمَهُ وَعَبَدَهُ مَحَبَّةً وَذُلَّاً وَخَوْفَاً وَرَجَاءً، وَكُلَّمَا كَانَ الْعَبْدُ أَعْلَمَ بِالله تَعَالَى كَانَ لَهُ أَشَدَّ عُبُوْدِيَّةً وَتَعْظِيْمَاً وَمَحَبَّةً وَذُلَّاً وَخَوْفَاً وَرَجَاءً.
وَإِذَا كَانَتِ الْجَمَادَاتُ تَغْضَبُ لله تَعَالَى حِيْنَ تُنْتَهَكُ مَحَارِمُهُ فَالمُؤْمِنُوْنَ أَوْلَى أَنْ يَغْضَبُوْا لَهُ سُبْحَانَهُ
[تَكَادُ الْسَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدَّاً * أَنْ دَعَوْا لِلْرَّحْمَنِ وَلَدَاً]{مَرْيَمَ:90-91}

ذَكَرَ بَعْضُ المُفَسِّرِيْنَ أَنَّ الْسَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالْجِبَالَ كَادَتْ أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ غَضَبَاً لله تَعَالَىْ لَمَا أُشْرِكَ بِهِ، وَادُّعِيَ لَهُ الْوَلَدُ.

وَفِيْ قَولِهِ تَعَالَى فِيْ وَصْفِ جَهَنَّمَ [تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ]{الْمَلِكُ:8}

قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: «الْتَمَيُّزُ هُوَ الْتَّفَرُّقُ مِنَ الْغَيْظِ عَلَى أَهْلِ المَعَاصِيْ غَضَبَاً لله تَعَالَى وَانْتِقَامَاً لَهُ».

إِنَّ تَعْظِيْمَ دِينِ الله تَعَالَى، وَالْغَضَبَ إِذَا انْتُهِكَتْ مَحَارِمُهُ، لَيَدُلُّ عَلَى تَعْظِيْمِ الله سُبْحَانَهُ، وَإِنَّ بُرُوْدَةَ الْدِّيْنِ فِيْ الْقَلْبِ بِحَيْثُ لَا يُؤَثِّرُ فِي صَاحِبِهِ انْتِهَاكُ الْحُرُمَاتِ، وَلَا يَنْزَعِجُ مِنْ تَدْنِيسِ المُقَدَّسَاتِ لَيَدُلُّ عَلَى مَوْتِهِ أَوْ مَرَضِهِ بِالْنِّفَاقِ، وَمَنْ كَانَ يَغْضَبُ لِحُظُوْظِ نَفْسِهِ أَوْ بَخْسِ دُنْيَاهُ، وَلَا يَغْضَبُ لله تَعَالَىْ فَلْيَتَفَقَّدْ قَلْبَهُ، وَلِيُفَتِّشْ عَنْ إِيْمَانِهِ.

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَسْعَى إِلَيْهِ الْكُفَّارُ وَالمُنَافِقُوْنَ قَتْلَ الْغَضَبِ لله تَعَالَى فِي قُلُوْبِ المُؤْمِنِيْنَ، وَمَحْوَ حَمِيَّتِهِمْ لِدِيْنِهِ، وَإِزَالَةَ الْغِيرَةِ عَلَى حُرُمَاتِهِ، وَتَحْوِيْلَ دِيْنِهِمْ إِلَى دِينٍ بَارِدٍ فَاتِرٍ عَلَى غِرَارِ مَا فَعَلَ عَلْمَانْيُو أَوْرُبَّا بِقَسَاوِسَةِ الْنَّصَارَى؛ إِذْ تُنْتَهَكُ حُرُمَاتُ الْدِّيْنِ الْنَّصْرَانِيِّ، وَيُشْتَمُ المَسِيْحُ وَأُمُّهُ عَلَيْهِمَا الْسَّلَامُ وَلَا تَطْرُفُ أَعْيُنُ الرُّهْبَانِ غَضَبَاً لِمُقَدَّسَاتِهِمْ.

إِنَّ نِيْلَ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ الْنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم -، وَالاسْتِهْزَاءَ بِهِ، وَتَصْوِيْرَهُ بِأَبْشَعِ الْصُّوَرِ، وَتَدْنِيسَ الْقُرْآنِ وَإِحْرَاقَهُ، وَالْطَّعْنَ فِيْ الْإِسْلَامِ، وَاتَّهَامَهُ بِشَتَّى الْتُّهَمِ..

وَكَذَلِكَ فِعْلُ المُنَافِقِيْنَ فِي السُّخْرِيَةِ مِنْ دِيَنِ الْإِسْلَامِ، وَتَصْحِيحِ كُفْرِ الْكُفَّارِ، وَتَفْضِيْلِ الْكَافِرِ عَلَى المُسْلِمِ، مَعَ الْطَّعْنِ فِيْ شَعَائِرِ الْدِّيْنِ الْظَّاهِرَةِ، وَالاسْتِهْزَاءِ بِأَحْكَامِهِ المُحْكَمَةِ المُنَزَّلَةِ..

وَكَذَلِكَ فِعْلُ المُبْتَدِعَةِ فِيْ السُّخْرِيَةِ مِنَ الْسُّنَةِ الْنَّبَوِيَّةِ، وَالْنَّيْلِ مِنَ الْصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، وَاتِّهَامِ الْنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِيْ عِرْضِهِ وَزَوْجِهِ الْطَّاهِرَةِ المُطَهَّرَةِ، الْصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الْصِّدِّيقِ..

كُلُّ هَذِهِ الْأَفْعَالِ الْعُدْوَانِيَّةِ مِنْ قِبَلِ الْكُفَّارِ وَالمُنَافِقِيْنَ وَالمُبْتَدِعَةِ الَّتِيْ يَفْعَلُوْنَهَا تَحْتَ شِعَارَاتِ حُرِّيَّةِ الْرَّأْيِ، وَادِّعَاءِ الْإِصْلاحِ، يُرَادُ مِنْهَا تَحْطِيْمُ المُقَدَّسِ فِيْ قُلُوْبِ المُسْلِمِيْنَ، وَتَهْوَيْنُ الْدِّيْنِ عِنْدَهُمْ، وَتَحْوِيْلُ دِيْنِهِمْ إِلَى دِينٍ بَارِدٍ فَاتِرٍ مَيِّتٍ كَمَا هُوَ دِيْنُ الْنَّصَارَى لَا يَعْدُو أَنْ يَكُوْنَ شَعَائِرَ تَعَبُّدِيَّةً تَخُصُّ المَرْءَ وَلَا تَتَعَدَّاهُ.

إِنَّهُمْ بِهُجُوْمِهِمُ المُتَكَرِّرِ عَلَى شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَرُمُوزِهِ وَأَحْكَامِهِ يُرِيْدُوْنَ قَتْلَ إِحْسَاسِ المُسْلِمِيْنَ، وَإِمَاتَةِ غَيْرَتِهِمْ تُجَاهَ دِيْنِهِمْ؛ لِيَسْهُلَ عَلَيْهِمْ تَحْرِيْفُهُ وَصَرْفُهُمْ عَنْهُ.. وَمَا كَانَ أَنْبِيَاءُ الله تَعَالَىْ إِلَّا غِضَابٌ لله تَعَالَى، غَيَارَى عَلَى دِيْنِهِ، وَمَا أُرْسِلْتِ الْرُّسُلُ إِلَّا لِإِيقَادِ جَذْوَةِ الْإِيْمَانِ فِيْ الْقُلُوْبِ، وَغَرْسِ الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ فِيْ الْنُّفُوْسِ، وَتَرْبِيَةِ الْنَاسِ عَلَى الْحَمِيَّةِ لِدِيْنِهِمْ، وَهَكَذَا كَانَ الْصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، كَمَا رَوَى ابْنُ أَبِيْ شَيْبَةَ عَنْ أَبِيْ سَلَمَةَ ابْنِ عَبْدِ الْرَّحْمَنِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىْ قَالَ:«لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ رَسُولِ الله – صلى الله عليه وسلم – مُتَحَزِّقِينَ وَلَا مُتَمَاوِتِينَ، وَكَانُوْا يَتَنَاشَدُونَ الْشِّعْرَ فِيْ مَجَالِسِهِمْ، وَيَذْكُرُوْنَ أَمْرَ جَاهِلِيَّتِهِمْ، فَإِذَا أُرِيْدَ أَحَدُهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِيْنِهِ دَارَتْ حَمَالِيقُ عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُ مَجْنُوْنٌ»،

أَيْ: مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ لله تَعَالَى، وَالانْتِصَارِ لِدِيْنِهِ.

فَإِيَّاكُمْ -عِبَادَ الله- أَنَّ يُطْفِئَ الْكُفَّارُ وَالمُنَافِقُوْنَ جَذْوَةَ الْغَضَبِ لله تَعَالَى مِنْ قُلُوْبِكُمْ، وَالْحَمِيَّةَ لِدِيْنِهِ، وَالْغَيْرَةَ عَلَى حُرُمَاتِهِ، بِكَثْرَةِ اسْتِفْزَازَاتِهِمْ، وَتَعَدِّيهِمْ عَلَى الْحُرُمَاتِ، وَانْتِهَاكِهِمْ للْمُقَدَسَاتِ؛ فَإِنَّ خِيَارَ الْبَشَرِ مِنَ الْرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِمْ كَانُوْا أَشَدَّ الْنَّاسِ غَضَبَاً لله تَعَالَى، وَحَمِيَّةً لِدِيْنِهِ، وَغَيْرَةً عَلَى حُرُمَاتِهِ، فَكُوْنُوْا كَمَا كَانُوْا..

وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا…

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

خطبة مؤثرة اقرأوها مرة ومرتين وثلاث
جعلنا الله وإياكم ممن يغضب لأجل الله وينتصر لله
ويعمل لله .. .

دار

بارك الله فيكِ

وجزاكِ خير الجزاء

ورزقكِ الفردوس الأعلى من الجنه

اللهم إجعلنا لا نغضب إلا لك

ولا نحب إلا فيك

آمين

جزاكِ الله خيرا على اختياركِ المميز
سلمت يداكِ
جعلنا الله ممن نغضب لاجل الله فقط
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا

جزاكِ الله الفردوس الاعلى

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة عراقيه انا

دار

بارك الله فيكِ
وجزاكِ خير الجزاء

ورزقكِ الفردوس الأعلى من الجنه

اللهم إجعلنا لا نغضب إلا لك

ولا نحب إلا فيك
آمين

أسعدني تواجدك وشرّفني مرورك
فبارك الله فيك أيضا ونفـّعنا بك
وجزاك خيراً وأتمّ نورك
دار

وجمعنا وإياكِ مع الذين :
{ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }
اللهم آمين

قد يهمك أيضاً:

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ابنة الحدباء

دار

جزاكِ الله خيرا على اختياركِ المميز

سلمت يداكِ
جعلنا الله ممن نغضب لاجل الله فقط
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا

جزاكِ الله الفردوس الاعلى

بارك الله فيك أختي الغالية..أحبّك الرّحمن..وجعلكِ من عباده
المحبّين لذكره..والمحبّين لعباده الصّالحين..

وجعلكِ ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه..ورزقكِ العلم النّافع..والعمل الصّالح…
وجزاك الله خيرًا على مرورك الطّيّب..دار

قد يهمك أيضاً:

جزاكِ الله خيرا يالغ؛ــــــالية

متميزة كما عهدنااااكِ

دار

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم. الشيخ د. سفر الحوالي حملة () 2024.

دار

دار

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

الشيخ د/ سفر الحوالي
خطبة مفرغة من موقع الشيخ د سفر الحوالي .. حفظه الله …

1 – معنى المحبة وتعريفهـا:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

معنى المحبة في اللغة معروف
وهي في الشرع: أمر زائد على مجرد الميل الطبيعي للمحبوب؛ فمحبة الله تعالى، ومحبة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومحبة المؤمنين،
ومحبة ما شرع الله من الدين، هي أمر زائد على مجرد الميل الطبيعي إلى شيء من ذلك؛ إذ لا بد فيها من جانب اختياري تكليفي.

وباصطلاحاتنا المعاصرة أقول: إن المحبة الشرعية ليست مجرد عاطفة متعلقة بالوجدان وحده،وإنما هي متعلقة بالوجدان والعاطفة،
والعقل والإرداة، والعمل: عمل القلب، وعمل الجوارح؛ إذ أنها جزء مهم من الإيمان.

والإيمان عند أهل السنة والجماعة كما هو معلوم للجميع قول وعمل، أي: قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح، كما هو مبين في مواضعه.

وعلى هذا فمن ظن أن محبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي مجرد الميل الطبيعي والوجداني له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو غالط غلطاً بيناً
لأن هذا الظن هو الذي أوقع طوائف من الأمة في التفريط في اتباعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وترك سنته، ونبذ شريعته، وترك تحكيمه
وترك التأدب معه، وأوقعهم في التقديم بين يدي هديه وحكمه، هذا مع تعلقهم العاطفي بذاته، وتغنيهم بشمائله، وإعجابهم بكماله
وربما بكائهم لتذكره، ولهجهم بالصلاة والسلام عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وكذلك من قال: إن معنى محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي طاعته، وامتثال أمره، والتمسك بسنته، فهو مقصر عن إصابة كبد الحقيقة في هذا
إذ أن هذا هو تفسير لها باللازم والمقتضى.

فالطاعة والامتثال هو لازم المحبة ومقتضاها لا حقيقتها، ومعناها والتحقيق في ذلك: أنها أمر زائد على ذلك يجمع ويشمل ما ذكرنا آنفاً
فالمحبة بهذا الاعتبار أمر عظيم من أمور الإيمان.

دار

وقد بين ذلك شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله تعالى، يقول ‘إذا كان الحب أصل كل عمل من حقٍ أو باطل، وهو أصل الأعمال الدينية وغيرها،
وأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله كما أن أصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله، فالعملان القلبيان العظيمان إذاً هما المحبة والتصديق،
المحبة هي أصل جميع الأعمال والتصديق هو أصل جميع الأقوال الإيمانية’.

ويقول رحمه الله في موضع آخر:
‘أصل الإيمان العملي هو حب الله تعالى ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحب الله هو أصل التوحيد العملي وهو أصل التأليه الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له، فإن العبادة أصلها أكمل أنواع المحبة مع أكمل أنواع الخضوع وهذا هو الإسلام’.

وقال: ‘أصل الإشراك العملي في الله الإشراك في المحبة،
كما قال تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ "[البقرة:165].

وكما هو معلوم أن تأليه الله تبارك وتعالى أو الشهادة بأنه لا إله إلا الله، قيل: إنها مشتقة من الأله أو من الوله
فالأله هو: العبادة، كما في الآية "وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ" [الأعراف:127]
وأما إن كان من الوله فالمقصود بالوله هو: درجة عليا من درجات المحبة،
وهي تعلق القلب بهذا المألوه الذي هو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، المعبود وحده لا شريك له.

دار

ومن هنا وقع شرك المشركين حين أحبوا غير الله، وتعلقت قلوبهم به، ونتج عن ذلك أن دعوهم واستغاثوا بهم وعبدوهم من دون الله سبحانه،
وصرفوا لهم الحق الخالص لله عز وجل، وهذا المعنى الواسع العميق للمحبة عند أهل السنة والجماعة هو الذي يميز محبتهم عن المحبة العاطفية الهائمة، التي يدَّعيها الصوفية دون أي أساس من الشرع.

وهذه المحبة التي يدعونها هي شحنه عاطفية يمكن أن تفرغ بقصيدة من الشعر أو حفلة أو ذكرأو حضرة، أو بأي نوع من أنواع المتفرغات العاطفية وينتهي مفعولها، بخلافها عند أهل السنة والجماعة؛ حيث تشمل عمل القلب وعمل الجوارح التي ترتبط بعمل القلب
فيكون المحب في هذه الحالة مطيعاً وذاكراً ومتعلق القلب بالمحبوب.

دار

وأما المحبة الصوفية أو المحبة البدعية الهائمة، فهي تلك المحبة التي عبَّر عنها السلف الصالح بأنها زندقة
حيث قالوا: ‘من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ
ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو المؤمن’
وهذا هو القول الصحيح، وقد عبَّر عن هذه المحبة الزنديقية تصديقاً لهذا القول القديم المأثور الشاعر الصوفي المشهور ابن عربي

حين قال قاتله الله:
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي ,,,,
,,,,, إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقـد صار قلبي قابلاً كل صورة
,,,,,,,,, فمرعىً لغزلان، وديراً لرهبان
وبيـتاً لأوثـان، وكعبةَ طائف
,,,,,,,,, وألواحَ توراةٍ، ومصحفَ قرآن
أديـنُ بدينِ الحبِّ أَنَّى تَوَجَهَت
,,,,,,,,,
رَكـَائِبُه فَالـحُبُّ ديني وإيماني

فلما أصبحت المحبة بهذا المعنى، وأصبحت محبة الله ومحبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي هذا الهيام العاطفي الذي لا يحده ضابط ولا قيد؛
وقعت الأمة أو الطوائف التي اعتنقت هذه المحبة في الغلو العظيم، على ما سوف نوضحه -إن شاء الله- في الفقرة المناسبة له
وخرج بذلك عن حد المحبة الشرعية، وحقيقتها، وما ذلك إلا لجهلهم لهذه المحبة التي شرعها الله والتي لا يقبل الله تبارك وتعالى إلا هي.

دار

2 – مقتضيات محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:
لوازم ومقتضيات محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرة جداً، نرجو الله تعالى أن يوفقنا لنظم أشتات الحديث فيها:

(1) تحقيق الشهادة له صلى الله عليه وسلم:
وأعظم ذلك هو تحقيق الشهادة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه رسول الله، هذه الشهادة التي هي ركن التوحيد، والشهادة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالرسالة التي تعني طاعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كل ما أمر، وتعني كذلك اجتناب كل ما نهى عنه وزجر، وتعني تصديقه في كل ما أخبر به،
وتعني ألاَّ يعبد الله إلا بما شرع صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ولهذا قال الله تبارك وتعالى: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"[آل عمران:31]
"قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ "[آل عمران:32].

فلا بد من اتباعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا بد من طاعته؛ وهذا الاتباع والطاعة يرث العبد بهما محبة الله فتورث محبة الله تبارك وتعالى بذلك،
وهذه هي الغاية العظمى التي يسعى إليها كل المؤمنين

كما قال بعض السلف: ‘ليست العبرة بأن تُحِبْ، ولكن العبرة بأن تُحَبَّ’.
فمن أحبه الله تبارك وتعالى، فقد وفقه لكل خير، وتحقق محبة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى للعبد لا يكون إلا بأن يحقق العبد اتباع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "[آل عمران:31]
وبالطبع اتباع الله واتباع دين الله وشرعه.

دار

(2) الاقتداء به صلى الله عليه وسلم:
ومن ذلك الاقتداء به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والتأسي به،
كما قال عز وجل: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" [الأحزاب:21]
فلا بد من الاقتداء به والتأسي به في هديه وخلقه ومعاملته وكل أحواله في البيت، والمسجد، وفي الطريق، في السِّلْم، والحرب، وفي كل الأحوال،
وهذا الاقتداء هو حقيقة أو هو علامة ولازم تلك المحبة، التي يجب أن تكون كما أشرنا.

وقد ورد حديث عن عبد الرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه حسنه الشيخ الألباني بل ذكره في سلسلة الأحاديث الصحيحة في الجزء الذي لم يخرج،
قال: { أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ يوماً فجعل الصحابة يتمسحون بوضوئه وذلك تبركاً منهم بوضوئه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما يحملكم على هذا -أي: لم تفعلون ذلك؟ قالوا: حب الله ورسوله، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من سره أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله، فليصدق حديثه إذا حدَّث، وليؤد أمانته إذا اؤتمن، وليحسن جوار من جاوره }.

ولو تأملنا خلق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لوجدنا أنه أصدق الناس لهجة، وأنه أعظم الناس أمانةً، وأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن الناس جواراً،
فهذا نوع وجزء من شمائله العظمى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجب الاقتداء به فيها، وهذا هو تحقيق محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولازمها ومقتضاها.

دار

(3) تحكيمه في كل موضع نزاع:
ومن أعظم لوازم محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحكيمه في كل موضع نـزاع، فلا يقدم قول أحد ولا رأيه ولا اجتهاده ولا نظره،
ولا حكمه على قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحكمه، يقول الله تبارك وتعالى في هذا:
"فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً" [النساء:65].

وهذه الآية كما ذكر ابن القيم رحمه الله في شرح المنازل، هذه الآية شملت مراتب الدين الثلاثه،
ففيها المقامات الثلاثة:مقام الإسلام ومقام الإيمان ومقام الإحسان
فالتحكيم في مقام الإسلام "فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ" [النساء:65].
فمن لم يحكم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه لا يكون مسلماً، والإيمان في مقام نفي الحرج
"فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ" [النساء:65]
فمن انتفى عنه الحرج فهو مؤمن -أي: حكم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانتفى عنه الحرج بما حكم به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فهذا هو المؤمن.
وأعلى من ذلك وأجل هو تحقيق مرتبة الإحسان وهي التسليم المطلق" وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً" [النساء:65]
فيسلم المؤمن تسليماً مطلقاً لما حكم به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولما أمر ولما أخبر به من خبر فلا يعرضه لا على عقله
ولا على رأيه ولا على مذهبه ولا على قول شيخه، ولا على أي مخلوق أو أي فكر بشري.

وإنَّ مما يجب أن ننبه عليه في هذا المقام، هو ذلك المنكر العظيم الذي وقعت فيه الأمة الإسلامية أو طوائف كبيرة منها
مع دعوى محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومع إظهار بعض الشكليات التي يظنون بها أنهم قد أدوا حقه وأظهروا محبته وزعموها،
وذلك هو: تحكيم القوانين الوضعية في شئون حياتهم، ومعارضة سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهديه وحكمه وشريعته بتلك الأحكام.

فهذه جرأة على الله، وجرأة على مقام النبوة، بل هي إهدار وحط من مقام الرسالة؛
لأن معنى الشهادة بأن محمداً رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأن يشهد العبد أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد أرسل هذا الرسول إلينا لنطيعه ونتبع أوامره،
ونلتزم بكل ما يأمرنا به فيما هو إلا رسول مبلغ من عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

فالذين يرفضون حكم الله ورسوله ولا يقيمون شرع الله ودينه في أنفسهم ولا في مجتمعاتهم ولا في شئون السياسة أو الحكم أو الاقتصا
د أوالاجتماع أو مناهج التعليم، أو أي ناحية من نواحي الحياة فلا ينفعهم أنهم يقيمون له الموالد أو ينشدون له الأناشيد،
أو يحيون ذكريات بدعية في ليلة الإسراء والمعراج وما أشبهها، ويزعمون بعد ذلك أنهم مؤمنون وأنهم يعظمون رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وربما ذهب بهم الشيطان إلى أبعد من هذا فَعَادوا من يُطبِّق سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويتمسك بها ويقتدي بهديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
بحجة أنه مبغض للرسول، أو أنه خارج عن هديه، وينبزونه بأشنع التهم، والألقاب.

فهذا من أعظم المنكرات الدالة على أن هؤلاء الناس تركوا محبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا يقيمون له وزناً، ولا لرسالته ولا لمقام نبوته
ولا لمنـزلته عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الذي فضله الله تعالى بها على العالمين أجمعين.

ولا شك أن هذا مخالف لحال المؤمنين من السلف الكرام والصحابة رضوان الله تعالى عليهم الذين حالهم

كما قال الله تبارك وتعالى:" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا "[النور:51]

فلا اعتراض، ولا منازعة، ولا مدافعة، ولا تردد، ولهذا قال: "وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "[النور:51].

فلا يكون الفلاح إلا لهؤلاء الذين حكَّموا سنته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جميع أعمالهم وحركاتهم ولم تكن لهم الخيرة
فيما يقضي به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
كما قال تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" [الأحزاب:36].

فلا اختيار مع أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل التنفيذ والامتثال، هذه هي لوازم محبته وهذا هو تحقيقها،
وقد أمر الله تبارك وتعالى تبعاً لذلك بالرد
إلى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين
قال: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ "[النساء:59]

والرد إلى الله هو: الرد إلى كتابه عز وجل، إلى هذا الذكر الحكيم، والرد إلى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
هو: الرد إلى سنته، بأن يُسأل في حياته ويرجع إليه في الأمور، وبعد مماته يرجع إلى دينه وسنته، وهديه، فلا يكون لأحدٍ إيماناً إلا بذلك،
كما قال: "إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ "[النساء:59].

فمن ادَّعى الإيمان والمحبة مع عدم الرد إلى الله ورسوله في مواضع النـزاع والاشتباه في أي حال من الأحوال فقد نقض تلك المحبة
وهو كاذب في دعواها، ولم يأتِ بلوازمها، ومقتضياتها.

وكما هو معلوم عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الثابت: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }،
وقد أشار الشراح رحمهم الله إلى أن هذه اللفظة (عليه أمرنا) فيها الجار والمجرور متعلق بمحذوف يقدر بـ(حاكماً أو قاضياً)
من عمل عملاً ليس أمرنا حاكماً عليه أو قاضياً عليه أو خاتماً عليه فهو رد،
فمعنى ذلك: أن أعمال العباد يجب أن تكون تحت أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتحت سنته وهديه وشرعه.

وكذلك في الحديث الآخر يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح: {فمن رغب عن سنتي فليس مني }
فمهما ادَّعى من مدعي محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو راغب عن سنته فليس منه.

وأما صحابته الكرام الذين أحبوه ذلك الحب العظيم فإنهم رضي الله عنهم كانوا متمسكين بسنته، حريصين على التأدب معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والاقتداء به والاهتداء بهديه، والتأدب معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعدم التقديم بين يديه.

دار

(4) عدم التقديم بين يديه وغضّ الصوت:
وأيضاً مما يجب لتحقيق هذه المحبة وهو لازم عظيم من لوازمها:
التقديم بين يديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وغض الصوت عنده يكون في حياته كما هو معلوم بالنسبة لشخصه ولذاته، وبعد مماته يكون بالتأدب مع سنته وغض الصوت، فلا يرتفع صوت رأي، ولا فكرة، ولا مذهب، ولا قياس فوق سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقد كان الصحابة الكرام، يدركون هذا المعنى غاية الإدراك كما ورد في صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال:{كنا عند عمران بن حصين في رهط منا، وفينا بشير بن كعب، فحدثنا عمران يومئذٍ، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحياء خير كله -قال- أو قال: الحياء كله خير }.

الحديث المشهور المعروف { والحياء شعبة من الإيمان }
والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {الحياء خير كله أو الحياء كله خير } هذا بلفظ عام لم يخصص بشيء
فقال بشير بن كعب: {إنا لنجد في بعض الكتب، أو الحكمة أن منه سكينة ووقاراً لله ومنه ضعف }
يقول: نجد في بعض الكتب أو في بعض موروثات كتب الأولين أن من الحياء سكينةً ووقاراً ولكن أيضاً، أن منه ضعف.

{قال أبو قتادة: فغضب عمران حتى احمرتا عيناه، وقال: ألا أراني أحدثك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَ
ولا شك أن الغضب الثاني أشد من الغضب الأول، فلما رأى أولئك الرهط ثورة عمران، أخذوا يهدئونه
قال أبو قتادة: {فما زلنا نقول فيه: إنه منا يا أبا نجيد إنه لا بأس به }.

يقولون: يا أبا نجيد، إن بشيراً هذا منا، إنه ليس من أهل البدع ولا من أهل النفاق ولا من أهل الزيغ والضلال، فما حصل منه هو عمل أهل الزيغ
وأهل الضلال وأهل النفاق الذين إذا قيل لهم: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قالوا: إن الأمر كذا، ولكن فلاناً قال كذا، ولكن العلماء قالوا كذا، ولكن المذهب فيه كذا، ولكن الشيخ الفلاني أفتى بكذا، إلى آخر ذلك.

ولذلك الإمام الشافعي رحمة الله عليه، عبَّر عن ذلك تعبيراً عظيماً حين جاءه رجل يسأله عن أمر من الأمور
فقال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذا -وتلا عليه حديثاً-
فقال له الرجل: فما رأيك أنت؟ فغضب الإمام الشافعي رضي الله عنه، غضباً شديداً، وقال: أتراني في كنيسة؟! أترى عليَّ زناراً؟!
أقول لك: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتقول ما رأيك أنت.
فكانوا يعلمون ويدركون أنه لا رأي لأحد مع كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومع هديه، ومع سنته.

دار

(5) الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم:
يجب أو ينبغي أن ننبه إلى أمر عظيم من لوازم محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصلاة والسلام عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الأمر العظيم قد جاء تفصيله في الشرع؛ فهناك مواضع تجب فيها الصلاة والسلام عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصيغة أو بالصيغ الشرعية الواردة في الأحاديث الصحيحة، وهناك مواضع تستحب فيها هذه الصلاة وتتأكد، وهناك أحوال بل نقول: إنها في كل حال، وفي كل وقت الصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي قربة وذكر ونافلة وعبادة من أعظم العبادات وأجلِّها.

دار

(6) عدم أذيته صلى الله عليه وسلم:
مما يجب أن يعلم أن من لوازم محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدم أذيته، كما تفضل الشيخ عبد الله في مسألة الاستهزاء؛ بل إن الله سبحانه بيَّن أن أذيته هي شأن المنافقين وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ [التوبة:61].

فأي قول فيه نوع من التحقير، أو التقليل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو الحط من قيمته، أو الأذية له أو لسنته فإنه من عمل المنافقين
وهذا النفاق هو نفاق أكبر – نسأل الله العفو والعافية –
وما من قلب ينعقد على شيء من بغض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو كراهيته ويكون صاحبه مؤمناً قط.

نـعـم. الناس يتفاوتون في محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفاوتاً عظيماً، ولكن المؤمن المسلم لا يخلو قلبه أبداً
من شيء من محبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن قل، أما أن يشتمل قلب أحدٍ من البشر بشيء من كراهيته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فهذا هو الكفر عياذاً بالله، ولا يجتمع الإيمان مع بغضه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبداً،
ومن ذلك عدم إيذائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في زوجاته،
وعدم إيذائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صحابته الكرام.

فإن من آذاه في زوجاته أو في صحابته فكأنما آذاه في نفسه وفي شخصه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الواحد من الناس أوالواحد من البشر
من آذاه في زوجته أو في صديقه، أو في حبيبه فلا شك أنه آذاه هو، فكيف بمن آذى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيء من ذلك؟!
وهذا مما هو معلوم من جميع المسلمين -ولله الحمد- وإنما أحببنا أن ننبه فيه لأهميته.

دار

دار


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
رضينا بالله ربا وبسيدنا محمد رسولا ونبيا
تسلم يديكي اختي مناهل
جعل الله عملك هذا بميزان حسناتك
الله يوفقك ويجزاك خير على هذه الحملة انا اول المشاركات

دار

درس جميل جدااستفدت منه
اللهم صلي على سيدنامحمدوعلى آله وصحبه وسلم
تقبلي تقييمي ياغالية

جزاكِ الله خيرا غاليتي

ووفقنا لكل ما ينفعنا في عاجل دنيانا وآجل آخرتنا

[CENTER]

دار[/CENTE

وبارك الله فيكِ في سعيكِ الطيب
محاضره رائعه تسلم الأيادي أختي العزيزه
ربي يجعلها في ميزان حسناتكِ
ويرزقكِ شفاعة الحبيب المصطفى
صلى الله عليه وسلم

الشيخ صالح المغامسى لا يتمالك نفسه من البكاء 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما يتكلم صاحب القلب الرقيق عن صاحبة القلب الرقيق ..

فهو حديث ذو شجون .. هو حديث لايخلو من الدموع ..

ولا يمكن أن يمر على القلب والعين بسلام ..

فلابد من آهات .. ودمعات

أترككم مع هذا المشهد ..

دار دار دار

http://www.mashahd.net/view_video.ph…9ff9c579320eb7

مشرفتي الغالية
دائماً متميزة بطرحكِ الجميل والمفيد
جزاك الله كل خير على ماتقدميهِ
وجعلها في موازين حسناتكِ
ويعطيكِ الله العافيه

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

والله ربي يحفظك ويحفظ الشيخ المغامسي

دار
دار
مشكورين حبيباتى على مروركم الطيب

دعاء سحر التفريق والأرحام والطلاق بصوت الشيخ 2024.

هذا موقع صوتيات الرقيه الشرعيه

الرقية الشرعية الشاملة لعلاج المس والسحر والعين بصوت الشيخ خالد الحبشي حفظه الله.

http://www.roqyahvoice.com/index.php
وفيها الشفاء باذن الله تعالى

وادعولي يارب تفرج همي وتسهل امري

تسلمين حبيبتي على هل الموضوع القيم
اللهم تفرج همك ويسهل امرك

شكرا امواج تسلمين على الدعاء والرد
مشكورة اختى جزاكى الله كل خير وفرج كربك وكربنا جميعا
دار
شكرا جزيلا اسعدني دعائكم لي تقبل الله منا ومنكم

السعادة في ظلال الإيمان بقلم الشيخ الدكتور سلمان العودة حفظه الله ورعاه 2024.

دار

السعادة في ظلال الإيمان

إن الحياة إذا خلت من الإيمان فهي صحراء وهجير لافح، ليس فيها ظل ولا ماء ولا مأوى.

إِذَا الِإيمَانُ ضَاعَ فَلَا أَمَانٌ وَلَا دُنْيَا لِمَنْ لَمْ يُحْي دِينَا

وَمَنْ رَضِي الْحَيَاةَ بِغَيْرِ دِينٍ فَقَدْ جَعَلَ الْفَنَاءَ لَهَا قَرِينَا

فالإيمان من أقوى أسباب السعادة الدنيوية والأخروية ونتبين هذا فيما يلي:
أولاً: السعادة والعبادة :

جل وعلا بطاعته وبفرائضه مما يخلق سعادة في القلب لا يُحسّها إلا من وجدها.
أ: نجد السعادة في أداء الفرائض:

يقول ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه :
( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ)
رواه البخاري في صحيحه.

ويقول الله جل وعلا : " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"[النحل:97].

يقول إبراهيم بن أدهم -وهو في نعيم العبادة-: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه؛ لجالدونا عليه بالسيوف.
ب: ونجد السعادة في أداء النوافل:

وفي تتمة الحديث القدسي يقول ربنا سبحانه وتعالى :
( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ) .

فالنوافل مما يقربك إلى الله جل جلاله حتى تظفر بمحبته، وإذا أحبك الله سبحانه فلا خوف عليك.

وَإِذَا الْعِنَايَةُ لَاحَظَتْكَ عُيُونُهَا نَمْ فَالْمَخَاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ

ج: ونجد السعادة في ذكر لله جل وعلا:

يقول الله في محكم كتابه: " الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" [الرعد:28].

يقول ابن القيم -رحمه الله-: حضرت عند ابن تيمية, بعد صلاة الفجر، فجلس يذكر الله سبحانه وتعالى حتى ارتفع النهار، وتعالت الشمس, وتوسطت، ثم التفت إليَّ، وقال: هذه غدوتي, لو لم أتغدّها لم تحملني قواي.
إنها ساعات يخلو فيها بربه؛ فيناجيه, ويدعوه, ويستغفره، ويبتهل إليه، ويتضرع ويسكب دموع الندم بين يديه ؛ فيخرج وقد غسل قلبه بهذه العبادة، وتجددت حياته وروحه وخلاياه وأنسجته، وتجدد عقله وقلبه.

د: ونجد السعادة في القرآن:

يقول الله جل وتعالى : " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ" [الإسراء: 82].
نعم!
القرآن شفاء لأمراض النفوس، وضيق الصدور، وكروب القلوب، بل وشفاء لعلل الأجساد وأمراض الأبدان.

هـ: ونجد السعادة في البِرّ بأنواعه :

يقول الله سبحانه وتعالى : " إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ" [الانفطار:13-14].
يقول بعض المفسرين: إن النعيم الذي وعده الله الأبرار هو في الدنيا وفي الآخرة، وإن الجحيم الذي أوعده الله الفجار هو في الدنيا وفي الآخرة.
فإنه يخلص إلى الأبرار في هذه الدنيا من آثار الجنة التي وُعدوا من البر والروح والإشراق والسرور والسعادة ما تهتز له قلوبهم طرباً وترقص منه أفئدتهم أنساً وفرحا حتى يقول قائلهم: إنا لفي نعمة إن كان أهل الجنة في مثلها فهم في عيش طيب.
وهكذا يخلص إلى الفجار وأهل التعاسة والشقاء من سموم النار ولهبها ولفحها وهجيرها ما يكدر عليهم صفو عيشهم وحياتهم، حتى لا يجدون طعماً لمالٍ، ولا أهل، ولا نوم، ولا شرب، ولا صحة، ولا شباب، ولا سفر، ولا إقامة !

و: ونجد السعادة في الصلاة :

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أَرِحْنَا بِهَا يَا بلال) رواه الإمام أحمد وأبو داود.

وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ).رواه الإمام أحمد والنسائي .
إن العبد ربما أنس لحظات إلى شخص يحبه، فتحدث إليه ووجد في الحديث إليه -ولو كان حديثاً عادياً- من السرور الشيء العظيم
فكيف إذا كان يناجي ربه, ويعبده, ويسجد له ويركع!

ي: ونجد السعادة في معرفة الله عز وجل :

فإن العبد إذا عرف ربَّه استراح، فيرى أثر الله عز وجل في ملكوته، يرى أثر صنعته وإبداعه, وعلمه, ورحمته, وحكمته في كل شيء.
نعم! لم ير ربَّه, لكنه رأى آثار صنعته, وآثار أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
لذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه لما سئل عن الإحسان: ( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ).

إِلَهِي رَأَيْتُكْ!
إِلَهِي سَمِعْتُكْ!
رَأَيْتُكَ فِي كُلِّ شَيءْ
سَمِعْتُكَ فِي كُلِّ حَيّ
تَعَالَيْتَ! لَمْ يَبْد شَيءٌ لِعَيْنِي
تَبَارَكْتَ! لَمْ يَنْب صَوْتٌ بِأُذْنِي
وَلَكِنَّ طَيْفَاً بِقَلْبِي يُهِلُّ
وَمِن طَيْفِه كُلُّ نُورٍ يُطِلُّ

فيأنس المؤمن حين يرى آثار إبداع الله سبحانه وتعالى وعلمه وربوبيته وألوهيته أتم الأنس.
ولهذا جاء في صحيح مسلم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

( ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِي بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ).

· هذا مدير شركة أمريكية كبيرة جداً، تجمعت له الأموال, والجاه, والمكانة, والوظيفة، ولكنه كان يشعر بشقاء مرير، ويأوي إلى الفراش
فيجلس ساعات يتقلب دون أن يصل النوم إلى عينيه، وقد أعجبه أن من ضمن العاملين العاديين في هذه الشركة شاباً عربياً مسلماً
في وظيفة متوسطة، وراتب متواضع، لكن هذا الشاب دائم الإشراق والبشر والابتسام والضحك والسرور.
يأكل بسرور، وينام بسرور، ويأتي ويذهب طلق المحيا، لم يره يوماً من الأيام مُكفهراً, أو مُقطباً.

فأحضره في مكتبه.
وقال له: ما شأنك؟ لماذا أنت سعيد كل هذه السعادة؟!
قال له: والله لقد عرفت ربي، وعرفت دربي، وآمنت بالله عز وجل، ولذلك استرحت.
قال: هل لك أن تهديني, أو تدلني؟!
فأخذ بيده إلى أحد المراكز الإسلامية، وهناك تعرّف على الإسلام، وسمع كثيراً من الشرح عنه،
ثم لُقِّن: (أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ).

وما إن نطق بها لسانه حتى انهال في بكاءٍ مرير, ودموع حارة.
وقال: إنني شعرت بسعادة لم أشعر بها طيلة عمري!

· وهذا رجل آخر.
ذهب مع مجموعة من الدعاة إلى هناك.
هو لا يعرف شيئاً، ولكنه ـ لأول مرة ـ صاحبهم من باب التجربة.
فتأخروا عليه في السيارة؛ فنام في سيارته وهو ينتظرهم، وكان يراقبه من العمارة المجاورة رجل، فنزل إليه وطرق عليه باب السيارة ،
ولما فتح له صافحه، ووجده لا يعرف اللغة الإنجليزية؛ فاستعان بمترجم وسأله:

من أنت؟
وما دينك؟
ولما وجد أنه مسلم.
قال: أريد أن أعرف السر أو الإكسير الذي يجعلك تنام في السيارة خلال نصف ساعة، بينما أنا تعوّدت أن أجلس ساعتين يومياً قبل أن أظفر بنومة قليلة، يكدرها علي قلق وتوتر.
ثانياً: السعادة والإيمان
لقد سجل الله في القرآن الكريم أن السعادة قرين الإيمان.
يقول الله جل وعلا: " الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ" [الأنعام:82].
الأمن في قلوبهم وحياتهم ودنياهم وآخرتهم؛ ولذلك فإن المؤمنين كلما صح إيمانهم؛ قويت قلوبهم، وتمت سعادتهم.
وما أصاب الإنسان من نقص ذلك " فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" [الشورى:30].
الأستاذ " بودلي" رجل غربي، عاش في الصحراء الغربية بين الأعراب, وارتدى زيهم, وأكل طعامهم, واشترى قطيعاً من الغنم يرعاه في الصحراء.
وكتب كتاباً عن الرسول صلى الله عليه وسلم اسمه: ( الرسول) .
عاش التجربة الغربية، وعاش التجربة الإسلامية عند مسلمين بسطاء عاديين، ليسوا علماء, ولا متخصصين ولا طلبة علم؛
إنهم رعاة في الصحراء فماذا يقول؟
يقول: تعلمتُ من عرب الصحراء، كيف أتغلب على القلق؟
فهم يؤمنون بالقضاء والقدر، فيعيشون أوقاتهم بأمان، لكنهم لا يقفون مكتوفي الأيدي إزاء الكوارث التي يمكن أن تحل بهم.
يقول: هبت ذات يوم ريح عاصفة صحراوية رملية، فأهلكت كثيراً من الغنم, وألقت ببعضها في الرمال، ولما هدأت العاصفة كنتُ في غاية الانفعال والتأثر، بينما وجدت هؤلاء الأعراب يركض بعضهم إلى بعض، وينادي بعضهم بعضاً, وهم يضحكون, ويهتفون بأغانيهم المعتادة, ويحمدون الله
فيقولون: الحمد لله لقد بقي 40% من الأغنام لم تصب بأذى.
ولما رأوا تأثري؛ قالوا لي: إن الغضب والانفعال لا يصنع شيئاً، وهذا أمر كتبه الله وقدره وقضاه.
يقول: ومع ذلك وجدتهم يحاولون جهدهم أن يتخلصوا من آثار الكارثة، وأن يعالجوها بقدر الإمكان.
فهم يؤمنون بالقضاء والقدر، ولكن لا يفهمون أن القضاء والقدر معناه الاستسلام، وترك العمل، وترك الأسباب.
يقول: وسافرت معهم ذات مرة بسيارة في الصحراء، وفي وسط الصحراء القاحلة توقفنا؛ فإذا بأحد العجلات (إطار السيارة) قد انفجر؛ فغضبت!
فقالوا لي: الغضب لا يصنع شيئاً.
ومشت السيارة قليلاً على ثلاث عجلات، ثم توقفت؛ لنكتشف بعد ذلك أن الوقود قد انتهى!
ووجدتهم ينزلون من السيارة ويدعونها جانباً، ثم يسيرون على أقدامهم، ويتقافزون مثل الظباء, بروح عالية, وسرور وبهجة وأنس،
وهم يتناشدون الأشعار، ويتحدثون معي.
يقول هذا الرجل: لقد أقنعتني الأعوام السبعة التي قضيتها في الصحراء أن الملتاثين، ومرضى النفوس، والسكيرين والمعربدين في أوروبا وأمريكا، ما هم إلا ضحايا المدنية الغربية، التي تتخذ من السرعة أساساً لها.
بقلم الشيخ الدكتور
سلمان العودة حفظه الله ورعاه

دار

بارك الله فيك
وجزيتي الفردوس الأعلي
ونفع الله بك الأسلام والمسلمين
دار
بوركتِ أختي الحبيبه
وبارك الله في إيمانكِ
وزادكِ عزاً ورفعةً في الأسلام
دار

بوركت اخيتي
رزقك الله السعادة في الدارين
ونفع الله بكِ الاسلام
ورفع قدرك في عليين

في حفظ الله يا غالية علينا

جميل ما نقلتي لنا
جزاكِ الله خير الجزاء
نقل رائع
وحفظ الله شيخنا الفاضل جعله الله في موازين حسناته

كلمات تعزف على القلوب جميل الأمل

و تحثها على حسن العمل

فـ بالإيمان إلى السعادة نصل

و نستدرك مابقي من العمر والهم نُزل

حيث تستمر سعادتنا وتتغلغل

رائع هو طرحكِ

كذا كان موضوعكِ

طاب لي المكوث هنا

كل الشكر لكِ

دار

مالك الرحبي تلميذ الشيخ "رحمهما الله" يقول ياشيخ محمد بن عثيمين ضع لي منهج أسير عليه في الحياة 2024.

دار

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهذه رسالة من الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى

إلى تلميذه الذي لقب نفسه بـ"مالك الرحبي"
مازن أحمد المنسي الغامدي رحمه الله

قال فيها الشيخ
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد الصالح العثيمين "رحمه الله" إلى الابن (…. ) حفظه الله تعالى "رحمه الله"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد سألتني بارك الله فيك أن أضع لك منهجا تسير عليه في حياتك…
وإني لأسال الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه الهدى والرشاد والصواب والسداد وأن يجعلنا هداة مهتدين صالحين مصلحين فأقول:

أولاً : مع الله عز وجل
1- احرص على أن تكون دائما مع الله عز وجل مستحضرا عظمته متفكرا في آياته الكونية مثل خلق السموات والأرض وما أودع فيهما من بالغ حكمته وباهر قدرته وعظيم رحمته ومنته .
وآياته الشرعية التي بعث بها رسله ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
2- أن يكون قلبك مملوءا بمحبة الله تعالى لما يغذوك به من النعم ويدفع عنك من النقم ولا سيما نعمة الإسلام والاستقامة عليه حتى يكون أحب شيء إليك.
3- أن يكون قلبك مملوءا بتعظيم الله عز وجل حتى يكون في نفسك أعظم شيء..
وباجتماع محبة الله تعالى وتعظيمه في قلبك تستقيم على طاعته قائما بما أمر به لمحبتك إياه تاركا لما نهى عنه لتعظيمك له.
4- أن تكون مخلصا له جل وعلا في عباداتك متوكلا عليه في جميع أحوالك لتحقق بذلك مقام (إياك نعبد وإياك نستعين).
وتستحضر بقلبك أنك إنما تقوم بما أمر امتثالا لأمره وتترك ما نهى عنه امتثالا لنهيه فإنك بذلك تجد للعبادة طعما لا تدركه مع الغفلة
وتجد في الأمور عونا منه لا يحصل لك مع الاعتماد على نفسك.

ثانياً : مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
1- أن تقدم محبته على محبة كل مخلوق وهديه وسنته على كل هدي وسنة .
2- أن تتخذه إماما لك في عباداتك وأخلاقك بحيث تستحضر عند فعل العبادة أنك متبع له وكأنه أمامك تترسم خطاه وتنهج نهجه.
وكذلك في مخالقة الناس أنك متخلق بأخلاقه التي قال الله عنها(وإنك لعلى خلق عظيم).
ومتى التزمت بهذا فستكون حريصا غاية الحرص على العلم بشريعته وأخلاقه.
3- أن تكون داعيا لسنته ناصرا لها مدافعا عنها فإن الله تعالى سينصرك بقدر نصرك لشريعته.

ثالثاً : عملك اليومي غير المفروضات


1- إذا قمت من الليل فاذكر الله تعالى وادع الله بما شئت فإن الدعاء في هذا الموطن حري بالإجابة واقرأ قول الله تعالى( إن في خلق السموات والأرض ) حتى تختم سورة آل عمران وهي عشر آيات.
2- صل ما كتب لك في آخر الليل واختم صلاتك بالوتر.
3- حافظ على ما تيسر لك من أذكار الصباح . قل مئة مرة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
4- صل ركعتي الضحى.
5- حافظ على أذكار المساء ما تيسر لك منها.

رابعاً: طريقة طلب العلم.
1- احرص على حفظ كتاب الله تعالى واجعل لك كل يوم شيئ معينا تحافظ على قراءته ولتكن قراءتك بتدبر وتفهم .
وإذا عنت لك فائدة أثناء القراءة فقيدها.
2- احرص على حفظ ما تيسر من صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حفظ عمدة الأحكام.
3-احرص على التركيز والثبات بحيث لا تأخذ العلم نتفا من هذا شيء ومن هذا شيء لأن هذا يضيع وقتك ويشتت ذهنك.
4- أبدا بصغار الكتب وتأملها جيدا ثم انتقل إلى ما فوقها حتى تحصل على العلم شيئا فشيئا على وجه يرسخ في قلبك وتطمئن إليه نفسك.
5- احرص على معرفة أصول المسائل وقواعدها وقيد كل شيء يمر بك من هذا القبيل فقد قيل: من حرم الأصول حرم الوصول.
5- ناقش المسائل مع شيخك أو من تثق به علما ودينا من أقرانك ولو بأن تقدر في ذهنك أن أحدا يناقشك فيها إذا لم تمكن المناقشة مع من سمينا.
هذا وأسال الله تعالى أن يعلمك ما ينفعك وينفعك بما علمك ويزيدك علما ويجعلك من عباده الصالحين وحزبه المفلحين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبه محمد الصالح العثيمين في 3 رجب 1412 هـ التوقيع.

أهـ

جاءت هذه الرسالة ضمن قصة "مالك الرحبي" المنتشرة على الشبكة

وهي قصة طويلة جاءت في 69 فصل

سرد فيها مؤلفها قصة طلبه للعلم وماحدث له فيها من أحداث

هروبه من المنزل

ذهابه إلى أبها

ثم إلى الرياض

ثم إلى حائل

والأحداث التي حصلت له فيها

وتغييره لاسمه

إلى غير ذلك..

وهي موجودة في موقع صيد الفوائد بعنوان رحلتي إلى النور

http://www.saaid.net/book/open.php?cat=93&book=1962

أسأل الله أن يلهمنا الصواب

وأن يوفقكم لكل خير

منقول

رحم المولى شيخنا العلامة محمد بن عثيمين
ورحم صاحب الرحلة مالك الرحبي

دار

جزاك الله خير الجزاء
سلمت يداك على منقولك المميز
اسال الله ان لا يحرمك الاجر والثواب

بارك الله فيكِ وجزاكِ الله ووالديكِ الفردوس الأعلى
سلِمت يداكِ حبيبتي الغاليه
وتقبلي ودي ومروري

دار
دمتن فى حفظ الله و رعايته و أمنه
غالياتي وحبيباتي في الله
جزاكن الله خيرا وأسعدكن المولى في الدارين ..
أنرتم متصفحي بتواجدكن ياغاليات ..
أنـار الله قلوبكن بالتقوى

دار

خطورة الاعتداء على الدين – الشيخ على بن عمر بادحدح 2024.

خطورة الاعتداء على الدين – الشيخ على بن عمر بادحدح
خطورة الاعتداء على الدين – الشيخ على بن عمر بادحدح


دار
خطورة الاعتداء على الدين – الشيخ على بن عمر بادحدح

وصية الله لكم جلّ وعلا لكم معاشر المؤمنين تقواه في كل آن وحين إلى قيام الساعة يوم الدين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
"أي خير وأي دين فيمن يرى محارم الله تُنتهك وحدوده تضاع ودينه يُترك وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان شيطان أخرس، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورئاساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين؟!
وإن أعظم بلية موت القلوب فإن القلب إذا كانت حياته أتم كان غضبه لله ولرسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل"، كلمات تصف الواقع وكأنها قيلت اليوم أو بالأمس القريب وهي من كلمات ابن القيم قبل أكثر من سبعة قرون.
وتلكم قضية أساسية إن لم يكن الدين في قلوب المؤمنين هو أعظم من كل شيء، وإن لم تكن الغيرة عليه والحمية له هي أولى من كل تأثير آخر فإن ها هنا خللاً كبيرا وإن ها هنا اضطراباً في حياة القلوب أو ضعف حياتها أو مواتها، ولقد قال نبينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إن الله يغار وإن غيرة الله أن تنتهك محارمه)

الراوي: أبو هريرة المحدث:مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2761
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وضرب لنا صلى الله عليه وسلم من نفسه المثل: (فما كان يغضب لنفسه فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه قائمة)، ولما جاءه حِبّه أسامة بن زيد عندما حثّه الناس وألحوا عليه أن يكلم النبي صلى الله عليه وسلم في شأن المخزومية التي سرقت غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لأسامة: (أتشفع في حد من حدود الله؟!)، ثم تكلم في الناس وقال: (والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها)

الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6788
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكان كذلك انتصاره عليه الصلاة والسلام للمرأة التي كُشفت عورتها في سوق اليهود فأجلاهم بعد أن حاصرهم.
وشواهد ذلك في التربية النبوية للصحابة رضوان الله عليهم كثيرة فقد صحّ عند البخاري من حديث عبدالله بن المغفل المزني رضي الله عنه أنه قال: "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف" وهو الرمي بصغار الحصى وقال: "إنها لا تهزم عدواً ولا تنكأ جرحاً ولكنها تفقأ العين وتكسر السن"، فقال رجل عنده وفي رواية فقال بعض بنيه: لا بأس بهذا أو لا يضر هذا، فقال: "أقول لك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول هذا، والله لا أكلمك أبدا".
وعند ابن ماجة بسند صحيح من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن درهم بدرهمين" فقال رجل: لا بأس بهذا يداً بيد، فقال: "لا بأس بهذا؟!، والله لا يظلني وإياك سقف أبدا"، كل أمر يُعترض فيه على دين الله أو يخالَفُ فيه شرع الله كان الموقف فيه واضحاً؛ لأن الغيرة في القلوب كاملة ولأن الحمية في النفوس مشتعلة ولأن دين الله عز وجل كان هو الأول والأولى في مسيرة الحياة كلها يقدّم على الأموال وعلى النساء والأبناء وعلى الأهل والأقارب والعشيرة وعلى كل المصالح وعلى كل المخاوف من جميع الوجوه.
ومثل ذلك أيضاً ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه لما روى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل يتبختر في برديه -أي متكبراً- فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة فقام فتى وقال: كان يمشي هكذا، أي يستهزئ بالصفة الواردة في هذا، فعثر ثم انتكس فقال أبو هريرة رضي الله عنه وهو يشير إلى فمه: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95]
وذلك أمر ظاهر فيما كان أصلاً في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صحّ عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً أن يأكل بيمينه وكان يأكل بشماله فقال: لا أستطيع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا استطعت)، فما استطاع أن يرفع يده بعد؛ لأنه قال ذلك تكبراً عن الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم والتزام الشرع والدين: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
وعلى هذا مضى أخيار الأمة من العلماء والأمراء كل من كان في هذه الأمة مقدماً إنما كان تقديمه لأنه يقدم الدين ويجعل جهده وجهاده وهمّه أن يقيم هذا الدين وأن يحفظه وأن يبلّغه وأن يذود عنه فلما قدموا الدين قدمهم الله في العالمين، والأمثلة أكثر من أن تحصى في مثل هذه المواقف عن الصحابة غنية عن ذكر غيرها كذلك من أعيان التابعين والأئمة المرضيين من علماء الأمة في قرونها وعصورها كلها، غير أني أقف وقفة مع أحد الخلفاء وهو هارون الرشيد الذي تشوّه صورته بأنه يستمع إلى القيان والغناء والمعازف والخمور وغير ذلك، وذلك محض كذب فإن سيرته جهاد وعلم، وروى أبو معاوية الضرير أحد رواة الأحاديث أنه ما سمع حديثاً -أي الرشيد- عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان يقول: "صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله" ولما روي عنده حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (وجدت أني أقاتل في سبيل الله ثم أقتل ثم أحيا فأقاتل في سبيل الله ثم أقتل ثم أحيا فأقاتل في سبيل الله ثم أقتل)

الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 7227
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

قال أبو معاوية: "فبكى هارون الرشيد حتى انتحب" رحمه الله.
والموقف الذي يذكر هنا أنه روي عنده حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "احتج آدم موسى أو حجّ آدم موسى" أي فيما كان من الحوار بينهما المذكور في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وفي القوم رجل من قريش قال: أين لقيه؟
فغضب الرشيد من وقته وقال: "النطع والسيف.. زنديق يطعن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم" فما زالوا يهدئونه ويسكنونه ويقولون كلمة بدرت -أي لم يكن يقصد ذلك-، تلك هي الغيرة على دين الله.
ولنعلم أيها الإخوة الكرام أن مقاصد الدين الخمسة التي جاءت شريعة الإسلام بها من حفظ الدين والمال والنفس والعرض كل ذلك مقدمته وأوله حفظ الدين في خمسة أوجه لا بد من كمالها وتمامها على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة وعلى مستوى ولاة الأمور العلم به والعمل به والدعوة إليه والتحاكم إليه والجهاد في سبيله، تلك هي معالم حفظ الدين الذي هو أساس وأول مقاصد شريعة الإسلام، وذلك ما جاءت به آيات القرآن فيما وضّحته لنا من مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ} [البقرة: 129]
تعليم ثم تربية بموجب هذا التعليم وتزكية للقلوب والنفوس بذلك العلم والوحي الرباني: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]
وذلك أمر ظاهر.
وفي الدعوة: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]، فذلك هو أحسن الناس قولاً.
وفي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (من دعا الناس إلى هدى فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)

الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث:البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3701
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

والأحاديث في فضل تعليم العلم كثيرة في هذا الشأن.
وأما التحاكم والحكم فقد جاء قوله جل وعلا: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ} [النساء: 105]
وهذا التحاكم كما قال السعدي: "يقتضي هنا التحاكم في الدماء والأعراض والأموال وسائر الحقوق وكذا في العقائد وفي جميع مسائل الأحكام" فإن شريعة الله جلّ وعلا حاكمة وإن القرآن في أمة الإسلام هو المرجع في كل حكم وقضية ولا بد أن يكون ذلك كذلك، وإن انتقاص أي حكم من الأحكام ووضع غيره بدلاً عنه إنما هو معاداة ومحادة لله ولرسوله ومناقضة لعموم حكم الشريعة والقرآن في هذه الأمة: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]
ينبغي أن ندرك حقائق هذه الأمور وأن ندرك أهميتها؛ لأن هذا الدين قائم على أصول حفظه سواء كان ذلك بإقامته أو كان بحمايته فإقامته كما قلت بالعلم والعمل والدعوة والحكم والجهاد كما قال عز وجل: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ} [البقرة: 193]، فإن غاية هذا الجهاد إنما هي الحماية للدين ولحرية العقائد ولإقامة الشريعة: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج : 32].
واليوم لدينا مشكلات كبيرة من أجلّها وأعظمها تهوين وتوهين تعظيم الدين في قلوب الناس من وجوه كثيرة أولها الإعلان للمنكرات وإشهارها ومنع من يعترض عليها والحيلولة بين من يقوم بإنكارها وذلك من أخطر الأمور وأشدها ضرراً على الدين وأهله وفي الأمة كلها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن خطورة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال لنا الحق سبحانه وتعالى فيما قصّ علينا من شأن بني إسرائيل وما جرى عليهم من الأمور العظيمة والبلايا العظيمة: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [المائدة : 79].
وهذا أمر في غاية الأهمية ولا بد أن نعرف أنه بقدر ما يكون من انتهاك حرمات الله والتعدي على أحكام الإسلام والإعلان عن مخالفة أي وجه من وجوه الأحكام الشرعية لأنه ليس فيها صغير ولا كبير فإن كل أمر من الله عظيم وإن كل حكم من أحكام الله جلّ وعلا جسيم وإن كل أمر عن الله وعن رسوله لا بد أن يُتلقى بالإيمان والتسليم: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [النساء : 65].
والأمر الثاني وهو في غاية الخطورة وهو أمر التبديل والتلبيس على عباد الله والتبديل في شرع الله وذلك بإضفاء المشروعية على ما هو محرم، وبالقول إن هذا أمر لا بد منه في الواقع وإن التغير في حالنا وعصرنا يقتضي منا مرونة وكأنها على حساب ديننا وأحكام شرعنا ويقولون كذلك إن مثل هذا التمسك هو ضرب من التشدد ولون من التطرف وصورة من الانغلاق وقضية يكون فيها مظهرنا في العالم متخلفاً متأخرا! وكأننا إذا تركنا ديننا سيرضى عنا أولئك القوم!!
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120]
واليوم في ظل هذه العولمة وفي ظل تلك الهمهمة وفي ظل تلك الموجات الإعلامية المضللة يكتب أننا قد بلغنا أو بلغ بعضنا ما أشار إليه حديث حذيفة ويروى مرفوعاً ويروى موقوفاً: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عُوداً عُودا -وفي ضبط آخر- عَوداً عَودا، فأيما قلب أشربها نُكتت فيه نكتة سوداء فإن تاب واستغفر صُقل منها وإلا أصبح قلبه أسود مرباداً كالكوز مجخّياً -أي مقلوباً- لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه)

الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث:مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 144
خلاصة حكم المحدث: صحيح

أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
الخطبة الثانية:
أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله فإن أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه تقواه في كل آن وحين.
وإن من أعظم التقوى المحافظة على مكانة الدين في القلوب والغيرة على محارم الله في النفوس والحمية لهذا الدين في كل آن وحين في صغير الأمور وكبيرها مع انضباط بالشرع وأخذ بالحكمة، لكن أحداً لا يقول إن الحكمة هي موات القلوب ولا أحد يقول إن التزام الشرع يقتضي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن من أسوأ ما يكون في المجتمعات عندما يُقرّ الباطل ويُكرّس منهجاً أو نظاماً أو قانوناً متّبعاً، ونحن نشكو في كثير من بلاد المسلمين من قبل بأنه نُصّب في منصة التشريع أحكام وأنظمة تخالف شرع الله عز وجل بالكلية، فكذلك إذا كان الأمر في أمر يسير أو في نظام متعلق بأي وجه من الوجوه في علم أو عمل أو تعليم لا بد أن يكون المرجع في كل ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يكون ذلك يقيناً في القلوب ونحن نوقن بأن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان، ونحن نوقن بأن هذا الدين هو دين العلم والحضارة، ونحن نوقن بأن هذا الدين هو دين الإنسانية في أرقى معانيها ومغازيها، ولكن الوهن الذي سرى إلى قلوب البعض والضعف الذي سرى إلى يقينهم والخلل الذي جاء وتسرّب إلى تصوراتهم جعلنا نستمع إلى من يقول إنه يريد أن يفصل الدين عن السياسة أو إن الفنون لا ارتباط لها بالأحكام أو أن الآداب للأدب كما هي دون أن تكون مقيدة بما يحدّ كما يقولون من الطاقات والابداع والأفكار وغير ذلك مما يقولون وكأن دين الله سبحانه وتعالى إنما جاء -والعياذ بالله- للتضييق على الناس وتنكيد معيشتهم وعدم إدخال السرور عليهم والله جل وعلا يخبرنا أن الحياة الطيبة وأن السعادة الهانئة إنما تكون في ظلال الإسلام وفي ظلال التسليم بالقرآن وفي ظلال الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وليس هناك أخطر من أن تعادي الناس في دينهم، قد يصبر الناس إذا أُخذت أموالهم، قد يحتملون إذا ضُيّق عليهم في معاشهم، قد يغضون الطرف إذا أسيئت معاملتهم؛ لكن تكرار انتهاك الدين واضطرار الناس في معاشهم إلى أن يجبروا على مخالفة دينهم فإن ذلك يستفزهم ويثير حفائظهم ويجعل الأمر غير قابل لأن يسكتوا عما كان من انتهاك لحرمة دين الله أو تعد على شرع الله عز وجل، فينبغي أن ندرك أن أهل الإسلام والإيمان إنما يحركهم في هذه الحياة دينهم سواء كان ذلك رغبة أو رهبة، رغبة في الخير فيقبلون ويعلمون وينفقون ويبذلون أو رهبة من الشر فيمتنعون ويتركون الفواحش والمنكرات وبذلك تنتظم أمور هذه الحياة، فينبغي لنا أن نحذر في ذوات أنفسنا وفي دوائرنا التي نعيش فيها داخل أسرنا وفي مجتمعنا أن لا نتجاوز شيئاً من شرع الله ونهوّن ذلك التجاوز في نفوس من حولنا فإن ذلك مؤذن بأمراض خطيرة وعلل كبيرة نسأل الله عز وجل أن يعيذنا وإياكم من كل هذه الشرور والآثام.

دار

جزاك الله خير الجزاء حبيبتي

محاضرة مهمة جدا

تسلم يمناكِ لمنقولك الهادف

اثابك الله

دار
اختي الحبيبة
مشاركة رائعة ومميزة وهادفة
جزاك الجنان وورد الريحان ثَقَل ميزانك بخيِرِ الأعمال
وأنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه
حفظك المولى ورعاك …!!
دار
سلمتَ يداكِ واثابكِ كل خير وأحسن الله إليكِ
وتقبلي مروري وتقييمي

دار

سنه مهجوره ذكرها الشيخ ابن عثيمين 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

سنـة مهجورة ذكرها الشيخ ابن عثيمين

قول : لبيك ، إن العيش عيش الآخرة ، عند رؤية الشيء الجميل
قال الشيخ رحمه الله أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان إذا رأى شيئاً يعجبه من الدنيا يقول :

لبيك ، إن العيش عيش الآخـــرة

لأن الإنسان إذا رأى ما يعجبه من الدنيا ربما يلتفـت إليه فيعرض عن الله ،
فيقول : لبيك : استجابة لله ، ثم يوطّن نفسه فيقول : إن العيش عيش الآخرة ،
فهذا العيش الذي يعجبك عيش زائل ، والعيش حقيقة هو عيش الآخـرة.

المرجع / الشرح الممتع 3124 /

جزاكِ الله خيرا

بارك الله فيكِ

جزيتى الجنة اختى الفاضلة ان شاء الله
جزاكِ الله خيرا
سلمت يداكِ
ولاحرمنا جديدكِ المميز
دار

دار

درس بعنوان لفضيلة الشيخ: عبد الناصر إسماعيل 2024.

دار
دار

من دروس العقيدة درس بعنوان (الفتنة بين الصحابة)
لفضيلة الشيخ: عبد الناصر إسماعيل
دار

أحبتي في الله أقدم لكن اليوم درس من أهم دروس العقيدة
درس بعنوان ( الفتنة بين الصحابة)
دار

خاض فيه كثير من الناس فضلوا وأضلوا وخاضوا في عرض الصحابة بغيرعلم
فكان لنا أن نتعلم ما حدث في هذه الفتنة لكي لا نهرف بما لا نعرف
دار

وإليكم الرابط:

دار

لا تنسونا من صالح دعائكم
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك

منقول

دار

جزاكِ الله خيرا اختى على هذه الدرس الرائع

دار

جزاكِ الله خيرا
درس رائع
سلمت يداكِ
اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة زهره الاسلام

دار

جزاكِ الله خيرا اختى على هذه الدرس الرائع

دار

جل تقدير لكِ أختي الغالية..
لحضوركِ العذب وتعليقك
بارك المولى فيكِ

دار

قد يهمك أيضاً:

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ابنة الحدباء

دار

جزاكِ الله خيرا
درس رائع
سلمت يداكِ

الله يبارك في حياتك ويجعلها عامرة بطاعته
مشكورة ع المرور

دار

قد يهمك أيضاً:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دار