قال صلى الله عليه وسلم
إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمْرِ كلِّهِ
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 1881
خلاصة حكم المحدث: صحيح
معنى الرفق لغةً:
الرِّفق ضد العنْف، وهو لين الجانب، ويقال: رَفَق بالأَمر: لان له جانبه وحسن صنيعه.
معنى الرِّفق اصطلاحًا:
قال ابن حجر في تعريف الرِّفق: هو لين الجانب بالقول، والفعل،
والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف .
وقال القاري:هو المداراة مع الرفقاء، ولين الجانب،
واللطف في أخذ الأمر بأحسن الوجوه، وأيسرها .
ويكفينا أنه من أسماء ربنا عز وجل "الرفيق"
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله
ومن أسمائه سبحانه "الــرفيــق"
وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها
وضده العنف الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال ..
والتفسير لهذا الاسم الكريم مأخوذ من
قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
إنَّ اللَّهَ رَفيقٌ يحبُّ الرِّفقَ ، ويُعطي علَيهِ ما لا يُعطي علَى العُنفِ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 2989
خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال ابن القيم رحمه الله نظما :
وهو الرفيق يحب أهل الرفق … يعطيهم بالرفق فوق أمان
وقد دعا ربنا سبحانه وتعالى إلى الرفق في محكم تنزيله
فقال الله تعالى سبحانه مخاطبًا الرسول:
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء: 215]
أي: ارفق بهم وألن جانبك لهم .
وقال سبحانه:
اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 43-44].
فقوله تعالى: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا أي: سهلًا لطيفًا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف ،
ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، لَّعَلَّهُ بسبب القول اللين يَتَذَكَّرُ ما ينفعه فيأتيه،
أَوْ يَخْشَى ما يضره فيتركه، فإنَّ القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه
كما دعانا رسولنا عليه الصاة والسلام إلى الرفق ورغبنا فيه فقال:
إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 1704
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال
من يُحرَمِ الرِّفقَ يُحرَمِ الخيرَ
الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 2988
خلاصة حكم المحدث: صحيح
عليك بالرِّفقِ ، إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ ، ولا يُنْزَعُ من شيءٍ إلَّا شانَهُ
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 4041
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ودعا صلى الله عليه وسلم لوليّ الأمر الرفيق فقال
اللهُمَّ مَنْ ولِي من أمْرِ أُمَّتِي شيئًا فَشَقَّ عليهم فاشْقُقْ علَيهِ ، ومَنْ ولِيَ من أمرِ أُمَّتِي شيئًا فَرَفَقَ بِهمْ فارْفُقْ بِهِ
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 1312
خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال الشيخ ابن عثيمين
(قد يظن بعض النَّاس أنَّ معنى الرِّفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمر كذلك، بل الرِّفق أن تسير بالنَّاس حسب أوامر الله ورسوله، ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق بالنَّاس، ولا تشق عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإنَّك تدخل في الطرف الثاني من الحديث، وهو الدعاء عليك بأن يشق الله عليك)اهـ
وهذه النصوص التي مرت معنا تدل على أنَّ الرِّفق في الأمور،
والرِّفق بالنَّاس، واللين، والتيسير، من جواهر عقود الأخلاق الإسلامية،
وأنَّها من صفات الكمال،
وأنَّ الله تعالى من صفاته أنَّه رفيق، وأنه يحب من عباده الرِّفق،
فهو يوصيهم به ويرغبهم فيه، ويعدهم عليه عطاءً لا يعطيه على شيءٍ آخر.
ويُفهم من النصوص أنَّ العنف شَيْن خلقي، وأنَّه ظاهرة قبيحة،
وأنَّ الله لا يحبه من عباده
أختي في الله للرفق فوائد عديدة أسوق لك بعضها:
– طريق موصل إلى الجنة.
– دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام.
– يثمر محبة الله ومحبة النَّاس.
– ينمِّي روح المحبة والتعاون بين النَّاس.
– دليل على صلاح العبد وحسن خلقه.
– بالرِّفق ينشأ المجتمع سالـمًا من الغل والعنف.
– عنوان سعادة العبد في الدارين.
– الرِّفق يزين الأشياء.
– الرِّفق بالحيوان في إطعامه، أو ذبحه، من مظاهر الإحسان.
– الرفق دليل على فقه الرفيق وأناته وحكمته.
– الرِّفق ينتج منه حسن الخلق.
– بالرِّفق ينال الإنسان الخير.
ويجنبها سخطك واكنفها يا رب برحمتك
و أعصمها من معصيتك اللهم أمحو عنها الزلها
و أقل العثرة وبدل السيئة حسنه
و أجعل كل ذنب لها مغفور و أسكنها عامرات القصور
و أكرمها برؤية وجهك يا عزيز يا غفور
و جميع المسلمين ..
اللهم امين
وما كان الرفق في شيء إلا زانة وما نزع من شيء إلا شانه
اللهم اجعلنا ممن اتصف بالرفق وحسن أقوالنا وأعمالنا واجعلها تبعاً لما يرضيك عنا يارب العالمين .
موضوع جميل نحتاجه كثيراً في هذا الزمان
بارك الله اختيارك وفي شوق لجديدك المميز .
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران وجعلك ممن يظلهم اللَّه
في يوم لا ظل إلاظله وعمر الله قلبك بالايمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية ولا حرمك الاجر
ولا حرمك الاجرعلى هذا الموضوع
وانار الله قلبك بنور الايمان
دمت بحفظ الرحمن