الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها، وعلاج الوسوسة
الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها، وعلاج الوسوسة
الشيطان والخشوع
وليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها وحضر قلبه فيها، والشيطان يريد من العبد أن لا يصلي ليكون من أصحاب النار، فإذا صلى حال بينه وبين نفسه يوسوس له ويشغله عن صلاته حتى يبطلها، أو ينقصها، وفي الحديث: «إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له إلا رُبعها، إلا خُمسها، إلا سُدسها، حتى بلغ عُشرها» [رواه أبو داود والنسائي وابن حبان].
وقد أرشد النبي عليه الصلاة والسلام الذي هو بأمته رءوف رحيم أرشد إلى سلاح قوي يكافح به العدو. فإذا خرج المسلم من بيته إلى المسجد أو إلى غيره أرشده أن يقول: «باسم الله، آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله» إذا قال ذلك يقال له: هديت وكفيت ووقيت ويتنحى عنه الشيطان.
فإذا دخل المسجد يقول: «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم»، إذا قال ذلك قال الشيطان: عصم مني سائر اليوم. وإذا دخل في صلاته مستحضرًا عظمة ربه وحضوره بين يديه يقول بعد دعاء الاستفتاح: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم». ثم بعد ذلك يتفكر المصلي فيما يقوله ويفعله ويسمعه من الإمام إذا كان مأمومًا فجهر الإمام بالقراءة استمع لقراءته، فإذا أسر اشتغل المأموم بالقراءة.
غير منقول |
||
مظاهر الخشوع
ومن مظاهر الخشوع في الصلاة: قبض اليد اليمنى على كوع الشمال، والنظر إلى موضع سجوده وعدم رفع بصره إلى السماء، وعدم الالتفات يمينًا أو شمالاً وعدم الحركة والعبث والاشتغال بالملابس وغيرها وعدم فرقعة الأصابع أو تشبيكها، فكل هذا ينافي الخشوع. قال ابن عباس: «ركعتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه» وقال سلمان الفارسي: «الصلاة مكيال فمن وفَّى وُفِّي له، ومن طفَّف فقد علمتم ما قال الله في المطففين»
وفي الحديث: «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته» وهو الذي لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا القراءة فيها وفي الحديث: «إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت» والالتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان: التفات القلب عن الله تعالى إلى غيره، والتفات البصر وكلاهما منهي عنه، ولا يزال الله مقبلاً على عبده ما دام العبد مقبلاً على صلاته، فإذا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله عنه.
وقد سُئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الالتفات في الصلاة فقال: «هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» [متفق عليه]، إن الرجل منا إذا أراد أن يقابل ملكًا أو رئيسًا تجمّل لمقابلته وأقبل عليه بكليته وسمعه وبصره، وإن المصلي يقف أمام الله ملك الملوك يناجيه بكلامه وهو يراه ويسمعه ويعلم سرّه وعلانيته فليراقبه بالخشوع والخضوع والمحبة والخوف والرجاء والرغبة والرهبة. إن الصلاة بقيامها وركوعها وسجودها وأذكارها وجميع حركاتها عبادة لله تعني الانقياد الكامل والطاعة التامة والاستسلام لله رب العالمين بامتثال أوامره واجتناب نواهيه مدى الحياة وفي جميع الأزمنة والأمكنة.
غير منقول |
||
مراتب الخشوع الثاني: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيَّع مجاهدة نفسه بالوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار. الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول في مجاهدة عدوه لئلا يسرق من صلاته فهو في صلاة وجهاد. الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها لئلا يضيع منها شيء بل همّه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي. الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه سبحانه وتعالى ناظرًا بقلبه إليه مراقبًا له ممتلئًا من محبته وتعظيمه كأنه يراه ويشاهده فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض. ويقول: «جعلت قرة عيني في الصلاة»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ |
||
تبارك الله ويار ب تعجل صلاتنا احسن اعمالنا يا رب العالمين
تحياتي وددي وتقيييم