الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فأضع بين يدي أختي المسلمة «نسمات ونبضات» وهو خاص بعلاقتها مع نفسها.
علاقتها مع نفسها
1- ليست مجرد دمية ولا ببغاء تردد كل ما يقال..
وتلبس كل ما يصنع لها.. وتملأ فكرها بكل ما يكتب وتنساق وراء كل نزوة…
وتجري خلف كل بريق خادع.. إنها متميزة في العقيدة والفكرة والسلوك.. ونمط الحياة.. تزن الأمر بميزان السماء.
. تنظر إلى الحياة من خلال القرآن.. وتنظر وهي في الدنيا إلى الدار الآخرة..
تتخذ من الإسلام منهجًا وطريقًا ومن الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة وقدوة.
2- شدة حيائها لا تمنعها من طلب العلم والتفقه في الدين.. جريئة بأدب لا يمنعها من الخير.
. لأن ترك ذلك عجز ومهانة.. تقول عائشة رضي الله عنها:
«نعم النساء نساء الأنصار؛ لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين».. وقال تعالى: ((وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ))
3- حاولوا أن يغيروا منها.. في طبيعتها.. وسلوكها.. لكنهم لم ينجحوا..
ولن ينجحوا في تغيير فطرتها التي فطرها الله تعالى عليها..
وحاولوا إخراجها من البيت لمزاحمة الرجال في المكاتب والأسواق..
زينوا لها أعمال الرجال وأنها لا يمكن أن تنال قدرها ومكانتها إلا بذلك..
سخروا لها وسائلهم المختلفة من ثقافة وإعلام.. أصدروا المجلات والكتب..
أنتجوا الأفلام والمسلسلات التي تصور المرأة التي لزمت البيت أنها مسلوبة الحرية..
وأن المرأة التي انصرفت إلى تربية أطفالها محرومة من حقوقها.. وأن المرأة التي اهتمت زوجها مغلوبة على أمرها..
فغيروا بذلك عقول كثير من النساء.. لكنهم لم يستطيعوا أن يغيروا..
لأنها علمت بأن النساء اللاتي استجبن لتلك الدعوات وجربنها سنوات طويلة لم يشعرن بسعادة حقيقة.. حرمن
من أنوثتهن.. وفقدن الاستقرار
4- جمعت لذة القلب والروح.. ولذة البدن.. أخذت من لذاتها المباحة على وجه لا ينقص حظها من الدار الآخرة..
ولا يقطع عليها لذة الأنس بربها.. فهي ممن قال الله تعالى فيهم:
((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ))
.. وتجاهد نفسها ألا تكون ممن يقال لهم يوم استيفاء اللذات: ((أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا)).
5- لا تبالي بأعراف أهلها وأقربائها..
ولا تهتم بعادات مجتمعها ما دامت مخالفة لما شرعه الله تعالى..
ولا تجعلها حاجزًا يمنعها من المعروف ومانعًا يصدها عن الخير..
إنها الداعية التي تصد التيار.. وتقاوم المنكر.. وتحارب البدعة..
هي القدوة التي تنشئ المعروف.. وتقيم السنة..
وتكون المثال الذي يحتذي فيكون لها أجر العاملات والمقتديات بها.
6- من شرف نفسها وعلو همتها..
أنها لا تنتظر الثناء، بل تسارع وتعجل إلى ربها غير ملتفتة..
تنظر إلى ثواب ربها وما ادخره لعباده المؤمنين.. فلا تلتفت لأحد يعوقها…
ولا إلى ثناء يغريها.. لا تلتفت إلى عوائق الطريق.. ولا إلى علائق الدروب..
دافعها الإخلاص للسير دون خوف أو وجل.. دون تلبث أو اغترار.
7- ينساب شعاع جهدها على الطريق.. نفضت عنها غبار الخمول والغفلة..
بذرت في حقلها الصغير.. والكبير بذورها الخيرة الصالحة..
لقد حان الوقت الذي تكون فيه خليفة خديجة وعائشة وفاطمة وسمية رضي الله عنهن..
ليملأ صوتها أسماع الدنيا أعنف وأقوى من الأصوات الصاخبة هنا وهناك..
تزعم أنها تطالب بحقوق مفقودة.. لأنها تعلم أن الله تعالى أعطاها حقوقًا عادلة تناسب طبيعتها وفطرتها..
أعطاها حق الحياة كالرجل بعد أن كانت توأد في التراب..
((وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ*بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ…))..
أعطاها حق الأمومة بعد أن كانت تعامل معاملة العبيد..
((وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ)).
حقوق أخرى كثيرة أقامت لها الكرامة في الأرض..
8- تدرك غاية الحياة إدراكًا واضحًا.. ليست ممن تغرها الحياة وتخدعها فيكون عملها لها..
واطمئنانها بها.. وليست بالشاردة عنها الهاربة إلى قمم الجبال والفلوات تتعبد الله تعالى في صومعة..
انها تدرك أن الدنيا معبر.. وطريق.. وأنها فانية زائلة.. لا توجه همها لها..
ولا تجعل منطلقها في العمل المنفعة الدنيوية المحضة.. ولا تهملها..
بل تستعمرها بأمر الله تعالى وتسيرها الوجهة التي يريدها الله تعالى.. فتجعل الدنيا مزرعة الآخرة..
9-تتمسك بالحق وتجاهد في سبيله.. تأخذ بالأسباب التي تثبتها عليه..
ومع ذلك كله قد تتعثر قدماها.. فتكبو.. أو تنحرف عن الصراط المستقيم.. فتقصر في فعل واجب..
أو ترتكب محظورًا حرمه الله تعالى.. وهنا تتدى صفتها كمسلمة حقة..
10- صاحبة همة عالية.. لها قلب كبير لا يتعب.. فلا يبلغ منزلة إلا ابتدأ التعب ثانية ليبلغ منزلة أعلى..
لها فكر رباني شامخ.. غناها في قلبها.. وقوتها في إيمانها.. موضعها في الحياة موضع النافع قبل المنتفع..
إن استبدت بالناس الشهوات والمطامع تسامت عليها.. واستبد بها الشوق والحنين.. إلى أن تلقى ربها..
11- تحذر من قرينة السوء.. تحذر من معسولة الكلام.. من تدس السم في الدسم..
تحذر ممن أعطاها الله تعالى بلاغة في الكلام فتسخره في الطعن في الإسلام وشرعه..
وتعظيم الكفر ونظمه.. تحذر ممن لا تهتم بالمعاصي ولا تبالي بالمنكرات..
فكم من فتاة تحطمت حياتها بسبب قرينة السوء.
12- تصبر على أذى الناس لالتزامها بدين ربها وتمسكها بآدابه وأحكامه لتكون من الفائزات يوم القيامة..
تدرك أن من يسخر منها إنما يتبع سبيل الفسق.. وطريق الفجور..
وهذا يكفيها حجة لتكون من الصابرات.. المحتسبات..
13-عبادتها لله تعالى ليست بمعزل عن سلوكها وأخلاقها في الحياة..
بل هي طريقها للارتقاء إلى الأفق الوضيء.. والزاد الذي تقطع به الطريق..
صلتها بالله تعالى تأتيها بالمدد.. تطهر قلبها وتزكيه.. ترتفع بها على عرف الناس وتقاليد المجتمع..
فتقود الأخريات.. إلى النور الذي تراه
14- صاحبة همة عالية.. لها قلب كبير لا يتعب.. فلا يبلغ منزلة إلا ابتدأ التعب ثانية ليبلغ منزلة أعلى..
لها فكر رباني شامخ.. غناها في قلبها.. وقوتها في إيمانها.. موضعها في الحياة موضع النافع قبل المنتفع..
إن استبدت بالناس الشهوات والمطامع تسامت عليها..
واستبد بها الشوق والحنين.. إلى أن تلقى ربها..
15-لا تخلط الحق بالباطل.. لا تأخذ من الأدلة ما يحلو لها.. وتنسى أو تتناسى ما لا تريده..
لا تضرب آيات الله تعالي بعضها ببعض.. أو تأخذ الأحاديث دون نظر واعتبار..
وتقبل ما يناسبها.. وتكتم ما لا يوافق أهواءها..
فتلبس الحق بالباطل وتتصف بخصال بني إسرائيل الجاهلية.. والتي نهاهم عنها رب العالمين..
((وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)).
لا تعاني من القلق النفسي.. أو الحيرة والضياع.. ضريبة الشرود عن منهج الله تعالى..
((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)).
17- تعلم أن العلم الشرعي مسئولية.. وأن الدين ليس لهوًا ولعبًا..
بل لابد من القيام بأمانته.. تتعلم الدين وأحكامه.. تتعلم كيف تقرأ القرآن..
تتعرف على معانيه.. تتعلم الحديث.. وتفهم آدابه.. تتبع سننه..
تميز بين الصحيح والضعيف والموضوع.. تقرأ في الكتب.. وتبحث.. وتطلع..
صيانة للأمانة العظيمة..((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ)).
18- تعلم أن صوتها عورة على الرجال.. إذا كان فيه خضوع.. وترخيم وترقيق..
يثير الشهوات.. ويهيج الغرائز.. تدرك ما للصوت من أثر بالغ على العواطف
((فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا)).
19- عفيفة.. مستغنية.. لا تتطلع إلى المسألة.. إذا ألمَّ بها ضيق.. تذرعت بالصبر..
وضاعفت الجهد.. وحرصت ألا تقف موقف المستجدي.. حفظًا لماء وجهها.. وصونًا لكرامتها..
تربأ بنفسها أن تكون يدها السفلى.. وسيعينها الله..
اللاتي يفتقدن ما هو أقل من هذه الأشياء بكثير.. يفتقدن السكن.. والطعام.. والثياب.. فتحس بهن..
وتشعر بألمهن.. وأنهن أولى بذلك.
3 علاقة المسلمة مع نفسها
للمزيد من النسمات واجمل النبضات
تحميل الكتيب من
هنا
نسمات ونبضات للاخت المسلمة رائعة ومؤثرة
طرح رائع .. وهادف ..
جزاك الله الجنة ووالديك على هذا النقل المبارك
مختارات من كتيب
نسمات ونبضات3 علاقة المسلمة مع نفسها
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
ربي مآيحرمنـآ منك ولآ من جديدك المميز,,
كنت هنـآ لآسجل آعجـآبي بمـآنثر هنـآ..
ود وتقدير لقلبك..~
احسنتِ الطرح
ربي يجزيكِ كل خير
اسال الله ان يثقل موازين حسناتكِ ولايحرمك الاجر ويزدكِ من فضلة
محبتي وتقييمي
نسماتك دواء ونبضاتك علاج
لقد سطرتي أروع النسمات والنبضات
أستفدت كثيراً من طرحكِ المميز
ودخل قلبي مباشرة وأثر فيّ
ربي يجعله حسنات لكِ في ميزانكِ يوم القيامه
شكراً لكِ عزيزتي الغاليه
لكتاب رائع يحتوي علىموضوعات رائعه
بارك الله فيك
وجزاك الله الجنه
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله