بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المتنافسون في محبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال بسورة التوبة :
( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وعشيرتكم
، وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها أحب إليكم
من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الكافرين )
، قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –
: والله يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من كل شيء
إلا من نفسي
. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
🙁 لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه)
. فقال عمر : فأنت الآن – والله أحب إلى نفسي –
فقال صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر )) ..
ويقول علماء الحديث : أي الآن كمل إيمانك يا عمر )) .
وفي كتاب من مجلدين
وضعه الشيخ سامي عاشور حسن بن عاشور
بعنوان:
«المتنافسون في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم»
صور رائعة من المحبة والفداء قدمها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ،
وقد تمت طباعة الكتاب في جزءين بعد دمج الجزء الثالث بهما على نفقة الشيخ اسماعيل جمال حريري
، وقد جاء في المقدمة :
فهؤلاء الصحابة الكرام الذين أكرمهم الله تعالى وشرفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم
، جاءت الأحاديث الشريفة لتؤكد بأنهم خير من عاش
على الأرض بعد الأنبياء
، وذلك بفضل صحبتهم ومحبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم
، وكان من أثر هذه الصحبة والمحبة أنها احتلت ووقعت مكان العقيدة في نفوسهم
، رضي الله تعالى عنهم،فحملهم ذلك الحب الخالص على ترسم آثار محبوبهم صلى الله عليه وسلم
، والتلذذ بحديثه الشريف، والوعي لكل ما يصدر عنه،
حتى أصبح دم الصحابي منهم رخيصاً في سبيل أن يفدي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا يصل إليه شيء يكرهونه
وظهرت آثار محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم في العسر واليسر، والمنشط والمكره
، فتسابقوا على حفظ كتاب الله تعالى وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار،
وحفظوا سنته الشريفة، ودافعوا عنها
، وتزاحموا على ماء وضوئه صلى الله عليه وسلم في اليوم الشديد البرد للتبرك به
، وتقبلوا الآلام والصعاب بصدر رحب وإيمان راسخ لا تزعزعه الأحداث
، مما دفعهم لترك أوطانهم وأهليهم، تاركين وراءهم متاع الدنيا
، وما كان ذلك كله إلا حباً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
وهؤلاء الأنصار، أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم
، لم يكونوا أقل حباً وتفانياً وتضحية للرسول
صلى الله عليه وسلم من إخوانهم المهاجرين
، فكافأهم الله سبحانه وتعالى على ما قدموه من نصرة
وفداء بالنفس والمال والولد لرسوله صلى الله عليه وسلم
، عندما جعل حبهم علامة الإيمان، وبغضهم علامة النفاق.
بارك الله فيكِ
ووفقكِ الله لمايحبه ويرضاه