لماذا نصوم ؟ 2024.

[CENTER]
دار

دار

دار



لماذا نصوم ؟


قال الحق تبارك وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} ..
فالصيام واجب ، قد أوجبه الله تعالى علينا كما أوجبه على غيرنا من الأمم ..
وبين الله الحكمة من إيجاب هذا الصوم بقوله : { لعلكم تتقون } ؛ أي لأجل أن نحقق تقوى الله تعالى باتباع ما أمرنا به واجتناب ما نهانا عنه ..

إن الحكمة من الصيام هي تهذيب النفس وقسرها على طاعة الله تعالى .. حيث يصوم العبد نهاره بلا أكل ولا شرب ولا شهوة ، ويصون سمعه وبصره عما حرم الله عليه ، ويظل لسانه يلهج بذكر ربه … ويحيي ليله قائماً وراكعاً وساجداً وداعياً ومنيباً وباكياً وخاشعاً وقارئاً ومتصدقاً ..


هنا تصفو نفسه .. حيث لا داعي للرياء .. أمْرُ عبادة الصوم ما بينه وبين ربه عز وجل ..


ولذا جاء في الصحيحين واللفظ لمسلم من حديث أبي هريرة _ رضي الله عنه _ عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ : (( كل عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي ؛ يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) .



لقد جعل الله تعالى جزاء الصوم إليه تعالى ؛ لكون العبد ما صام إلا له تعالى ولأجله سبحانه ..



نعم .. إن الفطر لا يمكن أن يطلع عليه أحد من الناس ، ولكن العبد صام وأقلع عن طعامه وشرابه وشهوته امتثالاً لأمر الله تعالى وطلباً لرضاه سبحانه ، فحقق تقوى ربه عز وجل ، وضيق مجاري الشيطان في جسده بصومه فأقبلت نفسه على عبادة ربه .. ، ولذا كافأه ربه بأن جعل ثواب صومه إليه تعالى .. وما ظنكم بأكرم الأكرمين سبحانه ، وكيف سيجازي عبده على عبادته ؟ (( إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع طعامه وشرابه وشهوته لأجلي )) .
إنها والله الغنيمة العظمى ..

دار



نعم إنها التقوى … إنها التقوى { لعلكم تتقون } ، وهي الحكمة والغاية من العبادة …

نعم .. أن يكون تركنا للمشارب والمآكل والشهوة إخلاصاً لله تعالى واتباعاً لأمره .. ، وحينها نشعر بأثر العبادة ، نشعر بأثرها علينا في أجسامنا ومجتمعنا وقلوبنا والدنيا بأسرها ..

ولذا أيها الأحبة يجب علينا أن نفتش في دواخل قلوبنا ونفوسنا ، وأن نخلص له تعالى في عملنا …

نعم لنتأمل قوله _ صلى الله عليه وسلم _ : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) ..
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 2024
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

( إيماناً واحتساباً ) .. إيماناً بالله تعالى وتصديقاً لنبيه _ صلى الله عليه وسلم _ وعملاً بما أمره الله به ، واحتساباً للأجر منه تعالى لا من غيره ..

فلم يصم لأجل أن الناس صاموا .. أو لأجل أن لا يقال عنه : بأنه مفطر .. بل صام إيماناً واحتساباً …
وعليه فإني أوجه النداء لنا كلنا بأن نتقي الله تعالى في هذا الشهر الكريم وأن نحقق التقوى في الصيام لله تعالى لا لغيره ..


فيا من اجتهدت في الصيام وضيعت الصلاة .. ما حققت التقوى … فاتق الله والزم طاعته ، واعلم بأن ما أنت عليه معصية عظيمة ..


ويا من أمضى نهاره صائماً عما أحل الله له في غير رمضان من طعام وشراب ومأكل ؛ امتثالاً لأمر الله .. لكنه كذب وغش واغتاب وبهت ونمَّ وتكلم في أعراض الناس وسخر من هذا وذاك وأكل الحرام .. ما حققت يا أخي التقوى وأنت قائم على تلك المعاصي .. فتب إلى ربك وحقق التقوى بامتناعك عن تلك الكبائر ، ولقد جاء في الصحيح: (( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) .

دار


ويا من اجتهد في النهار في الصوم وتلاوة القرآن والحرص على الصدقة .. وضيَّع الليل ما بين شياطين الفضاء والقنوات الملهية وقيل وقال ولعب وسهر وضياع .. ما حققت يا أخي التقوى .. فاتق الله والزم طاعة ربك واحذر مخالفته ومعصيته ….

نعم ( لعلكم تتقون ) ، إن رمضان فرصة لنا أن نجدد العهد مع الله تعالى ، وأن نتوب ونؤوب إليه وأن نتخلص من أمراض قلوبنا وذنوبنا وأن نصحح مسيرنا إلى الله تعالى بالتوبة النصوح ولزوم العمل الصالح ..


إنها فرصة لنا كي نفتح صفحة جديدة من أعمارنا نعمرها بالعبادة وبالقرب منه تعالى …


إنها فرصة لنا كي نصفي ما بيننا وبين أنفسنا وأقربائنا وأهلنا..
فرصة لصلة الرحم ، وبذل المعروف وفعل الجميل والإكثار من الطاعات وتلمس ذوي الحاجات ..

لم يكن رمضان شهر السهر والسمر والأكل والشرب .. كلا ، بل هو شهر العبادة ،
أتدرون ما العبادة ؟ عبادة الجسد والروح ، عبادة القلب والروح ، عبادة الظاهر والباطن ،
العلم والعمل ، الجد والمثابرة ، وهزيمة النفس الأمارة بالسوء والشيطان ..
إن غزوة بدر الكبرى يوم الفرقان التي خلد الله ذكرها في كتابه كانت في رمضان ،
وفتح بلد الله الحرام مكة المكرمة يوم أن اندحر الشرك والكفر عن أطهر البقاع كان في رمضان ، والخير كله في رمضان ..



نعم لم يكن شهر كسل ودعة وأكل وشرب وسهر وضياع ونغم وأفلام ومسلسلات ومسابقات وفوازير ..


والله إننا لنستحي من الله تعالى أن يمن علينا بنعمة هذا الشهر الكريم وما فيه من الفضائل وعظيم الأجر ، وينظر إلينا سبحانه وقد قابلنا نعمته بالجحود .. لعب ولهو وسمر وسهر .. ، لا بل ينزل تبارك وتعالى في ثلث الليل الآخر ، وبعضنا على حالة … نسأل الله أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..


نعم كلنا مقصرون ، وكلنا مذنبون ، ولكن لنتفكر يا عباد الله ..
لنتفكر قبل أن لا ينفع الندم ولا ينفع العمل ..
والله المستعان .

إنه ينبغي علينا رجالاً ونساءً أن نتقي الله في صيامنا وأن نحقق الإيمان والاحتساب فيه ..


دار

ولعلي أهمس في أذن أختي المسلمة لأقول :

إياكِ ثم إياكِ وأن يذهب عليك شهرك سدى ، ما بين نوم وطبخ وسواليف وزيارات وتلفاز ..

أدركي أختي فجيعة فوات العمر ، … وما أشد الفجيعة حينما يفوت على المسلمة رمضان ولم يغفر لها ؟ ، أسأل الله لنا التوفيق والهداية والرشاد .

ثانياً- رمضان شهر الخير والبر تتعلق به أحكام شرعية من صيام وقيام وتلاوة قرآن وصدقة وجود وبذل للخير ، وعمرة واعتكاف ..
ولعل بعض المسائل يكثر السؤال عنها ولذا أحببت أن أبين ما يتعلق بها على سبيل الإيجاز ..

1- أما قراءة القرآن فإنها مشروعة في كل وقت …. بل لا بد لنا من أن نتدارس القرآن الكريم ..

ولعل مما ينعى على بعضنا أنهم لا يعرفون القرآن إلا في رمضان ، وهذا بلا شك خطأ كبير .. بل إن هجران القرآن مما جاء فيه الذم في كتاب الله تعالى ، { وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً } …

2- وأما الصدقة والجود بالخير ، فإن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ، ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما

مقتطفات من كتاب /
الصيام أحكام وآداب

دار

دار
أختي الفاضلة
جزاك الله عنا خير الجزاء
بارك الله فيِك وأثابكِ ونفع بك ِ

ودام عطائكِ في كل خير
دار
كـوٍني دآئمآً كـآلشٌمسٌ تبث نوٍرٍهآ فيٌ أًعٌينْنآ
أجٌمل آلأمنيآتٌ لكـِ ياقلبي
وٍدْيٌ قٌبْلٌ رٍدْيٌ مع تقييمي لكِدار

دار

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ·!¦[· أفنان ·]¦!·

دار

دار
أختي الفاضلة
جزاك الله عنا خير الجزاء
بارك الله فيِك وأثابكِ ونفع بك ِ

ودام عطائكِ في كل خير
دار
كـوٍني دآئمآً كـآلشٌمسٌ تبث نوٍرٍهآ فيٌ أًعٌينْنآ
أجٌمل آلأمنيآتٌ لكـِ ياقلبي
وٍدْيٌ قٌبْلٌ رٍدْيٌ مع تقييمي لكِدار

دار

حضورك كـ نور يبعث الدفء بين الحروف
لكِ كل الشكر والاحترام على هذة الكلمات الجميلة
ارق تحية لقلبك وقلمك
ودمت بكل الود
دمتِ بحفظ الرحمن
قد يهمك أيضاً:

بارك الله في جهودك حبيبتي عبق
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
وينفعنا الله وإياك بما تقدمينه لنا من درر وجواهر قيمة
أحسن الله إليك يا غالية
اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ام ناصر**

دار

بارك الله في جهودك حبيبتي عبق
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
وينفعنا الله وإياك بما تقدمينه لنا من درر وجواهر قيمة
أحسن الله إليك يا غالية

تواجدك بين مشاركاتي المتواضعة شرف لي
وكلماتك اللطيفة دافع لي
ومرورك انار متصفحي
فلك مني الف تحية وتقدير
دمت بحفظ الرحمن

قد يهمك أيضاً:

جَزآك رَب ألعِبَآدْ خٍيُرٍ آلجزآء وَثَقلَ بِه مَوَآزينك
و ألٍبًسِك لٍبًآسَ آلتًقُوِىَ وً آلغفرآنَ
وً جَعُلك مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله
وً عٍمرً آلله قًلٍبًكَ بآلآيمٍآنَ وَ أغمَركْ بِ فَرحةٍ دَآئِمة
علًىَ طرٍحًكْ آلًمَحِمًلٍ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.