كيف نحب النبي صلى الله عليه وسلم 2 } ؟! 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دعوة للمراجعة
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست في إقامة الموالد ولا في المآتم ولا في إنشاء قصائد والإطراء بل في العمل بسنته وتعظيم شريعته وإحياء هديه والذب عنه وعن سنته وترك الابتداع في شريعته ومحبة أصحابه والانتصار لهم ومعرفة فضائلهم وبغض من عادى سنته أو انتقص من أقدار حملتها ورواتها
إذا فكل من خالف شيئا من ذلك فهو بعيد عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم بقدر مخالفته
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول مثلا :{ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } متفق عليه
ويقول صلى الله عليه وسلم :{ إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة } رواه أهل السنن

صفاء المحبة
من أراد أن تكون محبته للنبي صلى الله عليه وسلم محبة خالصة لا يعكر صفوها شرك ولا بدعة ولا مخالفة فلينظر إلى محبة أصحاب النبي للنبي صلى الله عليه وسلم فسوف يجد أناه محبة شرعية قائمة على الاتباع والتعظيم والتوقير والإجلال بلا غلو ولا جفاء
وكيف لا يحب الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحب وهم الذين شاهدوه واكتحلت أعينهم برؤيته وفازوا بصحبته وشاهدوا عظم أخلاقه وكريم شمائله فأخرجهم الله به من ظلمة الكفر إلى نور التوحيد والإيمان فهو صلى الله عليه وسلم سبب نجاتهم وأعظم الخلق نفعا لهم في الدنيا والآخرة

إنه الحب !
إنه الحب الذي جعل أبا طلحة الأنصاري يحمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويرمي بين يديه ويقول : بأبي أنت وأمي لا تشرف فيصيبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك يارسول الله !
إنه الحب الذي جعل قتادة بن النعمان يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتقي السهام بوجهه كلما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مال برأسه ليقي بوجهه وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنه الحب الذي جعل امرأة من بني دينار تستقبل بمقتل ابنها وزوجها وأبيها وأخيها فلا تهتم وإنما تقول ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟فيقال لها : بحمد الله كما تحبين فتقول :أورنيه حتى أنظر إليه فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت : بأبي أنت وأمي يارسول الله لا أبالي إذا سلمت من عطب
إنه الحب الذي جعل الصديق يخرج من ماله كله فيقال له: ماذا تركت لأهلك فيقول : تركت لهم الله ورسوله وجعل عمر يأكل الزيت عام الرمادة حتى قرقر بطنه فقال له: قرقر أو لا تقرقر والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين وجعل عثمان يجهز جيش العسرة فيقال له: ماضر عثمان مافعل بعد اليوم وجعل عليا ينام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة وهو يعلم أن السيوف تنتظره عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنه الحب الذي جعل ابن عمر رضي الله عنه في طريق مكة يميل براحلته في أحد المواضع فيقال له: لم فعلت هذا ؟ فيقول :رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا ففعلت
إنه الحب الذي جعل سلف هذه الأمة يعظمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا بين أظهرهم 00 ومن ذلك أن رجلا جاء إلى سعيد بن المسيب وهو مريض فسأله عن حديث وكان مضطجعا فاعتدل سعيد فجلس ثم حدثه فقال الرجل : وددت أنك لم تتعن – أي لم تجهد نفسك بجلوسك وأنت مريض – فقال : إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع00
إنه الحب الذي جعل مالك بن أنس رحمه الله إذا أراد أن يخرج إلى مجلس الحديث يتوضأ وضوءه للصلاة ويلبس أحسن ثيابه ويلبس قلنسوته ويمشط لحيته ويتطيب فيقال له في ذلك فيقول : أوقر بذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

فهؤلاء هم أهل المحبة الحقيقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أجابوا منادي الشوق إذا نادى بهم: حي على الفلاح وبذلوا نفوسهم في طلب الوصول إلى محبوبهم وكان بذلهم بالرضا والسماح وواصلوا إلى الله المسير بالإدلاج والغدو والرواح
تالله لقد حمدوا عند الوصول سراهم وشكروا مولاهم على ما أعطاهم وإنما يحمد القوم السري عند الصباح

هذه المحبة

ودمتم بخيردار

جزاكِ الله خيراً على موضوعكِ الرائع

اللهم أجعلنا من الذين يحبون النبي صلى الله عليه وسلم

أكثر من أنفسهم وأبويهم وأولادهم

دار

دار

دار

دار

**

عبير الورد1
ج ـزآك الرح ــمن الـ غ ـفرآن
وأج ـزل لك الـ ع ـطآء
وأسبغ ع ـليك رضوآنآ يبلـ غ ـك أع ـآلي آلـ ج ـنآن
وأبـ ع ـدك ع ـن ج ـهنم والنيرآن
حبي لك بحجم الكون
**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.