كثير منا يجهل هذا الانتقام المحمود ؟! 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزيزتي الموفقة الانتقام يذكر في الغالب في معرض الذم ويقرن بقسوة القلب وغلظ الطبع
بل إن كثيرا من الناس لا يعرف الانتقام إلا من هذا المنحنى

لكن هناك نوع من الانتقام محمود العاقبة حسن الواقع ألا وهو الانتقام من عدو ينال نيله من كل أحد ويسعى سعيه لإيقاع الناس في حبائله

وبمقدور كل إنسان عاقل أن يرد كيد ذلك العادي المتسلط إذا هو أخذ بالأسباب المشروعة
ولعل المقصود من ذلك الانتقام المحمود قد تبين لك ألا وهو الانتقام من الشيطان

فكم من الناس يغفل عن هذا النوع فإذا أوقعه الشيطان في بلية وأغواه في فعل معصية أسلم له قياده وأعانه على ضعف قلبه فصار يتمادى في فعل السيئات التي تزيده وهنا على وهن

وهذه بلية تعتري كثيرا من القلوب فالقلب كما يقول ابن القيم – رحمه الله – يذهل عن عدوه فإذا أصابه منه مكروه استجمعت له قوته وطلب بثأره إن كان قلبه حرا كريما

كالرجل الشجاع إذا جرح فإنه لا يقوم له شيئ بل تراه بعدها هائجا طالبا مقداما
والقلب المهين كالرجل الضعيف المهين طغذا جرح ولى هاربا والجراحات في اكتافه وكذلك الأسد إذا جرح فإنه لا يطاق

فلا خير فيمن لا مروءة له لا يطلب أخذ ثأره من أعدى عدو له فما شيئ اشفى للقلب من أخذ بثأره من عدوه ولا عدو أعدى له من الشيطان

وقد جاء عن بعض السلف أنه قال: { إن المؤمن لينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره } والله – عز وجل -يحب من عبده مراغمة عدوه وغيظه

وهذه العبودية من أسرار التوبة فيصل من العبد مراغمة العدو بالتوبة والتدارك وحصول محبوب الله من التوبة وما يتبعها من زيادة الأعمال مايوجب جعل مكان السيئة حسنة بل حسنات

فإذا ثبطنا الشيطان – على سبيل المثال- عن الصلاة ثم فاتتنا لم نقف أمام داعيين : إما أن نستمرئ هذا الصنيع فلا يحرك ذلك بعدها في قلبنا شيئا

أو أن نبالغ في الندم ونسترسل في الحزن الذي لا يجدي فنفوت بذلك أعمال صالحة من شأنها أن تسد الخلل الماضي

بل ربما فاتتنا عدد من الصلوات في ذلك اليوم بحجة أني حزين على تلك الصلاة التي فاتتني واللائق في مثل هذه الحالة ألا تمر علينا مرور الكرام فيتبلد إحساسنا والا نسترسل مع أحزاننا فنفوت الخير الكثير

إنما نجعل ذلك ذريعة للتعويض وسد الخلل وزيادة العمل

وإذا أغوانا الشيطان فأطلقنا بصرنا فيما حرم الله ثم وجدنا ظلمة في قلبنا فلنبادر إلى قلع ذلك الأثر بزيادة النظر في كتاب الله تدبرا وقراءة وطلب شفاء

وإذا قصرنا في حق والدينا أو أرحامنا فلنبادر إلى البر والصلة

وإذا ذكرنا أحدا بسوء فلنسارع إلى الاعتذار منه أو الدعاء والاستغفار له وذكره بالخير

ولو أخذنا بهذه الطريقة لقطعنا على الشيطان طرقا من الشر كثيرة ولفتحنا على أنفسنا أبوابا من الخير واسعة

ودمتم بخيردار

جزاك الله خير الجزاء
موضوع جميييييييييييييل
بيض الله وجهكِ
لا خلا ولا عدم


جزاكِ الله خيرا على الموضوع
طرح جميل
لاحرمتي الاجر والثواب
وفي انتظار جديدكِ المميز
بارك الله فيكِ
مشكـــــــــــــورة

حبيبتـــــــــــــــي

على المجهود الرائع

وبارك الله فيك

مودتـــــــــي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . غالياتي لمروركن الكريم ودمتن بخير
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top