مهارات
علامات ضعف الذات عند الأبناء ، وآليات التدريب على السلوك التوكيدي
رسالة المعارف ـ مركز المعلومات
يتساءل الآباء عن علامات ضعف شخصية أبنائهم ، ويبحثون عن طرق العلاج المناسب ، وبعضهم يتمنى ألا يقع الابن فيما وقع هو فيه في صغره ، ربما لظروف مراحل زمنية سابقة 0
في الواقع أن السبب الرئيس فيما قد يحصل لذوات أبنائنا هو ( العشوائية ) في التربية ( تصميت دائم ـ تهميش لآرائهم ـ استهزاء بمشاعرهم وقدراتهم ـ حرمانهم من أدنى درجات العطف والحنان 00
ومن علامات ضعف الذات التي يذكرها خبراء التربية :
1 ـ الميل إلى موافقة الآخرين ومسايرتهم أغلب الأحوال
مثال : الاستماع لشخص لا يهمك حديثه وفي وقت ضيق بالنسبة لك ( لديك موعد آخر ) فتحرج أن تعتذر منه للانصراف ( ضعف القدرة على إبداء الرغبة ) ، وربما يكون الحديث جانبيا ، وليس فيه فائدة تذكر ، ومع ذلك تضطر للإنصات إلى الشخص المتحدث ، وهو يسترسل في الحديث ، فما يكاد يخرجك من موضوع إلا ويدخلك في موضوع آخر ، ويستمر في استنزاف الوقت وأنت تكاد تنفجر من الداخل ، وتتمنى أن تقول له ( قف هنا ) أريد أن أذهب في حالي ، ولكنك لا تفعل !!
هذه واحدة من علامات ضعف الذات .
2 ـ الإذعان لطلبات الآخرين ورغباتهم ولو على حساب حقوق الشخص
مثال : في السوق يلح البائع على المشتري لشراء سلعة ما ، فيشتريها الشخص ، وهو ليس في حاجتها ( ولو كان ثمنها باهضا ) لأنه لم يستطع أن يبدي عدم رغبته في الشراء .
3 ـ ضعف القدرة على إظهار المشاعر الداخلية والتعبير عنها ( كالاعتذار )
مثال : أحيانا يلح عليك شخص ما لمساعدته في إنجاز عمل أو استدانة 00 فيقرضه وهو كاره ( ضعف القدرة على الاعتذار ) 0
وربما طلب شخص ما سيارتك ، وتضطر لإعطائه إياها وأنت كاره ، على الرغم من معرفتك بخطورة هذا الإجراء ، وربما تيقنك من أن هذا الإنسان لا يحتاج السيارة بشكل فعلي ، فربما كان يمكن له أن يستأجر سيارة أو يلجأ إلى سيارة أجرة لإنهاء موضوعه ، ولكنه يصر على أن يستعير سيارتك للتوفير على نفسه ، ومعرفته بضعف شخصيتك .
4 ـ ضعف القدرة على إبداء الرأي ووجهة النظر
مثال : عند الحلاق توافق على طريقته في الحلاقة وأنت كاره ، أو ربما غير راض عن طريقته 0
وفي أحيانا كثيرة تظهر على الشخص الذي يعاني من ضعف الذات علامات ضعف القدرة على إبداء رأيه في حالات شخصية تتعلق بالحقوق ، كأن يتعرض للظلم من الآخرين ، ولكنه يفضّل الصبر والخنوع على الرغم من معرفته أن الحق له ، والأمر لا يحتاج إلا إلى إبداء رأيه بصراحه ، ولكنه يستسلم للآخرين لأنه لا يملك المقدرة على إبداء رأيه وإظهار حجته .
5 ـ الحرص الزائد على مشاعر الآخرين وخشية إزعاجهم
قد يتعرض الإنسان إلى مضايقه من قريب أو صديق أو جار في الحارة .. ولكنه لا يظهر تلك المشاعر ، ولا يحاول أن يبديها للطرف الآخر ، ولا يطالب بحقوقه ، لأنه يخشى إزعاج الآخرين .
6 ـ ضعف الحزم في اتخاذ القرارات والمضي فيها
عندما يقرر الشخص قرارا ما ، فإنه ملزم بتنفيذ ذلك القرار إذا ثبت له أنه قرار في محله ، ومفيد بالنسبة له ، ولكن عندما يتنازل الشخص عن قراره لمجرد معارضة من آخرين ، أو الخوف من تنفيذه ، وعدم امتلاك الجرأة الكافية لخوض غمار التحدي .. فيعد ذلك خصلة مذمومة سببها ضعف الذات .
7 ـ صعوبة النظر في عيون الآخرين وضعف نبرات الصوت
تسمع أحيانا كثيرة أناسا يخيل إليك أنهم يتحدثون إلى أنفسهم ، وهم في الواقع يتحدثون إلى الجميع .
وذلك لضعف نبرة الصوت ، وعدم القدرة على النظر إلى عيون الآخرين أثناء الحديث ، وربما يتوقف عن الكلام قبل أن ينهيه ، أو يقوله في عجل فلا تفهم وجهة نظر المتحدث .
إذا نعيد هنا تأكيدات التربويين على أهمية : التدريب على السلوك التوكيدي
وذلك بتشجيع الطفل على إبداء رأيه بصراحة ، وتترك له كامل الحرية في الحديث ، مع إمكانية الرفض أو القبول ، لكن بأدب مثل : آسف لا أستطيع ـ أعتذر لا أريد ذلك ـ لا لأقدر 00 أو شكرا لا أريد هذه السلعة ـ شكرا لا احتاج هذا الغرض ..
ويجب أن نعود أبنائنا على استخدام ضمير المتكلم ( دون مبالغة ) مثل " أشعر " أو " أحس " أو في " ظني " أو " أعتقد شخصيا " 00 وغيرها من العبارات التي تشير إلى الذات ، بدلا من قول : الواحد يشعر 000 ، أو الشخص لا يرضى ذلك 00
و مطلوب أيضا الإكثار من عبارات المديح والثناء للأبناء 00 لا النقد والتجريح ، لأن كثيرا من مواقف التمرد من المراهقين ناتجة عن معاملتهم بقسوة وهم صغار
هذا مااخترته لكم ولكم تحياتي