سلامة القلب 2024.

سلامة القلب
سلامة القلب

سلامة القلب
سلامة القلب

دار

يقول ابن القيم عن سلامة القلب "ولا تتم له سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء:
من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر،
وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض التجريد والإخلاص"
[الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (2:146
)]

فلن يكون قلبك سليمًا، إلا إذا سَلِمَ من خمسة أشيـــــاء:

أ) الشرك

.. فلا يتعلق بأحدٍ سوى الله عزَّ وجلَّ، ولا يخاف أحدًا أكثر من خوفه منه سبحانه وتعالى.

ب) البدعة

..فلابد أن تكون جميع أعمالك وفق هدي النبي، وليست تبعًا لهواكِ حتى لا تقعِ في البدعة التي تناقض السُنَّة
.
ج) الشهوة
..فمن كانت شهوتها في جاه أو حب ثناء الناس أو غيرها من الشهوات الدنيوية، سيصير قلبها بعيدًا عن شرع الله سبحانه وتعالى بلا شك .. فتجدها مثلاً تترك الحجاب الشرعي الذي أمرها الله عزَّ وجلَّ به، وترتدي الحجـــاب المُتبرج الذي يجلب لها ثنـــاء الناس!.

د) الغفلة
..فمن سيطرت عليها الغفلة، تكون طوال الوقت شاردة الذهن قد أهمتها مشاكلها الدنيوية ونسيت ربَّها سبحـــانه وتعالى .. فبالتالي لن يسلم قلبها أبدًا ..
قال تعالى:
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}
[
الأعراف: 179]

هـ) الهوى
..فتلك التي تتحرك وفقًا لهواها، فتصلي وقتما شاءت وتذكر وقتما شاءت وتفعل كل ما يحلو لها .. فهي عابدة للهوى، وهذا مما يناقض الإخلاص .. فقد قال تعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}
.. [الجاثية: 23]
الخطة الإيمانية لتجديد الإيمان في القلوب
إن أسس علاج القلب وتجديد الإيمان بداخله، تتلخص في خمس خطوات هامة ..

الخطوة الأولى: فهم سُــنن الله تعالى في الوجود
..فالكمال والعزة والجبروت لله وحده، أما البشر فالأصل فيهم الضعف والنقصان والفقر والإحتيــــاج إلى الله سبحانه وتعالى ..

فلابد أن تقعي في التقصير والذنوب؛ لضعفك ..كما يقول رسول الله "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم"
[
رواه مسلم]
ولابد أن تمر بكِ أوقات فتور ..
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
"لكل عمل شرة ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك

" [رواه ابن أبي عاصم وابن حبان وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (56

وقد قال رسول الله "ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا. إن المؤمن خُلِق مفتنًا توابًا نسيًا، إذا ذُكِّر ذكر

" [رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (5735)]
فالفرق بين المؤمن الذي يفهم عن الله عزَّ وجلَّ وبين الجاهل::
أن المؤمن يفيق من غفلته ويُبادر بالتوبة لله عزَّ وجلَّ، أما الغافل والجاهل فيشرُد ويتمادى في الطغيــــان،،

الخطوة الثانية: حُسن الظن بالله تعالى والتداوي بحسن الرجــــاء..

فالجهل عن الله يورِث التسخُّط وسوء الظن بالله تعالى، مما يوقع الإنسان منا في الكثير من المشاكل ..
وعلى الرغم من كوننا أهل ذنوب ومعاصي، ولا نستحق أي فضل منه علينا .. لكنه سبحانه وتعالى
جوَّاد كريم، نعمه وفضله علينا من قبل أن نُخلَّق
..

ألم يصطفيكي بالإسلام، ومَنَّ عليكِ بالوقوف بين يديه وسماع كلامه، وسمح لكِ بذكره وأغدق عليكِ بالــنعم الظاهرة منها والــباطنة؟!
فأحسني ظنِّك بربِّك واعلمي أنه لن يُضيَّعك ..
يقول تعالى في الحديث القدسي:
"أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني
.." [متفق عليه]
.. فتقرَّبي منه سبحانه واستشعري الحيـــاء والندم، من كل سوء ظن بدر منكِ تجاه ربِّك عزَّ وجلَّ.

الخطوة الثالثة: اليقين بعقوبــــــات الذنوب..

فلو تيقنتي أنكِ ستُحاسبي عن كل سيئة ..
كما في قوله تعالى
{..مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَــهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}
[النساء: 123]
.. ويقول تعالى
{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
[البقرة: 81] .
. فالذنوب هي السجن الذي يوقعك في الجفاف الروحي وقسوة القلب، إلا أن تتوبي من قريب.
فلو كان عندك يقين بأن للذنوب تبعــات، ستتغيري لا شك،،

الخطوة الرابعة: اليقين بأن جميع مشاكلك من قِبَلِ نفسك ..

قال تعالى

{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
[آل عمران: 165]
.. ويقول الله عزَّ وجلَّ
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}
[الشورى: 30]
فجميع العوائق التي تدعي إنها تقف في طريق استقامتك على الطريق، كمعارضة الأهل أو المجتمع أو إضطرارك للوقوع في بعض الأمور الغير جائزة .. جميعها مُبررات واهية، بينما السبب في مشاكلك الإيمانية هو:
نفسك وعدم توكلك بحق على ربِّ العالمين ..
فتوكَّلي على ربِّك وتيقني أنه وحده القادر على كفايتك وإعانتك ..
يقول الله عزَّ وجلَّ
{..وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ..}
[الطلاق: 3]
.. ويقول تعالى
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ..}
[الزمر: 36]

الخطوة الخامسة: أصلحي ظاهرك ليتنزَّل الله تعالى عليكِ باللطف الباطني..
فلابد أن تواظبي على عدة أعمال أساسية للجوارح، تتسبب في إصلاح قلبك إذا تعبدتي الله عزَّ وجلَّ بها بشكل صحيح ..

وهي اثنتي عشرة عمل، لكل عمل منهم ثمرة قلبية هــامة:

1)

اسجد واقترب، بصلاة 12 ركعة نافلة يوميًا
..فلا يمر عليكِ يوم دون أن تصليهم، حتى لو فاتك الإتيان بهم بالترتيب .. لقول رسول الله
"من صلى في يوم اثنتي عشرة سجدة تطوعًا، بُنِيَ له بيتٌ في الجنة"
[صحيح مسلم]
وليكن هدفك:: التقرُّب ونيل محبة الله عزَّ وجلَّ ..

يقول الله عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي
" .. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ..
" [رواه البخاري]

2)

صلاة ركعتين والدعاء في الثلث الأخير من الليل.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
"ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له ؟، من يسألني فأعطيه ؟، من يستغفرني فأغفر له ؟" [متفق عليه]
هدفك:: حاجتي أنت يــــــــا ربَّ ..
فتسألي ربِّك أن يرضى عنكِ؛ حتى تتعلمي درس الرضــا بطاعة ظاهرة.

3)
المواظبة على صلاة الضحى
بحد أدنى ركعتين وبإمكانك زيادتها إلى أربع أو ثمان ركعات .. قال رسول عن الله تبارك وتعالى أنه قال:
"يا ابن آدم، اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره
[رواه الترمذي وصححه الألباني]
هدفك:: أن تنالي حفظ الرحمن ..
فيحفظ قلبِّك من الإلتفات، وعينك من الخيانة، ولسانك من الكذب .. ويشملك بحفظه ورعايته سبحانه وتعالى،،

4)
قراءة سورة الملك كل ليلة
..ال رسول اللهعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ق "إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي: { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ …}"
[رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني]
.. وهي من أسباب النجاة من عذاب القبر، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال "من قرأ
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ …}كل ليلة، منعه الله عزَّ وجلَّ بها من عذاب القبر .." [رواه النسائي وحسنه الألباني]
هدفك:: لا لي ولا عليَّ ..
فيتعلَّق قلبك بمغفرة الله سبحانه وتعالى؛ حتى تُقبِلي عليه وأنتِ مُنكسرة، ذليلة، راجيــــــة للمغفرة.

دار
سلامة القلب
سلامة القلب
سلامة القلب

بارك الله فيك وجعله في موازين حسناتك
تقبلي ودي

اللهم ياارحم الراحمين واكرم الاكرمين
ارزقنا سلامة القلب ولاتشغل قلوبنا الا بطاعتك
جزاك الله خير الجزاء
ولاحرمتى الاجر والمثوبة حبيبتى

دار
حبيبتي
الله يجزاك خير وينفع بك
موضوع غاية في الإهمية
ماشاء الله عليكِ طرح مهم وهادف

دار
الله لا يحرمنا منك ومن بحر عطائك المستمر
شاكرة لك ما اضفتيه الى رصيد معلوماتي بموضوعكٍ الشيق

حفظكِ الله وزادكِ من واسع علمه وفضله

تقبلي مروري ولك ودي وردي داروتقييمي يالغلا

دار

جزاكي الله كل الخير والبركه
وبسلامه القلب يسلم كل شي
من داخل النفوس
رائعه يا اختي بالموضوع المهمه في النفس والروح ايضا

دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top