" تأملات في سورة " 2024.

دار

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا

أما بعد : ،

أخواني ، أخواتي .

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته .

في سورة ( يوسف ) يقع صراع بين أخوة يوسف ؛ ويحتد هذا الصراع حتى يصل إلى التآمر

على يوسف بالكيد .. كيف يكون هذا وابوهم ( يعقوب ) نبي ..؟!

وما هو موقع الشر داخل نفوس إخوة يوسف ..وبماذا نسميه ؟

يعرض القرآن الكريم في بعض اللقطات التي عرضها في سورة يوسف :

(( ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة ))

إذاً إيثار فرد بالحب عن الآخرين ينشئ في نفس الآخرين عقدة النقص .. هذه العقدة قد

تؤدي إلى أن يكون السلوك غير منطبق على على المبدأ الخلقى …

ولذلك حينما أحس أخوة إخوة يوسف بأن يوسف وأخاه أحب إلى أبيهم منهم فكروا في أن يزيحوا

ذلك الحب من طريقهم وقالوا ((نحن عصبة )) ولو أنهم فهموا بعض الفهم لعرفوا أنهم جاءوا

بحيثية إمتياز ذلك الصغير بالحب ذلك لأنكم عصبة ولأنكم أشداء – وهو صغير يعُطف عليه –

فلا تقيسوا العطف والحب هنا على العطف والحب والحب عليكم لأنكم اجتزتم المرحلة التي يعوزكم فيها العطف

فالإنسان منا يحب صغيره قطعاً لماذا ؟

لأنه يعتقد أن هذا الصغير بالنسبة لإخوته هو أقصرهم عمراً معه ، وانه في حاجة من العجز إلى شئ

كثير من الحب ..

فلو أن الكبار فهموا تلك العلاقة لما جعلوها عيباً في الأب ، ولا اخذوها سبب حقد على ذلك الأبن .

وبعد ذلك ماذا كان من آمرهم … قالوا : (( أقتلوا يوسف )) وبعد ذلك نلاحظ ظاهرة نفسية تبين لنا

مدى عنصر الخير حين يفكر في الشر ومدى عنصر الشر حين يفكر في الخير …

هؤلاء أسباط أى ( احفاد ) وأبناء نبوة _ وصحيح أن الأنفعال البشري جعلهم يفكرون في إيذأ يوسف ..

ولكن لننظر إلى أين سار الإيذاء في خطه الاعلى إلى الشر ؟

أم سار في خطه الأدنى من الشر ؟

الأقتراح الأول الذى جاء بعد الأنفعال من ظاهرة حب أبيه له أكثر منهم ..

لننظر ماذا قالوا عن الأنفعال ؟ ((والقوه في غيابة الجُب يلتقطه بعض السيارة ))

إذا ً فالتفكير الأنفعالي قالوا (( أو اطرحوه ارضا ً ))

إذاً تنازلوا عن فكرة القتل (( يخل لكم وجه أبيكم ))

بعد ذلك هدأت الأنفعالات

وهذا يدلنا على أن الخير حين يفكر في الشر لا يصعد الشر ولكنه يتنازل عن الشر..

فبعد أن فكر فى القتل ، فكر في إلقائه في الأرض ، ثم فكر في إلقائه في الجُب ليلتقطه بعض السيارة ..

إذا ً فقد خفت المسألة .

إذاً فالذي يقول ان اخوة يوسف كانوا كذا .. وكذا .. كانوا يفكرون في ذلك الشر ..

ونقول لهم فكروا في الشر على ظاهرة أغيار الشر وأنفعال الخلق ..، ولكن أنظروا

هل وصلوا إلى الشر مبلغاً أعلى مما فكروا فيه ، أم تدنوا في الشر ؟

وتلك طبيعة تدل على طبيعة الخير في نفوسهم ، والذى يدلك على العقدة التى تترسب في الأنسان

من أى لون من الوان الأنفعال الخاصبالعاطفة تتركز فيه وتسيطر على كل تصرفاته حتى بعد أن يكبر عقله .

انظروا اليهم بعد ان ذهبوا غلى أخيهم وقد صار (عزيز مصر) وبيده خزائن الأرض ، وذهبوا ليطلبوا القوت

وبعد ذلك أحتال يوسف ليبقي اخاه عنده ماذا قالوا ؟

قالوا : ((إن يسرق فقد سرق اخ له من قبل )) لا يزال الأصل موجوداً وهو الأنفعال ..

إذاً فالمنهج الإسلامي حين يعرض فكرة المساواة بين الأبناء، او بين القوم الذين وكل إلى الأنسان

تربيتهم..

نعم قد يكون في بعضهم مخايل تحب ، وفي بعضهم مخايل لا تحب ولكنهم في موضوع التربية سواء .

وهذه التربية ليس معناها أن نسموا بأهل المواهب إلى فوق …

ولكن أن نأخذ بيد العاجزين حتى نسيرهم إلى مرتبة المواهب وبذلك يمتاز المربي عن

قرب والله تعالى أعلم

من خواطر فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله .

دار
لا اله الا الله

مشكورة حبيبتى على الطرح الرائع

دار
دار
نورتي الموضوع
بارك الله فيكِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top