العباءة، 2024.

أبوظبي
هناء الحمادي:
العباءة، هذا الرداء الأسود الذي ترتديه المرأة، تتقلب مع تقلبات الموضة، لدى ارتفاع وانخفاض السوق تتفاوت أسعارها التي تفوق الخيال أحياناً، فتلك التي تحتوي على النقوش والفصوص البراقة والتصميم الغريب قد يصل سعرها إلى خمسين ألف درهم، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل ثمة فتيات كثيرات يبالغن في تفصيل العباءات، حيث يفصلن في شهر واحد أكثر من ثلاثة أطقم منها، وهي يرتفع سعرها مع ازياد مستوى اللمعان والبريق الذي تعكسه في أعين الناظرين، أما السبب فيعود، كما يقول الجميع، إلى ارتفاع أسعار الفصوص التي تدخل في تصميمها، كل ذلك من شأنه أن يؤثر على ميزانية الفتيات الباحثات عن الموضة، والمتباهيات في ما بينهن بعباءة جديدة كل يوم، كأنهن في حلبة منافسة «لأحلى عباءة».

مسميات عجيبة

عن ذلك تقول ميمونة أحمد: «أصبحت للعباءات مسميات غريبة مثل «الفراشة» و»الخفاش» و»البحرينية»، بل أصبحت هناك ظاهرة عجيبة تتمثل في موضة العباءات التي تحمل قصائد شعرية مزخرفة من الخلف، تبدأ من الأعلى حتى الأسفل». مشيرة إلى أنَّ أسعار العباءات باتت لا تطاق، لتسلقها السلم التصاعدي للأسعار كل بضعة أشهر، فمعظم العباءات يبدأ سعرها من الألف درهم، ثم يتجه صعوداً نحو آلاف الدراهم، مما يعني استنزافاً لرواتب العاملات اللاتي يبحثن عن الجديد في هذا المجال. تضيف ميمونة: «لفرط جمال العباءة أصبح بعض الفتيات عاجزات عن مقاومة لهيب الأسعار الذي أدخلهن في دائرة الديون والسلفيات البنكية». تتفق عايدة الطاهر مع ميمونة بالقول: الكثير من محال خياطة العباءة أصبح يبالغ في أسعار منتجاته، حيث وصل سعر العباءة إلى 3000 درهم، في حين يبلغ الحد الأدنى لتلك المميزة بقليل من التطريز بين الـ1500 والـ1700 درهم، حتى باتت معظم الفتيات تتجهن إلى المحال غير المشهورة لخياطة العباءة، بهدف الحفاظ على ميزانيتهن، لكنَّ المحل المميز برخص أسعاره لا يلبث أن يرفعها مدفوعاً إلى ذلك برواج اسمه كمحل معقول السعر، وما أن يبدأ الزحام على المحل حتى يقوم هو الآخر برفع أسعاره، وذلك لعدم وجود جهاز رقابة يحمي المستهلك من الاستغلال، وهكذا يسير الأمر وفق قاعدة:»نحن ندفع والخياط يرفع السعر».

أسعار جنونية

تؤيد شهد سيف كلام عايدة قائلة:»الفتيات بحكم طبيعة عملهن يبحثن دائماً عن الجديد في موضة العباءة، ودائماً هناك الموديلات المميزة التي تغوي بالاقتناء مهما بلغ ارتفاع السعر، كل ذلك يدفع الفتاة لأن تهتم أكثر بمظهرها، وإبداء الحرص على الظهور بصورة لائقة، خاصة بالنسبة للعباءة التي تمثل لها الأناقة». لكنَّ شهد تستنكر الأسعار المرتفعة التي باتت تقصم الظهور برأيها، فـ «العباءة السادة يتراوح سعرها ما بين الـ150 والـ 220 درهماً حسب نوع القماش المستخدم في صناعتها، أمَّا عند وضع بعض التطريز على الكمين فالسعر يتضاعف ليتجاوز الألف درهم، وبرغم ذلك تبقى الفتاة تبحث عن العباءة المميزة، دون أن تهتم بالفاتورة».

المحال الكبرى

من جانبها لولوه مبارك تجد أن الوضع بات لا يطاق، و»ليس من مخرج للفتاة سوى الانصياع لقرارات المحال الكبرى التي تمتاز بالتصميم الدقيق والمتميز للعباءات للمحافظة على أناقتها، بعكس المحلات ذات المستوى الضعيف، وهي تستخدم غالباً خامات رديئة سرعان ما يبهت لونها، والتي لا يتخطى عمرها الافتراضي فترة الأشهر الثلاثة». وفي نهاية الأمر، تقول لولوه، «لا يبقى أمام الفتاة سوى أن تلجأ إلى تلك المحلات التي تبالغ في السعر، من أجل أن تظهر بمظهر لائق أمام الجميع».

التلاعب بالأسعار

«كلٌّ يلعب على هواه، فهذا يعرض السلعة بسعر، في حين يعرضها الآخر بسعر آخر، هذا ما لاحظته ليلي جاسم التي تروي تجربتها بالقول: «عندما أذهب لتفصيل عباءات ألاحظ التناقض في الأسعار، فعلى الرغم من تشابه التصميم والتطريز للعباية بين المحل الأول والثاني، إلا أن التلاعب في السعر واضح». أمَّا السبب كما تقول ليلي فـ «يعود إلى الفتيات اللاتي يدفعن دون مفاصلة في السعر، والأمر لا يهمهن ما دام في المحفظة نقود». وتضيف ليلي: «رغم ارتفاع الأسعار فأنا ألاحظ هوساً جنونياً لدى في تفصيل العباءة، وقد تلجأَ إحداهنَّ إلى السلف من أخيها أو صديقتها لو لم يكن لديها المال، لمجرد تفصيل عباءة أعجبتها».

سياسة التصميم الواحد

تستغرب أم فهد عدم وجود رقابة على السوق، مما يدفع العديد من أصحاب المحال إلى تناسي الضمير والمغالاة في الأسعار، تحقيقاً للربح السريع، إذ «ليس من المعقول أن تصل أسعار العباءات إلى آلاف الدراهم، في حين تتولى المحال غير المشهورة خياطتها بأقل الأسعار، لكن ما أن يبدأ الناس بالتهافت على المحل الرخيص، حتى يقوم هو الآخر برفع أسعاره، فلا يبقى أمام الفتاة سوى مجاراة الوضع لغياب أجهزة الرقابة الفعلية، وضياع حق المستهلك». أيضاً تحمِّل نجلاء محمد الفتيات مسؤولية ارتفاع الأسعار، فقد «أصبحن يتباهين بلبس الأشكال المختلفة من العباءات، حيث تختلف نقوش وتطريز العباءة مع اختلاف المناسبات، وتختلف معها الشيل من السادة إلى الملونة والمطرزة، وبأسعار خيالية، خاصة عندما تحمل ماركات عالمية مشهورة». والغريب، وفق نجلاء، أنَّ بعض المحال يتبع «سياسة التصميم الواحد»، التي تعتمد على خياطة عباءات ذات تصميم منفرد، لا يمكن تكراره، ليبيع منتجاته بأسعار مرتفعة جداً تتراوح بين الثلاثة والسبعة آلاف درهم، للفتيات اللواتي يعشقن التميز والتفرد، وللأسف فإنَّ البعض يشجع تلك المحال على المغالاة في أسعارها سعياً وراء التباهي باسم المحل المعروف، وأسعاره المرتفعة ليعكس ذلك كلُّه صورة الفتاة الغنية.

عباءة كل أسبوعين

تتباهى نجود هاشم بأنَّها من النوع الذي يفصل عباءة كل أسبوعين. وتقول: أنا فتاة أحب متابعة الموضة، وخاصة العباءات التي تستنزف راتبي، حيث لايبقى منه في نهاية الشهر سوى ألفي درهم». وتضيف: «كلما ظهرت تقليعة جديدة في تصميم العباءة كنت من أوائل الفتيات التي يفصلنها، والكل يعرف هوسي بالعباءة، الذي لا تستطيع أي فتاة أخرى مجاراتي به، لا يهمني أن يأخذ ذلك جزءاً كبيراً من الراتب، المهم في نهاية الأمر أن تكون عباءاتي مميزة»

منقول

مشكووووره حبيبتي على الموضوع القيم

وبارك الله فيك

🙂

دار

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سلمت على النقل المتميز

لموضوع مهم وخطير

اللهم بارك لك ياغالية

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top