الصبر على الخوف 2024.

دار دار

دار

دار
دار

الأمن من أجل نعم الله تعالى التي امتن بها على عباده, قال تعالى : " لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)

سورة قريش .

فامْتنَّ اللهُ تعالى علَى أهلِ مكةَ بهاتَيْنِ النِّعْمَتَيْنِ، اللَّتَيْنِ تَقَرُّ بهما العَيْنُ، الإطعام بعد الجوع والأمن بعد الخوف, كَما امْتنَّ تعالى على أهلِ سبأٍ بالرِّزقِ الحلالِ، والأمنِ في الأيامِ واللَّيالي، فقالَ :" لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وشِمَالٍ، كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ، بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ، ورَبٌّ غَفُورٌ (15)سورة سبأ, وقالَ في الأمانِ: " وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القُرَى التي بَارَكْنَا فِيهَا قُرَىً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وأيَّاماً آمِنِينَ (18)

سورة سبأ.

فلا قيمة للحياة بدون أمن , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا.

أخرجه "البُخَارِي" ، في "الأدب المفرد"300 و"ابن ماجة"4141 و"التِّرمِذي" 2346 السلسلة الصحيحة " 5 / 408 .
دار

قال الشاعر :

أطار الخوف نومهم فقاموا * * * وأهل الأمن في الدنيا هجوع

ولكي تتحقق هذه النعمة فلا بد من وجود الإيمان والاستقامة , قال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)

سورة الأحقاف .

وقال: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)

سورة النور .

, قال تعالى : " الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)

سورة الأنعام .

قال الرازي : " إنه تعالى شرط في الإيمان الموجب للأمن عدم الظلم ، ولو كان ترك الظلم أحد أجزاء مسمى الإيمان لكان هذا التقييد عبثاً" .

تفسير الرازي 6/357.

والخوف بعد الأمن مصيبة من المصائب وبلية من الابتلاءات يجب الصبر عليها حتى ينال المؤمن جزاء الصابرين , والخوف هو انزعاج النفس وعدم اطمئنانها من توقع شيء ضار، فالنفس لها ملكات متعددة، وعندما يصيبها الخوف، فهي تعاني من عدم الانسجام، والخوف خور لا ضرورة له، لأنك إذا كنت تريد أن تؤمن نفسك من أمر يخفيك، فأنت تحتاج إلي أن تجتهد بأسبابك لتعوق هذا الذي يخيفك، أما إن استسلمت للانزعاج، فلن تستطيع مواجهة الأمر المخيف بكل ملكاتك، لأنك ستواجهه ببعض من الملكات الخائرة المضطربة، بينما أنت تحتاج إلي استقرار الملكات النفسية ساعة الخوف؛ حتى تستطيع أن تمد نفسك بما يؤمنك من هذا الخوف. أما إن زاد انزعاجك عن الحد، فأنت بذلك تكون قد أعنت مصدر الخوف على نفسك؛ لأنك لن تواجه الأمر بجميع قواك، ولا بجميع تفكيرك

دار

قال تعالى واصفاً حال نبيه موسى حينما خرج من مصر : " فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)

سورة القصص.

وقال واصفا حال الصديق رضي الله عنه وخوفه على النبي صلى الله عليه وسلم وهما في الغار : " إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)

سورة التوبة.

وقال في وصف المؤمنين في غزوة بدر وابتلاءهم بالخوف : " إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)

سورة الأحزاب.

وقال في وصف الكفار : " أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)

سورةالأحزاب .

فالخوف يجعل المرء غير مطمئن على نفسه ولا على حياته , ويجعله قلقا على ماله وولده ومستقبله فيغزوه الهم ويخالطه الكرب والغم .

لما صارت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز ولى عمر بن هبيرة بن سعد بن عدي الفزاري على الجزيرة ، واستمر على الجزيرة إلى خلافة يزيد بن عبد الملك فولاه إمارة العراق وخراسان، فلما مات يزيد بن عبد الملك واستخلف هشام، عزل هشام بن عبدالملك عمر بن هبيرة سنة 105هـ ، فقال عمر: سيولي هشام العراق أحد الرجلين، سعيداً الحرشي، أو خالد بن عبد الله القسري، فإن ولى ابن النصرانية يعني خالداً، فهو البلاء. فولى هشام خالداً العراق، فدخل مدينة واسط ، وقد أذن عمر بالصلاة، وقد تهيأ، واعتم، وبيده المرآة يسوي عمامته، إذ قيل له: هذا خالد قد دخل.فقال عمر: هكذا تقوم الساعة، تأتي بغتة.


فأتي بابن هبيرة إلى خالد بن عبد الله القسري وهو مغلولاً مقيداً ، فلما صار بين يدي خالد ألقته الرجال إلى الأرض؛ فقال: أيها الأمير، إن القوم الذين أنعموا عليك بهذه النعمة قد أنعموا بها علي من قبلك، فأنشدك الله أن تستن في بسنة يستن بها فيك من بعدك.ولكن خالدا أخذ عمر بن هبيرة فقيده، وألبسه مدرعة صوف، وأمر به إلى الحبس فقال له: يا خالد، بئس ما سننت على أهل العراق، أما تخاف أن تصرف فتبتلى بمثل هذا ؟ .
دار


فقد حبس القسري في سجن واسط * * * فتى شيظميا ماينهنهه الزجر

فتى لم ترببه النصـارى، ولم يكن * * * غداءا له لحم الخنازير والخمر

فلما طال حبسه، جاءه ولده ومواليه، فأمر ابن هبيرة غلمانه فاستأجروا داراً بجانب الحبس فحفروا له تحت الأرض سرداباً حتى خرج الحفر تحت سريره في الحبس، واكتروا داراً أخرى إلى جانب سور المدينة "مدينة واسط" فلما جاء الليل خرج من الحبس عن طريق السرداب الى الدار ، ثم خرج من الدار يمشي، حتى بلغ الدار التي إلى جانب السور، وقد نقب في السور نقب إلى خارج المدينة، وقد هيأت له خيل يداولها فركب وسار حتى بلغ دمشق بعد العتمة ، فأتى مسلمة بن عبد الملك ، فاستجار به فأجاره، واستوهبه مسلمة من هشام ابن عبد الملك فوهبه إياه. ، فأجاره ثم لم يلبث أن مات سنة سبع ومائة تقريباً.

وكان الفرزدق هجاء لعمر بن هبيرة فلما سجن ونقب له السجن وخرج قال في ذلك يمدحه:

ولما رأيتَ الأرض قد سدَّ ظهرُها * * * ولم تر إلا بطنَها لـك مخرجا

*دعوت الذي ناداه يونُسُ بعد ما * * * ثوى في ثلاث مظلمـات ففرّجا

فأصبحت تحت الأرض قد سِرْت ليلةً * * * وما سار سَارٍ مثلها حين أدلجا

وما احتال مُحتالٌ كحيلته التـي * * * بها نفسه تحت الصّريمة أولجـا

وظَلماء تحت الأرض قد خُضت هولَها* * * وليلٍ كلون الطيَلسانيّ أدْعجا


فقال ابن هبيرة ما رأيت أشرف من الفرزدق هجاني أميرا ومدحني أسيرا .

قال الشاعر :

هي الحياةُ بلا خوْفٍ ولا وجَلٍ * * * على العقيدةِ من طاغٍ وجلاّدِ

الأمنُ للدينِ والدنيا أمانُهما * * * فنعمةُ الأمنِ تتويجٌ لإسعادِ


مما قرأت
غير منقول

دار

دار دار
جزاك الله خير الجزاء على طرحك القيم
يعطيك الف عافيه
موضوع قيم أختاه
استمتعت كثيرا بقراءته
بارك الله فيك وأحسن إليك
دائما تمتعينا بكل ماهو مميز ومفيد

اللهم أمِّنّا في أوطاننا
وارزقنا الصبر الجميل عند الخوف

دار

دار
جزاك الله خير الجزاء
موضوع قيم ربي يسعد قلبك بالطاعة
طرح قيم بحق
كلمات تستحق التمعن في معانيها
ومحاسبة النفس المقصرة
جعــــله المــــولى في ميـــزان حســــــناتك
دام نبض قلبك ودام لنا جوهر انتقاءك
عطر الله إيامكِ بـ رياحين الجنة .. وظللكِ بـ أغصان بساتينها .. وسقاكِ من زلال كوثرها ..
سلمت أناملك وطابت روحك على طرحك المميز
يعطيك العافية
دمتِي بحفظ الله ورعايته ,,}}
دار

أختي في الله

اللهم حرم وجهها عن النار بسعي إلى رضاك
واجتناب معصيتك وطهر قلبها بذكرك ويسر أمرها لنيل مغفرتك
واجمعها بمن تحب في مستقر رحمتك

وجميع المسلمين ..

اللهم آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top