الزوجان في الإسلام الحقوق والواجبات 2024.

الزوجان في الإسلام الحقوق والواجبات

الزوجان في الإسلام الحقوق والواجبات

دار
تمثل الأسرة المسلمة لبنة أساسية في صرح المجتمع الإسلامي وحصنه المنيع، وتقوم الأسرة في المجتمع المسلم على دعامتين مهمتين هما الرجل والمرأة أو الزوج والزوجة، فشرعالإسلام ورسم حدودا واضحا لكل منهما، وجعل لكل منهما حقوقا وواجبات
تُمَثِّلُ الأسرة المسلمة لبنة أساسية في صرح المجتمع الإسلامي، وهي حصن هذا المجتمع وقلعته وصمام أمنه وأمانه.
وقد اعتنى الإسلام أعظم العناية بالأسرة، وشرع لها نظامًا دقيقًا مُحْكَمًا، بَيَّنَفيه حقوق وواجبات أفرادها، ونَظَّمَ معاملات الزواج، والنفقة، والميراث، وتربية الأولاد، وحقوق الآباء، كما غرس بينهم المحبَّةِ والمودَّة والرحمة؛ وذلك لأنَّ فيتقوية الأُسْرَةِ وضبط سلوك أفرادها تقويةً للمجتمع وضبطًا لحركته، ونشرًا للقيمالإنسانية والاجتماعية الرفيعة بين أبنائه، وهكذا يرتقي الإسلام بالمجتمع في صورةحضارية لا مثيل لها، ويبعد به عن الفوضى والتحلُّلِ الخُلُقي وضياع الأنساب.
دعائم الأسرة في الحضارة الإسلامية

دار
تقوم الأسرة في الحضارة الإسلامية على دِعامتين مهمَّتَيْنِ هما أساس تكوينها: الرجل والمرأة؛أي الزوج والزوجة، فهما الأساس في تكوين الأسرة وإنجاب الذُّرِّيَّة، وتناسُلِ البشريَّةالتي تتكَوَّن منها الأُمَّة والمجتمع؛ يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍوَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً} [النساء: 1]. ويقول أيضًا: {واللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [النحل: 72].
ولقد اعتنى الإسلام عناية فائقة بهاتين الدِّعامتين الأساسيتين، فوضع تشريعًا مُحْكَمًا للعَلاقات الزوجيَّة، ورسم حدودًا واضحة لكل واحد منهما بما له وما عليه، وقسَّمَ الأدوار بين الزوجين؛ ليقوم كل واحد منهما بدوره الكامل في بناء الأسرة، والمساهمة في بناء المجتمع الإنساني على امتداده.


فَسَنَّ الإسلام أوَّلاً أمر الزواج، وهدف من ورائه حفظ النوع الإنساني وإمداد المجتمعبأفراد صالحين يُستخلفون في الأرض، ويقومون بمسئولية البناء والإعمار التي هيمقتضى الخلافة فيها، وكذلك هدف من ورائه إلى حصانة الفرد والمجتمع من الرذيلة والتردِّي الأخلاقي؛ حتى إن الرسول r قال مخاطبًا الشباب: "يَامَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ".


ولمافَكَّر بعض الشباب في التفرُّغ للعبادة واعتزال النساء، زجرهم الرسول دارونهاهم عن ذلك، وهو ما جاء في القصة التي يرويها أنس بن مالك دار حيث يقول:جاء ثلاثة رهطٍ إلى بيوت أزواج النَّبيِّ r يسألون عن عبادة النبي دار،فلمَّا أُخْبِرُوا كأنَّهم تَقَالُّوهَا فقالوا: وأين نحن من النبي دار؛قد غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبه وما تأخَّر؟ قال أحدهم: أمَّا أنا فإنِّيأصلِّي الليل أبدًا. وقال آخر: أنا أصوم الدَّهر ولا أُفْطِرُ. وقال آخر: أناأعتزل النساء فلا أتزوَّج أبدًا. فجاء رسول الله r إليهم فقال: "أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ،وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي".
الرهبانية في العصر الحديث

دار
ولقدجَنَتِ الإنسانية على نفسها الكثير جَرَّاء هذا التفكير القاصر ممن ترهبنوا وحَرَّمُوا الزواج من تلقاء أنفسهم؛ حتى إن العقلاء في أوربا في العصر الحديث لمَّا رَأَوُا الرهبنة لا تُنْتِجُ إلاَّ الفساد في الظلام، حرموها بعد تجارِب خمسة عشر قرنًا من الاضطراب والخلل؛ حيث آل الأمر بالكثير من الكُهَّان والقساوسة،إلى ممارسة اغتصاب الأطفال من الذكور والإناث، حتى إنه شاع هذا في أوربا وأمريكا،واستقال أو فُصِلَ المئات منهم، واضطربت الكنيسة وفزعت لِهَوْلِ هذه الانحرافات والاعتداءاتالجنسية، وقد جَنَّبَنَا دينُنَا الحنيف هذا كله، وأراحنا من تجارِب بائسة ومن آلام مريرة.
دار

من أهداف الزواج

لقد هَدَفَ الإسلام من وراء الزواج حصول السكن النفسي للفرد؛ مما يجعله يُفرغ ما يعتملفي نفسه من مشاعر وعواطف تدفعه إلى العطاء والإبداع، ويُعَدُّ الزواج – أيضًا – ملاذًا لكلٍّ من الزوجين؛ يُفْضِي أحدهما إلى الآخر، ويكون له نِعْمَ الأنيس ساعة الوحدة،ونِعْمَ الجليس ساعة الغربة، قال الله سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، وبهذه الأركان الثلاثة الواردة في الآية (السكن والمودة والرحمة) تتحقَّق السعادة الزوجية التي أرادها الإسلام.
معايير اختيار الزوجين في الإسلام

دار
وقدأمر الإسلامُ الزوجين بأن يُحْسِنَ كلُّ واحد منهما اختيار صاحبه، فقالتعالى: {وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} [النور: 32]، وقال النبي دار – يأمر الزوجَ باختيار الزوجة الصالح ذات الدين: "تُنْكَحُ الْـمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا،فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ"[4]. وقال دار– كذلك يأمر الزوجة باختيار زوجها على نفس المعيار والأساس: "إِذَاخَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ؛ إِلاَّتَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ"[5].
ولاريب في أن هذا الاختيار وذاك الأساس من شأنه أن يَعُودَ بالنفع على المجتمع الإنساني؛ إذ من شأنه أن يُخْرِجَ جيلاً صالحًا هو ثمرة هذين الزوجين الصالحين؛لينشأ بعد ذلك في أسرة وَدُودَةٍ متحابَّة، تعيش في ظلِّ المبادئ والقيم الأخلاقية الإسلامية.
عقد الزواج في الشريعة الإسلامية

دار
ولمَّاكان عقد الزواج من العقود ذات الشأن الكبير؛ لَزِمَ أن تسبقه مقدِّمات تُمَهِّدُ له، وتضمن بقاءه ودوامه، بل إن الشريعة الإسلامية لم تعتنِ بمقدِّمات أي عقد منالعقود سواه، فقد اعتنت بها وجعلت لها أحكامًا خاصَّة، ومقدِّمَاتُ عقد الزواج هيما يُعْرَفُ بالخِطبة، وهي مرحلة تستهدف التفاهم والتقارب، وتُتيح للطرفين معرفةبعضهما بصورة أكبر، وعلى ضوء ذلك يتمُّ تحديد الاستمرار في مشروع الزواج أو العدو لعنه.


كماتشترط الشريعة الإسلامية لصحَّة عقد النكاح: وجوب إشهاره؛ والحكمة في ذلك أن لهشأنًا عظيمًا في نظر الإسلام؛ لما يُحَقِّقُهُ من المصالح الدينية والدنيوية، فهوجدير بأن يَظْهَرَ شَأْنُهُ ويُذَاعَ أَمْرُه؛ وذلك منعًا للظنون ودفعًا للشبهات.


هذا،وقد أحاط الإسلام عقد الزواج بأوثق الضمانات التي تَكْفُلُ سعادة الزوجين، وتأتيبالخير لأسرتيهما؛ فجعل الرجال قوَّامين على النساء بما أعطى كل واحد منهما منالإمكانات والقدرات، فقال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍوَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34]. وبهذه القوامة أوجب الإسلام مهرًا على الزوج، وجعله من حقِّ الزوجة، فقال تعالى: {وَآتُواالنِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4]. كما جعلمن حقوقها -أيضًا- النفقة عليها، ويُقْصَدُ به ما تحتاجه المرأة من طعام، وكسوة،وسكن، وعلاج، وغيره. وكذلك معاشرتها بالمعروف؛ لقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْـمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًاوَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19]. وفي مقابل ذلك جعل الإسلام للزوج على زوجته حقَّ الطاعة، وهو من أهم حقوقها عليه.
دار
وهكذا جعل الإسلام لكلٍّ من الزوجين حقوقًا نحو الآخر، وواجبات يُؤَدِّيهَا له، وطالبهما بحُسْنِ العشرة والاعتدال في المعاملة، والتعاون في الحياة المشتركة بينهما، ثم رسم الطريق القويم لعلاج ما قد ينشأ بينهما من خلاف ومشكلات، وشرع الطلاق أخيرًاحين يستعصي على الزوجين إقامة حدود الله، والوقوف على ما رسمه الشارع للسير في عَلاقة الزوجية


د. راغب السرجاني

دار

موضوع جميل ومهم غاليتي فالزواج رباط مقدس يستهين فيه الكثيرين ويقللون من اهميته مع العلم انه لايمكن للمجتمع ان يستقر الا بهذا الرباط
تقييمي واعجابي عزيزتي
موضوع رائع ،،تميزتي في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي

انتقاء جميل وهادف
بارك الله فيك
متألقة دوماً غاليتي
تقديري واحترامي لكِ.
حلو تسلمى
جزاك الله خيرا حبيبتى لروعة موضوعك..
ما شاء الله فوق الممتاااااااز..
جعله الله فى ميزان حسناتك..

احلى تقييم لاجمل مامى نور..دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.