الرد على من أفتى بأن صيام الست من شوال بدعة 2024.

الرد على من أفتى بأن صيام الست من شوال بدعة

الرد على من أفتى بأن صيام الست من شوال بدعة


دار


فائدة رقم (108) الرد على من أفتى بأن صيام الست من شوال بدعة وأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

((فائدة)) رقم (108)

(( بحث في غاية الأهمية في الرد على من أفتى بأن صيام الست من شوال بدعة وأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم!! ))

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :

فقد ابتلينا في الآونة الأخيرة _بعد غياب العلماء الكبار وبعد موت العلماء الربانيين كالإمام ابن باز والإمام الألباني والإمام ابن عثيمين وغيرهم رحمهم الله_ ابتلينا بمتفلسفين ومتطاولين على سنة النبي صلى الله عليه وسلم!! تصدروا الساحة وأصبحوا يهرفون بما لا يعرفون ويفتون ويحللون ويحرمون ويجوزون ويردون بعض المسائل في الشرع حسب مالذ لهم وطاب!! ومن هذه المسائل التي ردوها ولم يقبلوها!! مسألة صيام الست من شوال بل وجعلوها بدعة!! وقد اطلعت على هراء كثير لهم وأبحاث خاوية وجدل عقيم ومقالات عدة في بدعية هذا الأمر كما زعموا!! وكان من بين تلك المقالات التي اطلعت عليها ، المقال الذي كتب في جريدة المدينة العدد 15185 يوم الجمعة بتاريخ 1445/10/7 هـ ، تحت عنوان (صيام الستة أيام من شوال فيه أقوال!!) للكاتب : (جميل بن يحيى خياط) والذي يرى فيه أن هذا الصيام ليس من السنة!! وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصمه!! بل وما صامه أحد من الصحابة!! واعتمد في ذلك على رأي الإمام مالك وما نقله العلامة ابن القيم _رحمهما الله_ في شرح سنن أبي داود ، مع أنه لم يكن أمينا في النقل!! وأن ابن القيم رحمه الله نفسه رد على من يضعف هذا الحديث!! كما سأبينه إن شاء الله ،

وعليه ، ومن باب الذب والدفاع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم أقول وبالله التوفيق : ثبت في صحيح الإمام مسلم رحمه الله عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر )

وثبت أيضا ـ وهذا مما خفي على الكاتب ـ في سنن ابن ماجة والنسائي وابن خزيمة وابن حبان عن ثوبان رضي الله عنه قال قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة ، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) وهو حديث صحيح ، فالكاتب غفر الله لنا وله اغتر بقول بعض الأئمة أن سعد بن سعيد بن قيس ضعيف! وما علم أن البخاري استشهد به في الجامع الصحيح! وروى له أيضا في الأدب المفرد! وما علم أن ابن حبان وثقه! وما علم أن ابن عدي قال : له أحاديث صالحة! وقال : لا أرى بحديثه بأس! وما علم أن محمد بن سعد _صاحب الطبقات_ قال : كان ثقة قليل الحديث! وما علم أن يحيى بن معين قال عنه : صالح! كما ذكر ذلك الحافظ المزّي في تهذيب الكمال وغيره ،

ولم يعلم هذا الكاتب _غفر الله لنا وله_ أن لهذا الحديث عدة شواهد تزيده قوة وصحة ـ وإن كانت رواية مسلم وحدها تكفي ـ فمن هذه الشواهد ما ذكرته آنفا عن ثوبان رضي الله عنه ، ومنها أيضا ما رواه ابن ماجة والنسائي ، ولفظه

( جعل الله الحسنة بعشر أمثالها ، فشهر بعشرة أيام وصيام ستة أيام بعد الفطر تمام السنة )

ومنها أيضا ما رواه ابن خزيمة في صحيحه ، ولفظه (صيام شهر رمضان بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بشهرين فذلك بصيام السنة )
ومنها أيضا ما رواه ابن حبان في صحيحه ، ولفظه ( من صام رمضان وستا من شوال فقد صام السنة )
ومنها أيضا ما رواه البزار في مسنده بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال :

رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر )

ولولا الإطالة لتقصيت طرق الحديث بأكملها! ولكن أحيلكم على أشهرها ويراجع الحديث بشواهده في : مسلم 3/169 وأبي داود 2433 والترمذي 1/146 والدارمي 2/21 وابن ماجه 1716 وابن أبي شيبة 2/342 والطحاوي في مشكل الآثار 3/117ـ 119 والبيهقي 4/292 والطيالسي 594 ومسند أحمد 5/417ـ 419 وابن حبان 928والخطيب البغدادي 2/362

ولهذا قال العلامة الإمام الطحاوي رحمه الله ما نصه : ( هذا الحديث لم يكن بالقوي في قلوبنا من سعد بن سعيد ورغبة أهل الحديث عنه! حتى وجدناه قد حدث به عن عمرو بن ثابت وصفوان بن سليم وزيد بن أسلم ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد ربه بن سعيد الأنصاري ثم ساق أسانيده إليهم بذلك ، انظر مشكل الآثار 3 _ 117 _ 119 .

وقال العلامة الإمام الألباني رحمه الله : فصح الحديث والحمد لله وزالت شبهة سوء حفظ سعد بن سعيد بن قيس!!

وقال العلامة الإمام النووي رحمه الله : في شرحه على صحيح مسلم ، بعد أن ساق كلام الإمام مالك الذي اغتر به الكاتب ما نصه : إذا ثبتت السنة لا تترك لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها ، وقولهم قد يظن وجوبها ينتقض بصوم عرفة وعاشوراء وغيرها من الصوم المندوب ، انتهى كلامه ، وانظر الشرح 56/8

أما الإمام الزرقاني فيلتمس العذر للإمام مالك ويقول : قال شيوخنا إنما كره مالك صومها مخافة أن يلحق الجهلة برمضان غيره ، أما صومها على ما أراده الشرع فلا يكره ، وقيل لم يبلغه الحديث أولم يثبت عنده! انظر شرح الزرقاني على موطأ مالك
202/2

قلت : وكذلك أيضا النهي عن صوم يوم الجمعة مفردا فإنه لم يبلغ الإمام مالك رحمه الله!! وهو الذي قال :
( كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر ) يعني النبي صلى الله عليه وسلم! فلا مانع أيضا أن يؤخذ من قول الإمام مالك رحمه الله ويرد وهذا هو الإنصاف!!

وأما كلام ابن القيم الذي أشرت إليه آنفا فإن الكاتب جمال بن يحي خياط _عفا الله عنا وعنه_ لم ينقله بتمامه!! فدلس على القراء بذلك ، بل وأوهم القراء أن ابن القيم يضعف حديث صيام الست من شوال!!

وإليك كلام الإمام ابن القيم رحمه الله ، حيث قال مانصه : وهذه العلل ـ وإن منعته أن يكون في أعلى درجات الصحة ـ فإنها لا توجب وهنه وقد تابع سعدا ويحي وعبد ربه عن عمر بن ثابت وعثمان بن عمرو الخزاعي عن عمر بن ثابت ذكره ابن حبان في صحيحة وأبو داود والنسائي فهؤلاء خمسه : يحي ، وسعيد ، وعبد ربه ، بنو سعيد ، وصفوان بن سليم ، وعثمان بن عمرو الخزاعي ، كلهم رووه عن عمرو فالحديث صحيح ، انتهى كلامه رحمه الله .

فلماذا لم ينقله الكاتب؟!!

وساق ابن القيم رحمه الله الطرق والشواهد كلها! انظره في شرح سنن أبي داود 3/ 308 _ 318 ، وراجعه فهو مبحث نفيس جدا!
ولولا الإطالة وخشية الملل من القراء لأوردت الشواهد والطرق والمتابعات بأكملها ، وأوردت كلام العلماء قديما وحديثا ، ولكني آثرت الإقتصار على ما ذكرت وفيه كفاية إن شاء الله لمن يريد الحق في هذه المسألة.

وأخيرا أنصح أخي الكاتب جميل بن يحي خياط وغيره الذين يتجرأون على السنة والأحاديث أن يتقوا الله ويعيدوا النظر ولا يستعجلون في الأحكام الشرعية! وألا يتجرأون أيضا على الفتوى بلا علم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من أفتى فتيا بغير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه )
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله لايقبض العلم ينتزعه انتزاعا من صدور العلماء ولكن يقبضه بموت العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )
وهما حديثان صحيحان عظيمان!!
وكم من مريد للحق لم يصبه كما قاله بن مسعود رضي الله عنه .
وأخيرا : عفا الله عنا وعن الكاتب وعن جميع المسلمين ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يهدينا للحق وإلى الصراط المستقيم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبه خادم السنة
(د.أحمد بن محمد العمودي)
1445/10/8 هـ
دار


الرد على من أفتى بأن صيام الست من شوال بدعة

الرد على من أفتى بأن صيام الست من شوال بدعة

جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

دار

جزاك الله كل خير وجعله بميزان حسناتك
دار
جزاك الله كل خير
دار

ج

شكرا لك
بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله خير الجزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.