أم عماره 2024.

أم عماره (نسيبه بنت كعب)

عن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله صلى الله علية و سلم يقول في شأن أم عمارة يوم أحد :
(لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان و فلان ما التفت يمينا و شمالا إلا و أراها تقاتل دوني)
أسرتها :
هى نسيبة بنت كعب بن عمرو الأنصارية الخزرجية النجارية و كنيتها ام عمارة .
أخوها عبد الله بن كعب احد المجاهدين الذين شهدوا بدرا ، و الثاني ابو ليلى عبد الرحمن بن كعب.
تزوجت بزيد بن عاصم فولدت منه ابنيها حبيبا و عبد الله ، المؤمنين المجاهدين. و خلف عليها من بعده غزية بن عمرو فولدت له تميما و خولة.
إسلامها :
أسلم جماعة من الأوس و الخزرج على يد رسول الله في موسم الحج ، و عادوا إلى قومهم فانتشر الإسلام بينهم ، و كانوا يلتقون برسول الله في كل موسم عند العقبة بمكة يوصيهم و يبايعهم ، حتى كان العام الثالث لهم فتواعدوا عند العقبة ( كانوا ثلاثة و سبعون رجلا و امرأتان ) . فبايعوا النبي عليه السلام و كانت المرأتان اللتان شرفهما الله بهذه البيعة هما : أم عمارة و أم منيع أسماء بنت عمرو .
و روى الواقدي عن أم عمارة قالت : كانت الرجال تصفق على يدى رسول الله ليلة العقبة و العباس أخذ بيده ، فلما بقيت أنا و أم منيع نادى زوجي غزية بن عمرو : يا رسول الله .. هاتان امرأتان حضرتا معنا تبايعانك ، فقال : قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه ، إني لا اصافح النساء .
شخصيتها :
كانت طموحة عالية الهمة ،و تريد ان تثبت للمرأة المسلمة مكانها بجوار الرجل المسلم. فهي لم يكن إسلامها تقليدا لأسرة ، و لا تبعية لزوج ، و لكنه كان إسلام العقل و القلب و الإرادة ، فوهبت نفسها لهذا الدين الذي أمنت به ، تعمل به و تعمل له ، و تجاهد في سبيله .
و كأنها لم يرض طموحها أن يتحدث القرأن إلي الرجال و تأتي المرأة تبعا ، فأتت رسول الله تقول له : يا رسول الله … ما أرى كل شىء إلا للرجال ، و ما أرى النساء يذكرن في شىء . فاستجاب الله لها ، و نزل أمين السماء إلى أمين الأرض بقرأن يتلى و يسجل فيه موقف المرأة إلى جانب الرجل صراحة لا ضمنيا ، و قصدا لا تبعا .
قال تعالى : (( إن المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات و القانتين و القانتات و الصادقين و الصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات و الصائمين و الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات اعد الله لهم مغفرة و أجرا عظيما ))
جهادها :
حضرت معظم الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، تخدم المجاهدين ، و تحرض المقاتلين ، و تثبت المترددين ، و تقوم على الجرحى ، و تحمل الماء للعطاش ، فإذا جد الجد أو أنفرط العقد ، و ناداها الموقف شهرت سلاحها و قاتلت قتال الأبطال ، و ثبتت ثبات الجبال .
شهدت غزوة أحد هى و زوجها و ابناها ، و معها شن لتسقي الجرحى ، و رات انتصار المسلمين في الجولة الاولى حتى غلب الضعف الإنساني على نفوس طائفة أستهوتهم الغنائم و أرادوا الدنيا ، وتركوا اماكنهم التي عينها لهم رسول الله فتحول ميزان المعركة ، و اتى المسلمون من خلفهم ، و اضطربت الصفوف . و في هذه اللحظات الرهيبة لم ينخلع قلب أم عمارة من هول الصدمة ، و لم يكن سلاحها الصراخ أو الدموع . لقد قاتلت و ابلت بلاء حسنا و هى حاجزة ثوبها على وسطها واقفة بين يدي الرسول تتلقى الضربات و السهام ، حتى جرحت اثنى عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف . و لما اقبل ابن قميئة لعنه الله يريد النبي كانت فيمن أعترض له ، فضربها على عاتقها ضربة صار لها فيما بعد ذلك غور أجوف ، و ضربته هى ضربات .
و لقد ذكر الرسول فضلها ، فقال : (( لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان و فلان ما التفت يمينا و شمالا إلا و أراها تقاتل دوني )) و قال لأبنها عبد الله : (( بارك الله عليكم أهل البيت …مقام أمك خير من مقام فلان و فلان ، و مقام ربيبك ( يعني زوج أمه ) خير من فلان و فلان ، و مقامك خير من مقام فلان و فلان ، رحمكم الله أهل البيت )) .
و قالت أم عمارة : أدع الله أن نرافقك في الجنة .
قال : الهم أجعلهم رفقائي في الجنة .
قالت : ما أبالي بعد ذلك ما أصابني من الدنيا .
و في الحديبية …حين بلغ المسلمين أن عثمان قتلته قريش ، وقف النبي يعلن في أصحابه : إن الله أمرني بالبيعة ، فأقبل الناس يبايعونه متزاحمين حتى تداكوا، فما بقى لهم متاع إلا وطئوه ، ثم لبسوا السلاح و هو معهم قليل ، و قامت أم عمارة إلى عامود كانت تستظل به فأخذته بيدها ، و جعلت منه سلاحا ، و شدت سكينا في وسطها .
و في حنين حين انكشف المسلمون نرى منظرا عجبا ، امرأتين من الأنصار تقفان موقفا رائعا : أم سليم معها خنجر قد حزمته في وسطها و هى يومئذ حامل بابنها عبد الله ، و أم عمارة تصيح بقومها الأنصار : أى عادة هذه ؟ ما لكم و للفرار ؟ و شددت على رجل من هوازن فقتلته و أخذت سيفه.
و في معركة اليمامة و حتى بعد إنتقال النبي إلى الرفيق الأعلى لم تهدأ و لم تستريح ، فلقد ذاقت حلاوة الجهاد و لذة الكفاح ، فأبت إلا أن تشارك المجاهدين في حرب المرتدين المتمردين في عهد الصديق أبي بكر ، و شهدت معركة اليمامة مع خالد بن الوليد ضد مسيلمة الكذاب و الذي هو قاتل إبنها حبيب عندما بعثه النبي إلى مسيلمة برسالته فكان إذا قال له : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، فإذا قال : أتشهد أني رسول الله ؟ سكت و قال : أنا أصم لا أسمع . و فعل ذلك مرارا فغاظ ذلك اللعين الكذاب ، فما كان منه إلا أن قتله و قطعه عضوا عضوا ، مخالفا بذلك التقاليد المرعية أن الرسل لا تحبس و لا تقتل.
فلقد أستبسلت أم عمارة في المعركة و إلى جانبها ابنها عبد الله ، و شاء القدر أن يلتقي سيفه و حربة وحشي على مسيلمة ، فأطاحا بالملعون و ارتاحت الأرض من شره .
أما أم عمارة فقد قطعت يدها ، و جرحت بضع عشرة جرحا أخر تضاف إلى جراحها القديمة ، و بقيت أثارها في جسدها مفخرة ناطقة لها خاصة و للمرأة المسلمة عامة .

دار

جزاك الله خير حبيبتي لمروك الرائع دوما

مشكوره حبيبتي الجوري موضوعك رائه
في انتطار المزيد

اسعدني مرورك الغالي نهوله
جزاك الله الف خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top