حكمة مشروعية الحج والعمرة 2024.

دار

مقدمة
أكد فضيلة الشيخ عبد الله بن صالح القصير الداعية المعروف ومستشار الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية بأنه لا يجوز للمرأة السفر إلى الحج ولا غيره من الأسفار إلا بوجود محرم، مشيراً إلى أن كثرة النساء في حملات الحج لا تجيز للمرأة أن تسافر من دون محرم فإن النساء ولو كثرن لسن محرماً للمرأة
وقال في معرض حوارنا معه أن من أراد الحج عليه أن يتعلم كيفية إحرامه وحجه، وأن يتخلص من حقوق الناس قدر الاستطاعة وأن يخلص لله تعالى قصده
وبيّن الشيخ القصير الحكمة من مشروعية الحج والعمرة وآداب وأحكام الراغب في الحج، وسلوك الحاج، وزيارة مسجد الرسول للحاج وفيما يلي نص الحوار

دار
ما حكمة مشروعية الحج والعمرة، وإلى أي شيء ترمز هذه العبادة؟

– من حكمة مشروعية الحج والعمرة اتباع ملة إبراهيم عليه السلام والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وتعظيم البيت الحرام وعمارته، وإقامة ذكر الله تعالى في تلك المشاعر والمناسك العظام، قال صلى الله عليه وسلم -إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة والوقوف بعرفة ورمي الجمرات لإقامة ذكر الله-، وترمز هذه العبادة إلى إخلاص التوحيد لله عز وجل والاتباع المطلق للنبي صلى الله عليه وسلم أكمل وأشرف مرسل وكمال الذل والخضوع لله تعالى وتحرير العقلاء من الخرافة والوثنية

دار
الحج بالاستطاعة
– هل يجب أداء الحج فور الاستطاعة، أم يجوز تأخيره؟
– الراجح وجوب أداء الحج فور الاستطاعة، وذلك لأن الأصل في الأوامر الشرعية الفورية إلا من مانع؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم بادر حين فرض عليه الحج، وكان ذلك في سنة تسع على الراجح إلى أداء الحج، فحج في السنة العاشرة حجة الوداع ،ولم يتمكن من الحج سنة تسع لوجود من يحج ويطوف من العراة وغير ذلك من الأعذار المقررة عند أهل العلم فأناب الصديق رضى الله عنه وأمّره على الحجيج سنة تسع، وأنفذ معه علياً رضى الله عنه يؤذن الناس ببراءة، وألا يحج العام أي قبل السنة العاشرة مشرك ولا يطوف بالبيت عريان تهيئة لمقدم النبي صلى الله عليه وسلم

دار
علم وإخلاص
– هل هناك آداب وأحكام ينبغي مراعاتها قبل التوجه لأداء فريضة الحج؟
– ينبغي لمن أراد الحج أن يتعلم كيفية إحرامه وحجه وأن يتخلص من حقوق الناس قدر استطاعته، وأن يخلص لله تعالى قصده، وأن يختار الرفقة الطيبة التي تعينه على بر حجه، وتنشطه في طاعة ربه، وأن يتزود لحجه، ويترك لأهله نفقة كافية من كسب طيب، وأن يغتنم فرصة وجوده في البلد الحرام والمشاعر العظام في كثرة الطاعات، والإحسان بالصدقات، والتفقه في الدين والدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح للمسلمين ومراعاة حرمة البلد الحرام وأصل ذلك إخلاص التوحيد وكثرة ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات المكتوبة واجتناب محظورات الإحرام والحذر مما ينقص ثواب الحج ويجلب الآثام

دار
– هل يجوز للمرأة أن تسافر دون محرم، لأداء الحج علماً بأنه يوجد في الحملة كثير من النسوة؟
– الصحيح أنه لا يجوز للمرأة السفر إلى الحج ولا غيره من الأسفار إلا بوجود محرم وهو من تحرم عليه على التأبيد لنسب أو سبب مباح لنهي النبي صلى الله عليه وسلم المرأة أن تسافر إلا ومعها محرم، وعليه فكثرة النساء في الحملة لا تجيز للمرأة أن تسافر من دون محرم، فإن النساء ولو كثرن لسن محرماً للمرأة

دار
فرحة الحج
– جرت العادة بأن يستقبل الناس الحجاج بالفرح والترحاب، فهل لذلك أصل في السنة؟
– استقبال الحجاج بالفرح والترحاب الذي لا يخالطه منكر جائز بل مشروع فإنه من السنة الحفاوة بالوافد والقادم من سفر والضيف ونحوهم ، والأحاديث الصحيحة في إكرام الضيف وأنه من خصال الإيمان معروفة كقوله صلى الله عليه وسلم -من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه- ولما روى ابن ماجة رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال -ما توطن مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم- والمراد بقوله -تبشبش- تلقيه ببره وتقريبه والكرامة له، وهذا هو الشاهد، فإن من المروءة تلقي الغائب عند قدومه بالترحاب والسرور والإكرام كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم في استقبال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما قدم من الحبشة وقال -لا أدري بأيهما أسر بقدوم جعفر، أم بفتح خيبر-

دار
ليست من المناسك
– يلحظ قيام بعض الحجاج بزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بعد أداء منسك الحج
اعتقاداً منهم بأن ذلك متمم لأداء النسك فما الرؤية الشرعية لذلك؟
– زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة، فإن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم تضاعف فيه الصلاة فتعدل ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وما بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وبيته روضة من رياض الجنة، ومسجده صلى الله عليه وسلم عبر العصور من مواطن الفقه في الدين ومعرفة السنة مع ما يتيسر لمن تمت له زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من زيارة مسجد قباء، وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم ، وقبري صاحبيه، وزيارة قبور الصحابة والشهداء من غير شد رحل، وهؤلاء هم أفضل أتباع الأنبياء والمرسلين على الإطلاق، ولكن ينبغي أن يعلم أن زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لا علاقة لها بمناسك الحج والعمرة مطلقاً، لكنَّ المسلمين الذين يفدون لأداء المناسك من بلاد بعيدة يغتنمون فرصة القرب من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيزورونه قبل الحج والعمرة أو بعدهما استفادة من فرصة القرب لتحصيل فضيلة الزيارة واعتقاد أن زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم متممة للمناسك بدعة منكرة يجب إنكارها وزجر من اعتقدها بما يردعه إذا قدر عليه

دار
– هل يشترط إذن الزوج في الحج؟
– إذا استطاعت المرأة حج بيت الله الحرام شرع لها أن تستأذن زوجها ويجب عليه الإذن لها ما لم يمنع مانع شرعي، فإن لم يأذن لها حجت فريضتها إذا تيسر لها المحرم ولو بدون إذنه، فإنه حق الله عليها مقدم على حقه، وليس لأحد أن يمنع أحداً عن أداء فريضة الله عليه، فإن منعه فلا طاعة له فإنه لا طاعة لأحد من الخلق في معصية الخالق جل وعلا إنما الطاعة بالمعروف

دار
سلوك الحاج
– ما الذي ينبغي أن يكون عليه سلوك الحاج في رحلة الحج؟
– ينبغي للحاج في رحلة الحج مما ينبغي للمسلم عموما من حسن الخلق، وكف الأذى وتحمل الأذى، وبذل المعروف والاشتغال بما ينفع والعناية بأداء الفرائض واجتناب المحارم وأداء المناسك على أكمل وجه يستطيعه، ومراعاة حرمة الحرم، والمناسك، وحرمات المسلمين

دار
– ما مواقف الدعاء في الحج؟
– الحج كله موطن دعاء، فإنما شرعت مناسك الحج والوقوف بمشاعره من أجل ذكر الله تعالى ودعائه والافتقار إليه فينبغي أن يشتغل الحاج حال أدائه المناسك بذكر الله تعالى ودعائه والثناء عليه بما هو أهله وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه رافعاً يديه متوجهاً للقبلة في ستة مواطن هي على الصفا وعلى المروة وفي عرفات وفي المشعر الحرام وعند الجمرة الصغرى وعند الجمرة الوسطى وأيام التشريق بعد الفراغ من رميهما

دار
ومن الحج ايضا
الْحَجُّ وَاجِبٌ عَلَى الْأَحْرَارِ الْبَالِغِينَ الْعُقَلَاءِ الْأَصِحَّاءِ إذَا قَدَرُوا عَلَى الزَّادِ وَالرَّاحِلَةِ فَاضِلًا عَنْ الْمَسْكَنِ وَمَا لَا بُدَّ عَنْهُ , وَعَنْ نَفَقَةِ عِيَالِهِ إلَى حِينِ عَوْدِهِ وَكَانَ الطَّرِيقُ آمِنًا ) وَصَفَهُ بِالْوُجُوبِ وَهُوَ فَرِيضَةٌ مُحْكَمَةٌ ثَبَتَتْ فَرْضِيَّتُهُ بِالْكِتَابِ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ } الْآيَةَ ( وَلَا يَجِبُ فِي الْعُمْرِ إلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً ) { لِأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قِيلَ لَهُ الْحَجُّ فِي كُلِّ عَامٍ أَمْ [ ص 70 ] مَرَّةً وَاحِدَةً ؟ فَقَالَ لَا بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً فَمَا زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ } , وَلِأَنَّ سَبَبَهُ الْبَيْتُ وَإِنَّهُ لَا يَتَعَدَّدُ فَلَا يَتَكَرَّرُ الْوُجُوبُ , ثُمَّ هُوَ وَاجِبٌ عَلَى الْفَوْرِ عِنْدَ أَبِي يُوسُفَ رَحِمَهُ اللَّهُ
وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ وَعِنْدَ مُحَمَّدٍ وَالشَّافِعِيِّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ عَلَى التَّرَاخِي لِأَنَّهُ وَظِيفَةُ الْعُمْرِ فَكَانَ الْعُمْرُ فِيهِ كَالْوَقْتِ فِي الصَّلَاةِ وَجْهُ الْأَوَّلِ أَنَّهُ يَخْتَصُّ بِوَقْتٍ خَاصٍّ وَالْمَوْتُ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ غَيْرُ نَادِرٍ فَيَضِيقُ احْتِيَاطًا , وَلِهَذَا كَانَ التَّعْجِيلُ أَفْضَلَ , بِخِلَافِ وَقْتِ الصَّلَاةِ لِأَنَّ الْمَوْتَ فِي مِثْلِهِ

سلمت يمينك
اخطاء ترد بالحج واحكام مهمه للحج
جزاك الله خير لتوضيحها
لاحرمك الله الاجر
تقبلي ودي وامتناني

بارك الله فيك
وجعل ما تقدميه من موضوعات
في ميزان حسناتك
ويجمعنا بك والمسلمين في جنات النعيم
دمت بخير

بارك الله فيك
شكرآ جزيلا لك
على الموضوع الرائع و المميز

دار

بارك الله فيك
وجعل ما تقدميه في ميزان حسناتك
فجزاكي الله كل خير
دمت بوددار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.